الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-11-2016, 06:24 PM | #15 |
| معركة خانيونس: احتل العثمانيون بلاد الشام بعد معركة مرج دابق الشهيرة وهزيمة دولة المماليك، 1516م. وجرت مفاوضات بين السلطان العثماني (سليم الأول"، وطومان باي (آخر المماليك في مصر)، على أساس أن يبقى طومان باي حاكماً لمصر، ويخضع لسلطان العثمانيين. وحينما رفض طومان باي ذلك؛ قرر السلطان سليم محاربته. قاد جيش العثمانيين الوزير سنان باشا، وقاد المماليك جانبردي الغزالي؛ والتقى الجيشان عند خان يونس، في 11/12/1516، هزم الغزالي وتم أسره؛ لكن العثمانيين سهلوا له الفرار من الأسر؛ لما ثبت بعد ذلك من تواطؤ معهم، بأن بادر إلى القتال قبل اجتماع جنوده جمعياً. ويدل عدم وجود مقاومة للجيش العثماني في فلسطين على مدى نقمة الناس على حكم المماليك، كما أن الخوف من العثمانيين كان له أثره؛ حتى أن قلعة صفد أرسلت مفاتيحها إلى لسلطان سليم وهو في دمشق. وساعد بدو سيناء العثمانيين في معركة خانيونس وعلى رأسهم الشيخ ابن البريق، وكان ولاء البدو من أهم العوامل في نجاح هجوم العثمانيين. |
|
09-11-2016, 06:25 PM | #16 |
| الحملة الفرنسية: من المعروف أن الحملة الفرنسية استهدفت مصر أساساً عام 1798 واستمرت لغاية 1801؛ ولكن هنا نستعرض الجزء الخاص بالحملة في فلسطين. يعتقد كثير من المؤرخين أن حملة نابليون على فلسطين كانت مبادرة ذاتية، وقد كتب إلى حكومته؛ ولكن كتاب الحكومة الفرنسية وصل إليه بعد أسبوع من حصاره عكا (25/3/1799). غادرت الحملة الفرنسية حدود مصر في 6/2/1799، وعدد جنودها 13 ألف جندي، وخرج نابليون ليلتحق بها ويقود الحملة بنفسه في 20/2/1799. وبعد أيام دخل الفرنسيون غزة وقبلها خانيونس، وقد أنقذتهم المؤن في المدينتين بعد أن أكلوا لحوم الكلاب، وشربوا الماء الموحل في الصحراء. بعد 4 أيام اتجه نابليون إلى الشمال، بعيداً عن الساحل ليحتل اللد والرملة، ودخل يافا بعد 4 أيام من الحصار والقتال العنيف؛ وذلك في 7/3/1799. وفوجئ نابوليون بجنوده يحضرون 3 آلاف جندي أسير وجدوهم في أبراج المدينة؛ فخاف إن هو أطلقهم أن يلتحقوا بالجيش الذي يحاربه؛ وإن هو أبقاهم فليس لديه المؤن الكافية لإطعامهم؛ فأمر بإعدامهم؛ إذ عثر بعد المعركة على 2500 جثة، عدا عن 2000 جثة سقطت في الدفاع عن المدينة؛ فكان من الطبيعي أن يسبب تفسخ الجثث مرض الطاعون بعد ذلك. تابع نابليون زحفه باتجاه حيفا فاستسلمت له، كما تسلم الناصرة، وفي 18/3/179، كان نابليون أمام أسوار عكا، يبدأ الحصار ويبني المتاريس ويطلق المدافع. كلف الجزال كليبر أثناء الحصار بحماية جبهة مرج ابن عامر من هجوم محتمل من الشرق؛ وقد جاء الهجوم فعلاً من ثلاثين ألف رجل قدموا من دمشق، واستدرجوا كليبر إلى تل طابور؛ وكان معه 1500 جندي؛ فأطبقوا عليه؛ لكن نابليون علم بالأمر؛ فأرسل له نجدة سريعة؛ ففر المهاجمون العثمانيون. |
