ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات الحج والعمره)


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-2018, 11:05 PM   #15


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي






الوصية العاشرة:
دوام النظر إلى الآخرة
ومراقبة الله في كل الأعمال



إن مهمة الدولة الإسلامية ليست توفير سبل المعاش للسكان،
ومحاولة قضاء حوائجهم، وإطعامهم وإسكانهم وتعليمهم
وعلاجهم وترفيههم فقط،
وإن كانت هذه الأمور في منتهى الأهمية؛
وإنما مهمتها قبل كل ذلك الحرص كل الحرص
على آخرة الشعب، ومصيره يوم القيامة.
نَعَمْ، كل نفس بما كسبت رهينة،
لكن مهمة الدولة الإسلامية أن توفر لشعبها الظروف الملائمة،
والأوضاع المناسبة التي تقودها إلى عمل صالح، وإلى جنة واسعة،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في حجة الوداع:
"وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، وَقَدْ بَلَّغْتُ".



إن هذا الدور كان من أَجَلّ وأهم أدوار الرسول
عليه الصلاة والسلام بصفته مسئولاً عن شعبه المسلم،
يقول عليه الصلاة والسلام فيما ذكره الألباني في الصحيحة:
"إِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وتَقَاحِمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ
وَالْجَنَادِبِ، وَيُوشِكُ أَنْ أُرِسَلَ حُجَزَكُمْ، وَأَنَا فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ،
فَتَرِدُونَ عَلَيَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا، فَأَعْرِفُكُمْ بِأَسْمَائِكُمْ وَبِسِيمَاكُمْ كَمَا يَعْرِفُ
الرَّجُلُ الْغَرِيبَ مِنَ الإِبِلِ فِي إِبِلِهِ، فَيُذْهَبُ بِكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ،
وَأُنَاشِدُ فِيكُمْ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي.
فيقال: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ،
إِنَّهُمْ كَانُوا يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى بَعْدَكَ.
فَلا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ شَاةً لَهَا ثُغَاءٌ
يُنَادِي: يَا مُحَمَّدُ. فَأَقُولَ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُ.
ولا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ
يُنَادِي: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدٌ. فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا،
قَدْ بَلَّغْتُ".




بل كان يحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مات يهودي أو نصراني دون أن يسلم؛
لأنه يعلم أن عواقب ذلك في الآخرة وخيمة،
روى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية،
فمروا عليهما بجنازة، فقاما،
فقيل لهما: إنها من أهل الأرض. أي من أهل الذمة،
فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة،
فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي.
قال: "أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟!"



وكم نرى في زماننا من الحكام والدول
من لا يذكر الله أبدًا في كلامه،
ولا يُذكّر الناس بيوم القيامة، ولا بحسابهم أمام الله،
وكأن هذه تقاليد بالية، لا يتكلم عنها إلا بعض المشايخ في المساجد،
ولا حول ولا قوة إلا بالله.


الوصية الحادية عشر
حرمة الدماء والأموال



(إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحُرمة
يومكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بلدكم هذا)

وضَّح لنا أن هذه الحُرمة تُساوي حُرمة اليوم والشهر والبلد،
ومعلومٌ أن حُرمة البلد الحرام - وهو مكة - حُرمةٌ عظيمة،
وحُرمة الشهر الحرام - وهو شهر ذي الحجَّة - حرمة عظيمة؛
فالله - سبحانه وتعالى - جعَل عدَّة الشهور اثنَي عشر شهرًا،
منها أربعة أشهر حرم، فالأَشهُر الحرُم هي:
ذو القِعدة، وذو الحَجَّة، والمُحرَّم - ثلاثة أشهر مُتواليات -
ورجب، فهذه أربعة أشهر حرُم لها حُرمَة عظيمة،
فحُرمة الدِّماء والأموال حُرمة شديدة وعَظيمة.



