الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-11-2017, 12:28 PM | #15 |
| قصة اختراع الكهرباء : لقد كان عبقري الكهرباء هو الكيميائي البريطاني السير ميخائيل فراداي المولود في لندن عام 1791 , حيث لولاه ما كان هناك من استخدام حديث للكهرباء. وقد تصادف أن صنع أول محرك كهربائي قبل أن يكتشف كيفية إمكانية اختراع الكهرباء , ولذا لم يكن بإمكانه عند اختراعه سوى استخدام بطارية لتشغيله. وفي العام 1821 لاحظ البروفيسور الدانمركي هانز كريستيان اورستد, انه عندما تدلى إبرة مغناطيسية بالقرب من يحمل تيارا كهربائيا فان الإبرة تتحرك مقتربة منه أو مبتعدة عنه. ومن ثم فان فراداي قد قرر انه لا بد من وجود علاقة بين الكهرباء والمغناطيسية , وبعد تجارب عديدة في العام 1821 علّق قطعة من سلك نحاسي من خطاف بحيث تكون نهايتها السفلى تمس زئبقا موضوعا في طبق , وعندما مرر تيارا من بطارية عبر الخطاف دارت نهاية السلك وظلت تدور إلى أن فرغت شحنة البطارية . ولم تكن للمحرك الأول هذا من قيمة عملية لأنه لا يستطيع أن يحرك أي شيء لكنه اثبت ترابط الكهرباء والمغناطيسية ترابطا وثيقا. |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
14-11-2017, 12:29 PM | #16 |
| قصة اختراع الغرامافون الفكرة الأولى لـ(c.d) اليوم: في أحد أيام حزيران من عام 1877 عرض توماس أديسون مكتشف الكهرباء مخططاً متسخاً بالدهون قذر المظهر، وقدمه إلى الميكانيكي السويسري كرونيسي، طالباً منه أن ينفذه، أنحنى السويسري على المخطط ولم يكن سوى قمع واحد وأبرة وذراع ومقبض دوار متصل بها، عندها راهن أديسون على تسجيل صوت الميكانيكي وأذاعته، ومع أن الأخير لم يصدق إدعاءات أديسون لكنه وافق على صنع المخطط على شرط أن يقبل المراهنة معه على علبة من السكائر، وبالفعل أجهد الميكانيكي نفسه شهراً كاملاً لتنفيذ مخطط أديسون، وفي الموعد المقرر لاختبار الجهاز استوى أديسون الذي لم يكن قد تجاوز الثلاثين من عمره على الجهاز وقرب فمه من القمع وأنشد بصوته الأجش أغنية شعبية كانت ذائعة حينذاك وأضاف ضحكة على آخر الأغنية بعد ذاك مكث أديسون قليلاً ثم أدار ذراع الجهاز وقرب أذنه التي لم تكن تسمع جيداً من القمع وسمع الجهاز وهو يردد ذات الأغنية ثم الضحكة العالية. هذه هي قصة اختراع (الغرامافون)، الفكرة الأولى لستوديوهات اليوم، ففي ذلك اليوم نجح أديسون واستقبلت دنيا الصوت والموسيقى مولوداً جديداً.. النواة الأولى التي لم تكلف سوى خمسة عشر دولاراً للأشرطة إلا لدى البعض ممن يحتفظون بالتحف أو الانتيكات القديمة ومن بينهم كان لنا لقاء مع أنطوان متي الذي احتفظ إلى جانب (الغرامافون) بالعديد من الأسطوانات وعدد من المسجلات القديمة، يقول عن الحاكي أو (الغرامافون) أو (الفونوغراف): - بالتأكيد كان (الفونوغراف) ثورة في عالم الصوت، فاختراعه كان معجزة إذ كيف تسجل الأصوات ومن ثم تذاع، دخل إلى العراق في بادئ الأمر بصورة محدودة وقليلة فأقبل عليه المترفون وتدريجياً انتشر في المقاهي ثم في البيوت البسيطة، كانت العجائز يخفن منه ويقلن أنه صندوق أسود مسكون بالجان، وهناك من وقف ضده ودعا إلى تكسيره لكن وبمرور الوقت كانت له العديد من الوظائف، لعل من أهمها وأبرزها تسجيل وإذاعة الموسيقى وقراءة الكتب للبصيرين. |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
14-11-2017, 12:29 PM | #17 |
| اختراع الراديو : ولد ماركونى مخترع الراديو في سنة 1874م ، في إيطاليا ، ولم يحصل على تعليم منتظم مثل أديسون ، ولكنه كان يميل منذ صغره إلى دراسة الفيزياء ، فقام بدراسة الأبحاث عن الموجات الكهرومغنطيسية ، واستغرق وقتاً طويلاً في دراستها . وتوصل إلى فكرة رائعة غيرت وجه التاريخ .. مؤداها أنه يمكن استخدام الموجات الكهرومغنطيسية في إنتاج الإشارات الصوتية لمسافات بعيدة ، ظل ماكروني يطور أبحاثه ودراساته حتى توصل أخيراً إلى اختراع الراديو ، وظل يطور ويحسن في اختراعه ، وفي سنة 1901م تمكن من إرسال الموجات عبر المحيط الأطلنطي ، كما قام بتطوير الموجات القصيرة و أكتشاف طريقة أستخدام توصيلة الأرضي لزيادة مدى الأرسال في الراديو. وقد أنشأ ماركوني شركة ماركوني لتصنيع الراديو . وفي سنة 1909م حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عن اختراعه الراديو ، وقد كان هذا الاختراع هو الأساس الذي قامت عليه صناعة الراديو الإذاعي والتليفيزيون فيما بعد ، فكل هذه الأجهزة تستخدم الموجات في نقل الصوت والصورة عبر الأثير إلى المحطات الأرضية والتي بدورها تقوم بنقلها إلى محطات الإذاعة والتليفزيون ليسمعها ويشاهدها الجمهور . توفي ماركوني في سنة 1937م . |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
14-11-2017, 12:30 PM | #18 |
| دكتور مهندس / عدنان وحود ليست هذه قصة من نسج الخيال، ولا أبتعد بها عن الحقيقة قيد أنملة، فعالم النسيج هو العالم الذي عرفت بره وبحره وأجواءه على امتداد زهاء خمسة عقود، وعشت فيه بفكري وجهدي، وكان من حصيلته أكثر من سبعين اختراعا مسجّلا على المستوى الأوروبي والعالمي، يعرفها "أهل الصنعة" من كبرى شركات صناعة النسيج في العالم، حيثما انتشرت آلاتها الحديثة، وكان لي في تصميمها وتطويرها نصيب، بعضها في حدود إدخال تحسينات أساسية، تساهم في سرعة الإنتاج وتخفيض النفقات، بينما أحدث بعضها الآخر نقلة نوعية تركت آثارها في هذا القطاع. ومن هذا القبيل آخر ما أنعم الله به من فضل عليّ عبر إنجاز اختراع يحمل عنوان "تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح"، وله قصة، أرويها كما هي، انطلاقا بأنها لا تخصّ بمغزاها المخترعين وأصحاب الشركات والصناعيين والحرفيين فحسب، بل تعطي -لكلّ من يرغب- معالم من الواقع، للطريق الواصلة ما بين أفكار ومعايشات "بسيطة" في ظاهرها، عميقة في تأثيرها، وبين إنجازات "كبيرة"، من حيث ما تؤديه علميا وتقنيا وصناعيا على طريق التقدّم والرقيّ. مقدمات وخفايا في المرحلة العمرية ، عندما بلغت سن الثالثة عشر كنت أعيش في كنف أسرة أبوي في دمشق .. والدي كان يزاول عمله على النول العربي ، ووالدتي كانت تقوم بتدوير مواسير اللحمة اللازمة لعمل والدي ( اللحمة هي الخيوط العرضية المؤلفة للقماش ) هذا إلى جانب قيام الوالدة بأعباء أسرة ضمت ثمانية أبناء وبنات ، وإلى جانب شغل بيتي أيضا ، حيث كانت تقوم بتطرير السلكات ( مفردها سلك أو شماغ ، والتطرير هو جمع نهايات خيوط السدى - أي الخيوط الطولية من القماش - إلى عقد وقصها مما يعطي السلك رونقا جميلا ) التي يرتديها رجال العرب في بلاد الشام والسعودية والخليج كتقليد شعبي أو وطني أيضا . كانت والدتي تؤدي هذا الشغل إسهاما منها في النهوض بالأعباء المادية المتنامية على الأسرة . وأتذكر أيضا ، أن أخواتي البنات كن يشاركنها في إنجاز هذا الشغل إخوتي الأكبر مني سنا كانوا يعملون كأجراء وبأجور زهيدة في معامل النسيج ، التي انتشرت