تربية الأبناء
عناصر الموضوع
1- تعريف تربية الأولاد والفرق بينها وبين التعليم .
2- تربية الأولاد على مبادئ الدين الحنيف وتعويدهم على مكارم الأخلاق عمل عظيم، حريّ أن تُبذل فيه الأوقات والأموال والطاقات.
3- استقرار الحياة الزوجية يترتب عليه مصلحة عظيمة في تربية الأولاد.
4- تُوزع المسؤولية بين الأب والأم تجاه تربية الأولاد.
5- سؤال كثير من الأنبياء الذرية الصالحة الطيبة، واقتفاء السلف الصالح نهج الأنبياء في سؤالهم ربهم الذرية الصالحة.
6- صور مشرقة من تربية السلف لأولادهم.
7- أغلب المشكلات في مراحل العمر المتقدمة سببُها التهاونُ في التربية في الصِّغر.
8- الآثار الحسنة المترتبة على تربية الأولاد تربية إسلامية صحيحة.
9- نصائح هامة للآباء في تربية الطفل منذ الصغر.
10- الوسائل المتبعة في تربية الأولاد تربية صحيحة تبدأ من اختيار الزوجة.
11- مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد.
12- السبل المعينة على تربية الأولاد.
التعريف
التربية لغة:
إذا رجعنا إلى معاجم اللغة العربية وجدنا لكلمة التربية أصولاً لغوية ثلاثة:
الأصل الأول:رَبا يربو بمعنى زادَ ونما، فتكون التربية هنا بمعنى النمو والزيادة،كما في قوله تعالى
يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [سورة البقرة: 276]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: 5]. (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) [الروم: 39].
الأصل الثاني:رَبى يربي على وزن خفى يخفي،وتكون التربية بمعنى التنشئة والرعاية،كما في قوله تعالى: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) [الشعراء: 18]. (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].
وعليه قول الأعرابي :
فمن يكُ سائلاً عني فإني *** بمكة منزلي وبها ربيتُ
الأصل الثالث: رب يرب بوزن مدّ يمدّ بمعنى أصلحه، وتولى أمره،وساسه وقام عليه ورعاه، كما في قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [سورة البقرة: 31]. (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة 110]. (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) [آل عمران: 48].
التربية اصطلاحاً:
تختلف الآراء في تحديد مفهوم التربية باختلاف الظروف التاريخية والحضارية وباختلاف الأماكن - كما قد تختلف باختلاف نظرة المتخصصين، وقد وردت تعاريف كثيرة للتربية من قبل فلاسفة وعلماء اجتماع وسياسيين ونفسانيين.. ولكن لا تخرج تعريفاتهم بأي حال من الأحوال عن المعنى اللغوي للكلمة. قال الإمام البيضاوي: الرب في الأصل بمعنى التربية وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً،ثم وصف به تعالى للمبالغة. وقال الراغب الأصفهاني: الرب في الأصل التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام. ويمكن القول بصفة عامة أن التربية هي: عملية يُقصد بها تنمية وتطوير قدرات ومهارات الأفراد من أجل مواجهة متطلبات الحياة بأوجهها المختلفة. أو هي عملية بناء شخصية الأفراد بناء شاملاً كي يستطيعوا التعامل مع كل ما يحيط بهم ،أوالتأقلم والتكيف مع البيئة التي يعيشون بها،وتكون التربية للفرد والمجتمع. وعرف علماء التربية الحديثة (التربية) بأنها تغيير في السلوك.
