الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-11-2016, 01:55 PM | #50 |
| معركة اللد والرملة: إن وجود مطار عسكري صغير وآخر مدني ومحطة الهاتف الرئيسة في فلسطين في مدينتي اللد والرملة؛ إضافة إلى بعدهما 15كم عن تل أبيب، عند ملتقى خطوط المواصلات؛ جعلا من هاتين المدينتين هدفاً مغريًا للصهاينة. وضع الصهاينة خطة للاستيلاء على المدينتين في وقت مبكر؛ فيما أدرك سكان المدينتين الخطر المحدق بهم؛ فبدأوا بتحصين الدفاعات بالتعاون مع قوات جيش الجهاد المقدس بقيادة الشيخ حسن سلامة. وقامت اللجنة القومية التي تم تشكيلها بإشراف الشيخ حسن أبو السعود بمساع جيدة في سبيل التنظيم وتوحيد الجهود وعمل مختلف التدابير للدفاع والتسليح. وقد قوى عزيمة سكان الرملة ومناضليها انضمام 250 متطوعًا من بدو شرقي الأردن بقيادة الشيخ فضيل الشهوان من مشايخ العجارمة؛ والشيخ جمال المجالي من مشايخ الكرك. وأصدرت اللجنة العسكرية بدمشق في 16/2/1948 أمرًا إلى سرية من وحدات جيش الإنقاذ معها فصيل من المتطوعين المصريين بالتوجه إلى قطاع اللد والرملة. تحركت السرية المذكورة من دمشق يوم 23 شباط بقيادة الملازم الأول عبد الجبار العراقي. ووضعت هذه القوة تحت إمرة الشيخ حسن سلامة الذي اعترفت به اللجنة العسكرية قائدًا لهذا القطاع. وقد نشبت عدة اشتباكات بين مناضلي المدينتين والصهيونيين منذ صدور قرار التقسيم. وكان النصر حليف العرب دائما. فقد أسقط مناضلو اللد طائرة كانت تحلق فوق مطار المدينة واستولوا مع مناضلي القرى المجاورة على المطار ومحطة السكة الحديدية ومخزن الوقود ومعسكر بيت نبالا، وأقاموا مفارز خاصة لحراسة هذه المواقع والدفاع عنها. وظل الأمر على هذه الحال إلى أن انتهى الانتداب وأعلن قيام الكيان الصهيوني ودخلت الجيوش العربية فلسطين في حرب 1948 وأعلنت الهدنة الأولى. وفي أثناء هذه الهدنة تحركت يوم 18/6/1948 سرية المشاة الخامسة التابعة لقيادة اللواء الثالث من الجيش الأردني؛ وكان عدد عناصرها 185 ضابطًا وفردًا، تحركت إلى مدينتي اللد والرملة لتأخذ مواقعها هناك، وتساعد الحاكم العسكري الأردني في إدارة المدينتين، وتنسق الدفاع عنهما وتعيد تنظيمه. وقد تبين لقائد السرية أن المدينتين قادرتان على الدفاع أمام هجمات المشاة لفترة زمنية محدودة، ولكنهما لا تملكان القدرة على الدفاع والصمود في وجه الدبابات والمدفعية، وينقص القوات المدافعة عنهما في الوقت ذاته التنظيم والتدريب المتماسك. سعى الإسرائيليون بعد استئناف القتال في 9/7/1948 إلى احتلال مدينتي اللد والرملة، والانطلاق منهما إلى مواقع الجيش الأردني في باب الواد؛ لفتح طريق القدس بالقوة، بعد فشلهم في تحقيق ذلك أثناء مرحلة القتال الأولى قبل الهدنة. وكانت المدينتان هدفا مغريًا؛ لقلة القوات المدافعة من جهة، ولقربهما من مراكز القوات الإسرائيلية الرئيسة؛ حيث يسهل عليها التحشد والعمل من جهة ثانية، ولبعدهما عن مراكز القوات العربية من جهة ثالثة. وقد أعطى الإسرائيليون الأسبقية لاحتلال اللد والرملة أيضا للقضاء على تجمع سكاني عربي