ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات الحج والعمره)


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 21-07-2018, 09:27 PM
تيماء غير متواجد حالياً
Lebanon    
الاوسمة
ردود عسجديه 
لوني المفضل Floralwhite
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل : 27 - 10 - 2016
 فترة الأقامة : 2997 يوم
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز تيماء يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
fac14 حجة الوداع وصايا و دروس و عبر














الوداع وصايا دروس

أحبائى و أعزائى آل همسات الغلا
طيب الله أوقاتكم و أسعد قلوبكم بكل خير
أود قبل أن أبدأ موضوعى عن حجة الوداع
أن أهنئ جميع أهل منتدانا الغالى
بهذه الأيام المباركة
و التى أظلتنا بنفحاتها و فيوضاتها المُباركات
و تعطر أوقاتنا و حياتنا بالرحمات و الطاعات و الأعمال الصالحات
تقبلها الله منا جميعا و هو ضاحك إلينا و راضٍ عنا إن شاء الله


فلا ننسى بعضنا البعض من الدعاء بظهر الغيب
فإن دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب من أسباب قبول الدعاء
تقبل الله منا جميعا دعاءنا ، و أعطانا سؤلنا
فإنه سبحانه قريب مجيب الدعاء

الوداع وصايا دروس


وأود سلفاً أن أتقدم منكم بالتبريكات
يمناسبة بدء التحضير لعيد الأضحى الميارك
عيد سعيد مُبارك علينا جميعا إن شاء الله
أعاده الله علينا جميعا و على الأمة الإسلامية
فى مشارق الأرض و مغاربها باليمن و الخير و البركات

الوداع وصايا دروس

الوداع وصايا دروس



p[m hg,]hu ,whdh , ]v,s ufv dpf ]v,s





رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 09:29 PM   #2


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي








حجة الوداع
وصايا ودروس وعبر
**************
لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة،
وكثيرًا ما ينتهي عمر إنسان دون أن يرى حلمه يتحقق،
ودون أن يشاهد خطته تنجح،
ولكن من سعادة الإنسان حقًّا أن يطيل الله سبحانه وتعالى
في عمره حتى يرى ثمار عمله، ونتيجة جهده،
فيسعد بذلك أيَّما سعادة، ويشعر أن تعب السنين
لم يذهب هباءً منثورًا، ولا يشترط للإنسان المخلص
أن يرى نتيجة كَدِّه وتعبه، لكن لا شك أنها نعمة
من الله سبحانه وتعالى، ومِنّة عظيمة لا تقدر بثمن.
وانظروا إلى قول الله تعالى:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ
وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}
[التوبة: 14].



فمع أنه ليس من الضروري لكل مقاتل في سبيل الله
أن يرى النصر، والتمكين، وهزيمة أعداء الإسلام،
إلا أنه مما لا شك فيه أن رؤية هذه الأمور نعمة من الله
سبحانه وتعالى يَمُنّ الله تعالى بها على بعض عباده.
وحيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى،
فإنه شاء ألا يموت الرسول عليه الصلاة والسلام
حتى تقرّ عينه برؤية ثمار جهده الطويل،
وتعبه المضني، وجهاده الذي لم ينقطع.



لقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأى
الجزيرة العربية بكاملها تقريبًا تدخل في الإسلام،
وتُقِرُّ به بعد حرب ضروس، ومقاومة عنيفة.
ها قد دخل الناس في دين الله أفواجًا،
وها قد وصلت الدعوة إلى معظم أماكن المعمورة،
ها قد مُكِّن للإسلام، وارتفعت رايات التوحيد في كل مكان،
ها قد عادت الكعبة المشرفة إلى حقيقتها،
رجعت كما كانت أيام إبراهيم عليه السلام،
بيتًا يُوحَّد فيه الله، ولا يُشرك به أحدًا.



لا أستطيع وصف سعادة الرسول صلى الله عليه وسلم
بكل هذا الخير، لقد كان يسعد عليه الصلاة والسلام
إذا آمن رجل واحد، وكان يقول:
"لأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ".
وها هو الآن، لا يرى رجلاً ولا رجالاً يؤمنون فقط،
بل يرى الجموع الغفيرة، والقبائل العظيمة،
والبلاد الكثيرة تدخل في دين الله أفواجًا،
سعادة لا تدانيها سعادة في الدنيا،
أن تجد الأفراد والشعوب يختارون طريق الهدى،
ويَنْعَمون باتباع شرع الله رب العالمين.



