أخيرا عاد وبعد خمسة عشر عاما ..
..
وقلبه مليء بالشوق لكل شيء ......
لوطنه لبيته لزوجته لأبنائه
كانت السعادة تملأ كيانه وقلبه
وفاضت عيناه بعبرات الشوق
والألم في ذات الوقت
عذاب الغربة وعذاب الحرمان
من كل شيء
من أمه التي توفيت وهو بعيدا عنها
من الحرمان العاطفي .
.من دفيء الأسرة ..
من بعد الأحبة
وبداخله لعن الفقر الذي كان سببا رئيسيا لغربته
والآن عاد أخيرا.....
عاد ..وهو يتذكر أجمل الذكريات
عاد بأمواله الكثيرة ...........
ولكن .......
خمسةعشر سنة كانت كفيله لتغيير أمور
كثيرة ايضا.......
تغيير طباع .......
ومشاعر وأحاسيس
كانت موجودة في الماضي ........
كثرة الانتظار حتى الملل
البعد ولد الجفاء
البرود العاطفي الذي كان نهاية الصبر الطويل
الأبوة التي نشئت وترعرعت........
بالرسائل
عاد ولكن ..........
وجد زوجته العفيفة التي ظلت تحافظ على عرضه
وعلى كل شيء حتى عودته
تخلت أو نست
......... مشاعرها كأنثى
لكي تظل محافظه ......
حتى العودة
وأبنائه كانوا يرونه الغريب الذي دخل حياتهم فجأة
ولم يروا ملامحه منذ تركهم صغار
وأبيه الذي لم يعد يتذكره بسبب شيخوخته
وأخوانه الذين لم يعودون يحتاجون إليه بعد عودته
لأن غربته سمحت له فقط بأن يغدق عليهم بالأموال
ولم تسمح له بإغداق الحب
والتواصل العاطفي الأخوي لهم
جيرانه ......
أصدقاء عمره الذين رحل بعضهم
ونسيه الباقون....
حتى معالم وطنه تغيرت ولم يعد
يعرفه عاد محملاً بهموم الغربة المرة
عاد.......
ولكنه عاد إلى عالم يخلو من كل شيء ..
.إلا من همومه
........ وأمواله الكثيرة
تمت