فتاة تويتر
.....................
تعرفت على فتاة توتر, كما سميتها في بادئ الأمر؛ كانت كاتبة مغمورة تشكو من سوء الأوضاع بالبلد, تستشهد بتوقيعات كبار الكتاب ع مقدرته الأدبية وثروتها اللغوية: وحاولت اثبات نفسها الا انها تحتاج الى واسطة كبيرة او ملياردير ليتبنى ابداعها..
وجدتها تغرد بكل تشاؤم, عن وطن قامع, ومجتمع يعطي كل الحقوق للرجل وينتهك حقوق المرأة بمسمى الشرف.. انتقدت الاماكن النظيفة والواسعة للرجال سواءا في مسجد ,مستشفى وسوق أو مدرسة ويقابله غرفة ضيقة للنساء..
في بادئ الامر شدني نقاش دار بينها وبين مسئول فقال لها الدور العامة للرجال واجهتنا امام العالم وانتم الجانب المظلم من المجتمع.. لكنها ناقشته حتى انهكته, كانت ع دراية بكل الاوضاع, كانت مثقفة جدا فقد ناقشتها في التجارة والسياسة والدين والاخلاق فادهشتني..وبحكم دراستي للمحاماة واكمالي للماستر في احدى الدول الشقيقة وبصفتي سياسي معروف بدول الخليج فكرت ان تعاون هذه الفتاة معي سيحقق مصالح عامة في كل شيء..
كان اول ردودها عندما غردت تضامنا وتعاطفا مع سوريا الحبيبة وليبيا من قبل فكتبت ردا لي" نحن محكومون بحكومات ولن نستطيع مد يد العون كما ينبغي" واستمريت بمتابعة تغريداتها من فترة لأخرى حتى أتى ذلك اليوم الذي كتبت فيه تغريدة تقول فيها" سأعتزل كل مواهبي فيد العون باتت مببتورة"... يومها تجرأت وكتبت لها رسالة خاصة" أختي ممكن أعرف نوع كتاباتك.."...
_يومها_ استرسلنا في الحديث لساعات أخبرتني بأنها خاضت أول تجربة وكتبت كتابها الأول رغم امكاناتها البسيطة عندما كانت في المرحلة الجامعية.. وعن فوزها بالعديد من الجوائز الأدبية والفوتوغرافية, وبأنها كانت تطمح للمزيد لكن صبرها نفذ وليلها بات طويلاً لينجلي...
ومنذ ذلك الحين. عرفت الملقبة بأجمل احساس, أصبحت صديقتي المفضلة, والتي لا يمضي يومي دونما محادثة أقلها كلمة ولو تحيه, لم يكن بيننا أوقات محدد, مرة تحادثني وأنا بالمقهى مع أصدقاءي ومرة أستيقظ وقد كتبت لي صباح الخير , كانت كل كلمة منها في حياتي تظهر كالنسمة فتنعشني..
أصبحت أشعر كأنها معي على أرض الواقع, كانت تملأني بالثقة رغم أن علاقتنا مجرد أسطر, كانت تثق بي كثيراً وبكلامي وأراءي,أذكر مرة كانت هلعة وخائفة عندما حادثتني عن ذلك الفيديو الذي أرعبها والذي توقعت فعلاً بأنه مرعب لكنها اللمسة الأنثوية , ابتسمت لما قالت لي بأن الكاميرا قد أظهرت الملائكة وأنها خائفة جداً لو كان ذلك حقيقياً.. شعرت يومها بأنني أتكلم مع طفلة تفتقد الأمان, سألتها ذلك اليوم عن عمرها فقالت23.. فقلت: طيب تتوقعين كم عمري ..؟
قالت: عقلك 34, بس مو متأكدة , لكن رح أعطيك عمرك من صورتك ..
غردت بصورتي فلما رأتها قالت: مو أكبر من 29.. .. ضحكت كثيراً وقلت لها :فعلاً أنتي لديك حدس , أنا عمري 28 وشهور.. .. .. والعديد من المواقف الطريفة والتي علقتني بها أكثر وأكثر حتى أصبحت أفتقدها وأفتقد غيابها, وكم كان غيابها كثيراً.. ومؤلماً..