|
09-11-2016, 06:25 PM | #17 |
| معركة تل طابور حدثت هذه المعركة التي عرفت بمعركة "تل طابور" في 16/4/1799؛ إذ قرر نابليون بعد أكثر من شهرين من حصار عكا الانسحاب، بعد أن فشل في اقتحام المدينة فانسحب في 20/5/1799. وقد فشل حصار عكا لعدة أسباب، منها: حصانة المدينة، واستماتة المدافعين، وعداء المنطقة كلها لنابليون، وتدخل الإنجليز بأسطولهم وخبرائهم؛ كما إن نابليون خسر حوالي 3500 جندي دون أن يكون لديه إمكانية تعويضهم. وصل نابليون إلى يافا يوم 24/5/1799؛ فوجد مئات الجنود الفرنسيين وقد أصيبوا بالطاعون؛ فأمر الأطباء بقتلهم بالسم، ولما رفضوا حملهم على ألواح خشبية إلى مصر، وقام أثناء مغادرته بنسف التحصينات وإلقاء العتاد في البحر أو دفنه في الرمال، وغادر فلسطين ليصل العريش في 14/6/1799. في الأحداث الجانبية لحملة نابليون، نشر في الجريدة الرسمية أثناء حصار عكا أن نابليون يدعو اليهود لمؤازره فرنسا، وانتهاز فرصة وجوده في فلسطين لتحقيق أملهم بالتواجد بين عكا والإسكندرية؛ لكن هذا المشروع اختنق بعد فشل الحملة لتلتقطه بريطانيا فيما بعد. |
|
13-11-2016, 01:35 PM | #18 |
| ثورة 1834: لم تقم في فلسطين على امتداد تاريخها الطويل ثورة أعم وأشمل وأكثر تنظيماً من ثورة 1834م ضد حكم محمد علي باشا (والي مصر)؛ لذا فإنه من المهم استعراض الكثير من القضايا المتعلقة بمحمد علي وولايته على فلسطين وأسباب الثورة ونتائجها. دخلت بلاد الشام، ومن ضمنها فلسطين، تحت حكم محمد علي باشا لمدة عشر سنوات، بدأت في شهر 11/1831، وانتهت بنهاية عام 1840م؛ بعد حملة عسكرية قادها إبراهيم باشا ابن محمد علي، اكتسح فيها قوى السلطان محمود الثاني، وطاردها حتى مشارف الآستانة. رأى محمد علي أنه يستطيع امتلاك عكا على الأقل؛ لتأمين حدوده الشرقية. وكان يراقب بارتياح تردي الأمور بين الولاة في الشام؛ إذ اقتتلوا حول دمشق ثم حاصروا عكا لمدة 9 أشهر سنة 1822؛ وثار الجنبلاطيون سنة 1925، وتنازعت الزعامات النابلسية في قضايا الولاية والضرائب؛ وامتنعت القدس وبيت لحم عن دفع الضرائب؛ وقامت ثورة في فلسطين رغم دكتاتورية عبد الله باشا الجزار؛ فقد كان هم المتسلمين في غزة جمع المال بأي طريقة؛ وكان الملتزمون للميري عبئاً ثقيلاً على أهل غزة؛ أما البدو في الأطراف؛ فكانوا ينهبون من ثروات غزة ما يزيد عن 200 ألف ليرة ذهبية كل عام؛ فشعر الناس بقرب الفرج حين سمعوا بقدوم محمد علي؛ فطردوا وكيل الجمرك، وأعلنوا العصيان؛ ولم يكن تهديد الجزار ليخيفهم؛ لأن الجنود المصريين سبقوه إلى غزة. أما القدس ونابلس فقد جرد عليهم الجزار حملة نكبت زعماءهم، واضطر قسم منهم إلى الثورة، واعتصموا بقلعة صانور؛ فدمرها الجزار؛ ما دفع من تبقى من الزعامات إلى التعاون مع محمد علي. لم يدفع عبد الله الجزار لمحمد علي ديونه، وآوى