في مدينة دمشق وضواحيها آنذاك . أما أنا فكنت من المحظوظين ، بأن سمح لي بمتابعة الدراسة في المدارس الحكومية ( الميري حسب التعبير الدمشقي ) .. إلى جانب دوام المدرسة ألزمني والدي بالعمل على النول العربي ، حيث كان واجبي اليومي هو نسج أربعة أذرع من قماش يبلغ عرضه الذراعين . فيما تبقى لدي من وقت الفراغ كنت أقوم على تلبية حاجات والدي في دكانه في حي المزاز ، ووالدتي في بيتنا في حي الإصلاح .. تارة كان يجب علي شراء الحاجيات للمنزل كالخبز وغير ذلك .. وتارة أخرى كان يجب علي جلب ما شغلته والدتي من السلكات إلى المدينة ( بميم مسكنة ، ويقصد بها وسط دمشق حيث تتواجد الأسواق التجارية ) إلى محل أبو علي الجرائي (أحد الأثرياء وصاحب محال ومعامل نسيج في دمشق ) الواقع في أحد خانات سوق مدحت باشا ما زال عالقا في ذاكرتي ، أنني في يوم من الأيام كان علي الذهاب إلى ضاحية دمر ( تبعد بضعة كيلو مترات عن وسط دمشق غربا ) لجلب السلكات ، التي كانت تنسجها أنوال النسيج المكوكية في أحد معامل أبو علي الجرائي . تلك كانت المرة الوحيدة التي شاهدت فيها هذه الأنوال الجميلة النادرة في نوعها ( الصورة : 1 ) ، فهي تنسج السلكات البيضاء، وتدخل في نسيجها الخيط الأسود أو الأحمر بشكل مطرز على سطحها ، وبأشكال مختلفة ، لتدل غالبا على جنسية من يرتديها كونه سعوديا أو خليجيا أو من بلاد الشام أثناء تعلمي مهنة النسيج عند والدي ، وفي معامل النسيج في دمشق ، وفي الثانوية الصناعية .. وأثناء دراستي الجامعية التقنية للنسيج في ألمانيا .. وأثناء مزاولتي العمل في البحث العلمي .. وأثناء قيامي بمسؤولية تطوير نول النسيج لفترة زادت على العقدين، لم يخطر على بالي ، بأن أعير أي اهتمام لهكذا نوع من الأنوال ، ناهيك عن الاهتمام بفكرة إدماج تقنية إنتاج السلكات في أنوال النسيج الحديثة الحاجة أم الاختراع في كثير من الأحيان كان يتردد على زيارتي في ألمانيا ، أو في أثناء مشاركتي في المعارض العالمية لآلات النسيج أصحاب معامل نسيج من البلاد العربية ، كان بعضهم يجلب معه بعض أنواع هذه السلكات ، ليسأل عن أنوال حديثة لإنتاجها ، فلم يكن بوسعي غالبا إلا أن أقدم اعتذارا لبقا مع ترك الأمر مفتوحا للمستقبل . في مرة من المرات ، سألت أحدهم عن المصدر الذي يشترون منه هذه الأنوال حتى الآن ، فكان الجواب : أن هذه الأنوال ، التي صممت ، وصنعت في فرنسا في النصف الأول من القرن العشرين تشترى غالبا مستعملة فتجدد ، أو تشترى جديدة من اليابان ، حيث قامت إحدى الشركات اليابانية على تقليد النسخة الفرنسية . هذه الأنوال عملها معقد ، وكثيرة الأعطال ، وثمنها باهظ مقارنة بسرعة إنتاجها، بحثت في كتب ومراجع النسيج في أوروبا ، فوجدت أن هذه الأنوال تدعى بأنوال البروشيه ، بروشيه : كلمة فرنسية وتعني الإبرة أو السنارة الإيضاحات الكتابية والرسوم الهندسية المتوفرة لشرح تقنية البروشيه ضئيلة جدا ، بحيث لا يمكن للمرء أن يصل عن طريقها إلى فهم آلية عمل هذه الأنوال . وتذكر هذه المصادر ، أن تقنية البروشيه معقدة جدا ، وقد اختفت هذه الأنوال من أوروبا بشكل كامل تقريبا . واستعاض الأوروبيون عن هذه التقنية بطرق أخرى ، مثل نقش القماش بواسطة آلات الجاكارد ، أو استخدام تقنية الشيرلي ( شيرلي اللحمة : هي أن نقوم بإضافة خيط لحمة ملون إضافي ، بحيث يخفى هذا الخيط خلف القماش ، ويظهر فقط في موضع النقش . الجزء المختفي من الخيط خلف القماش يقص ، ويزال من القماش بواسطة آلة إضافية ) . كلتا الطريقتين لم تجد لها في إنتاج السلكات سبيلا . السبب يكمن في أن وزن المتر المربع للقماش يزداد بشكل لا يتناسب مع ارتداء هذا القماش على الرأس ، أو أن المظهر والممسك والملمس السطحي للقماش قد تغيروا بشكل ، لا يشبه ما كان عليه قماش السلكات من قبل حرص العرب على اقتناء هذه السلكات على رؤوسهم أبقى هذه التقنية محفوظة عن طريق بقاء هذه الأنوال القديمة في معامل النسيج في الشرق الأوسط في حيز الاستخدام ، وأدى أيضا إلى قيام بعض مصانع آلات النسيج في اليابان بتقليد النسخة الفرنسية طريق البحث في عام 2007 الميلادية أتيح لي زيارة دمشق ، بعد غياب زاد على الثلاثة عقود . أثناء هذه الزيارة كان لدي رغبة ملحة لزيارة معمل للنسيج ، يستخدم مثل هذه الآلات بعد ، ولأطلع على تقنية عمل هذه الأنوال عن كثب ، وخاصة بعدما بلغت من الفهم في هذه المهنة ما بلغت . سألت أخي محمد ( صاحب معمل لإنتاج البشاكير والمناشف ) فقال : الأمر بسيط جدا ، إن جاري في المنطقة الصناعية لديه هذه الأنوال . في اليوم التالي وقفت أخيرا أمام هذه الأنوال . أنوال مكوكية تعمل بسرعة ثمانين حدفة بالدقيقة تقريبا . هي بطيئة جدا - حسب ما تعودته من الأنوال الحديثة ، التي تنسج القماش بسرعة تقارب الألف حدفة بالدقيقة - ولكن عملية تكوين القماش الأبيض ، والنقش عليه بالخيط الأسود أو الأحمر بديعة جدا ، أدهشتني ، وأخذت عقلي - كما أخذت عقلي مهنة النسيج منذ أكثر من أربعين عاما - . ابتدأت أتفحص النول من الأمام ، ومن الخلف ، ومن الجانبين . حركات ميكانيكية ، رزينة ، منتظمة ، متناغمة ، ومعقدة بنفس الوقت . كل وظائف الحركات لنسج أي من السلكات من أوله إلى آخره مبرمجة ومخزنة بشكل ميكانيكي كامل. الكهرباء لا تستخدم في هذه الأنوال إلا لتحريك الموتور الرئيسي ، الذي يقوم بعملية الدفع . عندما تنظر إلى النول ، ترى كأن كل الأمور بسيطة ومسلم بها ، وإذا أدرت ظهرك ، وحاولت أن تتخيل كيفية عمل هذه التقنية ، أدركت أنك لم تفهم شيئا بعد، من حسن الحظ أنني كنت مصطحبا لآلة تصوير ، فأخذت بعض الصور من مواقع مختلفة ، وأدرت فيلما قصيرا ، عله يساعدني على متابعة الفهم ، إذا ما عدت إلى مكتبي في قسم تطوير آلة النسيج في ألمانيا عندما عدت إلى ألمانيا وجدت أنه لم يتكون لدي فهم كامل لما يدور في هذه الآلة بعد ، وابتدأت أعطي الفنيين والمهندسين الأوروبيين واليابانيين شيئا من التفهم ، لأنهم تركوا هذه التقنية على أنوال المكوك وشأنها ، ولم يحاولوا إدماجها في الأنوال الحديثة ، التي تعمل بدون مكوك ،بعد مرور بضعة أشهر على الزيارة الأولى لدمشق زرت دمشق ثانية ، وعاودت الذهاب إلى معمل النسيج ، علني أكون في هذه الزيارة تصورا أكمل لآلية عمل أنوال البروشيه المكوكية . عند دخولي المعمل لاحظ أحد العمال تكرار قدومي ، وتفحصي للأنوال ، فما كان منه إلا أن أوقف عمل أحد الأنوال ، وابتدأ يشرح لي آلية عمل نول البروشيه بشكل واضح ومتأن . بعد هذا الشرح ابتدأت أدرك المعوقات ، التي تحول دون إمكانية دمج هذه التقنية في الأنوال الحديثة التي تستغني عن المكوك في نول النسيج عن طريق المتابعة المتواصلة لما ينشر في بنوك المعلومات ، التي ترصد كل ما يسجل من اختراعات في معظم دول العالم ، لاحظت أن العديد من المخترعين الأوروبيين ، بدأوا في السنوات الأخيرة يسجلون بعض الأفكار والمقترحات ، لنقل تقنية البروشيه إلى الأنوال غير المكوكية الحديثة ، ما يدل أن حاجة نقلها أصبحت ، أو مازالت واردة في عقول الفنيين ، لكنه حسب تقديري ، أن كل ماسجل حتى تاريخه لايرقى بنا بأي حال من الأحوال لإحداث نقلة واقعية أو عملية في هذا المجال وجدتها ... تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح بعد عبور طريق البحث التمهيدي وفي المراحل الأولى للبحث التكنولوجي عن الحل أو الحلول الممكنة حري بالباحث ، أن يبقى واسع الأفق ، وأن يحدد ، أو يرجح من خلال خبرته الجهة ، التي يمكن أن يكمن فيها الحل.