لكن في الوقت نفسه، فإن رؤية كل هذا التمكين،
وكل هذا الفتح المبين كان يحمل معنى آخر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولعموم المسلمين،
وهو أن مهمَّة الرسول عليه الصلاة والسلام
كرسول قد انتهت، أو أشرفت على الانتهاء.
إن مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت البلاغ،
وها قد تحققت مهمته على الوجه الأكمل،
فوصلت الرسالة بيضاء نقية إلى كل أهل الجزيرة العربية،
بل تجاوزت ذلك إلى ممالك العالم القديم،
فوصلت الدعوة إلى فارس والروم ومصر واليمن
والبحرين وعُمان وغيرها، واكتملت كل
-أو معظم- بنود الشرع الحكيم.
وإذا كان قد حدث ذلك، فمعناه أن حياة الرسول
عليه الصلاة والسلام قد قاربت هي الأخرى على الانتهاء.
ومع كل الألم الذي يصاحب النفس عند تخيل ذلك،
إلا أن الواقع يقول -كما ذكرنا قبل ذلك- أنه لكل شيء نهاية،
ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة.









 

رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 09:30 PM   #3


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي






حجة الوداع وعلامات اقتراب أجل الرسول


في أواخر العام العاشر من الهجرة،
كان واضحًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولصحابته أن أجل الحبيب عليه الصلاة والسلام قد اقترب،
ومن رحمة رب العالمين أنه مهد لهذا
الموت بأحداث ومواقف وعبارات،
وذلك ليهوّن على المسلمين مصابهم الفادح، وأزمتهم الطاحنة.



** كان فتح مكة نفسه، وإسلام هوازن وثقيف،
وقدوم الوفود تلو الوفود على المدينة المنورة لتعلن إسلامها،
كانت هذه الأمور نفسها علامة من علامات اقتراب الأجل؛
لأن المهمة - كما ذكرنا - قاربت على الانتهاء.



** ثم إنه في شهر رمضان من السنة العاشرة من الهجرة
اعتكف عليه الصلاة والسلام عشرين يومًا
بدلاً من عشرة أيام فقط، كما كان معتادًا،
وكان هذا وكأنه تمهيد لأمته أنه يعتزلها،
ويبعد عنها مدة أطول من المدة المعتادة،
وسيأتي وقت يبعد عنها بجسده تمامًا، وإن كان سيظل بروحه،
وسنته، وأقواله، وأفعاله، وتوجيهاته معهم إلى يوم القيامة.



** وفي شهر رمضان أيضًا راجعه جبريل عليه السلام
القرآن مرتين، بدلاً من مرة واحدة كما كان معتادًا،
وكأنه يؤكد قبل موت الرسول عليه الصلاة والسلام
على الدستور الذي سيبقى للأمة، وإلى يوم القيامة.
كان هذا في شهر رمضان،
وفي شهر شوال تُوُفِّي ابنه إبراهيم ،
ومع أن البعض كان يتمنى أن لو بقي شيء من عقبه.

جاء في مسند أحمد عن معاذ بن جبل
أنه بعثه إلى اليمن وقال له:
"يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا،
أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا أَوْ قَبْرِي".




وفي شهر ذي القعدة من السنة العاشرة بدأ الرسول
عليه الصلاة والسلام في الاستعداد للقيام بالحج
للمرة الأولى في حياته ،
والتي عُرفت في التاريخ بحجة الوداع،
ودعا إليها القبائل المختلفة من كل أنحاء الجزيرة العربية،
وتوافدت فعلاً القوافل متجهة إلى المدينة لصحبة الرسول
عليه الصلاة والسلام في طريقه من المدينة إلى مكة،
ومنهم من توجه مباشرة إلى مكة المكرمة،
وقد تجاوز المسلمون الذين حضروا هذه الحجة مائة ألف مسلم،
وذكر بعض الرواة أن عددهم كان يزيد على مائة ألف
وأربعة وأربعين ألفًا من المسلمين.



"أيها الناس، افسحوا وتباعدوا عن الطرقات،
ألا ترون ذلكم الركب المبارك، في يوم السبت لأربع
بقين من ذي القعدة سنة عشر من الهجرة المباركة"،
هكذا نادى منادي رسول الله "صلى الله عليه وسلم".
نادى منادي رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بقصده الحج
لهذا العام، فاجتمع حوله مائة وأربعة وأربعون ألفًا من الناس
في مشهد عظيم، فيه معان العزة والتمكين،
ألقى الرعب والفزع في قلوب أعداء الدعوة ومحاربيها،
وكان غصة في حلوق الكفرة والملحدين.