قريب من تل أبيب، وللقضاء على فكرة المناطق المحددة في التقسيم والحصول على مكاسب إقليمية واستراتيجية وتخفيف الضغط عن القدس. أطلق الإسرائيليون على عملية اللد والرملة الاسم الرمزي داني وخصصوا لها نخبة الجيش الإسرائيلي، وهي قوة البالماخ المؤلفة من 6.500 رجل منظمة في ثلاثة ألوية ومزودة بناقلات الجنود المدرعة المجنزرة والمدرعات والمدفعية والإسناد الجوي. بدأ الهجوم الإسرائيلي يوم 9/7/1948، وسعى الإسرائيليون إلى عزل المدينتين عن أي مساعدة قد تأتي من الشرق؛ فتقدم إلى شرقي اللد والرملة لواءان، أحدهما من الجنوب حيث دخل قرية عنابة في الساعة الواحدة من صباح 10 تموز، ثم قرية جمزو؛ وثانيهما من اتجاه تل أبيب في الشمال الغربي. وقد احتل هذا اللواء "ويلهمينا" ثم مطار اللد. وباحتلاله عزلت سرية الجيش الأردني في الرملة والعباسية واليهودية. وهكذا اكتمل تطويق المدينتين وعزلهما، ولم يستطع المناضلون في القرى المذكورة ومطار اللد الصمود طويلًا أمام هجمات الدبابات والمدفعية المنسقة. وتعرضت المدينتان في أثناء ذلك لقصف جوي ثقيل وجه إلى مركز شرطة الرملة خاصة، وقصف مدفعي شمل الأحياء الآهلة بالسكان. استمر ضغط الإسرائيليين على امتداد واجهة القتال. وقد ألقت طائراتهم في صباح يوم 11 تموز نشرات تدعو الأهالي إلى التسليم؛ إذ لا فائدة ترجى من القتال بعد أن أصبحت المدينتان مطوقتين، وطلبت من أهالي اللد إرسال وفد عنهم إلى مقر القيادة الإسرائيلية في قرية جمزو شرقي اللد؛ ومن أهالي الرملة إرسال وفدهم إلى مقر القيادة الإسرائيلية في قرية البرية شرقي الرملة أيضا. ركز الإسرائيليون هجومهم على مدينة اللد أولًا فشنوا عند الظهر هجومًا قويًا عليها من الناحية الشرقية عند قرية دانيال؛ ولكن مجاهدي المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصفًا، خسر الإسرائيليون فيها 60 قتيلًا، وعاد المجاهدون وقد نفد عتادهم. ثم شن الإسرائيليون هجوما آخر بقوات أكبر تدعمها المدرعات؛ وتمكنوا في الساعة 16.00 تقريبًا من دخول مدينة اللد واحتلالها، وهم يطلقون النار على الأهالي دون تمييز. فارتقى نتيجة ذلك عدد كبير من أبناء المدينة شهداء. وكانت قوة من حوالي سريتين، معها عدد من المدرعات من الكتيبة الأولى للجيش الأردني، قد تحركت من منطقة رام الله إلى بيت نبالا في 10 تموز؛ في حين اتجه من بقي من الكتيبة الأولى مساء 11 تموز إلى مخفر الجفتلك في غور الأردن، ومكثوا فيها يومين، ثم عادوا إلى منطقة دير قديس. أرسل قائد اللواء الثالث الأردني دورية يوم 11 تموز إلى قرية جمزو؛ فطردت القوة الإسرائيلية منها، وقتلت عشرة من أفرادها؛ ولكن الإسرائيليين عادوا إلى القرية بعد انسحاب الدورية الأردنية منها. وضربت قوة الكتيبة الأولى من مراكزها في بيت نبالا عدة مراكز متقدمة للقوات الإسرائيلية وطردتها منها. أرسلت القيادة الأردنية فئة مدرعات للتثبت من الموقف في مدينة اللد. ولما رآها أهالي المدينة، وهي تشاغل تحشدات العدو على مشارف اللد وتفرقها، ظنوا أن هذه الفئة مقدمة رتل قادم لإنقاذ اللد؛ فتشجعوا