عملية صنع القماش على أنوال النسيج الحديثة معقدة تكنولوجيا ، وأدواتها وعناصرها الميكانيكية تحتل الحيز المكاني المتناهي الصغر ، وتجري حركات هذه الأدوات والعناصر بزمن متناهي القصر ، كل هذا مع الحفاظ على المتانة والتحمل المطلوبين ، والحفاظ على ضمان الفاعلية الصحيحة لإنتاج الجودة المضمونة عند إعمال الفكر ، ونتيجة لخلفية الخبرة والعلم في مجال صناعة أنوال النسيج ، وتطويرها ، واستخداماتها ، ومزاولة الأبحاث في شتى تفرعاتها ، حددت مبدئيا أمرين : أولهما أن تحتل الوسائل الإضافية ، التي سوف تقوم بوظيفة النقش الإضافي على القماش، موقعا ثابتا ، وأن تتموضع ما بين مشط نول النسيج ودرأه (مفردها درأة وهي الأداة التي تحرك خيوط السدى إلى الأعلى وإلى الأسفل حسب منظومة تتبع التركيب النسيجي للقماش هذا التحديد ، يسير بنا لأن نسلك طريقا غير مألوفة في عالم صناعة أنوال النسيج ، واستخداماتها . إن تموضع أي أداة ما بين المشط والدرأ ، لأداء وظيفة النقش يفرض ، أن يكون مشط النسيج مفتوحا إلى الأعلى . مشط النسيج يتألف من أسنان أو قضبان حديدية فولاذية ، لا يزيد سمكها في الأغلب عن النصف ميليمتر . يربط أو يثبت هذه القضبان إلى بعضها بعضا مربطان معدنيان من الجهتين السفلى والعليا . يتحمل المشط في عملية النسيج أعباء ميكانيكية عالية ، فالاستغناء عن مربطه العلوي ، لجعل الأبواب بين أسنانه مفتوحة إلى الأعلى ، لابد أن يرافقه تمتين مربطه السفلي ، ليؤدي كافة الأعباء المنوطة به . هنا وجب إنجاز هذا العمل التصميمي للمشط المفتوح ، وإجراء التجارب لاختبار التحمل الميكانيكي له ، وللتأكد من الفاعلية التكنولوجية في عملية صنع القماش على نول النسيج الحديث نول النسيج المطرز بعد النتيجة الإيجابية لتصميم المشط المفتوح ، يصل بنا إعمال الفكر ، لإيجاد طريقة ، يتحرك عن طريقها خيط النقش الإضافي من خارج المشط ، ليدخل بابا مفروضا من الأبواب بين أسنان المشط ، ويجد الطريق المناسب ، ليعبر بين خيوط السدى ، ويجتاز الطبقة العلوية إلى الطبقة السفلية لفتحة النفس ( الشكل : 1- ألف ) ، التي يعبر من خلالها خيط اللحمة ، ويكون القماش . بعدها يخرج خيط النقش من نفس الطريق إلى خارج المشط ، فيحرك بوسيلة إضافية إلى جهة جانبية ، ليصل أمام باب جديد من الأبواب بين أسنان المشط ، ويسلك طريقا جديدا إلى الطبقة السفلية من فتحة النفس ، التي يعبر من خلالها خيط اللحمة مرة أخرى ، ويكون القماش المنقوش . للقيام بمهمة تحريك خيط النقش بالطريقة المذكورة ، تم الاستعانة بدليل للخيط على شكل سنارة في رأسها سم أو ثقب ، يخترقه خيط النقش . الوظيفة الأولى للسنارة أو الدليل هو قيادة الخيط لإجراء الحركات ، أما الوظيفة الثانية فتكمن في أن تقود الخيط ، فيدخل خيط النقش الطريق المذكور أعلاه ، ويخرج دون أن يؤدي لأي خلل ، أو قطع لخيوط السدى، التي سوف يواجهها في طريقه . للقيام بأعباء الوظيفة الثانية جعل مقدمة للسنارة تسبق الثقب . هذه المقدمة عريضة ، وتنتهي بمقطع مخروطي ، تتجه نهايته أو رأسه إلى الأسفل . عند تحريك السنارة إلى الأسفل ، يصل أولا رأسها المدبب إلى الطبقة العلوية لفتحة النفس ، فيبدأ بفتح باب بين خيوط السدى . هذا الباب يكبر تدريجيا ، ليبلغ اتساعه عرض مقدمة السنارة . عن طريق قوة الشد في خيوط السدى ، ينتقل انفتاح الباب إلى رأس أسنان المشط ، فيدخل خيط النقش المضموم في السنارة عبره ، فتخترق السنارة وخيط النقش الطبقة العليا لفتحة النفس بأمان ، إلى أن يصلا إلى مستوى الطبقة السفلى لفتحة النفس ، ليبدأ خيط اللحمة بالعبور ، وانجاز عملية النسيج بالمشط المفتوح وصنع القماش المنقوش هذه هي الطريقة الأولى لإدماج عملية النقش أو التطريز على سطح القماش في أنوال النسيج الحديثة ، ولا تستغرق من الزمن سوى عشرة أجزاء من الألف من الثانية ، وتتكرر حتى ثلاثة ملايين مرة في الساعة على كل نول نسيج هذه الأفكار وضعت حجر الأساس لتكنولوجيا جديدة في عالم إنتاج القماش المنسوج ، وهي جديدة في عالم النسيج ، وكونت الأساس لتسجيل أكثر من اختراع ، ولتبدأ بعدها مرحلة الإبداع الصناعي ، وهي تحويل هذه الفكرة إلى آلية عمل واقعي وعملي ، وذلك باتباع المراحل المعروفة ، والمتبعة في مكاتب التصميم الهندسي التقني أهمها تجسيد الفكرة وبرهنة فعاليتها بشكل ما تصميم مبدئي ’’ بروتو تايب ’’ اختبارات وفحوص عملية وإجراء التعديلات والتحسينات اللازمة تصميم نهائي ’’ سيري ’’ يناسب الواقع العملي هذه المراحل تم إنجازها في قسم الأبحاث والتطوير في شركة لينداور دورنييه لصناعة آلات النسيج خلال العام 2010 ، وفي شهري تشرين الأول والثاني ابتدأت أنوال النسيج المطرزة بإنتاج القماش المطرز في مصنعين للنسيج في ألمانيا وسويسرا ( الصورة : 2 ) . خلال مؤتمر النسيج الدولي الرابع بتاريخ 25 تشرين الثاني 2010 انتهزت شركة لينداور دورنييه لصناعة آلات النسيج الفرصة ، وأعلنت عن تفاصيل تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح ، عن طريق محاضرة علمية ألقاها كاتب هذه السطور نول نسيج القماش المتعدد المحاور أما الطريقة الثانية لتوجيه حركة خيط النقش الزائد فاعتمدت على استخدام السنارة أيضا، كدليل ليقود الخيط ( الشكل : 1- باء ) . رأس السنارة مدبب ، ويحوي سما أو ثقبا لقيادة الخيط . لتكوين أبواب واسعة بين خيوط السدى ، وبين رؤوس أسنان المشط ، صنع مشط خاص ، يتألف من نوعين من الأسنان ، النوع الأول : هي أسنان عادية مصفحة ذات رأس مدبب إلى الأعلى . أما أسنان النوع الثاني : فهي مصفحة وذات رأس مدبب ومعكوف في جزئه الأعلى . تصطف الأسنان من النوعين في المشط المفتوح ذو المربط السفلي المتين بترتيب ، يتبع نوع القماش المطلوب نسجه . إذا افترضنا الترتيب : سنان عاديان يتبعهما سن معكوف ، وإذا افترضنا أن الجزء المعكوف من السن ، يغطي رأس السنين العاديين ، سوف نجد ، أن أبواب المشط أصبحت نوعين : نوع مفتوح إلى الأعلى تماما ، ونوع يغطي فتحته العلوية عكفة السن المعكوف . بهذا نستطيع ، أن نستخدم الأبواب المغلفة إلى الأعلى من المشط ، ونضم خلالها خيوط السدى الأساسية لتكوين القماش ، وندع الأبواب المفتوحة إلى الأعلى فارغة ، لنستقبل فيها خيوط النقش الزائد ، التي سوف تدخل هذه الأبواب بواسطة السنانير المصطفة في حيز مكاني ، يتموضع فوق المشط ، وتتحرك السنانير إلى الأسفل والأعلى وإلى