16-06-2013, 05:13 PM
|
|
أروع الشخصيات التاريخة !
اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي
كان سعيد بن جبير إمام الدنيا في عهد الحجاج ، وكان الإمام أحمد إذا ذكره بكى وقال: والله لقد قتل سعيد بن جبير، وما أحد على الدنيا من المسلمين ، إلا وهو بحاجة إلى علمه.
قتله الحجاج ، قتل وليّ الله ، الصوّام القوّام ، محدث الإسلام وفقيه الأمة ، وافتحوا كتب التفسير والحديث والفقه ، فسوف تجدون سعيد بن جبير في كل صفحة من صفحاتها .
كانت جريمة سعيد بن جبير ، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت ، ظلمت ، أسأت ، تجاوزت ، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله ؛ ليريح نفسه من الصوت الآخر ، حتى لا يسمع من يعارض أو ينصح .
أمر الحجاج حراسه بإحضار ذلك الإمام ، فذهبوا إلى بيت سعيد في يوم ، لا أعاد الله صباحه على المسلمين ، في يوم فجع منه الرجال والنساء والأطفال .
وصل الجنود إلى بيت سعيد ، فطرقوا بابه بقوة ، فسمع سعيد ذلك الطرق المخيف ، ففتح الباب ، فلما رأى وجوههم قال : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ماذا تريدون ؟ قالوا : الحجاج يريدك الآن .
قال : انتظروا قليل اً، فذهب ، واغتسل ، وتطيب ، وتحنط ، ولبس أكفانه وقال : اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام ، والعزة التي لا ترام ، اكفني شرّه .
فأخذه الحرس ، وفي الطريق كان يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، خسر المبطلون .
ودخل سعيد على الحجاج ، وقد جلس مغضباً ، يكاد الشرّ يخرج من عينيه .
قال سعيد : السلام على من اتبع الهدى – وهي تحية موسى لفرعون .
قال الحجاج : ما اسمك ؟!
قال سعيد : اسمي سعيد بن جبير .
قال الحجاج : بل أنت شقي بن كسير .
قال سعيد : أمي أعلم إذ سمتني .
قال الحجاج : شقيت أنت وشقيت أمك .
قال سعيد : الغيب يعلمه الله .
قال الحجاج : ما رأيك في محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
قال سعيد : نبي الهدى ، وإمام الرحمة.
قال الحجاج : ما رأيك في علي ؟!
قال سعيد : ذهب إلى الله ، إمام هدى .
قال الحجاج : ما رأيك فيّ ؟!
قال سعيد : ظالم ، تلقى الله بدماء المسلمين .
قال الحجاج : علي بالذهب والفضة ، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة ، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير .
قال سعيد : ما هذا يا حجاج ؟! إن كنت جمعته ، لتتقي به من غضب الله ، فنعمّا صنعت ، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً ، فوالذي نفسي بيده ، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت.
قال الحجاج : عليّ بالعود والجارية.
لا إله إلا الله ، ليالٍ حمراء ، وموسيقى والهة ، والأمة تتلظى على الأرصفة!!!
فطرقت الجارية على العود وأخذت تغني ، فسالت دموع سعيد على لحيته وانتحب.
قال الحجاج : مالك ، أطربت؟!
قال سعيد : لا ، ولكني رأيت هذه الجارية سخّرت في غير ما خلقت له ، وعودٌ قطع وجعل في المعصية .
قال الحجاج : لماذا لا تضحك كما نضحك ؟!
قال سعيد : كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور ، ويحصّل ما في الصدور ذهب الضحك .
قال الحجاج : لماذا نضحك نحن إذن ؟!
قال سعيد : اختلفت القلوب وما استوت.
قال الحجاج : لأبدلنك من الدينار ناراً تلظى .
قال سعيد : لو كان ذلك إليك لعبدتك من دون الله.
قال : الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس ، فاختر لنفسك .
قال سعيد : بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها ، فوالله لا تقتلني قتلة ، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة.
قال الحجاج : اقتلوه .
قال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .
قال الحجاج : وجّهوه إلى غير القبلة.
قال سعيد : فأينما تولوا فثمّ وجه الله [البقرة:115] .
قال الحجاج : اطرحوا أرضاً .
قال سعيد وهو يتبسم : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى [طه:55] .
قال الحجاج : أتضحك ؟!
قال سعيد : أضحك من حلم الله عليك ، وجرأتك على الله!!!
قال الحجاج : اذبحوه .
قال سعيد : اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي .
وقتل سعيد بن جبير ، واستجاب الله دعاءه ، فثارة ثائرة بثرة[1] في جسم الحجاج ، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج ، شهراً كاملاً ، لا يذوق طعاماً ولا شراباً ، ولا يهنأ بنوم ، وكان يقول : والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم ، وأخذ يقول : مالي وسعيد ، مالي وسعيد ، إلى أن مات .
مات الحجاج ، ولحق بسعيد ، وغيره ممن قتل ، وسوف يجتمعون أمام الله – تعالى – يوم القيامة ، يوم يأتي سعيد بن جبير ويقول : يا رب سله فيم قتلني؟
يوم يقف الحجاج وحيداً ، ذليلاً ، لا جنود ، ولا حرس ، ولا خدم ، ولا بوليس ، ولا جواسيس .
( إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدّهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً )[مريم:93-95] .
Hv,u hgaowdhj hgjhvdom ! hgjhvdom
|