قبل ثلاثٍ وعشرين سنة من ذلكم الوقت،
كان هناك فرد وحيد، يعرض الإسلام على الناس فيردوه،
ويدعوهم فيكذبوه، في ذلكم الحين كان المؤمن لا يأمن
على نفسه أن يصلي في بيت الله وحرم الله.

ها هم اليوم مائة وأربعة وأربعون ألفًا يلتفون حول
الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم في مشهدٍ يوحي
بأكمل معان النصر والظفر، ويجسد صورة رائعة،
تحكي بأن الزمن وإن طال، فإن الغلبة لأولياء الله وجنده،
مهما حوربت الدعوة وضيق عليها،
وسامها الأعداء ألوان العداء والاضطهاد،
فإن العاقبة للحق ولأهل الحق العاملين المصلحين:
(وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم
مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ
ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ
أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ)

[البقرة:214].



سار ذلكم الركب المبارك يدوس الأرض،
التي عُذّب من عُذّب فيها، وسحب على رمضائها مَنْ سُحِب،
ساروا يمرّون على مواضع لم تزل عالقة في ذكراهم،
ذاقوا فيها ألوان العذاب والقهر والعنت،
سار "صلى الله عليه وسلم" ليدخل المسجد الحرام
الذي لطالما استقسم فيه بالأزلام، وعبدت فيه الأصنام،
دخله طاهرًا نقيًا، تردد أركانه وجنباته لا إله إلا الله،
ورجع الصدى من جبال بكة ينادي: لبيك اللهم لبيك.









 

رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 09:32 PM   #4


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي





بعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة ،
وفُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ،
فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من
الهجرة ، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ،
وأعلن ذلك ، فتسامع الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يريد الحج هذا العام ، فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يحج
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يأتم به.



ولقد حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحدة،
كانت أعظم حجة في التاريخ وأفضلها،
أقام فيها شعائر الله تعالى، وعظّم حرماته،
وصدع بدينه، وبين للناس مناسكهم،
وخطب ينذرهم ويعلمهم ويبشرهم.



لما عزم عليه الصلاة والسلام على الحج أذّن في الناس به،
فتجهزوا للخروج معه، وسمع ذلك من حول المدينة،
فقدموا يريدون الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ووافاه في الطريق خلائق لا يحصون،
فكانوا من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله مدّ البصر،
(جاء ذلك في حديث جابر رضي الله عنه
في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج
ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج،
فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله
عليه وسلم، ويعمل مثل عمله فخرجنا معه... "
أخرجه مطولاً مسلم [1905-1907-1908-1909]،
وابن ماجه [3074]).
كلهم شرفوا بالحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهل حجة أفضل من حجة يؤمهم فيها أفضل البشر،
وخاتم الرسل؟! يهتدون بهديه، ويستنون بسنته،
ويقلدونه في أفعاله، وينعمون برؤيته، ويستمعون إلى خطابه،
ويأخذون عنه مناسكهم، ويشاركونه
في تعظيم الله تعالى وذكره وشكره



فيالله العظيم ما أعظم تلك الحجة!
ويا لسعادة من حضرها!
إن من حضرها طاف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت،
ووقف معه في عرفة، وفي المشعر الحرام في مزدلفة،
وشاركه في الهدي وفي الجمار، وبات معه في منى،
واستمع إليه وهو يخطب في الناس يعلمهم مناسكهم ودينهم،
ويحضهم على ما فيه فلاحهم، وينهاهم عما يضرهم.
فلو كان الأمر بالاختيار لاختار كل المسلمين
أن يحجوا معه عليه الصلاة والسلام،
ولكن ذلك فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم.



لماذا سميت حجة الوداع؟!

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
"كنا نتحدث بحجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا،
ولا ندري ما حجة الوداع"
(رواه البخاري [4141] وأحمد [2-135]، وأبو يعلى [5586]).


وفي رواية:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
"وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر
بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا،
وقال: «هذا يوم الحج الأكبر»،
فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«اللهم أشهد، وودع الناس»،
فقالوا: "هذه حجة الوداع"
(هذه رواية للبخاري [1655]).