كما أن هذا المصطلح لم يُستعمل في تراثنا الإسلامي لاسيما القديم منه؛ وإنما أشار إليه بعض من كتب في المجال التربوي بألفاظٍ أو مصطلحاتٍ أخرى قد تؤدي المعنى المقصود ؛أو تكون قريبةً منه .وقد أشار إلى ذلك (محمد منير مرسي،1421هـ،ص 48 ) بقوله: تعتبر كلمة التربية بمفهومها الاصطلاحي من الكلمات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة مرتبطةً بحركة التجديد التربوي في البلاد العربية في الربع الثاني من القرن العشرين ؛ولذلك لا نجد لها استخداماً في المصادر العربية القديمة. أما الألفاظ والمصطلحات التي كانت تُستخدم في كتابات السلف للدلالة على معنى التربية؛ فمنها ما يلي: مصطلح التنشئة: ويُقصد بها تربية ورعاية الإنسان منذ الصغر؛ولذلك يُقال :نشأ فلان وترعرع.قال الشاعر العربي:
وينشأُ ناشئ الفتيان فينا * * * على ما كانَ عَودهُ أبوهُ
وممن استخدم هذا المصطلح العالِم عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته الشهيرة .
مصطلح الإصلاح: ويعني التغيير إلى الأفضل،وهو ضد الإفساد،ويُقصد به العناية بالشيء والقيام عليه وإصلاح اعوجاجه ؛وقد ذكر ذلك خالد حامد الحازمي بقوله: والإصلاح يقتضي التعديل ،والتحسين،ولكن لا يلزم أن يحصل منه النماء والزيادة،فهو إذاً يؤدي جزءًا من مدلول التربية. مصطلح التأديب أو الأدب: ويُقصد به التحلي بالمحامد من الصفات والطباع والأخلاق؛ والابتعاد عن القبائح،ويتضمن التأديب معنى الإصلاح والنماء .وهو ما يُشير إليه علي إدريس بقوله: عند قدماء العرب كانت كلمة (تأديب) هي المستعملة والمتداولة أكثر من كلمة تربية،وكان المدلول الأول لكلمة (أدب) في تلك البيئة العربية يُطلق على الكرم والضيافة، فكان يُقال: فلانٌ أَدَبَ القومَ إذا دعاهم إلى طعام"وهكذا كان مدلول كلمة (تأديب) منصرفاً بالدرجة الأولى إلى الجانب السلوكي من حيث علاقة الإنسان مع غيره . وهنا نلاحظ أن مصطلح الأدب والتأديب وثيق الصلة بمصطلح التربية حيث يمكن أن تُشتق منه تسمية المعارف آداباً وتسمية التعليم تأديباً، وتسميةُ المربي أو المعلم مؤدباً.
وقد أشار إلى هذا المعنى أحمد شلبي في معرض حديثه عن التعليم في القصور؛ فأورد نقلاً عن (رسالة المعلمين) للجاحظ قوله: والمعلم هنا (أي في القصور) لا يُسمى معلم صبيان أو معلم كُتاب، وإنما يُطلق عليه لفظ "مؤدِّب " وقد اشتق اسم المؤدب من الأدب، والأدب إما خُلقٌ وإما رواية، وقد أطلقوا كلمة مؤدب على معلمي أولاد الملوك إذ كانوا يتولون الناحيتين جميعًا .
ومصطلح الأدب أو التأديب مصطلحٌ شائعٌ ورد في بعض أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - التي منها: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ،خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ كُلَّ يَوْمٍ بِنِصْفِ صَاعٍ. [مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 48)(20970) 21279- فيه ضعف] .
وعَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ،قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَوَالِدِي،إِلَى أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، فَقَالَ أَيُّوبُ: ابْنُكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَحْسِنْ أَدَبَهُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ،أَنَّهُ قَالَ: مَا نَحِلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ [شعب الإيمان - (11 / 130)(8286 ) ومسند أحمد (عالم الكتب) - (5 / 308)(15403/1) 15478- حسن لغيره] .
وعن الْحَارِثَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ،عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ. [سنن ابن ماجة- ط-الرسالة - (4/ 636) (3671) ضعيف] .
وهنا نلاحظ من معاني هذه الأحاديث أن لفظ الأدب يدل على معنى كلمة تربية الأبناء وتنشئتهم على التحلي بمحاسن الأخلاق، وجميل الطباع .كما أن هذا المصطلح قد شاع استعماله عند كثيرٌ من العلماء والفقهاء والمفكرين المسلمين القدامى ومنهم: الماوردي في كتابه (أدب الدنيا والدين)، ومحمد بن سحنون التنوخي في رسالته (آداب المعلمين والمتعلمين)، والخطيب البغدادي في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع).[ انظر مدخل إلى علم العقيدة تأليف : د. محمد يسري (1/7) ] .