وراحوا يهاجمون الصهيونيين في كل مكان، ولا سيما في الناحية الشمالية؛ حيث دخلت المدرعات الأردنية؛ ولكن المدرعات الأردنية انسحبت بعد وقت قصير. وقد أدى ذلك إلى تغلب القوات المعادية على المناضلين؛ فتمكنت من سكان اللد وقتلت 426 مواطنًا عربيًا؛ منهم 176 قتلوا في مذبحة نصبت لهم في مسجد المدينة. تقدمت القوات الإسرائيلية بعد سقوط اللد باتجاه مركز القسم الواقع بين اللد والرملة، وفيه مقر الحاكم العسكري الأردني؛ وقطعت خطوط الهاتف بين قيادة السرية الأردنية الخامسة المقيمة في القسم، ومراكز الفصائل. أرسل قائد السرية مفرزة مؤلفة من ثمانية جنود لاستطلاع الأمر، كما طلب إلى قائد حامية محطة سكة حديد اللد أن يقوم بحماية مركز القسم والحاكم العسكري الأردني. حينما أشرف هذا القائد على المركز، وجد أن القوات الإسرائيلية أصبحت على مقربة من مقر الحاكم؛ فاشتبكت فصيلته مع قوة الاستطلاع المعادية، ودمرت لها سيارتي جيب، وغنمت بعض أسلحتها، بعد أن فر من بقي من رجالها. وعندئذ توقف الإسرائيليون عن التقدم باتجاه الرملة، وأنقذ الحاكم العسكري الأردني مع المفرزة الموجودة في مقره. وقد قاتل المناضلون الذين كانوا يرابطون في عمارة الشرطة بعناد إلى جانب الجيش الأردني، واندحر الإسرائيليون، وهم يظنون أن هناك قوات كبيرة تتمركز في مدينة الرملة. جمعت السرية الأردنية الخامسة فصائلها في مركز شرطة الرملة، ثم تلقت برقية من اللواء الأردني الثالث، الذي كان يقوده العميد أشتون الإنكليزي، تأمرها بالانسحاب. وتم الانسحاب ليلًا على الأقدام عن طريق جمزو- عنابة - بيت سيرا؛ حيث منطقة تجمع السرية. وقد أتلفت السرية قبل الانسحاب معداتها الثقيلة وأسلحتها الزائدة. أحكم الإسرائيليون الطوق على مدينة الرملة، وجاؤوا بحشود جديدة، وزادوا من قصفهم الجوي والمدفعي لها. علم أبناء المدينة بخبر انسحاب السرية الأردنية؛ فاضطروا للاتصال بالإسرائيليين للتسليم؛ فذهب وفد منهم إلى قرية البرية؛ ومنها أخذهم الإسرائيليون إلى مستعمرة النعاني. واستمرت المفاوضات من الساعة 22.00 من يوم 11/7/1948 حتى الساعة 6.00 من صباح اليوم التالي. وقد اتفق على تسليم المدينة بشروط مكتوبة، منها: عدم التعرض للآهلين أو المساس بالأملاك. ولما عاد الوفد إلى الرملة كانت القوات الإسرائيلية قد احتلتها، فوضع أعضاء الوفد تحت الحفظ في بلدية الرملة. جمع الإسرائيليون شباب المدينة وساقوهم مرفوعي الأيدي إلى مكان جمع الأسرى في مركز شرطة الرملة؛ حيث ظلوا حتى السابعة مساء؛ ثم أطلق الإسرائيليون سراح أعضاء الوفد. وفي 13 تموز طلب الإسرائيليون من السكان إخلاء الرملة، فرفضوا؛ ولم يتقيد العدو بالشروط التي اتفق عليها مع وفد المدينة؛ بل أجبر معظم السكان على الرحيل، وأركبهم في سيارات حملتهم إلى آخر نقطة باتجاه الشرق. وهناك تركوهم يسيرون على أقدامهم. وقد استمرت عملية الترحيل ثلاثة أيام. |
|
13-11-2016, 01:56 PM | #51 |
