هبت من نومها وهي فزعة بعدما تأخرت كثيرا في
الاستيقاظ لقد عايرت الساعة ليلة البارحة في آخر لحظة قبل النوم كعادتها
خطفت المنبه الذي لم يرن فوجئت بأنها قد عايرته بعد الوقت المحدد بساعة
هتفت وهي تضرب جبهتها في خيبة أمل
= يا لغبائي كيف لم أنتبه لذلك
جرت مسرعة لارتداء ملابسها كي تصل لعملها في اللحظة الأخيرة
منذ سنين طويلة وهي على حالها هذا دائما تصل في اللحظة الأخيرة
منذ أيام الصبا وهي تأتي في اللحظة الأخيرة وتفيق وكأنها في غيبوبة
خسرت سنة من عمرها لكي تكمل سنة من دراستها التي رسبت فيها
لأنها حضرت للامتحان في اللحظة الأخيرة ولكن
رفعت الأقلام وجفت الصحف .......
انتهى كل شيء .......... فالزمن لا يعود للوراء
وها هي تكمل مسيرة حياتها في اللحظة الأخيرة
إنها تجري و تجري في كل لحظة أخيرة من وقتها ....
لتفقد عملها الذي اهملته بسبب كثرة تأخرها
لتفقد كل شيء جميل يكون سببا في تقدمها
وبقت كما هي لم تتعدى حياتها إلا قدر خطواتها فيها
حياتها كلها توقفت عقارب ساعاتها على اللحظات الأخيرة
العالم من حولها يضج بالأصوات .اصوات البشر وتحركاتهم .
وهي لا تسمع تلك الاصوات ولا تعي حتى التحركات وكأنها صماء
او كأنها في عالم اخرس مظلم .
عالم يملئه السكون ويتخلله الصمت . لا تسمع الا ما بداخلها .ذلك الصراع .......
تكاد آلامها تملأ وجدانها .حشرجة التأوهات
كأنها صدى صوت مجهول داخل كهف مظلم لا يشعر بمشاعرها كائن في عالم فارغ الا منها
واصبحت عيناها تتحركان بعدما ظلت جامده لفتره، وتساءلت الى متى ؟؟
هل من بصيص أمل ؟؟هل من عالم ممتلأ بالحياة ؟ ...........
الايمان .نعم انه الصوت الجميل الاتي من داخل قلبها .ويأتي الأمل لينتشلها
من غرقها من موت مؤكد لقلبها ليحاول إضاءة حياتها
وعالمها المظلم من جديد إذن .
فلتتشبث بهذا الامل انه التقرب الى الله تعالى
هو الأمل هو النور هو الحق ..
نعم انه الامل الوحيد الذى خلقه الله لينير به طريق البشر