الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-08-2020, 07:58 AM | #8 |
| معركة تل حارم 599 هجرية عودة هيبة المسلمين أمام الصليبيين مرت بالمسلمين في تاريخهم فترات من الضعف والفرقة والشتات، حتى طمع فيهم أعداؤهم، ومن رحمة الله بهذه الأمة أن قيّض لها بين الفينة والأخرى رجالًا يذودون عن حماها ويعيدون لها هيبتها وكرامتها، ومن هؤلاء الملك العادل نور الدين محمود زنكي الذي عرف بعدله وتقواه وورعه وعبادته وحبه للجهاد. وكان نور الدين قد انهزم من الصليبيين في سنة 558 هـ في المعركة التي عُرفت بـ «البقيعة»، بعدما باغتهم الفرنج وهجموا عليهم قبل أن يتمكنوا حتى من ركوب الخيل أو أخذ السلاح، وأكثروا فيهم القتل والأسر، واستطاع نور الدين أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة «قدس» بالقرب من حمص. وبعدها بدأ نور الدين رحمه الله بتجهيز قواته، استعدادًا لمواجهة الفرنج والأخذ بالثأر، وفي العام التالي سنة 559 هجرية خرج الصليبيون من «عسقلان» لقتال أسد الدين شيركوه بمصر، فاستغل نور الدين فرصة خروجهم، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة فجاؤوا من كل فَجّ، وكتب إلى الزُهَّاد والعباد يستمدّ منهم الدعاء، ويطلب أن يحثوا المسلمين على الغزو والجهاد في سبيل الله. ولما اجتمعت الجيوش سار نحو «حارم» – وهو حصن حصين في بلاد الشام ناحية حلب – في شهر رمضان من هذه السنة فحاصرها ونصب المجانيق عليها، ثم تابع الزحف للقاء الفرنج الذين تجمعوا قريبا من الساحل مع أمرائهم وفرسانهم بزعامة أمير أنطاكية. وقبيل المعركة انفرد نور الدين بنفسه تحت تل «حارم»، وسجد لله ومرَّغ وجهه وتضرع وقال: «يا رب هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك» ….. «أيش فضول محمود في الوسط» وهو يعني أنك إن نصرتنا فدينك نصرت فلا تمنع النصر عن المسلمين بسببي، ثم قال: «اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودًا، من محمود الكلب حتى يُنصر»؟!. وبدأ القتال والتحمت الصفوف، وأحاط المسلمون بالفرنج من كل جانب، وألحقوا بهم هزيمة مدوية، وخسائر فادحة قُدِّرت بعشرة آلاف قتيل، ومثل هذا العدد أو أكثر من الأسرى، وكان من بين الأسرى أمير «أنطاكية» ، وأمير «طرابلس»، وحاكم «قيليقية» البيزنطي، وقد أسر جميع الأمراء عدا أمير «الأرمن». وفي اليوم التالي استولى نور الدين على «حارم» بعد أن أجلى الفرنج عنها، وكان ذلك فتحًا كبيرًا، ونصرًا مبينًا أعاد للمسلمين الهيبة في قلوب أعدائهم، وأعز الله جنده وأولياءه في هذا الشهر المبارك. |
|
05-08-2020, 08:12 AM | #9 |
| موقعة حطين.. تحرير القدس وإعادة وحدة الأمة الإسلامية أكثر من 90 عامًا عانت فيها مدينة القدس من أغلال احتلال الصليبيين، وولدت أجيال وماتت وزهرة المدائن تئن تحت وطأة تفرق المسلمين وتقاتل أمرائهم وتجبر أعدائهم، حتى نجح نور الدين محمود في إعادة نهضة المسلمين في العديد من العواصم والحواضر الإسلامية وعلى رأسها دمشق وحمص وحلب والقاهرة، إلا أن جهوده كادت تضيع بعد وفاته ولم يكن هناك من يملأ الفراغ الذي تركه، حتى تقدم صلاح الدين ليكمل المسيرة، ويعيد الوحدة، وكان الطريق شاقا لتحقيق هذا الهدف وإعادة الأمل. وفي نحو عشر سنوات (ما بين عام 570هـ ، 1174م ، وعام 579هـ ، 1183م)، أقام صلاح الدين الأيوبي دولة قوية من أجل تحقيق هدفه الرئيسي وهو قتال الصليبيين وإخراجهم من الأراضي الإسلامية، وهو ما نجح فيه بعدما دخل في سلسلة من المعارك ضدهم تمكن من تحقيق النصر فيها. وبعد انتصاره في معركة حطين (21 من ربيع الآخر 583هـ = 1 من يوليو 1187م) ووقوع ملك القدس وكبار قادة الصليبيين في الأسر، سقطت المدن والقلاع التي أقامها الصليبيون تباعًا في أيدي صلاح الدين مثل «طبرية» و«عكا» و«قيسيارية» و«نابلس» و«يافا» و«بيروت». أصبح الطريق ممهدًا لصلاح الدين الأيوبي لدخول وفتح المدينة التي طالما حلم بفتحها وتحريرها، حيث قام بحصارها حصارًا قويًا من يوم الـ 20 من سبتمبر حتى استسلمت في النهاية. لم تكن هزيمة الصليبين في حطين هزيمة طبيعية، وإنما كانت كارثة حلت بهم؛ حيث فقدوا زهرة فرسانهم، وقُتلت منهم أعداد هائلة، ووقع في الأسر مثلها، حتى قيل: إن من شاهد القتلى قال: ما هناك أسير، ومن عاين الأسرى قال: ما هناك قتيل. وغدت فلسطين عقب حطين في متناول قبضة صلاح الدين، فشرع يفتح البلاد والمدن والثغور الصليبية واحدة بعد الأخرى، حتى توج جهوده بتحرير بيت المقدس في (27 من رجب 583هـ = 12 من أكتوبر 1187م). |
|
05-08-2020, 08:16 AM | #10 |
