الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-06-2023, 02:24 AM | #197 |
| تابع – الغيرة 6- أمر المرأة بعدم الخضوع بالصوت: وهو النهي عن لين الكلام لئلا يطمع أهل الخنى فيهن قال الله عز و جل: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]. قال السدي وغيره: يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال. و قال السعدي مفسرا المرض: أي مرض شهوة الحرام فإنه مستعد ينتظر أدنى محرك يحركه لأن قلبه غير صحيح فإن القلب الصحيح ليس فيه شهوة لما حرم الله فإن ذلك لا تكاد تميله ولا تحركه الأسباب لصحة قلبه وسلامته من المرض بخلاف مريض القلب الذي لا يتحمل ما يتحمل الصحيح ولا يصبر على ما يصبر عليه فأدنى سبب يوجد ويدعوه إلى الحرام يجيب دعوته ولا يتعاصى عليه فهذا دليل على أن الوسائل لها أحكام المقاصد فإن الخضوع بالقول واللين فيه في الأصل مباح ولكن لما كان وسيلة إلى المحرم منع منه ولهذا ينبغي للمرأة في مخاطبة الرجال أن لا تلين لهم القول ولما نهاهن عن الخضوع في القول فربما توهم أنهن مأمورات بإغلاظ القول دفع هذا بقوله: ﴿وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ أي غير غليظ ولا جاف كما أنه ليس بلين خاضع وتأمل كيف قال: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ ولم يقل: «فلا تلن بالقول» وذلك لأن المنهي عنه القول اللين الذي فيه خضوع المرأة للرجل وانكسارها عنده والخاضع هو الذي يطمع فيه بخلاف من تكلم كلاما لينا ليس فيه خضوع بل ربما صار فيه ترفع وقهر للخصم فإن هذا لا يطمع فيه خصمه. 7- وقاية المحصنين والمحصنات من الاتهام: قال الله عز و جل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، وعن النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» وعد منها: «قَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ» وأيضا شرع حد القذف على قاذف المحصنين والمحصنات، فقال الله عز و جل: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 4-5]. وينقسم بنو آدم في غيرتهن أربعة أقسام: 1- قوم لا يغارون على حرمات الله بحال ولا على حرمها: مثل الديوث والقواد وغير ذلك ومثل أهل الإباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ومنهم من يجعل ذلك سوكا وطريقا: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [ الأعراف: 28 ]. 2- وقوم يغارون على ما حرمه الله وعلى ما أمر به: مما هو من نوع الحب والكره يجعلون ذلك غيرة فيكره احدهم من غيره أمورا يحبها الله ورسوله ومنهم من جعل ذلك طريقا ودينا ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما أحبه الله ورسوله غيرة. 3- وقوم يغارون على ما أمر الله به دون ما حرمه: فنراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها بل يبغضون الصلوات والعبادات كما قال الله عز و جل فيهم: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [ مريم: 59 ]. 4- وقوم يغارون مما يكرهه الله ويحبون ما يحبه الله: هؤلاء هم أهل الإيمان ( يتبع ) |
|
17-06-2023, 02:24 AM | #198 |
| تابع – الغيرة ونحن في مجتمعاتنا المسلمة لا زلنا خيرا من غيرنا في هذه المسالة، وإن كان بعض الناس قد قصروا تقصيرا بينا.فترى أحدهم يكون في سيارته فتنزل زوجته وتتمادى في محادثة وكان من الأولى مرافقته لها. ومن مظاهر ضعف الغيرة : 1- ما يقع من فعل الفاحشة بالمحارم أو المتاجرة بأعراضهن: وقد جاء من الوعيد الشديد على الدياثة ما يطير منه فؤاد المؤمن خوفا ورهبة، فعن عَبْد الله بْن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله قال صلى الله عليه و سلم: «ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ». لفظ الحديث عند النسائي: «ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ الله سبحانه وتعالى إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى» قال السندي: (وَالدَّيُّوث) وَهُوَ الَّذِي لَا غَيْرَة لَهُ عَلَى أَهْلِهِ. و قال المناوي: والديوث فيعول من ديثت البعير إذا دللته ولينته بالرياضة فكأن الديوث ذلل حتى رأى المنكر بأهله فلا يغيره