|
#1
06-10-2017, 02:01 AM
| ||||||||||||
| ||||||||||||
 *قتلت أبي* **قتلت أبي** على رف خشبي، يرتفع متراً عن الأرض، كان ذلك العجوز الطاعن في السن يلملم أوراقه ويصفها جنباً إلى جنب، وقد قارع أحلام يقظته وهو يرى مكتبه من خشب البلوط، وقد أصطف فيها الغث والسمين من الكتب، فقد أحب القراءة والمطالعه منذ نعومه أظفاره، ثم يستيقظ من أحلامه على واقعه الخشبي، ويبتسم ويحمد الله على حاله ويشكره، فقد أصبحت مكتبته الخشبية تضم بين جنباتها أربعة من الكتب.جلس العجوز على كرسيه الخشبي أيضا، فقد صنعه بيديه عندما كان شابا، وأهداه إلى رفيقة قلبه التي كانت قد لاذت إلى بارئها حين أنجبت مولودها الأول، والذي لم يكن ثمه سواه، أو دعونا نقول: ليس ثمه سواها. نعم؛ كانت فتاه قد أثقلت أمها في حملها، وأدركتها الأوجاع قبل أن تخلد إلى نومها العميق جلس العجوز على ذلك الكرسي وهو يتأمل طائراً غريداً أطل من نافذته وبدأ يترنم، وكأنه يقول له: اليوم جميل كما كان الأمس جميلاً، أغمض عينيه وأخذ يسبح في بحر خياله ويرى كرسيه الخشبي قد تحول إلى قارب شراعي، وبيده مجداف من الخشب المطلي، وعلى ناحيه القارب تجلس جوهرة قلبه وتترنم بأهازيج لم يستلطف مسمعه سماعها إلا من ثغرها، نظر إلى السماء وقد أخفت الشمس أستارها خلف الغيوم وهي تسترق النظر إلى هذين القلبين المخضبين بالفرح، وما هي إلا هوينه من الوقت وإذا به يسمع رجفه الطائر يجوب داخل المنزل، فتح عينيه على كائن يطارد الطائر ويحاول الإمساك به. فصرخ بأعلى صوته تووووقفي فسكن الهواء وأستقر الطائر على رأس العجوز قال: إفتحي النافذه، ودعيه وشأنه وإياك ثم إياك أن تعاودي الكره فتحت النافذه، فهرع الطائر مغادراً، تاركاً خلفه ريشة ذات ألوان زاهيه، وعجوزاَ قد أخذ منه الغضب ما أخذ رنااا..... ما الذي تفعلينه؟؟؟؟ نعم: لقد كانت تلك أنا... أردت فقط أن أمسك بذلك الطائر المتهلل وجهه أبي عند رؤيته. أردت فقط أن أبقيه حتى يسمعه أبي متى شاء. أردت فقط أن لا تختفي ملامح البهجه والفرح من وجهه أبي. أردت فقط أن يعرف أني أحبه. أردت فقط........ أردت فقط....... أردت أن...... أنزع ما قد علق بفكره أنني مصدر تعاسته..... منذ أن ماتت والدتي حتى أنا يا أبي.. لم أشأ أن ترحل أمي حين وضعتني لم أشأ أن أحول يوم سعدك إلى مأتم لم أشأ أن أكون.... أو أن يكون ما كان ولكن أبي.... أقصد ذلك العجوز.... لا عفوا بل أقصد أبي كان قد رسم خطين متوازيين أحدهما قلبه والآخر محبتي فلا يمكن أن يلتقيان ********************************************ظل مقطباً حاجبيه فما كان مني إلا أن خرجت إلى تله طالما كنت أراقبها من نافذتي، زاعمة أن القلب الحنون ترقد بداخلها جلست بقرب تلك التله، أراقبها ولا أدري ماذا كنت أنتظر منها كان الحنان فيها ينبع، والزهور على تلك التله أجمل زهر في المروج كله زهره حمراء خجوله، وأخرى صفراء مبتهجه، وتلك النقيه الصافيه كقلب أمي، قد إختلط بياضها بشعاع الشمس، حتى ظننتها ستشع نورا متى ما غابت الشمس وبين فكر وفكر أقبل لباس الليل بسواده، ممددا ذراعيه على المروج، غير راغب بزهور تلة أمي مرسلا شلالات من الهواء البارد، ينفثه عن يميني