آيات
1- فقول الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) [البقرة:128] .
2- قوله تعالى: ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران: 38] .
3- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان:74] .
4- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [النساء58] .
5- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [الأنفال: 27، 28] .
6- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6] .
7- قوله تعالى: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه: 132] .
8- قوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَآءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُنْ لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَآ أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) [النساء:11] .
9- قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء* رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء* رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) [إبراهيم:38- 40] .
10- قوله تعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) [الكهف: 82] .
11- قوله تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15] .
أحاديث
1- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته" [رواه البخاري( 853)] .
2- عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" [رواه البخاري(615)] .
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُنْكَح الأيِّمُ حتى تستأمر، ولا تُنْكَح البكر حتى تستأذن" قالوا: يا رسول الله! وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت" [رواه البخاري (4843) و مسلم في النكاح باب استئذان الثيب بالنطق . . رقم ( 1419 ) ] .
4- عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت امرأة ومعها ابنتان لها فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فشقتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت هي وابنتاها فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على تفيئه ذلك فحدثته حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن سترا له من النار " [ رواه أحمد في المسند ج6/ص166 ح25371 وقال شعيب الأرناؤوط صحيح على شرط الشيخين ] .
5- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة ثم بدا له فقالت لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابنى.فأخذ أبى بيدى وأنا يومئذ غلام فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذى وهبت لابنها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا بشير ألك ولد سوى هذا ". قال نعم. فقال "أكلهم وهبت له مثل هذا ". قال لا. قال "فلا تشهدنى إذا فإني لا أشهد على جور " [رواه مسلم(4269) ] .
6- عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " [رواه مسلم (4310) ] .
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن الله عز و جل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذه فيقول باستغفار ولدك لك" [رواه ابن ماجه (3660) وأحمد (10232) واللفظ له وقال شعيب الأرناؤوط إسناده حسن ] .
8- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع " [ رواه أحمد وأبو داود (ص 81) وصححه الألباني أنظر مختصر إرواء الغليل (298) ] .
9- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا - أي قام عليهما بالمؤونة والتربية - جاء يوم القيامة أنا وهو" وضم أصابعه . [ رواه مسلم صحيح مسلم كتاب البر والصلة (2631) ] .
10- عن ابن عباس رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعوِّذ الحسن والحسين وقال: "كان أبوكم إبراهيم يعوذ إسماعيل وإسحاق: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة" [ أخرجه البخاري( 4/ 179) ] .
11- جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رصول الله صلى الله عليه وسلم: ( خمروا الآنية وأوكوا السقية وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت " [ رواه البخاري، 4/ 157(3138) ] .
آثار
1- قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل: (يا هذا، أحسِن أدبَ ابنك، فإنّك مسؤول عنه، وهو مسؤول عن برِّك) [ انظر: العيال لابن أبي الدنيا (ص231) ].
2- قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علّمتُ ولدي القرآن وأحججته وزوّجته فقد قضيتُ حقّه، وبقي حقّي عليه) [ انظر: العيال لابن أبي الدنيا (ص225) ] .
3- قال ابن مسعود رضي الله عنه: حافظوا على أبنائكم في الصلاة، ثم تعوَّدوا الخير؛ فإن الخير بالعادة .[ رواه ابن أبي الدنيا في العيال، 1/ 469 والبيهقي في الكبرى، 3/84 وعبد الرزاق في المصنف (7299) وابن أبي شيبة، 1/ 348 ] .
4- قال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بك؛ فالحسن عندهم ما صنعتَ، والقبيح عندهم ما تركتَ، وعلِّمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روِّهم من الشعر أعفَّه، ومن الحديث أشرفه، ولا تُخرجهم من علم إلى غيره حتى يُحكِموه؛ فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم *** [ رواه ابن أبي الدنيا في العيال، 1/470 وعبد الرزاق (7293) ] .