مجموعة كبيرة من الفارين من الجذرية في مصر؛ فاتخذ محمد علي ذلك ذريعة لمهاجمة فلسطين ومحاربة والي عكا. وبسبب كثرة الحروب بين الولاة؛ لم يكترث الباب العالي في البداية لهذه الحرب. تحركت جيوش محمد علي براً وبحراً بقيادة إبراهيم باشا في 29/10/1731، ولم تجد صعوبة في احتلال العريش ورفح وغزة، وهربت قوى الجزار؛ فتابع إبراهيم باشا مسيره، ووصل إلى يافا في 8/11/1831، ودخلها وتوجه إلى حيفا في 13/11. وفي 26/11 بدأ حصاره لعكا. قدم زعماء المناطق الفلسطينية الولاء لإبراهيم باشا وهو في حيفا. وكانت كتائب من الجيش المصري قد احتلت بقية فلسطين، ورفعت الضرائب التعسفية عن غير المسلمين؛ ما زاد في تأييد محمد علي باشا. بعد عدة أشهر من حصار عكا، بدأ القلق يساور محمد علي، خصوصاً أن الباب العالي أعلن عصيان محمد علي في 23/4/1832، وأصدر ضده فتاوى دينية وجرده من الولاية مع ابنه وأباح دمهما. لكن عكا سقطت في 27/5/1832 وأسر عبد الله باشا وأرسل إلى مصر. وثارت بعد ذلك أزمة دولية خطيرة انتهت بصلح كوتاهية في 6/5/1833 الذي أعطى محمد علي ولاية فلسطين. حاول إبراهيم باشا بعد ذلك دعم الإنتاج الزراعي، وأدخل إصلاحات على نظام التعليم؛ لكن مجموعة التدابير التي اتخذها جلبت عليه نقمة سكان فلسطين؛ ومن أهم هذه التدابير: 1. مصادرة المؤن لتموين الجيش. 2.مصادرة حيوانات النقل. 3.إجبار الناس على إقامة التحصينات العسكرية بالسخرة. 4. نزع السلاح من الأهالي. 5. التجنيد الإجباري. وعندما صدر أمر إبراهيم باشا بطلب 3000 مجند من كل قضاء في فلسطين، وذلك في 25/4/1834؛ ما أدى إلى الصدام؛ لا مع عواطف الأهالي وحسب، بل مع سلاحهم. في منتصف أيار هجم الفلاحون والبدو على القوات المصرية في الكرك، وذبحت حامية الخليل. وفي 25/5/1934 هب طريق باب الواد، وتحركت الفتية في بيت جالا وبيت لحم، والبيرة؛ وقام الناس بحصار القدس، واشتعلت نابلس؛ فوصلت الثورة من صفد شمالاً إلى غزة جنوباً. لم تكن الثورة مجرد انفجار شعبي عفوي؛ بل اتخذت الشكل التنظيمي حين تسلمت الزعامات قيادتها؛ فقد اجتمعوا وقرروا إعلان الثورة في 28/4/1834، وسيطر ثوار القدس على المدينة في 14/5؛ وكانت الخليل وغزة في يد الثوار والتحقت اللد وطبرية بالصورة أيضاً. اتجه إبراهيم باشا إلى القدس يوم 6/6/1834، وبعد 3 أيام من المعارك الطاحنة دخلها في 8/6/1834، وتحصن في قلعة القدس بانتظار نجدة أبيه. حاول ثوار نابلس اقتحام القدس فصدهم إبراهيم باشا 3 مرات، ولم يجد بدًا من مفاوضتهم، كي يكسب الوقت؛ فأوقف التجنيد، وألغى ضريبة الفردة؛ وعين قاسم الأحمد (وهو قائد ثوار نابلس) حاكماً على البلاد في 26/6/1834؛ فانتهى بذلك الحصار الذي استمر شهراً ونصف. جاءت النجدات من مصر بعد أيام؛ ووصل محمد علي نفسه إلى يافا، في أوائل تموز، وكلف الأمير بشير الشهابي بإخماد ثورة صفد، وعاد إلى