الجانبين وفق منظومة مبرمجة الكترونيا ، تتبع نوع القماش المطلوب صنعه هذه الأفكار طبقت خلال العام 2010 ، وبرهنت فعاليتها ، ووضعت حجر الأساس لتصميم نول نسيج لصناعة القماش المتعدد المحاور. هذا النول وصل في نهاية عام 2010 إلى طور "البروتوتايب". أنوال نسيج القماش المتعدد المحاور ، سوف يكون لها مستقبلا دور في إنتاج ثلاثة أنواع أساسية من القماش الصناعي الاستخدام . النوع الأول يتجسد في إنتاج أقمشة الشبيكة بتراكيب نسيجية ، لم يكن صنعها ممكنا على أنوال النسيج من قبل ، وتمتاز هذه الأقمشة بمتانة أعلى ، لتلائم مواصفاتها الاستخدامات الصناعية المختلفة بشكل أفضل . المجال الأساسي لاستخدام مثل هذه الأنوال ، سوف يكون في مجال صنع الأقمشة المتعددة المحاور . المألوف في الأقمشة المنسوجة على أنوال النسيج ، أنها تتحمل تطبيق القوى بجهتي خيوط السدى أو اللحمة ، أما إذا طبقت قوى بجهة محورية ، يستطيل القماش بشكل ، لا يتطابق ومواصفات الخيوط المستخدمة فيه ، لذا يطلق على قماش النسيج ، بأن مواصفاته الميكافيزيائية غير متجانسة في جميع الاتجاهات ، وأنه أنإزوتروب صناعة القماش على الأنوال باستخدام تكنولوجيا المشط المفتوح ، تمكننا من إضافة محورين إضافيين للقماش ، وتؤهل مواصفاته الميكافيزيائية ، لتصبح شبه متجانسة أو شبه إزوتروب . أما النوع الثالث لأقمشة هذه الأنوال ، فيتجسد في إمكانية تقوية القماش في أماكن محددة . فمثلا أجسام الطائرات أو القوارب السريعة تتكون أيضا من أقمشة صناعية . فإذا ما وجب إنشاء فتحة لتكوين نافذة – على سبيل المثال - ، وجب تقوية القماش حول هذه الفتحة ، بأن تخاط خيوط إضافية . تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح سوف تمكننا من صنع هذه التقوية مباشرة على نول النسيج أبعاد الإنجاز لا يمكن في الوقت الحالي ، أن نصل إلى وصف دقيق ، وأن نحدد أبعاد الإنجازات ، التي سوف تحرزها تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في مجال صناعة القماش على أنوال النسيج . لكنني أحاول في هذه السطور الإلمام ببعض ما يمكن أن يتحقق إن إدماج تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في أنوال النسيج غير المكوكية بشكل مضمون الفعاليات في الأوجه المختلفة سوف يكون منصة واسعة لإلهامات المبدعين والمصممين للأقمشة في المستقبل ، وذلك بسبب إمكانية التحكم بتكوين وتغيير النقش ، الذي أصبح يسيرا بواسطة البرامج الالكترونية السهلة المتناول . وهذا ما يساعد أيضا على التأقلم السريع مع متطلبات الأسواق إدماج تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في نول النسيج هو إدماج لعمليتي التطريز والنسيج في آلة واحدة ، التي تؤدي هذه الوظائف في آن واحد . القماش المنتج بواسطة هذه الأنوال هو مطرز . وإن عملية التطريز الإضافية تكلف عادة أضعاف ، ما تكلف عملية النسج على النول . هذه الأنواع من الأقمشة سوف تجد مكانها في مجال إنتاج قماش القمصان والبلوزات والستائر والملاحف والمفارش وأوجه الطاولات - على سبيل المثال لا الحصر إن الطريقة - حسب هذا الاختراع - التي دمجت تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في نول النسيج الحديث ، سوف تمكننا من إبداع ، وإنتاج أقمشة بتراكيب نسيجية جديدة، مع تحقيق مزايا متعددة تبسيط لوسائل الإنتاج بشكل ملحوظ إلغاء تراكيب نسيجية قديمة مكلفة الإنتاج والوسائل تجنب الهدر في المواد الأولية لكون خيط النقش يظهر بشكل كامل تقريبا على وجه القماش التراكيب النسيجية للأقمشة ، التي سوف تنسج على نول النسيج المطرز ، سوف تكون متنوعة جدا ، منها ما هو مألوف ومعروف ظاهريا ، ومنها ما هو غير معروف ، ويختلف عن أنواع ومزايا الأقمشة المنتشرة القماش الذي ينسج عادة على أنوال النسيج ، يتكون من خيوط طولية ( السدى ) وعرضية ( اللحمة ) ، التي تتقاطع مع بعضها بعضا بزاوية قائمة . إن استخدام تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في نول نسيج القماش المتعدد المحاور، سوف يمكننا من إدخال خيوط إضافية تتقاطع مع الخيوط الطولية والعرضية بزاوية غير قائمة يمكن اختيار مقدارها حسب الطلب والمواصفات الواجب إنتاجها . هذه الخواص الجديدة يمكن الاستفادة منها في الأقمشة ، التي تستخدم في المجالات الصناعية على شكل واسع أبعاد شخصية قصة هذا الاختراع وضحت ، كيف أن المقومات والمعطيات اللازمة للوقوف على الحاجة ، ولإعمال الفكر ، ولإنجاز هذه الاختراعات ، قد تجمعت ، وتبلورت ، خلال فترة زمنية قاربت الخمسة عقود من الزمن . فالظروف الاجتماعية والمادية الصعبة التي كانت تعاني منها الأسرة في دمشق أثناء طفولتي ، كان لها الأثر العميق ، في أن جعلتني أحتك بشؤون صناعية ، سوف يكون لي في مقبلات الأيام باع في تطويرها . هذه الخفايا، أو الصدف ، أو الملابسات ، كأنها المدرسة التي وضعت قدمي - بشكل إرادي أو غير إرادي - على بداية طريق التعلم المهني ، والعلمي الأكاديمي ، وطريق الاختراع ، والإبداع الصناعي الذاكرة الدفينة جعلتني - ولو بعد خمسة عقود - أعود إلى دمشق ، لأقف عن كثب على الحلقة المفقودة اللازمة للتطوير ، وللإبداع في عملية النسيج ، ووضع حجر الأساس لتكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح ، وتصميم نول النسيج المطرز ، ونول نسيج القماش المتعدد المحاور . عندما كنت أسعى في الطريق لرؤية النول القديم في دمشق ، ولاستيضاح طريقة عمله عن كثب ، كأنما كنت واثقا من نفسي ، بأن ما تجمع لدي من العلم والخبرة في مهنة الابتكار والتطوير ، سوف يمكناني من حل المعضلة ، التي وقفت حائلا دون تطوير نول البروشيه القديم لفترة زمنية زادت على الستة عقود هذا الطريق المتشعب في حياتي التعليمية والمهنية - موفقا أو مسيرا إليه ، بإرادة أو بدون إرادة - هو الذي أوصلني لإنجاز هذا الابتكار ، الذي لم يكن بالحسبان أن يتوصل إليه في هذه الحقبة الزمنية . إن اهتمامات تطوير تكنولوجيا تكوين قماش النسيج في معاهد وأقسام الأبحاث في الجامعات والمؤسسات الصناعية في هذه الأيام متجهة إلى شؤون أخرى تماما . هذا الابتكار سوف يكون مفاجأة كبيرة في الأوساط العلمية والصناعية ، وسوف يدخل هذه التقنية في جداول التصميم والتطوير في هذه المؤسسات هذا الاختراع يربط - بشكل مباشر أو غير مباشر - مشاهداتي واحتكاكاتي في مرحلة الطفولة بمرحلة الكهولة المهنية ، ويربط الظروف الاجتماعية والمادية الصعبة في دمشق - آنذاك - بظروف حياتي في أوروبا ، كما يربط بعض احتياجات الأعراف الشرقية ، بما يكمن خلفه حلول لاحتياجات عالمنا الصناعي المتطور سوف أقف - إن شاء الله - مرارا أمام نول نسيج المشط المفتوح ، وكلما يقع نظري على عمل هذه التقنية ، سوف أتصور - ما حييت - أصابع والدتي مضيئة ، وهي تطرر السلكات في عهد طفولتي . هذا العمل المبارك ، لم ينكفئ أثره على تأمين معيشتي في الطفولة ، بل امتد فضله ، وأثره على نتائج ابتكاراتي الصناعية ، ولينجز رائعة اختراعاتي ، التي زاد عدد ما سجل منها على السبعين . عمل الوالد والوالدة لم يكن أجره آنذاك سوى دراهم معدودة ، لكن أثره البعيد المدى ، أسس لمدرسة فكرية أنتجت تربية ، وعلما ، وبحثا ، وابتكارا فالرحمة الرحمة لك يا والدتي .. والرحمة الرحمة لك يا والدي .. أولا وأخيرا يبقى الفضل والمنة والشكر لله عز وجل ، الذي يسر ، وأجرى على يدي هذا الابتكار، كوسيلة تفيد الناس ، وعلم ينتفع به سعادتي بهذا الإنجاز التكنولوجي ، الذي تحقق على يدي كبيرة ، ولا أستطيع أن أصفها ، أو أعبر عنها بقدرات قلمي المتواضع ، لكنني - رغم ذلك - سأحاول أقرب الموضوع ، لمن لا يستطيع أن يلم في تفاصيل هذه الشؤون التكنولوجية ، بأن أشبه ذلك بإنجاز عالم فيزيائي حقق اختراقا علميا لتطبيق فعالية ما ، أو فوز رياضي حقق رقما قياسيا عالميا جديدا ، أو تألق كاتب لرائعة كتاباته لينداو / المانيا الاتحادية في محرم 1432 كانون الأول / ديسمبر |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