ولو تدبَّر الناس هذا الكلام، لَمَا تعدَّى أحد على أحد،
ولَمَا سُفكَت الدماء، ولَمَا خُطفَت الأموال، ولما سُرقَت،
ولَما اغتُصبَت، ولَعاش الناس عيشةً هنيئةً فيها سعادتهم
الدُّنيوية قبل الأُخرويَّة، فهذا التحريم يجعل الإنسانَ يعمل
ألف حِساب قبْل أن يتعدَّى على غَيره ليَسفك دمه
أو ليأخُذ ماله دون وجْه حقٍّ،
ولأمِن الناس على دمائهم وأموالهم،
ولما عاشوا في رعْب وخَوف،
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:
((لا يَحلُّ دم امرِئ مسلم إلا بإحدى ثلاث:
النفس بالنَّفس، والثيِّب الزاني،
والتارك لدينه المُفارِق للجَماعة)).



فقتْل النفس بغير حقٍّ حرام،
فقد جاء في كتاب الله - عز وجل - قولُه تعالى:
﴿ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ﴾
[الأنعام: 151]،
فقتْل النفس حرام بالكتاب والسنَّة.
فكيف يتجرَّأ بعض الناس ويَسفِكون الدماء، ويَهدِمون بُنيان النفس،
وقد حرَّم الله - عز وجل - ذلك وحرَّمه رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم -؟!
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرسل جيشًا أوصاهم
ألا يَقتلوا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة ولا طفلاً صغيرًا،
فحتى القتال في سبيل الله - عز وجل - فيه حقْن الدماء،
فالذي لا يُحارِب لا يُقتَل، هذا مع الكفار،
فما بالُنا بحُرمة دماء المسلمين؟



﴿ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ
وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾

[لقمان: 33]،
اتقوا الله - سبحانه وتعالى - في دماء المسلمين؛
فسوف تُحاسَبون عن كل نفس قُتلتْ بغير حقٍّ، سوف تُسألون،
واذكر - أيها القاتل - حالك عندما تَحمل رأسَ المقتول في يدك
يوم القيامة، ويقول المقتول: سلْه يا رب فيمَ قتَلني؟
فماذا أنت قائل؟ وما هي إجابتك؟
يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم الحسرة والنَّدامة،
﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾

[الحج: 2].



فيا أيها الناس، حرِّموا الدماء واتقوا الله في الدماء،
وحرِّموا الأموال واتقوا الله في الأموال،
ولا يأخذ أحد مالاً إلا بحقِّه؛
فالله - عز وجل - سوف يسأل كل صاحب مال مِن أين اكتسبَه؟
وفيمَ أنفقه؟ وليستعدَّ كلٌّ منا للسؤال عن المال مِن أين اكتسبه؟
(ما هي إجابته؟) وفيمَ أنفقَه؟ (ما هي إجابته)،
وأيما جسْم نبَت مِن سحْت فالنار أولى به،
فكيف يَعلم الناسُ هذا ويأخُذون الأموال بغير حقٍّ،
وتَزيد الحرمة عندما يأخذ بعض الناس الأموال بغير حقٍّ،
ليس من المال الخاص؛ بل من المال العام مِن أموال الدولة،
التي هي حقٌّ لكل واحد في الدولة،
فحُرمة المال الخاص وحُرمة المال العام تجعلنا
نتقي الله - عز وجل - في كسْب الأموال وتحصيلها.



الوصية الثانية عشر
المعاملة الحسنة مع النساء
(استوصوا بالنساء خيرا)



أوصى -صلى الله عليه وسلم- في خطبته بالمرأة والرقيق
على أنهما نموذجان عن الضعفاء،
وأكد في كلمة مختصرة جامعة القضاء على الظلم البائد
للمرأة في الجاهلية، وتثبيت ضمانات حقوقها وكرامتها
الإنسانية التي تضمنتها أحكام الشريعة الإسلامية.




قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((فاتَّقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله،
واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله))،

فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بتقوى الله تعالى في النساء،
وعلَّمنا أن نؤدي الحقوق التي علَينا قِبَل النساء،
وبيَّن لنا - عليه الصلاة والسلام - أن أصل الفروج حرام
بقوله: ((واستحللتُم))، فالأصل أن الفروج حرام،
ولا يحلُّ منها إلا ما أحله الله - تعالى -
وقد أمَرنا الله - تعالى - بغضِّ الأبصار؛
فقال - عزَّ وجل -:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ
أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ
نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ
الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

[النور: 30 - 31].



فالأمر بغضِّ البصر الذي هو بَريد الزنا يدلُّ على تحريم الفروج؛
حيث منع ما يُتوصَّل به إليه،
والله - عزَّ وجل - قال:
﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾
[الإسراء: 32]،
وبيَّن - عز وجل - المحرَّمات من النساء في كتابه العزيز،
وبيَّنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصَّحيحة.



وإذا كان الله - سبحانه وتعالى - أحلَّ لنا الزواج مِن النساء،
فقد أمَرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -
بتقوى الله - تعالى - في النساء والإحسان إليهنَّ،
فعلى الأزواج أن يُحسِنوا في إطعامهن، وكسوتهنَّ،
وأن يُعاشِروهنَّ بالمعروف؛ يقول الله تعالى:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ
فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾

[النساء: 19]،
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - خير الناس لأهلِه،
وهو قُدوتنا - صلى الله عليه وسلم.



ونُلاحِظ مِن خلال الخُطبَة الجامِعة أن على النساء
ألا يوطِئنَّ فرُش الرجال أحدًا يَكرهه الزوج،
وبيَّن - عليه الصلاة والسلام - أن هذا حقٌّ للرجال على النساء،
فإن خالَفتْ ذلك، فهي تستحقُّ الضرب غير المُبرِّح،
فالضرب هنا ليس للتعذيب وليس للانتقام،
ولكن للتقويم؛ حتى يفهم الناس السنَّة على حقيقتِها.



قوله صلى الله عليه وسلم:
«ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح»

قال المازري: "قيل: المراد بذلك أن لا يستخلين بالرجال
ولم يرد زناها؛ لأن ذلك يوجب جلدها؛
ولأن ذلك حرام مع من يكرهه الزوج ومن لا يكرهه".



قال النووي: أن معناه: أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم،
والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً أو امرأة،
أو أحداً من محارم الزوجة؛ فالنهي يتناول جميع ذلك،
وهذا حكم المسألة عند الفقهاء: أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل،
أو امرأة، ولا محرم، ولا غيره في دخول منزل الزوج
إلا من علمت، أو ظنت أن الزوج لا يكرهه؛
لأن الأصل تحريم دخول منزل الإنسان حتى
يوجد الإذن في ذلك منه.



وقوله صلى الله عليه وسلم:
«ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف»
فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها وذلك ثابت بالإجماع.




 

رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 11:07 PM   #16


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي





الوصية الثالثة عشر:
وضع النبى صلى الله عليه وسلم
كل شئ من أمر الجاهلية



قال صلى الله عليه وسلم:
((ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين))،
فكل شيء مِن أمر الجاهليَّة باطل،
فالإسلام قد أبطَل أمور الجاهليَّة؛
فلا كِبر، ولا بطَر، ولا أشَر،
ولا لوأْد البنات (دفنهنَّ أحياء)،
ولا فضْل لقبيلةِ كذا على قبيلةِ كذا،
ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.



ودماء الجاهلية موضوعة،
ومِن عدل النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه لم يَحكُم على الناس بما لم يحكُم به على نفسِه،
ونتعلم مِن ذلك أننا لا بدَّ أن نُنفِّذ أوامر الله - عزَّ وجلَّ -
وأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن نأمُر غيرَنا،
لا بدَّ أن نلاحظ أنفسنا أولاً؛ حتى نكون مُنصفين،
وحتى لا نكون مِن الذين قال الله - تعالى - فيهم:
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾

[البقرة: 44].
فبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أن أول دمٍ يَضعه دم ابن ربيعة.