الإسكندرية. وكان ثوار نابلس (وهم الأكثر عدداً والأخطر في هذه الثورة) قد منعوا القمح المفروض عن إبراهيم باشا؛ فسار إليهم في 10/7/1834، ووعد بالإعفاء من التجنيد والتسامح في الميري، وأخذ يستحيل آل أبو غوش؛ فلما استجابوا له مقابل إطلاق زعيمهم إبراهيم أبو غوش، قطع مفاوضاته مع قاسم الأحمد، وسار إلى جبال نابلس وسحق في طريقه بلدة الطيبة وقاقون؛ وهزم الثوار عند زيتا، ولاقاهم عند دير الغصون في طولكرم يوم 16/7/1834، وتمكن من هزيمتهم هزيمة نهائية، عاد بعدها إلى نابلس، وخرج أهلها يطلبون الأمان؛ فقتل من وقع في يده من الثوار، وجرى تجريد السكان من السلاح؛ أما بقية الزعماء؛ فقد أخذوا عائلاتهم من نابلس وهربوا إلى الخليل. في نفس الوقت سار الأمير بشير، حسب أوامر محمد علي، إلى صفد؛ فلاقاه شيخها صالح الترشيحي معلناً الطاعة؛ فدخلها الأمير، وخضعت المناطق المجاورة، وتلقى الأمير طاعة طبريا وقرى الجليل والساحل حتى عكا، وانتهى من ذلك في 25/7/1834. دخل إبراهيم باشا القدس فقدم أهلها الطاعة، وأرسل ثوار الخليل يطلبون الأمان ليدخلوا في الطاعة؛ لكن إبراهيم باشا اشترط عليهم تسليم زعماء الثورة أحياء؛ فرفض الثوار مطلبه؛ فتحرك إليهم بقواته في 5/8 وهزمهم عند بيت جالا. وأصرت الخليل على المقاومة؛ فهاجمها واحتلها بعد بضع ساعات من المقاومة، وأباحها للنهب والقتل والأسر، وخسرت الخليل مالا يحصى من الأموال، واعتقل علماءها ودراويشها وأبعدهم إلى مصر؛ وأما مشايخ نابلس؛ فقد فروا إلى الكرك شرقي الأردن. ولما هاجمها إبراهيم باشا فر النابلسيون إلى غزة؛ لكنهم وقعوا في الأسر لملاحقة إبراهيم باشا إياهم، وقتل قاسم الأحمد والبرقاوي وقطع رؤوس أولادهما. وإن كانت الثورة في فلسطين قد خمدت؛ فإنها كلفت النظام المصري الكثير من الضحايا والجهد؛ كما أنها جرأت عليه المناطق الأخرى، وتركت الكثير من الأحقاد في فلسطين ستنفجر في وقت لاحق. وكانت هذه الثورة من أهم أسباب إجهاض مشروع محمد علي في إقامة مملكة عربية موحدة في مواجهة العثمانيين؛ ما فرض على محمد علي الانسحاب من بلاد الشام. وقد ترك آخر جنود محمد علي غزة في اتجاه مصر في 19/2/1841. |
|
13-11-2016, 01:35 PM | #19 |
| ثورة يافا: تنامي الشعور القومي لدى الفلسطينيين بعد ثورة القدس في 4/4/1920؛ وعقد المؤتمر الفلسطيني الأول، ثم الثاني؛ وكان الثالث في حيفا في آذار 1921، وهو المؤتمر الذي رفض الانتداب، وطالب بوقف الهجرة اليهودية، وبإنشاء حكومة وطنية في فلسطين. بعد المؤتمر شرع الصهاينة برفع سقف مطالبهم لتحويل فلسطين كلها إلى وطن قومي لليهود، وشنت صحفهم حملات ضد العرب مطالبة إياهم بالرحيل عن فلسطين. تمسكت بريطانيا بالانتداب ووعد بلفور، وتمادت في السماح بهجرة اليهود، وقام الصهاينة بالمظاهرات تحدياً للعرب؛ وبصورة خاصة في مدينة يافا؛ حتى إنهم كانوا يستقبلون المهاجرين