| معركة الماصيون: في 1/3/1948، عبر عشرون صهيونياً من مستوطنة عطاروت جنوب رام الله، إلى شمال قرية رافات وكمنوا لسيارة نقل ركاب وقذفوها بالقنابل، وأطلقوا عليها الرصاص؛ لكنهم لم يصيبوا أحدًا من ركابها؛ فانسحبوا عن طريق وادي الدير؛ وفيما هم يتسلقون سفح تل الماصيون، تصدى لهم أبناء البيرة ورام الله؛ فنشبت معركة قتل خلالها خمسة صهاينة وفر الباقون؛ فوصل إلى المكن عدد كبير من سكان القرى العربية المجاورة، فحاصروا الفارين وقتلوا ستة منهم؛ فاستسلم من تبقى من الصهاينة. ولما اقترب المناضلون منهم، ألقوا عليهم قنبلة يدوية ففتح المناضلون النار عليهم وقتلوهم جمعياً. تم تسليم جثث القتلى إلى القوات البريطانية؛ وتبين أن خمسة من القتلى هم من موظفي مصلحة البريد، وقد حصلوا على إذن من رؤسائهم بالتغيب ذلك اليوم. |
|
13-11-2016, 01:56 PM | #52 |
| معارك المالكية: تقع قرية المالكية على بعد نصف كم من الحدود اللبنانية مع فلسطين، شمال مدينة صفد، وقد كانت حتى عام 1923 تابعة للبنان. وحسب خطة وضعتها القيادة العامة للقوات العربية في عمان، كان مقرراً أن يدخل الجيش السوري من الحدود اللبنانية للاستيلاء على صفد وعزل مستوطنات الحولة عن طبريا، والقيام بهجوم مشترك على حيفا مع الجيش اللبناني وجيش الإنقاذ. وصلت هذه المعلومات إلى الصهاينة؛ فأصدر قائد لواء "يفتاح" وإيغال ألون أمراً في 13/5/1948 إلى قائد الكتيبة بالتقدم لاحتلال المالكية والتلال المحيطة بها؛ لإغلاق الطريق أمام الجيش السوري واللبناني. وقام قائد الكتيبة ليلة 14-15/5 باحتلال قرية قدس والمعسكر البريطاني خارج المالكية؛ لكن مفرزتين من الجيش السوري واللبناني قامتا بهجوم معاكس أجبر القوات الصهيونية على التراجع، بعد أن خسرت عدداً كبيراً من رجالها؛ وبذا تم استرداد المالكية والمعسكر وقدس؛ لكن القوات الصهيونية المنسحبة أعادت تجميع نفسها، وهاجمت النبي يوشع بعد قصفها، وتمكنت من احتلالها. وفي 19/5 تحركت قوة إسرائيلية معززة إلى داخل الأراضي اللبنانية والتفت على المالكية، واستطاعت احتلالها رغم المقاومة العنيفة للقوات اللبنانية، واحتلت قدس، ونسفت الجسور التي تؤدي إلى تلك المنطقة. ألقيت على عاتق فوزي القاوقجي مهمة استرداد المالكية؛ وبدأت مدفعية جيش الإنقاذ ظهر يوم 6/6/1948 بقصف الصهيونية في المالكية، ودارت معارك عنيفة بين الجانبين اشترك فيها أيضاً الطيران السوري؛ واستطاع العرب استعادة المالكية؛ وفي اليوم التالي تم استعادة قدس أيضاً. |
|
13-11-2016, 01:57 PM | #53 |
| معركة مشمار هعيميك "حامية المرج" مشمار هعيميك مستعمرة تقع في مرج ابن عامر. كانت خطة جيش الإنقاذ في الهجوم على مستوطنة مشمار همعيميك تهدف إلى اختبار القدرة الدفاعية للمستعمرات، ومعرفة أساليب التنسيق بينها، ومدى قدرة الصهاينة على خوض معركة في العراء بعد استدراجهم. سبقت عملة الهجوم على المستعمرة عملية هجوم مخادعة على مستعمرة زراعيم ليلة 4/4 ودمرت مجموعة من المنازل وبرك المياه. وتمكن أفراد وحدة جيش الإنقاذ من أخذ مواقعهم بسرية جوار مشمار هعيميك؛ وذلك لأن الأنظار اتجهت إلى زراعيم. في مساء نفس اليوم (4/4) فتحت مدافع جيش الإنقاذ نيرانها على المستعمرة، وتقدمت