5- عن أبي ذر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم؛ فإنها صلاة وقرآن ودعاء . [رواه الحاكم 1/562 بسند صحيح ] .
6- كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الغلام من بني عبد المطلب إذا أفصح قول الله - تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ)[الإسراء: 111]، سبع مرات. وكان علي بن الحسين يعلمهم: "قل آمنت بالله وكفرت بالطاغوت"، وكان بعض السلف يعلم الصبيان قول: لا إله إلا الله . [ رواه ابن أبي شيبة في المصنف، 1/ 348] .
7- عن النضر بن شميل قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال لي أبي: يا بنيَّ! اطلب الحديث؛ فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم. فطلبت الحديث على هذا . [اتحاف الخيرة المهرة في معرفة وسائل التربية المؤثرة لأم عبد الرحمن الجودر، نشر مكتبة التوبة، ص 68] .
8- كان ابن شهاب الزهري - رحمه الله - يشجع الصغار ويقول: لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم. [رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، 1/ 85 ] .
9- قال سفيان الثوري: "من حقّ الولد على الوالد أن يحسنَ أدبه" [ انظر: العيال لابن أبي الدنيا (ص232) ] .
قصص
1- جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ولده، فأمر عمر بإحضار الولد، وأنّبَ عمر الولد لعقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟! قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب - أي:القرآن - قال الولد: يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك؛ أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلا، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته من قبل أن يعقَّك، وأسأت إليه من قبل أن يسيء إليك. [ مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (26/21) ] .
2- قال محمد بن عمران الضبي: سمعت أبي يحكي قال: مرّ سفيان الثوري بزياد بن كثير، وهو يصفُّ الصبيانَ للصلاة، ويقول: استووا، اعتدلوا، سوّوا مناكبكم وأقدامكم، اتّكئ على رجلك اليسرى، وانصب اليمنى، وضَع يديك على ركبتيك، ولا تسلّم حتى يسلّم الإمام من كلا الجانبين، فقام سفيان ينظر، ثم قال: "بلغني أنّ الأدب يطفئ غضب الربّ" [ انظر: الحلية لأبي نعيم (7/79) ].
3- قال حسن بن علي بن حسن: دخلت مع أبي على حسن بن علي، فقال: كم لابنك هذا من سَنَة؟ قال: سبع سنين، قال: فمره بالصلاة [ انظر: العيال لابن أبي الدنيا (ص222) ] .
4- قال رجل للأعمش: هؤلاء الأطفال حولك! قال: اسكت، هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك [ انظر: الكفاية في علم الرواية (ص215) ] .
أشعار
1- ولله در القائل:
حبذا من نعمة الله البناتُ الصالحاتُ
هن للنسل وللأنس وهن الشجراتُ
وبإحسانٍ إليهنَّ تكون البركاتُ
2- ورحم الله من قال:
وينشأ ناشئُ الفتيان منا *** على ما كان عوَّده أبوه
3- وقيل:
قد ينفع الأدبُ الأحداث من صغر *** إنّ الغصون إذا قوّمْتها اعتدلت
وليس ينفع بعد الشيبة الأدبُ *** ولن تلين إذا قوّمتها الخُشبُ
[ جواهر الأدب (ص709) ] .
4- قال صالح بن عبد القدوس:
وإن من أدبته في الصبا *** كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه ناظراً مورقا *** بعد الذي قد كان من يبسه
[ جامع بيان العلم وفضله (1/86) ] .
