او ربما بسبب فقرها للماء والغذاء فـ تتناثر معلنه استسلامها للسقوط
فـ اتأمل ذالك العرق المتصل بين الورقة والشجرة
ذالك العرق الرفيع ان انفصل انتهى علاقتهما ببعض
فلم يعد هناك أي ارتباط سوى شجرة خاليه من الاوراق
وورقه يتيمه تتأرجح بين هفات الرياح مشرده
فـ يشدني ايضاً منظر الشجرة العملاقة التي ترفض وبشدة التخلي عن اوراقها مهما ان شد عليها الظروف تبقا صارمة ان تدع اوراقها تفارقها
وان تمردت اوراقها في المفارقة ..
ذلك المنظر ما كان الا تشبيه بليغ للعلاقات الانسانية بالمجتمع
نجد الكثير من الاشخاص تتساقط علاقاتهم بسبب سوء تغذيتها
من محبه واخلاص ووفاء وامانه واحترام و .. و .. و.. الخ
فيضطر التخلي عن علاقاته بالأخرين الواحد تلو الاخر
او ان تتخلى عنه اوراقه فتنزع الرابط المشترك بينهما وهو " التواصل "
الكثير منا يشتكي من ترنح علاقاته تارة يشتكي منها وتارة تشتكي منه
ليس على ثبات واحد ,,
قد تعصف به احياناً نزاعات او تشويش في ضبط سلوكياته او سلوك من يحتك به ..
فيجد من الاسهل ان يتخلى عنها عند اول تصادم بـ علاقاته
فلم تكن ريح الخريف الى مُسبب لمن لا سبب له
يبرر البعض ان سبب فتور العلاقات الاجتماعية لها علاقة بالتغيير الحاصل للمجتمع
فلم يعد المجتمع كـ السابق
بالسابق كانت العلاقات الاجتماعية هي من اولويات الفرد منا ,,
فيبني علاقته لحاجته البيولوجية للأخرين ,, فالإنسان بطبعه اجتماعية
اما الان تبني العلاقة لا للعلاقة ذاتها وانما للفوائد او النتائج الحاصلة للعلاقة نفسها
لا اريد ان اتطرق للتغيرات الحاصلة في العلاقات ,,
شدني موضوع سبق وان طرح عنوانه
" بكم بعت صاحبك ؟ "
يحكي ان رجلاً سال اخر : بكم بعت صاحبك ؟
قال الاخر : بتسعين زله
قال الرجل : ارخصته " أي بعته بثمن زهيد
...
لو نظرنا من حولنا لوجدنا من باع صديقه بزله او دون زله
فكانت الكرامة والكبرياء مبررات لقطع العلاقات ..
نحن لسنا بسواسيه في تكويناتنا السيكولوجيا وطباعنا النفسية والشخصية
فمن المؤكد ان نجد اختلافات وفوارق فردية , نحن لا نشبه بعض
ومع ذلك استطعنا ان نكون علاقات وهذه ميزة ميز الله الانسان بها وهي
" التأقلم " والاندماج والانخراط بيننا وبين الاخرين
فلما نطلب المستحيل في ان " صديقي لا يفهمني "
او صديقي شخصيته تتعارض مع شخصيتي , اذا هو لا يناسبني !!!
لماذا نختلف بعد فترة طويلة من العلاقات ,, وكأنها ابتداءاه الان !!
دراسه علمية تقول :
ان العلاقات تبدا بالاستدلال في توافق الشخصيتان وتقاربها ومن ثم الارتياح ..
أي ان من المستحيل تجد شخصيتان متناقضتان من حيث السطحية الظاهرة ان تندمج
ايضاً لا اريد ان اتطرق في تعريف العلاقات وطريقة ارتباطها ..
في الاخير تكمن غايتي :
من منا تباها بعلاقاته وزاد رصيده كـ شجرة الربيع تزينت بأوراقها الخضراء
تسر الناظرين ويستظل بظلها المارين .
فـ اصبحت حديث العابرين : ما اعظمك من صمود
من منا حاول جاهداً في توثيق علاقاته بالاخرين وان ابدوا استعدادهم في التخلي عنه !!
من منا شجرة ابت ان تتخلى عن اوراقها بسهوله .. وان عصف عليها رياح الخريف وبرودة الشتاء !!
او من منا تنازل وبسهوله في علاقاته باسم
" الباب اللي يجي منه الريح , سده واستريح "
كم شخص اصبح كـ شجرة خالية من أي ورقة تظلله وقت حاجته , فـ اصبح كـ شجرة عتيقه اشغلت حيز لزم بترها !!
...
كم ورقة باقية في شجرتك !!! اختكم / حلم