سرية من المشاة إلى الأسلاك الشائكة، وبدأت بتقطيعها. واقتربت مصفحات جيش الإنقاذ من أبراج الحراسة وقصفتها بكثافة حتى أسكتتها نهائياً. انسحب القاوقجي بعد حلول الليل إلى التلال المجاورة، ووجه إنذاراً إلى المستعمرة بإرسال وفد للتفاوض لوضع المستعمرة تحت حماية جيش الإنقاذ؛ فأرسلت المستعمرة مندوباً يعلمهم بأن هيئة تمثل المستعمرة يصحبها ضباط بريطانيون سيصلون للمفاوضة ظهراً. اضطر القاوقجي لإرسال نجدات إلى القسطل؛ بسبب تطورات الموقف هناك، وجاء وفد من المستوطنة إلى القاوقجي الذي أمهلهم 24 ساعة لنقل قتلاهم والتقرير بشأن الاستسلام؛ لكن السيارات التي كانت تنقل جثث القتلى كانت تعود محملة بالرجال والسلاح، وفي صباح 10 نيسان قام الصهاينة بأعنف هجوم عرف حتى تلك الفترة؛ فطوقوا قوات جيش الإنقاذ وعزلوها عن مواقعها واضطروها للعودة مسافة 4كم عن مواقعها. أعادت قوات جيش الإنقاذ تنظيم نفسها، وفي صباح 11/4 فتحت المدفعية العربية نيرانها على المستعمرة ،وقام المشاة بهجوم قوي عليها؛ فبدأ أفراد “الهاغاناة” بالتراجع باتجاه المستوطنة والمستوطنات المجاورة. راح جيش الإنقاذ يتقدم متجاوزًا الجثث والأسلحة المتروكة، وعادت في هذه الأثناء القوة التي شاركت في معركة القسطل. وفي نفس الوقت وصلت قوات دعم صهيونية جديدة، وقام الصهاينة بهجوم مضاد؛ فنجح مأمون البيطار في إحباط الهجوم لكنه استشهد في المعركة، وتوقفت قوات جيش الإنقاذ عند قرية منسي، وأعادت تنظيم نفسها، وقامت بهجوم ثان، واستردت المواقع التي خسرتها، وألحقت الهزيمة بالقوات الصهيونية. استمر القتال 7 أيام دون انقطاع، تم خلالها تحرير التلال المحيطة بالمستعمرة، وقتل قائد الحامية الصهيونية؛ وهاجر على إثر ذلك عدد كبير من سكان المستوطنة إلى مناطق أخرى. |
|
13-11-2016, 01:57 PM | #54 |
| معركة مشمار هايردين: بعد تولي حسني الزعيم قيادة الأركان السورية، قرر تحقيق نصر عسكري في فلسطين، مهما كان الثمن، لاسيما وأن مجلس الأمن كان على وشك اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار. وقع اختيار الزعيم على مستعمرة مشمار هيردين (وهي مستوطنة على نهر الأردن قريبة من جسر بنات يعقوب أقيمت عام 1890، وهي موشاف زراعي محصن). نصت الخطة على إبقاء منطقة المستعمرة هادئة، والقيام في نفس الوقت بهجمات مخادعة يمين ويسار المستعمرة، وبالفعل في صباح 7/6/1948 عبرت الوحدة السورية نهر الأردن وتمركزت باتجاه المستعمرة، دون أن يشعر بها أحد. تحركت القوة باتجاه الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة، وفتحت فيها عدة ثغرات فتنبه لها الصهاينة، وراحوا يطلقون النار؛ لكن ذلك لم يكسر حدة الهجوم، وتابعت القوة تقدمها، وأسكتت أبراج الحراسة، وانتشرت بين أبنية المستوطنة، وخاضت معركة بالسلاح الأبيض. وفي هذه الأثناء عبرت قوة سورية أخرى نهر الأردن؛ فساهمت في القضاء على فلول المنسجين، وقد وصلت القوات السورية إلى مستعمرة روشينا ثم عادت بعد أن كبرت المسافة بينها وبين المشاة. سيطرت القوات السورية عل المستوطنة، وقامت بتصفية