5- وصدق حافظ إبراهيم إذ يقول في حق المرأة الصالحة:
الأم مدرسةً إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا *** بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى *** شغلت مآثرهم مدى الآفاق
يدرجن حيث أردن لا من وازع *** يحذرن رقبته ولا من واق
يفعلن أفعال الرجال لواهيا *** عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة *** كشؤون رب السيف والزراق
وعليكمُ أن تستبين بناتكم *** نور الهدى وعلى الحياة الباقي
4- قالت الشاعرة المسلمة:
وخير نساء العالمين هي التي *** تُدير شئون البيت أو فيه تعمل
إذا بقيت في البيت فهي أميرة *** يوقرها من حولها ويبجل
وإسهامها للشعب أن قدمت له *** رجالاً أعدوا للبناء وأهلوا
رعتهم صغاراً فهي كانت *** أساسهم تقلن كلاً ما يقول ويفعل
5- وقيل:
قد ينفعُ الإصلاحُ والتَهذيبُ في عَهد الصغر *** والنَّشء إن أهملته طفلاً تعثر فِي الكبر
حكم
1- لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم
2- قد يجمع المال غير آكله *** ويأكل المال غير من جمعه
3- ومن رعى غنماً فى أرض مسبعةٍ *** ونام عنها تولى رعيها الأسدُ
4- الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأخلاق
5- ألقاه فى اليم مكتوفا وقال له: *** إياك إياك أن تبل بالماء
6- وإنما أولادنا بيننا *** أكبادنا تمشى على الأرض
7- من شابه أباه فما ظلم.
8- إذا كان رب البيت بالدف مولعا *** فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
9- وإذا النساء نشأن في أمية *** رضع الرجال جهالة وخمولا
متفرقات
1- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وكم ممن أشقى ولده، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعُه بولده، وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء . [ تحفة المودود بأحكام المولود(1/242) ] .
2- قال أكثم بن صيفي لولده: يا بَنِيَّ! لا يَحْمِلَنَّكم جمال النساء عن صراحة النسب، فإن المناكحَ الكريمةَ مدرجةٌ للشرف . [ التقصير في تربية الأولاد( 1/24) ] .
3- قال ابن القيم - رحمه الله: ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي وما هو مستعد له من الأعمال ومهيأ له منها فيعلم أنه مخلوق له فلا يحمله على غيره ما كان مأذونا فيه شرعا فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له لم يفلح فيه وفاته ما هو مهيأ له فإذا رآه حسن الفهم صحيح الإدراك جيد الحفظ واعيا فهذه من علامات قبوله وتهيئه للعلم لينقشه في لوح قلبه ما دام خاليا فإنه يتمكن فيه ويستقر ويزكو معه وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه وهو مستعد للفروسية وأسبابها من الركوب والرمي واللعب بالرمح وأنه لا نفاذ له في العلم ولم يخلق له مكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها فإنه أنفع له وللمسلمين وإن رآه بخلاف ذلك وأنه لم يخلق لذلك ورأى عينه مفتوحة إلى صنعة من الصنائع مستعدا لها قابلا لها وهي صناعة مباحة نافعة للناس فليمكنه منها هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في دينه فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد فإن له على عباد الحجة البالغة كما له عليهم النعمة السابغة والله أعلم .[ تحفة المودود بأحكام المولود(1/244) ] .
4- عن ابن عقيل أنه قال: والعاقل إن خلا بأطفاله خرج بصورة طفل، ويهجر الجد في ذلك الوقت . [ الآداب الشرعية، 3/ 228] .
5- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن ما حرم الله على الرجل فعله حرم عليه أن يُمكِن منه الصغير، وقد رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ثوباً من حرير على صبي للزبير فمزقه، وقال: لا تُلبِسوهم الحرير، ومزق ابن مسعود - رضي الله عنه - قميصاً من حرير على أحد أولاده، وقال: قل لأمك تكسوك غير هذ . [ مجموع الفتاوى، 22/143 ] .
6- قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد -حفظه الله-: فعلى المسلمين عامة، وعلى أهل هذه الجزيرة العربية خاصة-العناية في تسمية مواليدهم بما لا ينابذ الشريعة بوجه، ولا يخرج عن سنن لغة العرب; حتى إذا أتى إلى بلادهم الوافد، أو خرج منها القاطن-فلا يسمع الآخرون إلا: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وأحمد، وعائشة، وفاطمة، وهكذا من الأسماء الشرعية في قائمة يطول ذكرها زخرت بها كتب السير والتراجم . [ التقصير في تربية الأولاد(1/26) ] .
jvfdm hgHfkhx