أردت أن نتواصل أكثر , أردت لو نتكلم بالهاتف, وأن تكون بيننا تواصل أكثر ع الايميل أو أي شيء يعمق علاقتنا أكثر.. كنت وقتها قد بدأت أشعر بمشاعر مختلفة تجاهها, لاحظت التغيرات التي بدأت تمر بي, فقد حادثت الكثير من النساء بنفس الطريقة وينفس الصدق لغرض النقاش وقد التقيت بالكثير في الجامعة ولم تلتفت انتباهي اي جميلة ولم اتعلق الا بتلك التي أتفق معها في الكثير من الأفكار.. ..
فكرت في مصارحتها فقلت لها يوماً: رغم اني ما اعرف اسمك ولا معلومات شخصية عنك بس لما أتكلم معك أرتاح..
قالت: لأن حواراتنا جميعها هادفة.. .. وكل كلماتنا صادقة وكل قضايانا وحده, المسلمين, العرب والمجتمع.. ..
قلت: أيغى نكون قراب من بعضنا أكثر.. ..
قالت: اش تقصد..؟
قلت: يعني نتواصل ع الايميل, واتسب أو المهم نضمن يكون بيننا تواصل.. ..
قالت: رح أكون واضحة معك.. ..انت كويتي على ما أظن, لأن صورتك علم الكويت..
فقلت : نعم..
قالت: أنا بنت سعودية, وتربيتي لا تسمح بأن أتواصل مع شاب.. ..
تفاجئت من الرد فقلت: بس انتي مثقفة ورح تناقشيني مثل ما تتناقشين مع اي مثقف .. ..
قالت: ع الايميل ممكن اننانرسل لبعض مقالات تواصل أدبي لكن الواتس صعب..
قلت: وين الصعوبة ما دمنا نتكلم بشكل سليم..
قالت: انا ما اشكك فيك لكن أنا أهلي ما يتخيلون انني اتحادث معك ع الخاص فكيف بي أأخذ رقم جوالك واراسلك ع الواتس, يا ليت تراعي...
أحبطت في بادئ الأمر, تمنيت لكنها رفضت حتى اعطائي حتى الايميل رغم موافقتها المبدأية بحجة أن" الوضع كذا اريح".. واستمرينا نتراسل ونتناقش كما كناحتى جاء اليوم الذي طلبت مني أن أغرد ببعض كتاباتي.. فغردت بمجموعة والاخيرة الفتها عن مكانتها لدي فلم تعلق الا ع التي تخصها وقالت: لامستني, جداً شاعري يا فيصل.. .. كان لهذه الجمله وقع كبير علي, لا اعرف كيف توهمت بأنني المقصود, لا اعرف كيف ظننت انها قد تكون وقعت في حبي .. فانقطعت عنها لاسبوع ثم كتبت لها: اشتقت لك.. فلم تجبني وكتبت لي :مرحباً.. وتحادثنا كعادتنا وانقطعت عنها لأسبوع اخر فكتبت تغريدة: افتقدتك, اين انت..؟وكان لهذه الكلمة وقع قوي علي فلم أصبر حتى سألتها عن علاقاتها العاطفية فقالت: أنا مو متزوجة.. والمجتمع عندنا مايسمح بالحب..
هل من المعقول ان تكون تلك التغريدة عابرة دون مغزى, مذ عرفتها لم تكن تكتب الا بما يتعلق بالسياسة فمن المستحيل ان تكون تغريدة عابرة.. .. فكتبت لها: محظوظ الي بيتزوجك.. فردت: بتعبير خجل.. فقلت لأستغل الموقف: وبالنسبة للخاطرة الي كتبتيها مليئة بالعاطفة.. الله يهني الي بتاخذينه.. .. كانت تتجاهل كل ما اكتبه وتقول دائماً: مشكور من ذوقك.. ..
قلت لها: انتي جداً متحفظة معي.. .. ؟ فسكتت.. فقلت: تعرفين اني افتقدك .. لم ترد علي لكنها كتبت تغريدة "جميل ان تتشارك تفاصيل يومك مع شخص تثق فيه وتعشق الحديث معه"..فاصدتها ونسخت التغريدة وكتبتها له وقلت باصرار: من تقصدين؟؟ فقالت: ليش تسأل..؟فقلت: كيف تتشاركين خاص مع عام..؟؟ قالت: مافهمت.. فقلت انتي فاهمة, عموماً باشرح, انتي تشاركتي تفاصيل يومك معي.. كيف تكتبين هذي العبارة في العام..؟ وهي مفروض خاص.. ؟؟
كنت صريح جداً معها لكنها خافت وارتبكت وقالت: اكثر من شخص يسأل عني ع الخاص ومو بس انت.. ولو تبغى صورت لك المحادثات.. .. ووضعت تعبير الرعب..