«دم ابن ربيعة بن الحارث» هو ابن عبد المطلب
كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل،
قال الزبير بن بكار: "كان طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت
فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر".
قال الطيبي: "ابتدأ في وضع القتل والدماء بأهل بيته وأقاربه
ليكون أمكن في قلوب السامعين، وأسدَّ لباب الطمع بترخص فيه".



وأيضًا بيَّن أن الربا موضوع وباطل،
وأول ربًا يضعه - صلى الله عليه وسلم -
رِبا العباس بن عبدالمطَّلب؛
فالرِّبا باطل وحرام، والله - عز وجل - قد حرّم الربا؛
يقول تعالى:
﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]،
ويقول تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ
كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

[البقرة: 278 - 279]،
فهذا وعيد شديد لمَن لم يَنتهِ عن الرِّبا.
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((لعَن الله آكِل الربا، وموكِلَه، وكاتبه،
وشاهديه - وقال: هم سواء)).




فآكِل الربا مَلعون،
واللعنَةُ: هي الطرد مِن رحمة الله - عز وجل -
فعلينا بتقوى الله - سبحانه وتعالى - وأكْل الحلال،
والبُعد عن أكل الحَرام، والبُعد عن التعامل بالربا
الذي يُطرَد آكِلُه من رحمة الله تعالى.




الوصية الرايعة عشر:
اللهم اشهد، اللهم اشهد



عندما بيَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ما بيَّن في خطبته، قال للصحابة:
((وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟!))
قالوا: "نشهد أنك قد بلَّغتَ رسالات ربك، وأدَّيت،
ونصَحت لأمَّتك، وقضيتَ الذي عليك"،
فقال بإصبعه السبابة، يَرفعها إلى السماء ويَنكتها إلى الناس:
((اللهم اشهَد، اللهم اشهَد)).



وفيه دليل على أن الله - عز وجلَّ - في السماء،
هذه هي العقيدة الصحيحة والإيمان الموافق للكتاب والسنَّة،
ولا نقول كما يقول بعضهم: الله في كل مكان،
أو أن الله ليس له مكان، كلُّ هذه اعتقادات باطلة؛
لأن القرآن والسنَّة فيهما شفاء لما في الصدور،
وقد جاء في القرآن قوله تعالى:
﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾
[الملك: 16]،
وقد أقرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
الجارية التي سألها:((أين الله؟))
قالت: في السماء،
فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((أَعتِقها؛ فإنها مؤمنة))،
فعلينا بالاتِّباع؛ ففيه النجاة، ولا داعي للتأويل، والتحريف،
والتمثيل، ما دام أن النُّصوص واضِحة ولا لَبس فيها.



ويشهد الصحابة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أدَّى ما عليه، وما قصَّر في شيء، ونحن نشهد بذلك؛
فالنبي - عليه الصلاة والسلام- أدى الأمانة،
وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة، فكشف الله به الغمَّة،
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبِه،
ومَن اهتدى بهدْيه وعمل بسنَّتِه إلى يوم الدِّين.



كانت هذه هي حجة الوداع بدروسها العميقة، وآثارها الجليلة،
وقيمتها الهائلة في الميزان الإسلامي،
وأوصى فيها الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم أمته،
وودعها وداعًا أخيرًا، وسعد بها، وسعدت به،
واكتمل فيها الدين، وتمت فيها النعمة،
وكانت كالجائزة للحبيب صلى الله عليه وسلم بعد عناء السنين.