ورجلة النساء بفتح الراء وضم الجيم وفتح اللام أي المتشبهة بالرجال في الزي والهيئة لا في الرأي والعلم فإنه محمود، وقال الذهبي فيه أن هذه الثلاثة من الكبائر قال فمن كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها فهو دون من يعرس عليها ولا خير فيمن لا غيرة فيه 2- تساهل كثير من الرجال في ركوب نسائه متبرجات متعطرات مع السائق: أو سيارة الأجرة بلا محرم، أو سفرهن بدون محرم. 3- تساهل بعض الرجال في ذهاب نسائه إلى الطبيب الرجل ليكشف على عوراتهن: بل وأحيانا العورة المغلظة، بدعوى الحاجة إلى العلاج مع عدم مراعاة الضوابط الشرعية، ومنها: الحاجة إلى التداوي، وألا يلجأ إلى الطبيب الرجل إلا إذا عدمت الطبيبة، وألا يلجأ إلى الطبيب الكافر إلا إذا عدم الطبيب المسلم، وأن يكون الكشف بحضور محرم المرأة لعموم تحريم الخلوة والأمر هنا أشد، وأن يقتصر الكشف على موضع الحاجة فقط دون غيره. 4- تصوير النساء في الأعراس: فيقوم ذوو العروسين بتصويرهما في ليلة زواجهما، وتنتقل هذه الصور بين الرجال والنساء، فتنكشف العروس للرجال الأجانب. 5- انتشار الألبسة الفاضحة في أوساط النساء: كالألبسة العارية والبنطلونات التي تصف جسد المرأة، بل وحتى العباءة وغطاء الرأس لم يسلما من الحملة الشرسة على شخصية المرأة المسلمة في لباسها وحشمتها وعفافها. 6- ما يحدث في بعض المجتمعات والأسر من اختلاط الأقارب: وعدم احتجاب المرأة عن أقارب زوجها. 7- السفر غير المنضبط إلى الدول التي لا تحترم التي لا تلتزم بأحكام اللباس الشرعي: ولا بآداب الحجاب، مما يعرض النساء للاختلاط المحرم، ويزيد الأمر سوءا وفحشا حين يكون ذلك برضا من وليهم وربما بأمره. ( يتبع ) |
|
17-06-2023, 02:26 AM | #199 |
| تابع – الغيرة ومن أسباب ضعف الغيرة 1- المعاصي: فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي، وبقدر إيمان العبد تكون غيرته وتعظيمه حرمات ربه، ومثل المعصية والغيرة كمثل الماء والنار، فكلما هاجت أمواج المعصية خبت نار الغيرة في القلب. وقد تكلم ابن القيم رحمه الله عن عقوبات المعاصي فقال: «ومن عقوباتها أنها تطفي من القلب نار الغيرة التي هى لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن فإن الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم قدر وهمة أشدهم غيرة علي نفسه وخاصته وعموم الناس، ولهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم أغير الخلق علي الأمة والله سبحانه وتعالى أشد غيرة منه… فالغيور قد وافق ربه سبحانه وتعالى في صفة من صفاته ومن وافق الله في صفه من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه، وأدخلته على ربه وأدنته منه وقربته من رحمته وصيرته محبوبا له، فإنه سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوى يحب المؤمن القوي وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف… والمقصود أنه كلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف في القلب جدا لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره، وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك، وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح بل يحسن الفواحش والظلم لغيره ويزينه له ويدعوه إليه ويحثه عليه ويسعى له فى تحصيله؛ ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله والجنة عليه حرام، وكذلك محلل الظلم والبغي لغيره ومزينه لغيره، فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة وهذا يدلك على أن أصل الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغيرة تميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها دفع البتة» 2- الغزو الفكري بوسائله المتعددة: فقد انخدع كثير من المسلمين بحضارة الغرب فأملى لهم الشيطان أن لا حضارة ولا تقدم إلا بنقل أنماط الحياة الغربية على كافة المجالات إلى المجتمعات الإسلامية، ويؤيدهم في هذا ما تسعى إليه الأمم الكافرة من عولمة المجتمعات على الطريقة الغربية. 