14-11-2017, 12:31 PM | #19 |
| الفخار الأسود.. اختراع صيني أتى مصادفة الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008 - 16:12 فخار أسود من إنتاج مدينة ريتشاو في حفل افتتاح أولمبياد بكين عام 2008 شهد العالم أربع تحف صينية مبهرة، من بينها كأس فخارية سوداء لامعة في سُمك قشرة البيض يرجع تاريخها إلى أربعة آلاف سنة تقريبا. هذه الكأس التي إذا طرقت عليها تصدر صوتا مثل صوت آلة "تشينغ" النقرية الصينية، تتميز بدقة صنعة تثير دهشة الناس ولا عجب أنها تحمل لقب "النموذج الرائعة لحضارة الأربعة آلاف سنة". الغريب حقا أن اختراع الفخار الأسود جاء مصادفة، وبالأحرى نتيجة خطأ في ضبط درجة حرارة القمين. ولكن هذا الخطأ منح الفخار لونا جعله غريبا ورفيع القيمة وذا طبيعة سرمدية. ومذ ذاك صار الفخار الأسود فنا لم يتوقف تطوره قط. ومن السمات المميزة للفخار الأسود غير من أنواع الفخار أنه يستخدم رئيسيا كتحف فنية. وحسب السجلات التاريخية، استخدم الفخار الأسود في بداياته للأواني القربانية، إذ كان الصينيون يصنعون الفخار الأسود لتقديمه قرابين للآلهة وفقا لاعتقاداتهم. إحياء فن قديم في السنة الثامنة والعشرين بعد المائة التاسعة عشرة للميلاد اكتشفت في لونغشان بمحافظة تشانغتشيو بمقاطعة شاندونغ (موقع ثقافة لونغشان)، كمية كبيرة من الآثار كان من بينها فخاريات يرجع تاريخها إلى أربعة آلاف سنة تقريبا من بينها فخاريات سوداء لم يُر من قبل. وكان أكثر ما لفت نظر الأثري الصيني وو جين دينغ (1901- 1948م)، فخارا أسود لامعا مثل المرآة وفي رقة قشر البيض وإذا طرقت عليه يصدر صوتا جميلا. بعدها صار الصينيون يعرفون الفخار الأسود. الحقيقة هي أنه على الرغم من ظهور الفخار الأسود في الصين قبل أربعة آلاف سنة، ظلت فنون وطرق صنعه مفقودة مئات السنين، ولم يستعد هذا النوع الخاص من الفخار تألقه وانتشاره إلا في خمسينات وستينات القرن الماضي بفضل فنون وتقنيات صنعه الجديدة. يصنع الفخار الأسود من الصلصال بعد وضعه في قوالب حسب التصميم المطلوب قبل شيه في القمين. يُشكل الفخار الأسود من كرة طين صلصالي توضع على طاولة دوارة. يتم اختيار الطين الصلصالي الذي يصنع منه الفخار الأسود بعناية فائقة، إذ ينبغي نخل التراب الصلصالي الخام بمنخل محبوك ثم خلطه بالرمل أو استخدامه نقيا. بعد ذلك يتم تجفيف الصلصال وخلطه والمشي عليه بالقدمين. بعد ذلك يُعدل شكله ويقوّم وينقش وهو شبه جاف إلى أن يجف تماما يُلَمع بأصداف بلح البحر قبل وضعه في القمين لشيه. تلعب نوعية طين الصلصال دورا مهما في صناعة الفخار الأسود، فالطين العادي يجف بسرعة ويكون سهل الكسر. بفضل رقته، حيث لا يزيد سمك جداره عن 0.2 مم يحظى الفخار الأسود بإقبال كبير. وتتنوع أشكال منتجات الفخار الأسود، فقديما كان على شكل "دينغ" (قدر بثلاث أرجل) و"لي" (قدر مجوفة ذات ثلاث أرجل) والصحن والسلطانية، ثم ظهرت أشكال جديدة مثل العلبة والإبريق والغلاية و"تسون" (وعاء خمر) و"تشويه" (وعاء خمر) والأشخاص والحيوانات وغيرها من عشرات الأشكال التي ظلت موجودة في الأدوات البرونزية التي ظهرت في الصين في وقت لاحق. ليس من المفضل زخرفة الفخار الأسود بالرسم الملون وإنما بالنقش المخرم، ولصق الزخارف عليه قبل أن يجف ورسم الخطوط المتوازية بالحك على القالب أثناء الدوران على الطاولة الدوارة. على الرغم من أن الرسوم والأشكال الزخرفية على الفخار الأسود بسيطة ومتشابهة إلا أنها تعكس تطور فن زخرفة الفخار في الصين. تطور الفخار الأسود في العصر الحديث يعتبر كو هوا لين (1901- 1984م) رائد فن الفخار الأسود في العصر الحديث، فقد اكتشف هذا الحرفي المتخصص في صنع الأوعية الفخارية العادية، طريقة صنع الفخار الأسود مصادفة. في محافظة سويلنغ بمقاطعة هيلونغجيانغ، شمال شرقي الصين، حيث تعيش أسرة كو التي توارثت صناعة الفخار لأجيال، تتلمذ الصبي الصغير كو هوا لين على يد كبار العائلة فتعلم صنع الأدوات الفخارية اليومية. كانت أسرته تنتج رئيسيا الفخاريات الحمراء والرمادية التي تستخدم في أدوات الاستعمال اليومي وأصص الزهور، ولم تكن متنوعة الشكل أو رائعة الزخرفة. كو هوا لين، الموهوب في الرسم والمحب لزراعة الزهور، أبدع أشكالا جميلة من الأوعية الفخارية وزخرف الأصص برسوم وخطوط، إلى جانب الرسم والنقش استخدم طريقة الطبقة المفتوحة والطبقتين المفتوحتين في زخرفة أعماله. فلقيت منتجاته حظوة عند كثير من الناس. ذات يوم في فصل الصيف، هطل المطر فجأة، فهرع كو هوا لين إلى القمين الذي كان يشوي فيه بعض القطع الفخارية فرأى الدخان يتصاعد من حفرة القمين المفتوحة بعد أن سقط عليها المطر. حاول أن يفعل شيئا فلم يجد غير حطب وعشب حوله فحمله وغطى به الحفرة، راجيا أن يتوقف المطر ليتمكن من فتح القمين وإكمال عمله الذي لم ينته. لكن المطر لم يتوقف إلا بعد ثلاثة أيام كاملة. أزال كو هوا لين الحطب والعشب حزينا، متوقعا أن لا يرى غير حطام منتجاته الفخارية، ولكن المفاجأة التي رآها أذهلته.. قطع فخارية سوداء سليمة ذات بريق لامع. كاد الرجل يطير فرحة مما حدث، لدرجة أنه بنى قمينا صغيرا خاصا لإجراء مزيد من التجارب. وبعد أربعين سنة من الدراسة والبحوث، نجح في التغلب على الصعوبات الفنية وابتكر طريقة تقنية الكربنة (الاتحاد كيميائية مع الكربون) في درجة حرارة عالية لصنع الفخار. لم يتعلم كو هوا لين في مدرسة ولم يسمع شيئا عن ثقافة لونغشان، وبالطبع لم يكن يعرف أن ذرة الكربون الضئيلة يمكنها أن تتسلل في جسم الفخار في درجة الحرارة العالية والدخان الكثيف، وفقا لمبدأ النفاذية الأيونية. ومع ذلك طور فن الفخار الأسود بدافع من الحياة. وقد استلهم إبداعه الفخاري أيضا من الفنون الشعبية مثل الورق المقصوص، التطريز، النقش على الأثاث ورسوم السنة الصينية الجديدة. إذا كان الفضل في إعادة إحياء فن الفخار السود يرجع إلى كو هوا لين، فإن