جيوب مقاومة صغيرة بقيت فيها. وفي صباح 8/6، قام الإسرائيليون بهجوم معاكس؛ فتصدت لهم القوات السورية بقيادة النقيب عدنان المالكي، وطاردوهم حتى تل أبو الريش، وقد دعي هذا التل في ما بعد باسم "تل المالكي". وقد فشلت كل المحاولات الإسرائيلية اللاحقة في إجلاء أي جندي سوري عن موقعه. وظل الوضع هكذا حتى دخول الهدنة الأولى 11/6/1948. وضعت القيادة الإسرائيلية خطة رمزها "بيروش" تنص على تطويق القوات السورية التي تحتل المستعمرة. وما أن انتهت الهدنة الأولى في 8/7/1948، حتى بدأ الإسرائيليون في 9/7 برمايات غزيرة من النيران وبقصف مدفعي بعيد. وحلقت 4 طائرات إسرائيلية فوق المواقع السورية، وأخذت تقصف بالقنابل، وفي العاشرة ليلاً نجح رتل مهادي في عبور النهر إلى الضفة الشرقية، وبدأت من هناك عملية قصف مدفعي للقوات السورية؛ ما قطع اتصال القوات مع القيادة. فتحت القوات السورية نيرانها على الأرتال التي هاجمت مواقعها، وأجبرتها على التراجع؛ ما دعا القائد الإسرائيلي إلى الانسحاب السريع. وفي 10/7 تحركت الدبابات السورية وطاردت المنسجين؛ فدب الذعر في صفوفهم، وأخذوا يفرون؛ ما اضطر القائد الإسرائيلي إلى تهديد الفارين بإطلاق النار عليهم؛ كي يجبرهم على البقاء في مواقعهم. استمرت المعركة ستة أيام خسر خلالها اللواء الإسرائيلي المهاجم نصف قواته بين جريح وقتيل قبل أن تنتهي عملية "بيروش" بالفشل التام رغم النجدات التي وصلت يوم 14/7/1948.لم تنسحب القوات السورية من مواقعها، إلا بموجب اتفاقية الهدنة النهائية؛ بشرط أن تبقي مشمار هيردين منطقة مجردة من السلاح. |
|
13-11-2016, 01:58 PM | #55 |
| معركة المصرارة : المصرارة من الأحياء الشمالية في القدس، وهو يجاور حي مياشوريم اليهودي. في 24/2/1948، قام الصهاينة بقصف المصرارة بالهاون مما أدى إلى استشهاد بعض سكانه؛ وكان ذلك رداً على الانفجار الذي وقع في حي بن يهودا. رد العرب على النار بالمثل؛ فتدخلت القوات البريطانية وفرضت الهدنة، ووصلت أخبار هزيمة “الهاغاناة” في كفار عتصيون يوم 27/3/1948؛ فقام يهود القدس بالانتقام، وأطلقوا قذائف الهاون على حي المصرارة؛ ما أدى إلى ارتقاء سبعة من العرب، وجرح 40. وقد قام العرب بقصف حي مئاشعارايه بمئة قنبلة أشعلت الحرائق فيه، وقتل وجرح كثيرون؛ فبدأ أهل الحي اليهودي بالنزوح عنه؛ فاندفع المناضلون العرب لاقتحام الحي؛ لكن تدخل القوات الإنجليزية منعهم من ذلك. بعد سقوط حيفا ويافا، عاد المهاجرون إلى الحي اليهودي، وعاودت القوات الصهيونية قصف حي المصرارة طوال ليلة 27/4 الأمر الذي جعل سكانه يرحلون عنه؛ ولم يبق فيه سوى 130 مناضلاً من جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس حين احتل الصهاينة المستشفى الإيطالي يوم 14/5، وسيطرت “الهاغاناة” على مبنى النوتردام؛ فأصبحوا يشرفون علي حي المصرارة والأحياء المجاورة؛ فراحوا يطلبون من السكان العرب الانسحاب على البلدة القديمة بمكبرات الصوت، وادعوا أنهم احتلوا القطمون والبقعة والشيخ جروح. فشل المناضلون في استعادة المباني التي احتلها