2- ضعف قوامة الرجل: سواء نتيجة ضعف شخصيته، أو نتيجة حبه المفرط لأهله والذي يضعف سلطته عليهم ويقويهم عليه، فيكون الأمر والنهي بيد المرأة، وسواء كان ذلك في حق الزوجة أو البنت: أما الزوجة: فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «و قال يوسف أيضا: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف: 33-34]، فدل على أنه كان معه من خوف الله ما يزعه عن الفاحشة ولو رضي بها الناس وقد دعا ربه سبحانه وتعالى أن يصرف عنه كيدهن وقوله: ﴿السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ بصيغة جمع التذكير وقوله: ﴿كَيْدَهُنَّ﴾ بصيغة جمع التأنيث ولم يقل مما يدعينني إليه، دليل على الفرق بين هذا وهذا وأنه كان من الذكور من يدعوه مع النساء إلى الفاحشة بالمرأة، وليس هناك إلا زوجها وذلك أن زوجها كان قليل الغيرة أو عديمها، وكان يحب امرأته ويطيعها، ولهذا لما اطلع على مراودتها قال: ﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: 29]، فلم يعاقبها ولم يفرق بينها وبين يوسف حتى لا تتمكن من مراودته، وأمر يوسف أن لا يذكر ما جرى لأحد محبة منه لامرأته ولو كان فيه غيرة لعاقب المرأة» و قال أبو بكر الأصم: إن ذلك لزوج كان قليل الغيرة فاكتفى منها بالاستغفار وأما البنت: فكما كما قال ابن القيم رحمه الله: «الرجال أغير على البنات من النساء فلا تستوي غيرة الرجل على ابنته وغيرة الأم أبدا وكم من أم تساعد ابنتها على ما تهواه ويحملها على ذلك ضعف عقلها وسرعة انخداعها وضعف داعي الغيرة في طبعها بخلاف الأب ولهذا المعنى وغيره جعل الشارع تزويجها إلى أبيها دون أمها ولم يجعل لأمها ولاية على بضعها ألبتة ولا على مالها» وما عجب أن النساء ترجلت ولكن تأنيث الرجال عجاب ( يتبع ) |
|
17-06-2023, 02:27 AM | #200 |
| تابع – الغيرة قال الشيخ الشنقيطي: «إن خروج المرأة وابتذالها فيه ضياع المروءة والدين لأن المرأة متاع هو خير متاع الدنيا وهو أشد أمتعة الدنيا تعرضاً للخيانة لأن العين الخائنة إذا نظرت إلى شيء من محاسنها فقد استغلت بعض منافع ذلك الجمال خيانة ومكراً فتعريضها لأَن تكون مائدة للخونة فيه ما لا يخفى على أدنى عاقل وكذلك إذا لمس شيئاً من بدنها بدن خائن سرت لذة ذلك اللمس في دمه ولحمه بطبيعة الغريزة الإنسانية ولاسيَّما إذا كان القلب فارغاً من خشية الله عز و جل فاستغل نعمة ذلك البدن خيانة وغدراً وتحريك الغرائز بمثل ذلك النظر واللمس يكون غالباً سبباً لما هو شر منه كما هو مشاهد بكثرة في البلاد التي تخلت عن تعاليم الإسلام وتركت الصيانة فصارت نساؤها يخرجن متبرِّجات عاريات الأجسام إلا ما شاء الله لأن الله نزع من رجالها صفة الرجولة والغيرة على حريمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نعوذ بالله من مسخ الضمير والذوق ومن كل سوء ودعوى الجهلة السفلة أن دوام خروج النساء بادية الرُّؤوس والأعناق والمعاصم والأذرع والسوق ونحو ذلك يذهب إثارة غرائز الرجال لأن كثرة الإمساس تذهب الإحساس كلام في غاية السقوط والخسة لأن معناه إشباع الرَّغبة مما لا يجوز حتى يزول الأرب منه بكثرة مزاولته وهذا كما ترى ولأن الدوام لا يذهب إثارة الغريزة باتفاق العقلاء لأن الرجل يمكث مع امرأته سنين كثيرة حتى تلد أولادهما ولا تزال ملامسته لها ورؤيته لبعض جسمها تثير غريزته كما هو مشاهد لا ينكره إلا مكابر لأن العين الخائنة إذا نظرت إلى شيء من محاسنها فقد استغلت بعض منافع ذلك الجمال خيانة ومكراً فتعريضها لأَن تكون مائدة للخونة فيه ما لا يخفى على أدنى عاقل وكذلك إذا لمس شيئاً من بدنها بدن خائن سرت لذة ذلك اللمس في دمه ولحمه بطبيعة الغريزة الإنسانية ولاسيَّما إذا كان القلب فارغاً من خشية الله عز و جل فاستغل نعمة ذلك البدن خيانة وغدراً وتحريك الغرائز بمثل ذلك النظر واللمس يكون غالباً سبباً لما هو شر منه كما هو مشاهد بكثرة في البلاد التي تخلت عن تعاليم الإسلام وتركت الصيانة فصارت نساؤها يخرجن متبرِّجات عاريات الأجسام إلا ما شاء الله لأن الله نزع من رجالها صفة الرجولة والغيرة على حريمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» 4- الترف والانغماس في شهوات الدنيا: ومن ذلك ما تقدمت افشارة إليه في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز ضعيف الغيرة. 