أتعلمون ...
في مرة رأيت فيلم اسمه سوق المتعة .....كانت قصته تدور
حول شخص سجن ظلما وتلقى من الذل والهوان على يد جلاده الشيء الكثير تعذب
نفسيا وجسديا وجنسيا وعندما خرج بعد خمسة عشر سنة
اغتنى واصبح مليونيرا أتعلمون اول أمر فعله ماهو ؟
لن تصدقوا ابدا .....
اتى بجلاده وخصص له راتب شهري ضخم شريطه
ان يعذبه ويهينه كما كان يفعل في السجن وليس هذا فقط
بل بنى عنبر يشبه السجن الذي كان يعيش فيه
واتى بكل المساجين الذين أطلق سراحهم واسكنهم فيه
كي يتفرجون عليه وهو يهان ويتعذب وهو في قمة سروره بهذا التعذيب
الرجل لم يعد يستطيع العيش بلا هوان وذل لأنه اعتاد عليه خمسة عشر عاما
حتى انه لم يعد يستطيع ان يتبول في الخلاء بل ظل يفعل ذلك في سطل قديم كما كان في زنزانته
ويذهب كل يوم الى السجن الذي كان يعيش فيه ويتوسل من الضابط ان يسمح له
بغسل حمامات
المساجين كما كان يفعل أيام سجنة .....لأنه اعتاد على ذلك
لم يعد يستطيع العيش بلا هوان وذل واهانه اصبح يتمتع بما اعتاد عليه
وهل اصدقكم القول اكتب لكم بدمعي المرير
اننا نحن العرب اصبحنا مثل هذا الرجل تماما
وما أكثر الادلة على ذلك ومنها
تعاطفنا تجاه مذبحة فرنسا المفبركة الكاذبة الخاطئة
اصبحنا مثل القط الذي لا يحب الا خناقه
سرعان ما نسينا المذابح في تاريخ البشرية في فلسطين
في الجزائر ايام احتلال فرنسا لها
نسينا حرائق بورما التي لم نشعر بلهيبها وهو يلفح ايماننا
ومذابح الهندوس للمسلمين في الهند
اين تعاطفنا ذهب ذلك الوقت؟
أين انتمائنا لديننا ذهب ؟
هل دفن تحت انقاض غيرتنا التي هدمها التغريب وازاح قيمة اسلامنا من قلوبنا ؟
أم من كثرة الضربات التي تلقيناها من أعدائنا لم نعد نعي اين نوجه مشاعرنا وتعاطفنا
ام الهزيمة النفسية التي غزت كياننا ......جعلتنا نكثر الركوع حتى تقوست ظهورنا
لما دائما نزداد تقزما كل يوم أمام انفسنا وامام العالم
ونزداد مذلة ونزداد هوانا بسم الانسانية ؟
بل لما نزداد خيانة كل يوم ؟
مجرد تعاطف مع أعدائنا يعتبر كذلك
بكاء ونحيب وأغاني وأعلام فرنسا ترفرف في بعض بلداننا العربية
وكأننا نقول هل من مزيد من الذل ؟
هل هناك مزيدا من الهوان ...؟
كم هو أمر مخزي ومحزن أننا نظن أن ما فعلناه تعاطف إنساني
وهو في الاصل
تعاطف مبتور من الانسانية
مبتور من المصداقية مبتور من الفضيلة
مسح جوخ كما يقولون
فمسح الجوخ هو من يحول العجوز الشمطاء لحسناء
والغراب لبلبل والبغل لغزال
ونحن فعلنا هذا
وللأسف ليتنا استطعنا ان نقنعهم بتعاطفنا المتخاذل الغبي
انتظروا فانتقامهم المزعوم آتي
ولم ينتهي الفيلم بعد
ومبارك علينا
مزيدا من الذل والهوان .....