وشمالي حتى أرتعدت أطرافي وأعتلى بخار فمي وأحمر أنفي أسرعت إلى المنزل، ماذا هناك... إنني أسمع صوتاً غريباً لم أسمعه من قبل أطرقت مسامعي فإذا العجوز يئن أقصد...... فإذا بأبي يئن هرعت إليه مسرعه فإذا بيديه قد إلتصقت بأكتافه مخبئه قلبه خلفها محاوله أن تصد عنه ما قد تسلل من زفير الليل إلى داخل المنزل أحظرت لحافه فلم يجدي، هرعت بلحافي فلم يجدي، فما زالت فرائصه تصارع محاوله النفاذ من هذا الغاشم المتسلل خرجت ألتمس حطباً فما ظفرت سوى بقطعه قد جرحت الأرضه نصفها، وأختها الصغرى بجانبها لا تجاوزها طولاً حملتهما إلى المنزل، وضعتهما في الموقد ساعية في تدفئة المكان أشعلت عوداً من الكبريت فسرقته مني زفره ذلك الليل العازم على أنه الأقوى أشعلت عوداً آخر فأطفئه أشعلت الثالث فأطفئه ********************************************** فأخذت أفكر حينها وقعت عيني على ذلك الرف الخشبي ***وليتها لم تقع*** حملت كتاباً قربته من الموقد أشعلت عود الكبريت بين صفحاته فاشتعلت صفحة ثم الثانية ثم الثالثة حتى رأيت ألسنه اللهب تصارع بعضها بعضا وضعته في الموقد وأشعلت الحطب.... أقصد تلك الحطبتين. وما هي إلا لحظات فإذا بوالدي يفرد يديه عن جسده ويمد رجليه مسترخياً ويتنفس الهواء وكأنه يتنفسه لأول مره في حياته ساعه من الزمان وتبدأ النار بالتصاغر مودعة جنبات المنزل ولكن هيهات فقد عزمت على إستضافتها الليل كله أسرعت إلى الرف وأحضرت الكتاب الثاني فالثالث فالرابع تمددت بجانب الموقد وأخذت أحلم بريحانة فؤادي تجلس على التله وتنادي باسمي حتى رحب بي النوم بين ذراعيه...... ******************************************** والآن أشعر بقطرات المطر تسقط على خدي كيف؟؟؟ وأنا بداخل المنزل كيف؟؟؟؟ هل تخلى المنزل عن سقفه أم ماذا؟ لم أطل التفكير فتحت عيني لأتفحص الأمر فإذا بأبي قد جلس إلى راسي وعيناه تفيض بالدمع نظرت إليه وقد شحب وجهه تعجبت!!! إستنكرت!!!! فسألت!!! ماذا بك؟؟؟ فأشار إلى رماد كتبه ثم توسد الأرض.... وما سمعت إلا أحرقتي كتبي كما أحرقتي قلبي وررررررحل ****قتلت أبي***** المصدر: منتدى همسات الغلا *rjgj Hfd*   آخر تعديل رنا البندق يوم
06-10-2017 في 02:08 AM.  |
|
06-10-2017, 06:55 AM
| #2 | |
 
 | سلمت الذائقة و اليُمنى على شذراتِ الحضور وعبق المنثور .. عافاك الرب على ثمرات جهودك .. و أكرمك بمحبته تقديري و المودة ..  | |
| |
|
06-10-2017, 09:15 PM
| #5 | |
| سَلِمَتْ يدآك على رَوْعَة الطَّرْحْ وَسَلِمَ لنآ ذوقك الراقي عَلَى جَمَآلِ الاختيار .. لَگ ولحضُورِكْ الجميل كُلَّ الشُّكْرِ والتقدير .. اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. وِدِّي وتقْدِيري لِ سٌمُوكْ | |
| ::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
|
07-10-2017, 06:10 AM
| #6 | |
 
| ابهج الله قلوبكم بالفرح وأمتعها بالمحبه دوماً أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذا الموضوع  | |
|
التعديل الأخير تم بواسطة رنا البندق ; 07-10-2017 الساعة 06:13 AM |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| *قتلت , أبي* |
| |
العرض العادي