الصهاينة، ورفض قائد جيش الجهاد المقدس الانسحاب الذي أمر به قائد جيش الإنقاذ العراقي. وعندما تقدمت القوات الصهيونية يوم 15/5 وطوقت القوات العربية؛ قام المناضلون بهجوم معاكس أدى إلى طرد القوة الصهيونية من الأماكن التي احتلتها لتطويق القوات العربية؛ فدب الذعر في صفوف الإسرائيليين. ولما تأكدوا أن الجيش الأردني لم يدخل، كما كانوا يتوقعون؛ قاموا بهجوم معاكس واحتلوا المواقع التي أخلوها. في 16/5 شن العرب هجوماً معاكساً وطردوا الصهاينة من الحي وبلغوا حي مئا شعرايم؛ ولكن في 17/5 قام الصهاينة بهجوم واسع على الحي ونسفوا كثيرا من منازله وعادوا، وبقي الحي عربياً كاملاً حتى 8/6/1948 حين اشتبك الصهاينة مع الجيش الأردني واحتلوا قسماً من الحي. |
|
13-11-2016, 01:58 PM | #56 |
| معركة جبل المكبر: يشرف جبل المكبر في جنوب القدس على معظم أحيائها؛ ولهذا فإن له ميزة عسكرية فريدة. قام المندوب السامي بوضع دار الحكومة ومبنى الكلية العربية والمدرسة الزراعية اليهودية تحت تصرف منظمة الصليب الأحمر، وقبل العرب هذا الترتيب يوم 9/5/1948. تسلم الصليب الأحمر مباني جبل المبكر؛ وقد اشترط يومها ألا يقيم في المنطقة المسلحة أي شخص في سن الجندية. انتهك الإسرائيليون يوم 17/8/1948 الاتفاق، وتسللوا إلى جبل المبكر؛ فتصدي لهم المناضلون العرب وساندتهم مدفعية الجيش الأردني ومدفعية الجيش المصري؛ فتراجع الإسرائيليون إلى مبنى المدينة الزراعية، وعادوا في نفس اليوم واحتلوا مبنى الكلية العربية. في 18/8 تجمع أبناء شرق القدس، وانضم إليهم مجموعة من الأخوان المسلمين المصريين وسرية من الجيش الأردني؛ وقاموا بهجوم مضاد عنيف؛ فاندحر الإسرائيليون واحتموا بدار الحكومة؛ فطوقها المجاهدون وهددوا بتدميرها؛ فقام مراقبو الهدنة بترتيب وقف إطلاق النار. حاول الإسرائيليون استعادة المواقع التي احتلها المجاهدون يوم 19/8؛ لكنهم فشلوا. وقدرت خسائر الطرفين بمئتي قتيل ومئتي جريح. يوم 22/8 عقد الجنرال رايلي (كبير المراقبين الدوليين) اجتماعاً بين القيادات العربية والإسرائيلية؛ وأضيفت بناء على الاجتماع منطقة جديدة تحت إشراف الصليب الأحمر؛ وسحب الفريقان العسكريين، وأزالوا المنشآت من المناطق التي حددت، وتم تسليمها للصليب الأحمر. وجدد اتفاق وقف إطلاق النار في 20/11/1948. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المعارك , فلسطين , في , والثورات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فلسطين | فلسطين | (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول | 12 | 13-10-2016 04:05 PM |
عبارات عن فلسطين من تاليفى | فلسطين | (همســــات شعر وشعراء) منقول | 7 | 09-10-2016 01:48 AM |
تاريخ وحضاره البشناق في فلسطين | Kassab | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 11 | 27-06-2016 05:57 AM |
ماذا قالوا عن شعب فلسطين ؟!! | Kassab | ( همســـــات العام ) | 10 | 03-09-2014 01:04 AM |
اغتصاب باالصور | شاعرقلوب | ( همســـــات العام ) | 14 | 20-01-2014 05:21 AM |