قلت لها: يعني في حياتك أِخاص غيري, فقالت : والله العظيم وما حلفتني انهم كثار الي يبغون يراسلوني ع الخاص وانك الوحيد الي تكلمت معاه لسبب واحد انك محترم معي وما غازلتني ولو لم تكن لما تكلمت معك.. .. كانت شهادة اعتز فيها لكنني سألتها: طيب اسأل وتجاوبين بصراحه,, قالت :اسأل.. فقلت: هل تحملين مشاعر تجاهي..؟؟ قالت: انت صديق عزيز وغالي.. ..
وصل الاحباط اعلى مراحله, دائماً توقعاتي صائبة, شعرت بالضيق, لا اعرف كيف تتغير كل مزاجاتي لمجرد محادثة, لكن شيء ما ظل ينادي بداخلي بأنها لا تعترف بالحقيقة.. .. انقطعت عنها رغم اسئلتها الكثيرة عني, انقطعت لافكر في طريقة ارغمها ع الاعتراف..كنت متأكد من انها تشعر بماأشعر..
في العيد الكويتي والوطني... هنأتها.. فقتالت لي : من زمااان وأنا انتظر سؤالك عني.. فقلت لها :اشتقت لك.. فقالت: وأنا بعد افتقدت وجودك لأني شبه تعودت عليك.. .. دخلت هذه الكلمة الى اعماق قلبي , فاهديتها وردة قد اشتريتها وصورتها وارسلتها لها فقالت: دائما تتذكرني في كل شيء.. انت جداً راقي.. ..
خرجت الأئلة مني بدون وعي: هل تحملين مشاعر تجاهي يا ..... حتى اني الى الآن ما اعرف اش اسمك.. ..
قالت: مكانتك محفوظة.. ..
قلت: ليش متحفظة دائماً ف الردود.. ..
قالت: يتهيأ لك.. .. انا هذا طبعي.. ليش مافهمته لي الحين واحنا من 6 شهور مع بعض.. ما امداك تفهمني.. .. ؟
قلت: بس انا اقرا الشوق بين حروفك .. ..
سكتت فقلت: بيننا شي مشترك.. انا احس فيه وانتي تحسين فيه.. ليش ما تقولينه.. ..
قالت: انا اسفة من كل قلبي اذا كنت اوهمتك بشيء مو موجود.. ..
قلت لها في نوبة غضب: انا الي اسف لاني ما قدرت افهمك.. ولو سمحتي حطي لي بلوك.. ..لأني ما استاهل اتحادث معك وأولت كل شيء مثل ما ابي.. ..
قلت لها كلمات لم أكن أعنيها البتة لكن كان علي ان اجاريها, كتبت لي :" ارجوك لا تزعل مني ,, فقلت: وليش هامك زعلي.. .. قالت: وانت على اي اساس تعطي ثقة لبنت من بنات تويتر ما تعرف عنها اي شيء.. .قلت: انتي مو اي بنت, انتي وحده ثقة وأنا مستعد اعرف عنك كل شيء.. .. قالت: طيب , هل تتوقع ان ممكن تنجح علاقة بدايتها شات..؟؟ قلت :انا ما ابى علاقة.. انا ابي اعمق صداقتنا اكثر.. .. قالت لي بتذمر:اسمح لي انت تناقض نفسك.. ..
فعلاً.. كنت أناقض نفسي بشكل غريب.. كنت اريدها بكل جوارحي.. لكن مجرد صديقة.. اعرف انني اظلمها بهذا التفكير لكنني لم اعد اقوى عن الاستغناء عنها وهي لا تدرك مدى تعلقي بها او تدرك وتتجاهل كعادتها.. ..كتبت لي: استاذي العزيز.. لو كنت واضح معي من البداية وحددت طلبك ما كان وصلنا لهذا الامر.. في بداية تعارفنا قلت لي بان كل مابيننا صداقة.. اش الي تغير ؟؟.. قلت بيأس: ما تغير شيء.. .. والمعذرة..
