يعتبر اعداد القهوة وتجهيزها فنا قائما بذاته تبارى فيه المشاهير وتغنى به الشعراء كما جاء في كثير من أشعارهم منذ قديم الزمن
وقد قرنوا القهوة وفناجيلها بالطيب والكرم والشجاعة والنبل والنخوة والشهامة،
كما ذكروا في قصائدهم لمن تقدم صفوتها ومن يشرب حثالتها وعن من تحجب القهوة حيث كان الفنجال يقدم إلى أنواعا من الرجال ويحجب عن أنواعا أخرى،
فقد كان فنجال الصفوة من القهوة يقدم للزعيم الفارس الشجاع الذي يقود الحروب وتشبع على دروبه الذئاب والسباع،
ويقدم للشهم الكريم الذي يقوم بواجبات الضيافة على أكمل وجه ويجتهد في اكرام ضيوفه ويسهر على راحتهم،
ويقدم للفارس الشجاع النبيل صاحب النخوة والشهامة الذي يحمي قومه وله صولات وجولات في ميادين المعارك والحروب،
ويقدم للشخص الذي احتوى المراجل وكل الصفات الطيبة واذا احتجت إليه قضى حاجتك من غير تردد
من لا يستحق القهوة
أما الحثالة فتقدم للذين همهم التسابق لحجز المقاعد في المجالس ولا يملكون من صفات الرجال التي ذكرنا شيئا،
ويحجب الفنجال عن النذل والخسيس والجبان والخائن وعديم المروءة فأولائك يحرمون من تناول القهوة مع الرجال،
ويعد حجب الفنجال عن أي شخص اهانة كبيرة وتحقيرا بالغا وسوادا في الوجه،
أسماء فناجيل القهوة العربيه وميزة كل فنجال
كلنا يشرب القهوة العربيـة بشكل يومي تقريبا.....
ولكن من منا يعرف أسمـاء فناجيل القهوة ؟؟؟
تفضلوا :
الفنجـال الأول ( الهـيف ) :
وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة لضيوفه.....
قديما : كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة....
حديثا :
جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون "صايدة"
فيلحقه ( حق ) كبير يقدمه لضيوفه ,
وإلا فيلحق به العـار ويصبح مثارا
للسخرية عند الآخرين...
الفنجـال الثاني ( الضـيف ) :
وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة ,
وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه...
إلا في حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف
فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية...
وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه...
فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس....
الفنجـال الثالث ( الكـيف ) :
وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف ,
وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف...
إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف ,
وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب...
الفنجـال الرابـع ( السـيف )
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف.....
وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه...
لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة...
إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء ,
ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف ، وشريكه في الحـرب والسلم
يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه ,
حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل
( أعداء للضيف )....
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف ،
وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه ،
فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص .....
أما شرب أكثر من 3 فناجـيل
فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته
وأنسبائه وذوو الدم ،،،
وهناك فنجال (( الثأر ))
لمن يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه....
إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو إمرأة.....
يجمع شباب القبيلة وفريسها...
ويصب القهوة في الفنجال
ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد
وأمام الجميع ويقـول :
هــذا فنجـال فـلان بن فـلان.....من يشربـه؟؟؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟....
فيقوم أحد فريس القبيلة
ويقـول :
أنا له ويأخذ الفنجـال ويشربـه....
ويذهب في طلب هذا الشخص ،
ولايعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب
وإلا فله أحد خيارين :
إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه...
وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ,
ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة ...صغيرها وكبيرها...رجالا ونساءا ،
ولايتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها ,,,
ويامحلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلساً مافيه نفساً ثقيلـه
هذا ولدعمً وهذا ولـد خـال
وهذا رفيقـاً مالقينـا مثيلـه