5- اعتبار الغيرة جزءا من التقاليد والعادات لا من الشرع والإيمان: وهذا يجعلها قابلة للتغير لا سيما مع طول الأمد وتغير أحوال الناس، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إن الغيرة من الإيمان وإن المذاء من النفاق»، والمذاء الديوث. التساهل في المسئوليات: قال الله عز و جل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، وذكر القشيري أن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية يا رسول، الله نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا فقال: «تنهونهم عما نهاكم الله وتأمرونهم بما أمر الله». و قال قتادة: تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها؛ وهكذا قال الضحاك ومقاتل: حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ… وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». ( يتبع ) |
|
17-06-2023, 02:28 AM | #201 |
| تابع – الغيرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ الله وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ الله فَأَمَّا مَا يُحِبُّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ». (فَالْغَيْرَة فِي الرِّيبَة): نَحْو أَنْ يَغْتَار الرَّجُل عَلَى مَحَارِمه إِذَا رَأَى مِنْهُمْ فِعْلًا مُحَرَّمًا فَإِنَّ الْغَيْرَة فِي ذَلِكَ وَنَحْوه مِمَّا يُحِبّهُ الله. (فَالْغَيْرَة فِي غَيْر رِيبَة): نَحْو أَنْ يَغْتَار الرَّجُل عَلَى أُمّه أَنْ يَنْكِحهَا زَوْجهَا، وَكَذَلِكَ سَائِر مَحَارِمه، فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُبْغِضهُ الله عز و جل، لِأَنَّ مَا أَحَلَّهُ الله عز و جل فَالْوَاجِب عَلَيْنَا الرِّضَى بِهِ. فَإِنْ لَمْ نَرْضَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ مِنْ إِيثَار حَمِيَّة الْجَاهِلِيَّة عَلَى مَا شَرَعَهُ الله لَنَا. ومعنى ذلك الاعتدال في الغيرة وهو أن لا يتغافل عن مبادي الأمور التي تخشى غوائلها ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالغيرة الواجبة: ما يتضمنه النهي عن المخزي والغيرة المستحبة: ما اوجبت المستحب من الصيانة واما الغيرة في غير ريبة وهي الغيرة في مباح لا ريبة فيه فهي مما لا يحبه الله بل ينهى عنه اذا كان فيه ترك ما امر الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن» قال ابن القيم: «غيرتان غيرة على الشيء وغيرة من الشيء فالغيرة على المحبوب حرصك عليه والغيرة من المكروه ان يزاحمك عليه فالغيرة على المحبوب لا تتم الا بالغيرة من المزاحم وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق». و قال أيضا: وغيرة العبد على محبوبه نوعان غيرة ممدوحة يحبها الله وغيرة مذمومة يكرهها الله فالتي يحبها الله أن يغار عند قيام الريبة والتي يكرهها أن يغار من غير ريبة بل من مجرد سوء الظن وهذه الغيرة تفسد المحبة وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه. وقال عبد الله بن شداد: الغيرة غيرتان غيرة يصلح بهاالرجل أهله وغيرة تدخله النار. ومن ذلك أن يتخون الرجل أهله ويتلمس عثراته، وقد نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ» لأن ذلك من سوء الظن الذي نهينا عنه فإن بعض الظن إثم وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا وَإِنْ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ» قال سليمان لابنه: يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وإن كانت بريئة وعن علي رضي الله عنه قال: الغيرة غيرتان حسنة جميلة يصلح بها الرجل أهله وغيرة تدخله النار ( يتبع ) |
|
17-06-2023, 02:30 AM | #202 |
