عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ) أخرجه مسلم من حديث عائشة ..
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يحب الرفق في الامركله مسلم
بالأمس بدانا بتلك الومضة الجميلة في حديث النبي محمد عليه الصلاه والسلام ( من يحرم الرفق يحرم الخير), ( أنكم لن تسعو الناس بأموالكم ولكن يسعه منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) واثره في العلاقات الأنسانية بين الناس وهاهو يعود ليصيغ لنا قاعدة ذهبية جميلة في العلاقات الأنسانية بين البشر ألا وهي الرفق واللين في المعاملة بين الناس إن النبي محمد صلى الله عليه و سلم يريد ان يقول لي ولك إن الإنسان السوي الذي يريد أن يسهم في صنع مستقبل أفضل للبشرية كلها و لأمته الإسلامية خاصة لابد أن يكون رفيقا لينا في تعامله مع
الآخر لأنه بالرفق واللين يستطيع أن يحدث نوعا من الوصال والتفاعل على الآخر بل ويحدث نوعا من الثقة بينه وبين أخية الإنسان وبعكس العنف والشدة التى تشعر الآخر بالقلق والتوتر والشك بل والأتهام بالتطرف والعنف والتخلف نعم إن الشخصية التى تتمتع بالمرونة والرفعة هي محبة للخير محبه للحياه متفاعلة معها فتراها في سعيها المستمر تحاول ان تكشف كل يوم اسبابا جديدة لزيادة الالفة بين الناس والتواصل مع الآخرين أن هذه الشخصية تؤدي دورها الإنساني العظيم بفضل مرونتها ورفقها وتفاعلها ومشاركتها الواعية للآخرين
ولقد كان النبي صلى الله عليه و سلم نموذجا فريدا في الرفق واللين فكان أرفق الناس بالناس فلقد روي أن أعرابيا بال في المسجد فقام الناس ليقعوا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم (دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )
أخي المسلم الكريم أنظر إلى هذا المشهد العظيم ما يحويه من دروس كبيرة تستأهل التبصر منك وأن تجعله دائما بين ناظريك مشهد رجل يبول في المسجد مشهد مثير للغضب والإشمئزاز يستفز كل مسلم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع هذا المشهد بسهوله ورفق ولين بكلمات رقيقة . دعوه .. أريقوا عليه سجلا من ماء.. أنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين .. إن الرسول عليه الصلاه و السلام يريد أن يقول لك إذا كان هدفك الحقيقي هو هداية هذا الإنسان فكيف بك تغضبه وتؤذيه من حيث تريد هدايته
...وبعد هذا التوجيه النبوي العظيم للأسف نري من بعض الشباب العجب العجاب في مواجهه الناس فيما هو أقل من هذه الصورة بكثير فتأخذه الحمية والغضب والتشنج إذا وقع امامه ما يخالف سنة ما أو ما يتعارض مع رأي مرجوح اوغير مرجوح .. أن الذي يجب ان ندركه من واقع الحياه التى نعيش فيها إن الناس تميل بفطرتها إلى من يتعامل معهم بالرفق واللين وتنفر مما يتعامل معهم بالشدة والعنف والتعنيف والتقريع أخي المسلم إن نبينا صلى الله عليه وسلم قضى حياته كلها في الكشف عن أنوار هداية الخلائق وكنوز النفس البشرية والطاقات الروحية التي تسمو بالبشر وتأخذ بهم إلى النور والهدى وما عليك الآن إلا أن تلتزم هذه الأنوار وتلك الكنوز النبوية العظيمة حتى تستطيع أن تعيد للبشرية هداها
