مرّوا بنا، و عاشوا فينا

مرّوا بنا، و عاشوا فينا

مرّوا بنا، مرّوا ببيتٍ صغير و قلوبٍ تتسع للعالم و أبعد .. مرّوا بأحلامهم، بآمالهم، بأوجاعهم و الكثير من الفرح.. مرّوا بأفكارهم التي لا تشبه إلا أفكار المارّين أمثالهم .. تشبه أفكار أولئك الذين لا نقابلهم إلا بفعل مفاجأة زمنية، رزنامةٌ يحمل رقم يومها بهجة مرورهم، و ساعةٌ إذا ما دقّت و دقّوا أبوابنا، فتحوا بنا ألف سببٍ و سؤال .. كيف و قد أمضينا معهم شهراً إلا يومين دون زيادة ساعة، تركوا فينا كل ذلك الحنين ؟ .. كيف أتت بهم تلك المدعوة صدفة بهدوءٍ شديد، و خطفتهم منا بعد أن علا نغم الحياة فينا بفعلهم؟..

مرّوا بنا، بأسئلةٍ تشبه تلك التي نهينا عن سؤالها .. مرّوا بأعينهم المطمئنةِ أن الجواب واجب، و السؤال أوجب .. مرّوا بعقولنا محدثين زلزال إشارات استفهام.. كيف وضعتهم الأيام نقاطاً في أخمص قدم إشارات الاستفهام التي لم نسأل يوماً، ليتموا بنا الأسئلة؟ .. صنعوا بنا ما خفنا يوماً من صناعته، و رحلوا .. رحلوا عنا..

مرّوا بنا بكلماتهم، بضع أيامٍ مضت قبل أن تهدأ حروفهم .. أخذهم سفرٌ إلى حيث لا مكان لمرورهم بنا، إلا أنهم مروا في بالنا بعد غيابهم، مرور المقيم .. كيف رمتهم الصدفة في طريقنا ليصنعوا بنا إعصار مشاعرٍ ثم يغيبوا.. كيف و قبل أن يتم الإعصار، غادروا هم و صدفتهم تاركين في أنفسنا "كركبةً قلبية" لم نسمع كلماتٍ كافية منهم بعد لترتب نبض القلب ..

مرّوا بنا .. مرّوا بالقلوب و العقول، ثم غابوا .. مرورهم لم يشبه المرور .. و غيابهم لم يشبه الغياب.. غابوا عنّا، و لم يغيبوا فينا .. أولئك الذين يمرّون، فلا نعود بعدهم كما كنا، غيابهم لا يشبه الغياب .. بالرغم من أن الشوق اللاحق لرحيلهم يشبه الشوق و يزيد ..

مرّوا عاصفين بكل ما فينا، لا القلوب بعدهم تعود كما كانت، و لا العقول بعد حرفهم تسأل كما كانت.. لا نظرتنا للحياة تحمل الألوان ذاتها، و لا الوجع ينخر فينا كما كان .. كلهم يمرون قارعين أبواب الصدفة فجأة، من أين و إلى أين و لماذا، لا ندري.. بلا وجع انتظار يمرون بنا، يحدثون بنا فوضى، و يمضون تاركين ثقل الوجع و الكثير من الكلام و الانتظار في البال ..


كأن لأولئك المارّين العاصفين وجهٌ واحد، مقدّرٌ لهم المسير دوماً .. المرور بالقلوب و العقول مهنتهم الدائمة.. لا تتمكن نفوسهم الإقامة إلا في بال أو قلب أو عقل معصوف .. لا يتوقفون أبداً، يمرون بك، خالقين في سجلّ مذكراتك أسعد صدفة في حياتك .. يصرون هم، أن المرور ليس صدفة .. و أن الله يدل القلوب و العقول على بعضها، و أن الخطة البارعة الجمال التي جمعتهم، صنعتها يدُ القدير في صورة صدفة ..
ألم يجعل الله بعضنا لبعضٍ سخريّا .. فيسخر لنا مارّين ليسندوا قلباً هنا، أو عقلاً هناك ؟

و حين يغادرون عنك؛ لأنهم يغادرون دوماً للعصف بقلب أو عقل آخر، يتركونك مبعثراً .. و حين تتلفت و لا تراهم و يداهمك شوق غريب لغيابهم.. تنظر فيك فتجد بعثرةً و وجع شوق .. فهم سيغادرون عنك حتماً، لكنهم لن يغادروك أبداً .. سيرحلون عنك، و سيبقون أبد الدهر فيك ..

مرّوا بنا، و عاشوا فينا

الموضوع الأصلي: مرّوا بنا، و عاشوا فينا || الكاتب: نزيف الماضي || المصدر: منتدى همسات الغلا

https://hamsatq.com/

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات

المصدر: منتدى همسات الغلا

---

lv~,h fkhK , uha,h tdkh fkhK uha,h

طــرح جميـــــل ..||
دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..||

موضوع في قمه الجمال

الله يعطيك الصحه والعافية

تسلم الايادي مميزه

باانتظار جديدك بكل الشوق

رائع جدا طرحك .. برافوو عليك اختيار مؤفق احسنت .حفظك ربي

كل الشكـــر لك على هاالطرح الأكثــر من رااائــــع ..
الله يعطيييك العااافيه
لا عدمنا هالتمييز والابدااع ,,
بأنتظااار جديدك الجذاب والمميز..
تقــــديري وآحتــرآمي

طرح في قمة الروووعه
ذوق راقي وانتقاء مميز
سلمت الايادي نزيف
والله يعطيك الف عافيه
ودي لك

و حين يغادرون عنك؛ لأنهم يغادرون دوماً للعصف بقلب أو عقل آخر،
يتركونك مبعثراً .. و حين تتلفت و لا تراهم و يداهمك شوق غريب لغيابهم..
تنظر فيك فتجد بعثرةً و وجع شوق ..
فهم سيغادرون عنك حتماً، لكنهم لن يغادروك أبداً ..
سيرحلون عنك، و سيبقون أبد الدهر فيك ..

مرّوا بنا، و عاشوا فينا


الله عليك نزيف الماضي
طرحت فاابدعت
كلام في الصمييييم
ابدعت وتميزت