عبر ميناء يافا باحتفالات ومظاهرات، قبل أن ينقلوا على تل أبيب. وقد كان العلم الصهيوني يرفع في هذه المظاهرات، وقام سكان المستعمرات المحيطة بتل أبيب بأعمال استفزازية ضد سكان يافا. احتج العرب عن طريق الجمعية الإسلامية المسيحية وطالبوا بوقف الهجرة، وهددوا بمنع إنزال المهاجرين اليهود إلى البر مهما كلف الثمن، وقرر بحارة ميناء يافا مقاطعة البواخر التي تنقل مهاجري اليهود؛ وأيدت اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني الموقف؛ فتوترت الحالة وهاجت الخواطر. أعلنت الحكومة اعتبار اللغة العبرية لغة رسمية في البلاد إلى جوار العربية والإنجليزية؛ ورفض موسى كاظم الحسيني رئيس بلدية القدس تطبيق هذا القرار؛ فوقع اصطدام بين السلطة البريطانية وبينه، انتهى بإقالته. وكان هذا سبباً إضافياً لحالة الاحتقان التي عمت البلاد؛ ولكن الشرارة انطلقت من يافا؛ لكونها تتلقى سيل الهجرة عبر مينائها. في عيد العمال 1/5/1921، قام الصهاينة بمظاهرات كبرى في تل أبيب، أطلقوا فيها شعارات معادية للعرب، وطالبوا بالثأر لدماء اليهود في ثورة القدس. وقد واكبت المظاهرة فئة من الجنود البريطانيين، وقوة من الشرطة اليهودية؛ لكن المتظاهرين اتجهوا إلى حي المنشية في يافا، وأخذوا يستفزون السكان؛ فهب أهل يافا لرد المتظاهرين؛ فوقع اصطدام دموي، سقط خلاله قتلى وجرحى، وانتهى برد المتظاهرين اليهود. عاود الصهاينة مهاجمة يافا صباح اليوم التالي؛ وكان بينهم مسلحون؛ فنشبت معركة عنيفة مع العرب، أسفرت عن وقوع إصابات كثير بين المهاجمين. وهاجم الصهاينة في نفس اليوم قرية العباسية المجاورة ليافا، وقتلوا عدداً من نسائها وأطفالها؛ فثار العرب، وهاجموا الصهاينة في تل أبيب، وقامت القرى المجاورة ليافا بمهاجمة المستعمرات؛ كما اشتبك أبناء عشيرة أبو كشك مع القوات البريطانية التي كانت تمنع وصول الإمدادات. تواصلت أعمال العنف يوم 3/5/1921 ووقعت حوادث قتل، وحلت أضرار جسيمة بمحلات اليهود التجارية، ولم تلبث هذه الاصطدامات مع الصهاينة والإنجليز أن امتدت إلى قلقيلية وطولكرم والرملة واللد؛ وقامت مظاهرات صاخبة، وقرر كثير من الشباب حمل السلاح والتوجه إلى يافا. سمع الفلاحون ورجال القبائل في المناطق المجاورة بتعرض العرب للقتل في يافا؛ فتجمع في 5/5 نحو 3000 عربي، شمال مستوطنة بتاح تكفا، وعدة مئات جنوبها؛ غير أن من تولى الدفاع عن هذه المستعمرة لم يكن غير البريطانيين الذين أطلقوا النار على الحشود؛ فارتقى 60 شهيداً وعدد من الجرحى. لجأت الحكومة إلى الرؤساء الدينيين بعد أن فشلها في إخماد الثورة، وطلبت منهم المساعدة في وقفها، تحت وعد إعادة النظر في سياستها تجاه العرب. وتبين أن البريطانيين كانوا في انتظار قوة آتية من السويس وقبرص. وما أن وصلت هذه القوة حتى انقض رجال الجيش والشرطة على العرب في يافا وسائر المناطق المحيطة بها؛ فوقعت صدامات دامية استطاعت بعدها الحكومة إخماد الثورة التي استمرت 15 يوماً. في هذه الثورة قتل 47 صهيونياً وجرح 146؛ أما العرب؛ فقد استشهد منهم 157 وجرح 700، وقد سقط أكثرهم برصاص البريطانيين. شكلت حكومة الانتداب محاكم عسكرية وحكمت على عدد من المجاهدين بالسجن؛ وقررت بعدها تشكيل لجنة تحقيق (لجنة هيكرافت)، التي توصلت إلى أن سبب الثورة يتعلق بخطتها القاضية بإنشاء وطن قومي لليهود، وإلى تذمر العرب من محاباة بريطانيا لليهود ووقوفها في وجه حكم العرب لأنفسهم. |
|
13-11-2016, 01:36 PM | #20 |
| ثورة 1929: حين قامت الحرب العالمية الأولى، أسهم العرب في هذه الحرب إلى جانب قوات الحلفاء، الذين قدموا للعرب وعوداً باستقلال بلادهم الواقعة تحت الحكمالعثماني. بمجرد أن بدت بشائر النصر للحلفاء، نكث الحلفاء وعودهم للعرب، وقاموا بتقسيم هذه الدول فيما بينهم؛ وأعطي وعد بلفور ووقعت اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا لاقتسام هذه الدول؛ وفتح باب الهجرة لليهود إلى أرض فلسطين؛ ما جعلالعرب يدركون خطورة الأمر؛ فحدث أول تحرك شعبي واسع للتعبير عن الإحباط وخيبة الأمل. وعرف هذا التحرك الشعبي تاريخياً باسم "ثورة 1920". كان هناك أكثر منسبب لهذا السخط الشعبي، منها: · تشكيل اللجنة الصهيونية برئاسة حاييم وايزمن (1918)؛ للمساعدة في تطبيق وعد بلفور؛ فقد أخذت هذه اللجنة تدلي بكثير من التصريحات الاستفزازية؛ ما كشف عن الأطماع الصهيونية في فلسطين. · محاباة البريطانيين للصهاينة على حساب العرب، وذلك في كافة المجالات، مثل: جعل العبرية لغةرسمية في فلسطين. · أسباب اجتماعية، من ضمنها وضعالفلاحين الفلسطينيين تحت وطأة الضرائب، "كان على الفلاح أن يدفع 6 جنيهات في السنةمن دخلة الذي يبلغ 26 جنيهاً"؛ وفي نفس الوقت وقع الفلاح فريسة للمرابين؛ لرفض الحكومة البريطانية إنشاء مصرف زراعي لإقراض الفلاحين العرب. · تقلدالبريطانيون والصهاينة الوظائف الكبرى في البلاد، وتركوا الوظائف الدنيا للعرب. · سياسة التعليم البريطانية. · منعالسلطات البريطانية عقد المؤتمر الفلسطيني. · ونمو الحركة الثورية في مصر والسودانوسوريا ولبنان والعراق والمغرب. بعد وقوع عدد من المظاهرات في جميع أنحاء فلسطين، أصدرت سلطات الانتداب أمراً في 11/3/1920 يقضى بمنع المظاهرات بمختلفأشكالها. في 4/4/1920 وقع صدام بعد أن منعت الشرطة أهل الخليل من دخول القدس للاحتفال بموسم النبي موسى؛ وكان أهل القدس وأهل نابلس قد خرجوا لاستقبالهم؛ وشاركالمسيحيون في الاستقبال حسب العادة المتبعة؛ فاقتحم أبناء الخليل باب الخليل في القدس بالقوة؛ ومن على شرفة النادي العربي بدأ الخطباء بإلقاء الكلمات الحماسية؛ ومنهمموسى كاظم الحسيني، وخليل بيدس، وعارف العارف، والحاج أمين الحسيني؛ ما أثار الشعورالقومي. تسلل صهيوني اسمه "كريمربن مندل" وحاول خطف