مرت الأيام طويلة وقاسية, بدأت الترم الجديد, انشغلت باختباراتي .. انقطعت عنها وانقطعت اخبارها , كم كان هذا مؤلماً, كانت تحكي لي عن كل شيء, عن الحفل المدرسي, عن طالباتها, عن الفصول.. عن الجو.. أحببت أبها الباردة.. أحببت السهل الذي به مدرستها.. أحببت الساعات التي كنت انتظر ردها ع رسائلي بسبب ضعف الشبكة, احببت ذلك النوم الذي يغالبني بعد رسالتها التي تاتي بعد طول انتظار.. ..
وكأنني كنت اعيش معها.. تحادثني ع عجل لتقول:"اسمع, انا جوعانه, تنصحني اكل ايش..؟؟" كنت اضحك كثيراً واقول:"همبرجر.." وتختفي لساعات لتقول لي انها نامت وهي تحادثني.. نتحاور ويشتد الحوار لتقطع كل شيء في لحظة وتقول:" اذن , باروح اصلي.." كنت احب عفويتها واحب اصرارها عندما تقول:"انتظرني هاااا.. يا ويلك لو تروح.." وفي النهاية تختفي واعذرها كعادتي..
كانت الحياه.. كانت الحياه بكل صورها.. اظنني ابلغ فانا لم ارى منها الا سطوراً واحرف.. اشتقت اليها لكنها لا تشتاق لي او قد تشتاق ولا تصرح بذلك.. اريدها ولكن كيف.. تمنيت لو انها تحادثني الآن.. تمنيتها تلك اللحظة.. ويبدوا انها تمر بنفس حالتي فتفاجئت بها تظهر وتلقي التحية.. .. فرحت كثيراً وكتبت" اشتقت لج وايد.. .. " كتبت: "المهم انك بخير.. ..لم تبادلني ولا لمرة اي من مشاعري لكنني كنت اشعر بكل شيء..
كانت متغيرة هذه المرة.. استجوبتني بدون مقدمات.. سألت: انت قلت لي انك محامي مشهور صح.. ؟ فقلت: نعم.. قالت: طيب ليش ما تحط صورتك واسمك الصريح.. فقلت :اذا ع الاسم اسمي سعود الـ...... , وهذي صورتي.. .. كنت اعرف انها تحتاج الى تأكيد بأنني انا نفس الشخصية التي حكيت عنها.. وصرحت للجميع بأن هذا هو حسابي الرسمي للمحامي سعود.. واصبح الكل يراسلني ويضيفني ويطلب مني كتاباتي الأدبية وبقيت لمدة اسبوعين حتى تتأكد بأنني أنا ولست مستعيراص لهذه الشخصية لأتلاعب بمشاعرها.. ..
بعد ذلك سأتني: ليش حاط اسم مستعار..؟ قلت: لأني سعود الإنسان البسيط الذي يحب ان يظهر ع طبيعته.. .. قالت: شيء جميل.. ممكن اعرف عنك أكثر.. قبيلتك,, سكنك.. معلومات اكثر.. فقلت: انا عندي حل أفضل.. فقالت: اش هو؟؟ قلت: اقدر اساعدك وادبر لك وظيفة عندنا ف الكويت.. وتستأجرين ف الخفجي وتداومين مسافة نصف ساعة.. .. كتبت لي:يوووووه يا سعود.. تتكلم عن الموضوع بسهوله.. انا جنوبية واكثر المناطق حفاظاً في بلدي.. وقبل كل هذا انا ما مااستأجرت في الرياض عشان ادرس القسم الي ابغيه فكيف بي استأجر ف الشرقية عشان وظيفة.. من وين ابدأ عشان افاتح أهلي بالموضوع.. ..
تفاجئت بهيمنة الأسرة ع مستقبل هذه البنت فأكملت تقول: يا سعود بيننا فرق ثقافات كبير..عندنا البنت محكومة من قبل الوالدين والأخوان..وبعد كذا الزوج.. صدقني انت تطلب المستحيل.. .. تنهدت فقالت: ادري مستغرب لكن هذا واقع لازم نتفهمه.. ..
اذن اللقاء بهذه الفتاة مستحيل.. شعرت بغصة .. باختناق.. قالت: ياليتني اقدر اسافر.. قلت :ليش..؟؟ قالت: عشان اكمل دراستي واهتم بمواهبي واروح لبلد يقدر .. .. امم ما علينا..كمل احكي لي عن حياتك,, عن اهدافك.. ؟؟
قلت: ابداً انسان بسيط يسعى لخدمة بلده.. ..