| تابع – الغيرة قال معاوية رضي الله عنه: من السؤدد الضلع واندحاق البطن وترك الإفراط في الغيرة. قال مسكين الدارمي : ألا أيها الغير المستشيط على من تغـار إذا لم تغر فما خير عرس إذ خفتها وما خير بيت إذا لم يزر يغار على الناس أن ينظروا وهل يفتن الصالحات النظر فإني سأخلي لها بيتها فتحفظ لي نفسها أو تذر وقيل اتهام الرجل المرأة في غير موضع التهمة يدعوها إلى ارتكابها فالغيرة في الحياة الزوجية أمر مطلوب من كلا الطرفين، فهي دليل على الحب، فهي تشعر الطرف الآخر بمكانته، مما يثري العلاقة الزوجية وينميها، هذا إذا كانت الغيرة في مسارها الطبيعي؛ أما إذا تعدته إلى تكبيل الطرف الآخر بالقيود والحد من التصرفات الشخصية والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة، وأخيرا الوصول إلى مرحلة الشك التي تدفع صاحبها إلى تتبع العورات، فيتحرك الخيال المريض، ويمد صاحبه بصورة وهمية ليس لها أساس في الواقع، فهي غيرة حمقاء ومذمومة. من خلال هذا الموضوع عن الغيرة سنتناول المحاور التالية 1- معنى الغَيْرة لغةً واصطلاحًا 2- الترغيب في الغيرة 3- أقوال السلف والعلماء في الغَيْرة 4- فوائد الغَيْرة 5- أقسام الغَيْرة 6- صور الغَيْرة 7- أسباب ضعف الغَيْرة 8- الوسائل المعينة على اكتساب الغَيْرة . 9- نماذج من الغيرة نماذج من غيرة الأنبياء عليهم السلام نماذج من غيرة النبي صلى الله عليه وسلم نماذج من غيرة الصحابة نماذج أخرى من غيرة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: 10- الغَيْرة في واحة الشعر ( والله ولي التوفيق ) |
|
17-06-2023, 02:36 AM | #203 |
| معنى الغَيْرة لغةً واصطلاحًا معنى الغَيْرة لغةً: الغَيْرة بالفتح المصدر من قولك: غار الرجل على أَهْلِه والمرأَة على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْرًا وغارًا وغِيارًا والغَيْرة هي الحَمِيَّة والأنَفَة . . معنى الغَيْرة اصطلاحًا: الغَيْرة: كراهة الرجل اشتراك غيره فيما هو حقه . . - وقال الراغب الأصفهاني: (الغَيْرة ثوران الغضب حماية على أكرم الحرم، وأكثر ما تراعى في النساء) الترغيب في الغيرة - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه)) . . (معناه: أن الله يغار إذا انتهكت محارمه، وليس انتهاك المحارم هو غيرة الله؛ لأن انتهاك المحارم فعل العبد، ووقوع ذلك من المؤمن أعظم من وقوعه من غيره. وغيرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق، بل هي صفة تليق بعظمته، مثل الغضب، والرضا، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها) . . - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن يغار، والله أشد غيرًا)) . . - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الغَيْرة ما يحب الله -عز وجل- ومنها ما يبغض الله -عز وجل- ومن الخيلاء ما يحب الله -عز وجل- ومنها ما يبغض الله -عز وجل- فأما الغَيْرة التي يحب الله -عز وجل- فالغَيْرة في الريبة. وأما الغَيْرة التي يبغض الله -عز وجل- فالغَيْرة في غير ريبة والاختيال الذي يحب الله -عز وجل- اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدقة. والاختيال الذي يبغض الله -عزَّ وجلَّ- الخيلاء في الباطل)) . . قال الشوكاني: (فالغَيْرة في الريبة: نحو أن يغتار الرجل على محارمه إذا رأى منهم فعلًا محرمًا؛ فإن الغَيْرة في ذلك ونحوه مما يحبه الله... والغَيْرة في غير ريبة: نحو أن يغتار الرجل على أمه أن ينكحها زوجها، وكذلك سائر محارمه؛ فإن هذا مما يبغضه الله تعالى؛ لأنَّ ما أحلَّه الله تعالى فالواجب علينا الرضى به؛ فإن لم نرض به كان ذلك من إيثار حمية الجاهلية على ما شرعه الله لنا) ( يتبع - أقوال السلف والعلماء في الغَيْرة ) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخلاق , المحمودة , الاسلام , سلسلة , في |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدعوة الى الاسلام بEnglish | ميارا | (همســـــات English word) | 15 | 30-05-2023 08:13 PM |
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 16-09-2021 03:35 PM |
الأخلاق في الاسلام 2 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 15-09-2015 07:01 AM |
الأخلاق في الاسلام 1 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 21-08-2015 04:27 AM |
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام | شـوش آلشـريف | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 25-07-2015 06:30 AM |