قوله: "ولا ندري ما حجة الوداع"
كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به،
وما فهموا أن المراد بالوداع وداع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى وقعت وفاته صلى الله عليه وسلم بعدها بقليل،
فعرفوا المراد، وعرفوا أنه ودّع الناس بالوصية التي أوصاهم بها:
أن لا يرجعوا بعده كفاراً،
وأكد التوديع بإشهاد الله تعالى عليهم
بأنهم شهدوا أنه قد بلغ ما أُرسل إليهم به،
فعرفوا حينئذ المراد بقولهم حجة الوداع
(فتح الباري لابن حجر [8-107]).











 

رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 09:39 PM   #5


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي






صفة حجة الرسول عليه الصلاة والسلام


خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من المدينة في الخامس والعشرين
من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ،
وانطلق بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة ،
فاغتسل لإحرامه وادهن وتطيب ، ولبس إزاره ورداءه ،
وقلد بُدنه ، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما ،
وواصل السير وهو يلبي ويقول:
( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ،
إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ،
فلما قرب من مكة ، نزل بذي طوى ، وبات بها ليلة الأحد
من اليوم الرابع من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم اغتسل ،
ودخل مكة نهاراً من أعلاها ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت ،
وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل من إحرامه ، لأنه كان قارناً
وقد ساق الهدي معه ، وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن
يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ،
ثم يحلوا من إحرامهم ،
وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة
أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء .



وفي ضحى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة
توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه
من المسلمين إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب
والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ،
وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة - وهو موضع
بالقرب من عرفات وليس من عرفات - ،
فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى نزل بنمرة ،
ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ،
فأتى بطن وادي عرنة ، وقد اجتمع حوله الألوف من الناس ،
فخطب الناس خطبة جامعة ذكر فيها أصول الإسلام ،
وقواعد الدين ، وكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم -:
( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا
في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية
تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ،
وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ،
كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ،
وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا
ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ،
فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ،
واستحللتم فروجهن بكلمة الله ،
ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ،
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ،
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ،
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ،
كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ،
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس :
اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ) .



ثم أذن المؤذن ثم أقام فصلى بالناس الظهر ،
ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ،
ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حتى أتى موقف عرفات ، فاستقبل القبلة ،
ولم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ،
وهنالك أنزل عليه قوله تعالى:
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام دينا }
( المائدة 3) .
وعندما سمعها عمر رضي الله عنه بكى،
فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان.
أخرجه البخاري.



فلما غربت الشمس أفاض من عرفات،
وأركب أسامة بن زيد خلفه ،
ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول :
( أيها الناس عليكم السكينة ) ، حتى أتى المزدلفة ،
فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ،
ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ،
فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت ،
ثم ركب ، حتى أتى المشعر الحرام - وهو موضع بالمزدلفة - ،
فاستقبل القبلة ، ودعا الله وكبره وهلله ووحده ،
ولم يزل واقفاً حتى أسفر الصبح وانتشر ضوء ه ،
ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس ، وهو يلبي ولا يقطع التلبية ،
وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات ،
فلما وصل إلى منى رمى جمرة العقبة راكباً بسبع حصيات ،
يكبر مع كل حصاة .



ثم خطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر
وفضله عند الله وحرمة مكة على غيرها ،
وأمرهم بالسمع والطاعة ، وأن يأخذوا عنه مناسكهم ،
ويبلغوا عنه ، ونهاهم أن يرجعوا بعده كفاراً
يضرب بعضهم رقاب بعض .

ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بُدنة بيده ،
ثم أمر علياً أن ينحر ما بقي من المائة .

فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحر الهدي
استدعى الحلاق فحلق رأسه ،
وقسم شعره بين من حوله من الناس .



ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً ،
وطاف بالبيت طواف الإفاضة ، وصلى بمكة الظهر ،
ثم رجع إلى منى في نفس اليوم ، فبات بها ،
فلما أصبح انتظر زوال الشمس ، فلما زالت ودخل وقت الظهر
أتى الجمرات ، فبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ،
يرمي كل جمرة بسبع حصيات ، ويكبر مع كل حصاة ،
وفعل ذلك في بقية أيام التشريق ،
وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق بمنى
يؤدي المناسك ، ويعلم الشرائع ، ويذكر الله ،
ويقيم التوحيد ، ويمحو معالم الشرك .


وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ،
نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ،
فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ،
وأقام هناك بقية يومه وليلته ،
وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ،
ونام نومة خفيفة ، وبعدها ركب إلى البيت ،
فطاف به طواف الوداع ، ثم توجه راجعاً إلى المدينة .



وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه ،
بعد أن بين للمسلمين مناسكهم ،
وأعلمهم ما فرض الله عليهم في حجهم ، وما حرم عليهم ،
فكانت حجة البلاغ ، وحجة الإسلام ، وحجة الوداع ،
ولم يمكث بعدها أشهرا ًحتى وافاه الأجل ،
فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.



 

رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 09:45 PM   #6


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي





خطب النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع


عدد خطبه صلى الله عليه وسلم في حجته:


الظاهر من سياق أحاديث حجته صلى الله عليه وسلم
أنه عليه الصلاة والسلام خطب ثلاث خطب:
الأولى: يوم عرفة بعرفة.
والثانية: يوم النحر بمنى.
والثالثة: أوسط أيام التشريق بمنى.



خطبته صلى الله عليه وسلم بعرفة:


وقف عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة في عرفة،
وخطب في الناس خطبة عظيمة بليغة بين فيها الحقوق والحرمات،
ووضع فيها مآثر الجاهلية تحت قدميه، وأوصى بالنساء،
ودل الناس على سبيل العصمة من الضلال،
ثم أشهدهم على بلاغه فشهدوا في ذلك الجمع العظيم
شهادة ما اجتمع حشد مثله يشهدون على مثل ما شهدوا عليه،
فقال عليه الصلاة والسلام في تلك الجموع العظيمة:



«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا
في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع،
ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة
بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل،
وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد
المطلب فإنه موضوع كله،
فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله،
واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم
أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح،
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف،
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله،
وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟»
قالوا: "نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت"،
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس:
«اللهم أشهد، اللهم أشهد» ثلاث مرات
(رواه مسلم [1218] وأبو داود [1905]
وابن ماجه [3074] والدارمي [1850]).



المعانى العظيمة فى هذه الخطبة


وهذه الخطبة فيها من المعاني شيء عظيم،
وقد جمعت الأصول التي فيها صلاح الناس
في معاشهم ومعادهم، ومن ذلك:

1-تحريم الدماء والأموال،
وجعل حرمتها كحرمة الشهر الحرام، والبلد الحرام، ويوم عرفة.

2- إلغاء شعائر الجاهلية وشعاراتها.

3- إبطال الثارات التي كانت بين القبائل في جاهليتهم.



4- وضع الربا الذي كان منتشراً بينهم،
وأول ربا وضعه ربا عمه العباس؛
وذلك ليكون قدوة في هذا الشأن يبدأ بنفسه وآله
في تنفيذ الأوامر الربانية، فإن ذلك أدعى لقبول الناس،
وتلك هي طريقة الأنبياء عليهم السلام
كما قال شعيب عليه السلام:
{وَمَا أُرِ‌يدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ
إِنْ أُرِ‌يدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
[هود:88].

5- الوصية بالنساء وبيان مالهن من الحقوق،
وما عليهن من الواجبات،
وكيفية التعامل مع الناشز منهن.



6- الوصية بكتاب الله عز وجل ولزوم التمسك به،
ومن لوازم التمسك بالكتاب: العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛
لأن الله تعالى في القرآن قد أحال على السنة في آيات كثيرة منها:

أ- قول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ
وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}
[النساء:80].

ب - قوله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ
وَيَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ}
[آل عمران:31].

ج - قوله - تعالى -:
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
النساء: 65.

د - قوله تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ
وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
[الحشر من الآية:7].







 

رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 09:48 PM   #7


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي








خطبته صلى الله عليه وسلم يوم النحر:



خطب عليه الصلاة والسلام خطبة عظيمة بليغة يوم النحر؛
كما جاء ذلك في أحاديث عدة منها:

1- حديث أبي بكرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض،
السنة أثنا عشر شهراً منها أربعة حرم
ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان،
أيُّ شهر هذا؟»

قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه،
قال: «أليس ذا الحجة؟»
قلنا: "بلى"،
قال: «أيُّ بلد هذا؟»
قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه،
قال: «أليس البلدة؟»
قلنا: "بلى"،
قال: «فأي يوم هذا؟»
قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه،
قال: «أليس يوم النحر؟»
قلنا: "بلى"،
قال: «فإن دماءكم وأموالكم -قال محمد وأحسبه قال
- وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا،
في بلدكم هذا، في شهركم هذا،
وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم،
ألا فلا ترجعوا بعدي ضلال يضرب بعضكم رقاب بعض،
ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه
أن يكون أوعى له من بعض من سمعه»

وكان محمد إذا ذكره قال:
صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: «ألا هل بلغت ألا هل بلغت»
(رواه البخاري [5230] ومسلم [1679]).



2- حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:
«ألا، أيُّ شهر تعلمونه أعظم حرمة؟»
قالوا: "ألا، شهرنا هذا"،
قال: «ألا، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة؟»
قالوا: "ألا بلدنا هذا"،
قال: «ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟»
قالوا: "ألا، يومنا هذا"،
قال: «فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم
وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا
في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟»
ثلاثاً،
كل ذلك يجيبونه: "ألا، نعم"،
قال: «ويحكم أو ويلكم، لا ترجعنَّ بعدي كفاراً
يضرب بعضكم رقاب بعض»

(رواه البخاري [5230] ومسلم [1679]).



3- حديث جابررضي الله عنه قال:

خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال:
«أي يوم أعظم حرمة؟»
فقالوا: "يومنا هذا"،
قال: «فأي شهر أعظم حرمة؟»
قالوا: "شهرنا هذا"،
قال: «أي بلد أعظم حرمة؟»
قالوا: "بلدنا هذا"،
قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا،
هل بلغت؟»

قالوا: "نعم"،
قال: «اللهم أشهد»
(رواه أحمد [3-371]).



4- حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص


عن أبيه رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في حجة الوداع للناس:
«أي يوم هذا؟»
قالوا: "يوم الحج الأكبر"،
قال:
«فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام
كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا،
ألا لا يجني جان إلا على نفسه،
ألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده،
ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يُعبد في بلادكم هذه أبداً،
ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به»

(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح [2159-3087]
وابن ماجه [1851] وأحمد [3-426]).



وفي رواية:

«ألا إن المسلم أخو المسلم
فليس يحل لمسلم من أخيه شيء
إلا ما أحل من نفسه»

(هذه الرواية للترمذي وقال:
حسن صحيح [3087]).



5- حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال:


سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب في حجة الوداع فقال:
«اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم
وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم»

(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح [616]
وأحمد [5-215] وصححه ابن حبان [4563]).



المعانى العظيمة فى هذه الخطبة


وباستعراض الأحاديث السابقة نجد أن هذه
الخطبة العظيمة حوت من المعاني ما يلي:

1- تحريم الأشهر الحرم، وبيان عظمة يوم النحر، وحرمة مكة.

2- بيان أن الدماء والأموال والأعراض محرمة
كما حرمت الأشهر الحرم ويوم النحر والبلد الحرام.

3- النهي عن الاختلاف والافتراق
الذي ينشأ عنه التهارج والاقتتال.

4- بيان أن كل إنسان يؤخذ بذنبه، ويتحمل تبعات عمله،
ولا يؤخذ غيره بذلك؛ خلافاً لما كان يفعله أهل الجاهلية
من تحميل الأسرة أو القرابة أو القبيلة جريرة واحد من أفرادها.



5- التحذير من طاعة الشيطان
فيما يُحتقر من الأعمال صغيرها وكبيرها.

6- التأكيد على الأخوة في الدين،
وعدم استحلال المسلم لأخيه المسلم
في نفسه أو ماله أو عرضه.

7- الوصية بالتقوى، والصلوات الخمس، وصيام رمضان،
وأداء الزكاة، وطاعة ولاة الأمر، وبيان أن ثواب ذلك الجنة.

8- الأمر بحمل العلم وتبليغه لمن لم يحضره؛
فقد يكون أفقه ممن حضره.

9- سؤالهم هل بلغ رسالة ربه إليهم،
وإشهاد الله - تعالى -على إقرارهم له بالبلاغ.









 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الوداع , يحب , دروس , عبر , وصايا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموسوعه الشامله لفتاوي مناسك الحج روميساء (همسات الحج والعمره) 50 18-01-2018 09:08 AM
احقا مات ابي وحان وقت الوداع ؟ قطرات احزان { حصريات بأقلام الاعضاء } لم يسبق لها النشر 25 02-10-2015 04:04 AM
وداعاً رمضان لـ همسات الغلا ذابت نجوم الليل ( قناة وحصريات الجوري ) 28 22-07-2015 01:47 AM
انتظاَر الوداع أكثر ألماً من حدوثه قطرات احزان ( أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) 48 18-04-2014 11:54 AM
الوداع مــجــهــول (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول 12 08-05-2013 01:39 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010