العلم وتمزيقه؛ فانقضالناس عليه وقتلوه؛ ثم تقدم صهيوني آخر مع عدد من الجنود لخطف العلم؛ لكن رجلاً من الحشدقتلة بسيفه. بعد ذلك اجتمع الشبان اليهود والجنود الإنجليز، وهاجموا العربالمحتفلين بالموسم؛ فنشبت معركة حامية سقط فيها 9 قتلى و122 جريحاً من الطرفين. وقد فجرت هذه المعركة الصراع الذي استمر حتى يوم 8/4/1920؛ حيث حاصرت القوات البريطانية القدس. وقد ذكر بلاغ بريطاني أن حصيلة هذه الأيام كانت مقتل 4 من العرب و9 مناليهود و2500 جريحاً من الطرفين. ورغم إعلان الأحكام العرفية وحظر التجول؛إلا أن المقاومة استمرت حتى 10/4؛ حيث أصدرت سلطات الانتداب أحكاماً بالسجن ضد 23 شخصا،ًمن بينهم: عارف العارف، وأمين الحسيني، الذين تمكنا من الفرار إلى شرقي الأردن؛ كماأقالت موسى كاظم الحسيني من رئاسة بلدية القدس، وعينت راغب النشاشيبيمكانه. بعد ذلك تم تكليف لجنة "بالين" بالتحقيق الذي كانت نيتجته: "أن الهجومكان كله ضد اليهود"؛ لكن اللجنة أقرت بأن "المواطنين يشعرون بالظلم". واتصفتثورة 1920 بما يلي: 1. كانت أول تجربة للمقاومة ضد الاستعمار والصهيونيةالتي اتخذت شكلاً جماهيرياً.ا 2. انتقال الوعي إلى المقاومة. 3. القوى التي قامت بالثورة لم تكن منظمة. لهذه الأسباب وصفت تارة بأنها ثورة؛وبأنها انتفاضة، تارة أخرى. |
|
13-11-2016, 01:36 PM | #21 |
| ثورة 1929: ثورة البراق كان العمل بين عامي 1922 و1929 على الصعيد الوطنيراكداً، ماعدا بعض المظاهرات الجماهيرية؛ بسببضعف القيادة الفلسطينية وترددها؛ وبسبب شراسة الاستعمارالبريطاني وبطشه وتشكيل الوحدات الصهيونية الإرهابية؛ ما أدى إلى عدم وجود تكافؤ فيالقوى. ومع بداية عام 1929 ازداد الوضع سوءاً خصوصاً بعد سلسلة من الكوارثالطبيعية كالجراد والزلزال والوباء (1927)، وكذلك بداية الأزمة الاقتصادية العالمية (1932-1929)؛ في هذا الوقت سنت حكومة الانتداب مجموعة من القرارات سهلت من تدفقاليهود إلى فلسطين؛ ما اقترن بانتزاع رقعة أوسع من الأراضي من يد الفلاحين الفلسطينيين؛ فضلًا عن احتكار المؤسسة الصهيونية للصناعة. وسط هذهالأجواء، نظم الصهاينة في 14/8/1929 في تل أبيب مظاهرة ضخمة؛ لمناسبة ذكرى "تدمير هيكل سليمان"، تلتها في اليوم التالي مظاهرة في القدس وصلت إلى حائط البراق؛ ورفع خلالها المشاركون العلم الصهيوني، وأخذوا يرددون النشيد القومي الصهيوني (هاتكفا)، وطالبوا بحائط البراق (المبكى)؛ بزعم أنه الجدار الباقي منالهيكل. وفي يوم الجمعة 16/8، كانت ذكرى المولد النبوي الشريف؛ فتوجه أهالي القدسوالقرى المحيطة إلى المسجد الأقصى للاحتفال بهذه المناسبة، كعادتهم كل سنة؛ وقد شكلوا مظاهرة ضخمةبعد صلاة الجمعة، اتجهت إلى حائط البراق؛ حيث حطموا طاولة وضعها اليهود على الرصيف،بجوار الحائط، وقاموا بإحراق أوراق فيها بعض نصوص الصلاة اليهودية الموضوعة في ثقوبحائط