ليو جيا دي، المولود سنة 1925 هو صاحب الفضل في تطوير هذا الفن في العصر الحديث. في سنة 1961، عرضت أعمال فخارية لكو هوا لين في الدورة الأولى لمعرض فنون التصميم والزخرفة بمقاطعة هيلونغجيانغ ولفتت انتباه ليو جيا دي الذي كان يعمل في مكتب فنون التصميم والزخرفة بإدارة الفنون اليدوية بمقاطعة هيلونغجيانغ. زار ليو جيا دي مصنع الأوعية الفخارية بمحافظة سويلنغ، حيث قدم إرشادات لصنع الفخار. وساعد كو هوا لين على دمج وتلخيص أنماط الفخار ونماذج زخارفه وعاونه في إقامة دورة تدريبية لفنون الفخار ووفر له كثيرا من المعلومات والمراجع ذات العلاقة بالفخار السود. وعلاوة على ذلك، صنع نماذج مقلدة لأعمال كو الرائعة وعرضها على النقاد طلبا للرأي من أجل تحسينها. ساعدت جهود ليو جيا دي في دفع تطور وانتشار فنون الفخار الأسود ومشاركة أعمال الفخار الأسود في المعارض الوطنية المختلفة للفخاريات والخزف. بعد ذلك، بدأت منتجات الفخار السود الحديثة تنتشر في أنحاء الصين وتلقى إقبالا كبيرا، وانتشر حرفيو الفخار الأسود الذين تعلموا فنونه من كو هوا لين في المقاطعات الصينية المختلفة. بعد آلاف التجارب استمرت من بداية سنة 1988 حتى خريف تلك السنة، نجح الفخاري مين وي، ابن لونغشان بمدينة تشانغتشيو في مقاطعة شاندونغ، في صنع كأس من الفخار الأسود سمكها مثل قشرة البيض. ولا شك أن إبداع هذا العمل بنفس سُمك الفخار المذكور في السجلات التاريخية يعتبر إنجازا عظيما في التاريخ الحديث للفخار الأسود. يبلغ ارتفاع كأس مين وي 22 سم ويزن 18 جراما فقط. في يونو سنة 2007، نجح الفخاري سو تشاو تشي، بمدينة ريتشاو في شاندونغ في إبداع "دينغ" من الفخار الأسود، استوحى تصميمه من "دينغ" المصنوع في أسرة شانغ (القرن 16- 11 ق.م)، بارتفاع 66ر2 متر، وقطر محيطه 5ر1 متر، وسمكه 2 سم تقريبا، ووزنه 600 كجم تقريبا، فهو أكبر "دينغ" من الفخار السود في العالم حتى الآن. قدم سو تشاو تشي هذه التحفة الفنية إلى اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية ببكين. (مجلة الصين اليوم، العدد 7، 2009) |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
14-11-2017, 12:32 PM | #20 |
| أول سيارة في التاريخ كانت بثلاث عجلات فقط ! الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008 - 16:12 في عام 1806م صمم المخترع السويسري فرانسوا أيزاك دو ريفا أول محرك احتراق داخلي، وقام باستخدامه في تطوير أول سيارة تعمل بمحرك مماثل باستخدام مزيج من الهيدروجين و الأكسيجين لتوليد الطاقة، إلا أن هذا التصميم لم يكتب له النجاح وهو ما حدث مع المخترع البريطاني صامويل براون و المخترع الأمريكي صامويل موري حيث أنتجا سيارات تسير بمحركات احتراق داخلي رديئة قرابة العام 1826م. وبعد 24 عاما من هذا التاريخ، وبالتحديد في عام 1860م أنتج "إتيان لنوار" أول محرك احتراق داخلي ثابت وناجح وبعد سنوات قليلة, كان هناك حوالي أربعمائة منه تعمل في باريس، وفي عام 1863م, ركّب لنوار محركه في مركبة كانت تعمل بزجاجات جاز إضاءة المدينة, و قال لنوار إنها "كانت تسير أبطأ من الإنسان, و كانت تتعطل باستمرار". وفي عام 1885م اخترع الألماني كارل بنز سيارة تعمل بمحرك جازولين أوتّو في ألمانيا وسجل بنز براءة اختراع هذه السيارة في 29 يناير عام 1886م ورغم أن الفضل يرجع لبنز في اختراع السيارة الحديثة إلا أن عدة مهندسين ألمان آخرين كانوا يعملون على بناء سيارات في نفس ذلك الوقت، ففي شتوتجارت عام 1886م, سجل "جوتليب دايملر" و "ويلهلم مايباخ" براءة اختراع أول دراجة بخارية وفي عام 1870م جمّع المخترع الألماني النمساوي سيجفريد ماركوس عربة يد بمحرك إلا أن هذه المركبة لم تتعد المرحلة التجريبية. سيارة بثلاث عجلات في الأول من أكتوبر عام 1883م، أسس كارل بنز شركته الخاصة لصنع المحركات التي تعمل بالغاز، وبعد شهرين كان غوتليب دايملر يحصل على براءة اختراع لمحرك يعمل بالغاز، مع أنبوب قابل للاشتعال، وكان هذان الاختراعان، الشرارة الأولى التي أطلقت صناعة السيارات في العالم، فقد ابتكر دايملر عربته عام 1885م، وزودها بمحرك يعمل بالغاز. وفي مطلع عام 1886م، كان كارل بنز يضع الأساس الأول لصناعة السيارات في العالم، بابتكاره سيارة ذات ثلاث عجلات، لتكون السيارة الأولى في التاريخ التي تجوب الشوارع، وتعمل بمحرك يعمل على الوقود، وفي مارس من العام ذاته، كانت تصاميم السيارة الأولى ذات العجلات الأربع، والتي تحمل محركاً سريعاً يعمل بالوقود جاهزة للتنفيذ. وبدأ كل من كارل بنز، وغوتليب دايملر، يعمل على تطوير ابتكاره، وإدخال تحسينات عليه، فعرض دايملر في عام 1889م، محركاً جديداً بأسطوانتين، وبعد عام من هذا التاريخ، كان دايملر يعلن رسمياً عن شركته "مصنع دايملر للسيارات" في شتوتجارت بألمانيا لتبدأ المنافسة بينهما وتتوالى الابتكارات. قصة "المرسيدس" في عام 1892م، تعاون كل من دايملر وفيلهيلم مايباخ، على تطوير محرك "فينيكس 1"، والذي استخدم لاحقاً على نطاق واسع في السيارات والسفن والمناطيد، أما كارل بنز فقد صنع في عام 1895م، أول حافلة في التاريخ، لكن دايملر رد عليه في العام التالي بابتكار الشاحنة الأولى في العالم، والتي زودها بمحرك يتألف من أسطوانتين، وبقوة تبلغ أربعة أحصنة، وتم طرحها للبيع في شركة "دايملر" البريطانية، والتي كان قد أسسها فريدريك سيمز في عام 1893م. أما قصة اسم "مرسيدس" ، فبدأت مع إيميل جيلينك، التاجر والدبلوماسي النمساوي، الذي كان قنصلاً لبلاده في فرنسا، والذي كان مولعاً بالسيارات منذ ابتكارها، فقد قاد هذا الرجل السيارة ذات الثلاث عجلات التي ابتكرها بنز، وقاد أيضاً السيارة التي ابتكرها دايملر، فأعجب بها، وقدم المساعدة لمبتكرها، وشارك بسيارة دايملر، "فينيكس" التي تبلغ قوتها 23 حصاناً، في العام 1899م، برالي فرنسا، وحقق المركز الأول في السباق، ليزداد عشقه وولعه بالسيارات، التي يبتكرها دايملر خاصة، فعرض عليه في عام 1900م، طلباً لا يمكن لأحد في ذلك الوقت أن يرفضه، وهو طلبية شراء 36 سيارة، تبلغ قيمتها 550 ألف مارك ذهبي، على أن يتم تغيير اسم سيارات دايملر إلى مرسيدس، مع حقوق التوزيع للسيارة في كل من النمسا، المجر، فرنسا، بلجيكا، والولايات المتحدة ، هذا الاسم الذي يعود إلى ابنته الصغرى، التي كانت الأحب إلى قلبه، ليغدو اسمها مع الزمن أشهر اسم على مر العصور في صناعة السيارات العالمية. وفي هذا العام كانت شركة بينز تتصدر المبيعات العالمية، ببيعها 603 سيارات، صدرت منها 341 سيارة، وفي نفس العام توفي دايملر، وتم انتخاب جيلينك رئيساً لمجلس الإدارة، الذي بقي فيه لتسعة أعوام، ساهم خلالها بتطوير سيارات دايملر ومرسيدس بشكل كبير، وقام في عام 1902م بتسجيل اسم "مرسيدس" كعلامة تجارية، ليتم بعدها تسجيل إنتاج دايملر بهذا الاسم، وفي هذا العام أنتجت شركة "دايملر" السيارة الأكثر تطوراً في ذلك الوقت، وهي "مرسيدس سيمبليكس". العصر الذهبي اشتدت المنافسة بين بينز ومرسيدس، ففي عام 1906م، خاضت الشركتان سباق "جائزة فرنسا الكبرى"، وسيطرتا على السباق، إذ احتلت مرسيدس المركزين الأول والثالث، بينما جاءت بنز في المركز الثاني، وتمكنت مرسيدس من السيطرة على أجواء السباقات العالمية، بحلولها في المركز الأول دائماً، ولفترة طويلة. تأثرت الشركتان أثناء الحرب العالمية الأولى، وتحولتا إلى صناعة المواد والمحركات الحربية، حتى أن شركة بنز، احتلت مركز الريادة في صنع محركات الطائرات، لكنهما وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، عادتا من جديد إلى المنافسة والابتكار، ومع دخول عام 1924م، شعرت كل من بينز ودايملر أنه لابد من الالتقاء، فبدأت المفاوضات بينهما على الشراكة، ومع حلول العام 1926م، كان قرار الاندماج الرسمي قد دخل مرحلة التنفيذ، حيث اندمجت الشركتان في مجموعة دايملر بنز، التي بدأت إنتاج سيارات "مرسيدس بنز". وبعد ثلاث سنوات "عام 1929م" توفي كارل بينز، وفي العام نفسه توفي أيضاً فيلهيلم مايباخ، الذي أسس شركة تحمل اسمه، لكنها عانت من مشاكل أغلقت على إثرها، إلا أن مرسيدس أحيتها من جديد، من خلال سيارتها "مايباخ" لتكون من أفخم السيارات التي تنتجها، ولتنافس بها شركة "رولز رويس" العالمية. أدى الاندماج إلى تحسن كبير في أداء الشركة الجديدة، فكان باكورة إنتاجها شاحنة مرسيدس بينز التي تعمل بالديزل، وارتفع إنتاج سيارات مرسيدس بينز إلى 7918 سيارة في العام 1927م، وبدأت فترة العصر الذهبي للشركة من خلال ابتكار العديد من طرازات مرسيدس، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الثانية، أوقف تطورها وتقدمها، حيث انتقلت الشركة إلى مرحلة جديدة في إنتاج الصناعات الحربية، ولحق دمار هائل بالعديد من مرافقها ومصانعها. وبعد انتهاء الحرب، أعادت الشركة بناء نفسها، واستأنفت عملها في البحث عن الجديد والمتطور في عالم السيارات، فأنتجت في العام 1948م أول شاحنة متعددة الاستخدامات من طراز "يونيموغ"، بالإضافة إلى العديد من طرازات مرسيدس الصالون، والتي لا يزال العديد منها يتم إنتاجه حتى الآن، مع الاختلاف الكبير في الشكل والأداء الذي طرأ عليه، بما يتناسب مع كل فترة زمنية. السيارة رقم "مليون" في عام 1962م كانت سيارة مرسيدس بينز إس إي 220 تحمل الرقم مليون تغادر خطوط إنتاج دايملر بنز منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وشهد عام 1966م، اندماج شركتي مايباخ، ومرسيدس بنز في شركة واحدة حملت اسم "مايباخ مرسيدس بينز"، وتملكت دايملر بنز حصة بلغت 83 % من أسهم الشركة الجديدة. أما الاندماج الأكبر الذي شهدته الشركة فكان في عام 1998م، حيث تم الإعلان عن اندماج كل من دايملر بينز وكرايسلر، هذا الاندماج الذي شهد ولادة مجموعة "دايملر كرايسلر"، وبأغلبية أسهم تعود لصالح دايملر، لتكون المجموعة الجديدة أكبر صانع سيارات في العالم، حيث ينطوي تحت لوائها العديد من أفخر السيارات في العالم: مرسيدس بينز، مايباخ، سمارت، كرايسلر، جيب، ودودج. واشتهرت منتجات الشركة بإدخال التكنولوجيا المتقدمة عليها، وخاصة أنظمة "الحقن الإلكتروني"، والمكابح غير القابلة للانغلاق، والعديد من الإمكانيات الفنية الأخرى، وقد تبنت الشركة منذ عام 1939م، عدة أبحاث تتعلق بالسلامة، وأنشأت إدارة خاصة بذلك، لتتحول هذه الإدارة مع الزمن إلى منصة لسلسلة من التصاميم الدقيقة الخاصة بأنظمة السلامة، للمركبات التجارية، ومركبات الركاب، على حد سواء. وحصلت الشركة من خلال "إدارة السلامة" راءات الاختراع، فهي أول من أوجد قفل الأمان المخروطي المسماري الخاص بالأبواب، الذي طورته لاحقاً لتبتكر القفل الوتدي المسماري، وفي عام 1952م أحدثت الشراكة عملية تصنيع الهياكل، حيث تم اختراع المناطق القابلة للتشوه في المنطقتين الأمامية والخلفية من السيارة، ويعود إليها الفضل في إيجاد مساند الرأس في السيارات، وكذلك هي من ابتكر حزام الأمان، والوسائد الهوائية، وغيرها الكثير. وفي عام 1978م، ابتكرت الجيل الثاني من "نظام المكابح المانعة للانغلاق" الذي تستخدمه الآن العديد من شركات السيارات في العالم، إلا أن التوسع الكبير في إدخال الأنظمة الإلكترونية أدى إلي بعض السلبيات، فبعد تركيب نظام مكابح فعال في أكثر من 60 ألف سيارة، قامت الشركة باستعادتها مرة أخرى، من أجل تصحيح بعض المشكلات الفنية فيها، وقامت في عام 2001م، باستعادة نحو 150 ألف سيارة، تم إنتاجها بين العامين 1995م و1996م، كانت قد باعتها في أوروبا والشرق الأوسط، لإصلاح خلل قد يؤدي إلى انتفاخ أكياس الأمان فيها بشكل مفاجئ، ودون التعرض لحادث. ولم تعرف الشركة الخسارة منذ تأسيسها، بل اقترن اسم مرسيدس بالأثرياء والمشاهير، لكنها منذ سنتين بدأت تفقد الأرباح التي كانت معتادة عليها، خاصة مع إصرارها على الاستمرار في إنتاج سيارة "سمارت"، فقد أعلنت "دايملر كرايسلر" في أبريل من عام 2005م، عن انخفاض أرباح تشغيل الربع الأول من ذلك العام بنسبة 60 %، وذلك بعد تسجيل شركة مرسيدس خسائر بلغت حوالي مليار يورو، نتيجة إعادة هيكلة قطاع السيارة الصغيرة سمارت، التي بدأت بإنتاجها في عام 1998م، وقد بلغت قيمة خسائر مرسيدس منها منذ ذلك الوقت نحو 3.5 مليار يورو. |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
14-11-2017, 12:33 PM | #21 |
| ساعات من الصخور .. وأخرى من " البخور"! ساعة صخرية قديمة قبل ظهور " الساعات " في شكلها الحالي، ظهرت أدوات غريبة لمعرفة الوقت على مر العصور، وكانت الحضارات القديمة وعلى رأسها الفرعونية والبابلية والصينية، هى أول من اخترع آلات حساب الزمن، ولكن أغرب هذه الآلات علي الإطلاق ما ظهر فى الصين خلال القرن الرابع عشر الميلادي، حيث كان الناس يعتمدون فى معرفة الوقت على ساعات من " البخور " ! وبرع القدماء فى صناعة نماذج من الساعات لمعرفة الوقت، ورغم بدائية تلك الساعات إلا أنها تكشف عن عبقرية الأوائل، ومع تعدد الماركات العالمية والأشكال الحديثة للساعات يبدو أننا نسينا ساعات الأوائل التى كانت التقنية الأولي في انطلاق هذه الصناعة العالمية. و" الساعة الشمسية " هي أقدم الساعات التي كانت تعكس – ببساطة – الدورات التي تحدث في السماء ليراها الناس، وقد كانت عبارة عن دوائر عملاقة من الحجر أو أية مادة أخرى تحدد تعاقب الفصول أو حركة النجوم عن طريق " الشواهد الصخرية". ويعتقد العلماء أن هذه الشواهد الصخرية، وهى مجموعات من الأحجار الضخمة القديمة وجدت فى انجلترا كانت تستخدم فى وقت ما كساعة، ففي أوقات معينة من العام تكون الشمس والقمر على خط واحد مع بعض الصخور وعندما يحدث ذلك يدرك القدماء أن فصلاً جديداً من فصول السنة قد بدأ. ولم يخطر على بال البشر مطلقاً تقسيم الأيام إلى وحدات متساوية حتى ما يقرب من 4 آلاف سنة مضت، حينما ظهرت فكرة تقسيم اليوم إلي أربع وعشرين ساعة وربما كان ذلك عند