| عين جالوت.. القضاء على أسطورة المغول لنحو أربعين سنة، أفسد جيش التتار (المغول) في الأرض إفسادًا عظيمًا، وقتلوا مئات الآلاف من المسلمين، وأشاعوا الرعب فيمن تبقى، فقد وحدَّهم جنكيز خان وأقام لهم دولة قوية، بدأت في اكتساح ما جاورها من البلاد، وكانت نكبة العالم الإسلامي كبيرة من قبلهم؛ فاستباحوا البلاد وقتلوا العباد، وأسقطوا الخلافة الإسلامية في بغداد سنة 656هـ، وكانوا يقومون بمجازر رهيبة في كل بلد يدخلونها؛ حتى يأس الناس من هزيمتهم، إذ لم يتصدَ لهم جيشٌ إلا هزم، وأصبح يقينا لدى أغلب الناس «أن التتار جيش لا يهزم أبدا». وظل الحال كذلك حتى وقعت المعركة الفاصلة الأولى التي يهزم فيها المغول منذ عهد جنكيز خان المؤسس! إنها معركة عين جالوت التي وقعت في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان المبارك عام 658 هـ الموافق عام 1260 م. كان قائد معركة عين جالوت «سيف الدين قطز» الذي وحد المماليك والعرب تحت راية واحدة من أجل صد الزحف التتري، وإيقاف شلالات الدم التي تسبب بها المغول في كل أرجاء الأرض. أصدر قطز أوامره لقائد الجيش أن يعد العدة للغزو، فانشغل الناس بالاستعداد للجهاد، وخرج قطز بالجحافل المصرية في رمضان 658هـ، يتقدمهم العلماء والشيوخ، وانضمت إليهم العساكر الشامية، أما المغول فإن من تدبير الله أن هولاكو اضطر للعودة لفارس بعد وفاة ملك المغول، فترك القيادة لمساعده «كتبغا». وصل قطز إلى غزة، والقلوب وجلة، والناس تترقب، فسارع إلى مهاجمة قوات التتار الموجودة، واستعاد غزة منهم؛ فارتفعت همم المسلمين، ورأوا لأول مرة التتار يفرون من أمامهم! ووصلت فلولهم إلى «كتبغا» تخبره بالهزيمة. رأى قطز أن أنسب مكان لخوض المعركة هو سهل عين جالوت، وبينما قطز في عين جالوت ينتظر العدو إذا بأعداد غفيرة من المتطوعين الفلسطينيين يخرجون من القرى والمدن؛ ليلتحقوا بالجيش المسلم. إذ كان الناس يتشوقون للجهاد في سبيل الله ولا ينقصهم إلا القائد المخلص الذي يرون فيه أملًا لإنقاذ الأمة من هذا البلاء العظيم. وبالفعل كتب الله النصر للمسلمين في هذه المعركة، ولقي التتار هزيمة مفصلية في عهد هولاكو بن طولوي بن جنكيز خان الذي أحدث المجزرة الشهيرة في مدينة بغداد عام 1258، والتي قتل فيها الخليفة المعتصم بالله، إلا انه لقي الهزيمة الساحقة بعد عامين فقط في معركة عين جالوت التي قضت على أسطورة جيش التتار. |
|
06-08-2020, 04:32 PM | #11 |
ادارة الموقع | مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ |
|
06-08-2020, 07:54 PM | #12 |
| جزاكم الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان لروعة طرحكم القيم والمفيد لـ عطركم الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان أتمنى أن لاننــحرم طلتكم الربيعية لكم أجمل التحايا و أعذب الأمنيات عناقيد من الجوري تطوقكم فرحاا دمتم بطاعة الله يسلموااااااااااااااا القيصر العاشق البــــــــــــــــ مديح ال قطب ـــــــــــــــــرنس |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
06-08-2020, 11:12 PM | #13 |
| سلمت يدآك على روعة الطرح وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار .. لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير .. اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. ودي وتقديري لسموك ميوره |
|
04-10-2020, 12:42 AM | #14 |
| يسلمووو الايادي على رووعة الطرح ربي يعطيك الف عافية بانتظار جديدك بشوق ودي واحترامي |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , المصممين , الاستضعاف , تاريخ , بيوم , حكايات , فيها , إلى , وتمكين , نصر |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فتح مصر في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه | مبارك آل ضرمان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 11 | 10-07-2018 05:46 PM |
المسلمين في تركستان الشرقية قصة مأساة شعب | Kassab | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 9 | 26-02-2018 10:13 AM |
تاريخ ابطال الاسلام يحكي الحقيقه | الفاتنة | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 21 | 20-04-2014 02:43 PM |
موسوعه كامله عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم..مولده..ونشأته.. وحياته..وغزواته..حتى | أنثى برائحة الورد | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 33 | 24-12-2013 10:37 PM |
رابـطـة جمـهـور الأنـديـة الأسـبـانـيـه .... | فارس الهيلا | ( همســـات الرياضه) | 7001 | 09-08-2013 02:18 PM |