المبكي. في اليوم التالي حدث اشتباك أدى إلى جرح 11 شخصاً من الجانبين،ووفاة أحد الصهاينة؛ فقامت القوات البريطانية باعتقال عدد كبير من العرب وبعضاليهود. جاءت أخبار نية اليهود شن هجوم على حائط البراق واحتلاله؛ فتدفقأهالي القرى إلى القدس بأعداد ضخمة يوم 23/8/1929، وهم مسلحون بالعصي والهراوات،وخرج المصلون من الأقصى ليجدوا تجمعاً صهيونياً؛ فاشتبك الطرفان؛ ما شكل سبباًلدخول الدبابات البريطانية إلى القدس عصر ذلك اليوم. وحين وصول أبناء القدس إلى الخليل ونابلس، انطلقت الجماهير في مظاهرات عنيفة، وهاجم أهالي الخليل الحي اليهودي؛ فقتل أكثر من 60 يهودياً، وجرح أكثر من 50 آخرين؛ في الوقت الذي حاول فيه أهل نابلس انتزاع الأسلحة من أحد مراكز الشرطة؛ وقامت مواجهات عنيفة كذلك في يافاوبيسان والحي القديم في حيفا، التي قتل فيها إمام أحد المساجد، وستة من العرب؛ نتيجةإطلاق النار عليهم من قبل الشرطة البريطانية. وفي يوم 26/8 هاجم اليهود مسجدعكاشة وخربوه. شاع الخبر في صفد أن اليهود اعتدوا على الحرم الشريف وهدموهوأحرقوه؛ فهرع الناس مساء 29/8/1929 إلى حارة اليهود، وخلعوا أبواب المحلات التجارية،وأشعلوا فيها النار. وحدث أن ألقى مجهولون قنبلة قتلت 4 من اليهود و3 من خيول الشرطة؛فجاءت يوم 30/8 القوات البريطانية من المناطق المجاورة، وأطلقت النار على كل عربيوجدته في (حارة اليهود)؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. ألقي القبضعلى حوالي 400 عربي؛ وتم نقل بعضهم إلى سجن عكا؛ وأعدم في تلك القضية يوم 17/6/1930الشهداء الثلاثة: فؤاد حجازي في صفد؛ ومحمد جمجموم وعطا الزير من الخليل. بعدها شكل عدد من شباب صفد جماعة تحصنت في الجبال لمقاومة الإنجليزوالصهاينة. وكان من نتائج المعركة التي جرت في صفد أن أخذ اليهود يخلون المدينةتدريجياً. في النهاية كانت حصيلة هذه الثورة: وقوع 133 قتيلاً من اليهود وجرح 239 منهم. ارتقاء 116 شهيداً وجرح 232 مقاومًا. قدم إلى المحاكمة ما يزيد عن ألف شخص أكثر من 900 منهم من العرب. صدر الحكم بالإعدام على 25 شخصًا، منهم يهوديواحد. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المعارك , فلسطين , في , والثورات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فلسطين | فلسطين | (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول | 12 | 13-10-2016 04:05 PM |
عبارات عن فلسطين من تاليفى | فلسطين | (همســــات شعر وشعراء) منقول | 7 | 09-10-2016 01:48 AM |
تاريخ وحضاره البشناق في فلسطين | Kassab | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 11 | 27-06-2016 05:57 AM |
ماذا قالوا عن شعب فلسطين ؟!! | Kassab | ( همســـــات العام ) | 10 | 03-09-2014 01:04 AM |
اغتصاب باالصور | شاعرقلوب | ( همســـــات العام ) | 14 | 20-01-2014 05:21 AM |