البابليين الذين ابتكروا " المزولة " أو الساعة الشمسية لمعرفة الوقت، وهى عبارة عن دائرة عليها علامات تبيّن الساعات فيما بين شروق الشمس وغروبها وتغرس في وسط الدائرة ساق خشبية صغيرة حيث يقع ظلها علي العلامات ومع حركة الشمس عبر السماء يتحرك الظل مشيراً إلي الوقت. ساعة الفراعنة المائية ولم تكن " الساعات الشمسية " مفيدة دائماً فهي لاتعمل فى الأيام الشمسية، وحتى في تلك الأيام لو أنك أردت معرفة الوقت فإن عليك أن تبتعد خارجاً حتي لا يقع ظلك عليها ثم إن الساعات الشمسية لاتعمل ليلاً بالطبع. وقد عرف المصريون القدماء منذ ما يقرب من 3400 سنة نوعاً جديداً هو " الساعة المائية " من حساب انقضاء كل اثنتي عشرة ساعة ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً وقد ابتكرت أول " ساعة مائية " في عهد أمنحتب الأول، بفضل رجل يدعى " أمنمحات " وكان منقوشاً بداخلها اثنا عشر سطراً رأسياً، بها أحد عشر ثقباً زائفاً، تختلف بينها المسافات بما يناسب ساعات الليل الاثنتى عشر، وتسيل المياه من خلال ثقب بالقاع من تحت القدر المنقوش، ولمعرفة الساعة لابد من مراقبة مستوى المياه داخل الإناء عند أقرب ثقب. أما النقوش الموجودة على الإناء من الخارج فتبين رموزاً لكواكب وأفلاك، مع قائمة بأرواح حامية لكل عشرة أيام من السبوع في التقويم المصري القديم وأما النقوش الوسطي فتسجل النجوم القطبية في شكل أرباب وحيوانات، وكانوا يبتكرون دورات يمكن استعمالها لمعرفة الوقت، فقد أدركوا أن تدفق الماء من ثقب في وعاء مملوء بالسائل يحدث بمعدل ثابت، وقد أدت هذه الفكرة إلى اختراع الساعة المائية وكان الماء في تلك الساعات المائية القديمة ينساب من ثقب قرب قاع إناء حجري وكانت العلامات المحفورة على جدران الوعاء تبين الساعات بحيث يعرف الناس الوقت بالنظر إلى كمية الماء المتبقية في الوعاء. ساعات من الرمال بدأ الناس في استعمال " الساعات الرملية " مع بدايات القرن الرابع عشر وكانت تلك الساعات تعمل بنفس الأسلوب تقريباً الذي تعمل به الساعات المائية، وأبسط الساعات الرملية التي تم اكتشافها تتكون من انتفاخين زجاجيين يتصلان معاً من خلال عنق صغير فتنساب الرمال من الانتفاخ العلوي إلي السفلي وعندما تنتقل كل الرمال من الجزء العلوي يدرك الناظر إليها أن فترة زمنية محددة قد مضت. وتتكون " الساعة الرملية " من بصيلتين زجاجيتين، تصل بينهما فتحة صغيرة؛ وتحتوي إحداهما على حبّات من الرمل الجاف، الناعم، الدقيق. ويستغرق الرمل ساعة كاملة بالضبط لكي ينساب من البصيلة العليا إلى السفلى. وبعد انسيابه كله من البصيلة العليا، تُقَلب الساعة الرملية، ويبدأ الرمل بالانسياب إلى البصيلة الفارغة وهكذا. وقد كانت هذه الساعات، تحتوي على الزئبق في البداية ولكن استبدل به الرمل؛ لأنه ينساب بمعدل ثبات، بصرف النظر عن الكمية التي تحتويها البصيلة. لاتعتبر هذه الساعة أداة قياس موثوق بها، فتدفق الرمل من الحجرة العلوية للسفلية يرتبط بعدة عوامل منها : نعومة الرمل، شكل الحجرات، حجم الفتحة الواصلة بين الحجرتين ودرجة تأثرها بمرور الرمل، استقرار الساعة والوقوف العمودي لها. وكانت بعض الساعات الرملية، تستخدم في تحديد مقدار الزمن، الذي كان على المتحدث أن يلقي حديثه فيه. وحتى بداية القرن العشرين، كان البحارة يستخدمون أداة مثل الساعة الرملية، تقيس مدة أقل من الدقيقة؛ ويمكنهم بها قياس سرعة سفنهم. وعلى الرغم من شيوع الساعة الرملية، فقد تخطاها الزمن، بعد اختراع الأنواع المختلفة من الساعات؛ فاستحالت أثراً، بين صفحات التاريخ. اختراعات عجيبة ابتكر صانعو الساعات بعض أدوات التوقيت العجيبة عبر التاريخ، ففي أوائل القرن التاسع الميلادي كان لدى ألفريد الكبير وهو ملك بريطاني ساعة مصنوعة من ست شمعات طول كل منها 30 سنتيمتراً وكان الخدم في القصر يشعلون شمعة اثر الأخرى، وكان احتراق كل شمعة يتم بمعدل ثمان دقائق لكل سنتيمتر واحد وبهذا يستغرق اشتعال الست 24 ساعة. وفي أواخر القرن الحادي عشر اخترع الصينى " سوسونج " ساعة تدار بواسطة ساقية وكان ارتفاع تلك الساعة 9 أمتار وتزن عدة أطنان وكانت تُبين حركة الشمس والقمر والنجوم وفي عام 1126م استولى الغزاة القادمون من الشمال على الساعة الصينية العملاقة وفكوها إلى أجزاء ثم رحلوا بها ولم يرها أحد بعد ذلك. وفي عام 1354م أتم صانعو الساعات الفرنسيون ساعة ميكانيكية في كاتدرائية ستراتسبورج وهي موجودة الآن في فرنسا، وكانت تلك الساعة قادرة على تقديم عرض فني فبينما تعزف الأجراس نشيداً ما فإن الشخصيات الدينية تأخذ في الحركة حول الساعة، كما كان هناك ديك ميكانيكي يصيح ويرفرف بجناحيه كل ساعة ولم يتبق من تلك الساعة حالياً سوى الديك. وكان من اغرب الطرق للتعرف على الوقت تلك التى تتم بواسطة الأنف، حدث ذلك فى الصين في أواخر القرن الرابع عشر حيث كان الناس يستخدمون " ساعة البخور" وهي ساعة خاصة بها مجرى محفور يشبه المتاهة، يحتوي على أنواع متعددة من البخور، وكان مستخدمو الساعة يشعلون البخور عند أحد الأطراف فلا ينتهي اشتعال أحد أنواع البخور حتى تكون قد انقضت ساعة كاملة وفي كل مرة تتغير رائحة البخور يدرك الناس أن ساعة قد مضت. وبدأ ظهور الساعات كما نعهدها الآن عام 1656م عندما بنى مخترع هولندي هو كرستيان هايجنز ساعة ببندول وقد استخدمت الحركة المنتظمة للبندول الذي يتأرجح بحرية في تعيين الوقت، وتأرجح البندول عبارة عن دورة تعتمد على انتظامها أكثر مما يعتمد على الماء المتساقط أو الأثقال المعلقة، ونتيجة لذلك كانت الساعة ذات البندول دقيقة ومضبوطة مع هامش خطأ في حدود 15 ثانية في اليوم. واستمر تطور الساعات عبر الزمن حتى صارت أكثر دقة واخترع البعض منها ما يدار بالكهرباء، وما يعمل بالذبذبات المنتظمة لبلورة ضئيلة من مادة الكوراتز أو حتى الطاقة الذرية لتعيين الوقت فقد ابتكر العالمان الانجليزيان: لويس اسن واجيه.في ال باري الساعة الذرية عام1955 حيث اكتشفا أن الذرات وهي أصغر مكونات العناصر الكيميائية تتذبذب بشكل منتظم للغاية ثم توصلا إلى طريقة تحول هذه الذبذبات الدقيقة إلى معلومات زمنية والساعة الذرية تبلغ من الدقة حداً يجعلها لا تفقد أو تكسب ثانية واحدة حتى خلال مائتي عام. |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موهبةوإختراع.. , ثقافه , عامه , و..متجدد , قصة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
#مما_ قرأت " متجدد " | حلم | (همسات تطوير الذات ) | 220 | 15-07-2022 03:55 PM |
~ جمعتنا يِوْمِ جمعتنا المباركة ~ متجدد كل جمعة نلتقي | مبارك آل ضرمان | ( همســـــات الإسلامي ) | 110 | 29-06-2017 03:17 AM |
مسابقه اسبوعيه صاحب أفضل ردود متجدد لحصري همسات | ذابت نجوم الليل | (همسات المسابقات والفعاليات ) | 20 | 06-05-2015 01:15 PM |
انت انســــــــان (متجدد) | هدوء الكون | ( همســـــات العام ) | 13 | 21-06-2013 06:17 PM |