فلنأخُذ هذه الدروس التي يَنفعنا الله - تعالى - بها،
وعلينا اتِّباع السنَّة، ولنبتعد عن كل بدعة؛
لأن كل بدعة ضلالة،وقد جاء في الصحيحَين
عن أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - قالت:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))،
وفي رواية مسلم:
((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو ردٌّ))،
فعلينا باتِّباع السنة المطهَّرة؛ حتى يُطهِّر الله
قلوبنا وأعمالنا مِن البِدع والمُحدَثات.




كم هي البشرية اليوم بحاجة ماسَّة
-بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه-
إلى مراجعة نفسها وتدارك أمرها،
والاهتداء بهدي من أرسله الله
رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم!
فهل تفيء البشرية إلى رشدها،
أم تبقى في غيِّها لا تلوي على أحد،
ولا تُقيم وزنًا لدين أو خلق؟!



نسأل الله عزَّ وجلَّ أن تعود الوحدة بين المسلمين قويةً،
وأن ترجع أمة الإسلام عزيزةً كما كانت.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ألا ما أجمل الإسلام!!







 

رد مع اقتباس
قديم 22-07-2018, 12:30 PM   #17


البرنسيسه فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4429
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2014
 أخر زيارة : 15-07-2023 (04:13 PM)
 المشاركات : 1,076,382 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
لوني المفضل : red
افتراضي



جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك
ختم


 

رد مع اقتباس
قديم 25-07-2018, 07:07 PM   #18


الاداره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2010
 أخر زيارة : اليوم (11:26 AM)
 المشاركات : 900,026 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,
آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !!
وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك
وعَمر آلله قلبكَ بآآآلايمَآآنْ
علىَ طرحَكَ آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ
دمتـمّ بـِ طآعَة الله .


 

رد مع اقتباس
قديم 26-07-2018, 08:33 PM   #19


ميارا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3158
 تاريخ التسجيل :  19 - 7 - 2012
 أخر زيارة : 20-05-2023 (09:06 PM)
 المشاركات : 944,599 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياكم تمنيت السعادة
بدنياي وشفت
السعادة تبتعد ماتبيني


يارب امنحني
قلبا يتحمل
جروحه وألالامه
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



جزـآك ـآلله خير
وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك
وً بآرك الله فيك على طرحك القيم
دمت بخير وًسعآآآدهـ


 
مواضيع : ميارا



رد مع اقتباس
قديم 27-07-2018, 10:48 AM   #20


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجوري طرح راقي ورائع
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
لروحك الورد
  • |


الجوري
أسأل الله رب البيت العتيق
أن يشرح صدرك من كل ضيق
وأن يرزقك لمس الكعبة الشريفة
وينعم عليك بحياة بالنعم مترفة
بوركت يمينك التي خطت
وبوركت حروف بالحسنى نطقت



 

رد مع اقتباس
قديم 27-07-2018, 10:49 AM   #21


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,294 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرنسيسه فاتنة جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك
ختم

العزيزة
البرنسيسة فاتنة
أشكركِ على الختم

أسأل الله رب البيت العتيق
أن يشرح صدرك من كل ضيق
وأن يرزقك لمس الكعبة الشريفة
وينعم عليك بحياة بالنعم مترفة
بوركت يمينك التي خطت
وبوركت حروف بالحسنى نطقت



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الوداع , يحب , دروس , عبر , وصايا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموسوعه الشامله لفتاوي مناسك الحج روميساء (همسات الحج والعمره) 50 18-01-2018 09:08 AM
احقا مات ابي وحان وقت الوداع ؟ قطرات احزان { حصريات بأقلام الاعضاء } لم يسبق لها النشر 25 02-10-2015 04:04 AM
وداعاً رمضان لـ همسات الغلا ذابت نجوم الليل ( قناة وحصريات الجوري ) 28 22-07-2015 01:47 AM
انتظاَر الوداع أكثر ألماً من حدوثه قطرات احزان ( أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) 48 18-04-2014 11:54 AM
الوداع مــجــهــول (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول 12 08-05-2013 01:39 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 03:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010