قالت: احياناً احسك غامض.. ..
قلت: انتي تتوقعين اني غامض.. ..
قاطعتني: عادي تعطيني ايميلك ..؟
فرحت: بكل سرور..
انتقلنا الى الماسنجر .. قالت لي: ابي اقول لك شيء من زمان ما قلته لك.. ..
قلت: كلي اذان صاغية..
قالت: م كانت قادرة اخذ راحتي بتويتر.. لكن هنا رح اقول لك.. .. انت انسان عزيز وغالي.. ولك مكانة غير.. ويشهد الله اني اثق فيك.. واحترمك.. واني ما تواصلت في حياتي كلها مع رجل الا انت .. لكن ان قررت قرار وابغاك تتفهمه.. ..
قلت : تفضلي.. ..
قالت: انا مقتنعه في قرارة نفسي ان تواجدي معك ع المسن وتويتر غلط..
قلت: ليش..؟
قالت: مافي شيء يبرر وجودنا مع بعض.. وان كنا ما قلنا شيء غلط..
قلت: وليش تقولين لي هذا الكلام..
قالت: لأنك عزيز ولو كنت واحد ثاني م عطيتك خبر اساساً..
قلت لأستجوبها: ما دامت جلسة اعتراف ابغى تجاوبيني بكل صراحة..؟
قالت: تفضل.. ..
قلت: هل تحملين مشاعر تجاهي ؟؟
قالت: نوعاً ما.. ..
قلت: وهل انتي خايفة ولكذا تبين تنهينها..؟
قالت :تقريباً..
قلت: وليش الغموض.. ابغى شيء يوضح لي طبيعة مشاعرك تجاهي..
قالت: كتبت خاطرة بهالخصوص رح انزلها لك..
كتبت" كنت مستوطناً بمخيلتي..
وكأنك خٌلقت من خيالي فقط,
وكأنك غير حقيقي, كنت وهماً..
لا استطيع ان استيقن بوجودك,
دوماً اراك من بعيد كمن يرا سراب الماء ..
وما ان ينظر مرة اخرى حتى يدرك بانه واهم..
توهمت وجودك الضروري في حياتي كما الماء,
ضروري كنت كالماء,
كالمااااء الذي لا يستغني عنه احد..."
يالله, كم احتجت لتلك الكلمات.. كم انتظرتها طويلاً.. كم انهكت وتبهذلت وسهرت لأجل أسمعها.. لكن طفح الكيل.. اردت ان أْدبها على جحدانها وانكارها لكل ما نشعر به سوياً.. فقلت : ما كنت ادري اني سويت فيك كل ذا.. معقول!!
خدشت كبريائها فلم تجبني فكتبت: هل ترتبكين عندما اكتب لك تغريدة..
قالت : لا
قلت: انتي تكذبين..
سكتت فقلت :معقول كل ذا وانا موحاس.. .. لو كنتي قلتي لي من قبل.. كان تغيرت امور كثير..
قالت : مارح يتغير شيء.. ولكذا انا اقول لك نقطع كل شيء..
قلت متفاجأ: يعني ايش.. مارح تتابعين تغريداتي..؟؟
قالت: ماراح اراسلك ع الخاص.. ولا المسن..اي شيء تبغى تقوله ع العام قدام كل الناس..
ضجرت من قرارها وخرجت دون ان أقرأ ماكتبته فيما بعد.. ابعد سنة..؟؟ سنة كاملة ونحن معاً.. كنت أحلم بأشياء كثيرة.. بأن أأتي الى المملكة.. كنت أتخيل لو أنني أجدها تلك الفتاة التي أحببتها كفكر واسلوب وتعامل.. كيف سأجد طريق اليها وهي تسد كل الطرق..؟؟
وبعد كل صدودها, اعاود ادراجي لأسأل عنها ع الرغم مني.. اعتدت على وجودها.. كتبت الاشعار.. مع انني لم اكن شاعرا ولا ليوم واحد.. لم استحمل مرورثلاث ايام فكتبت تغريدة عامة:"لك ثلاث ايام شاغلتك ظروفك.. وانشغل بالي على شانك وصوت".. .. فقامت بعمل اعادة لارسالها للجميع فعرفت انها فهمت المقصد..
كتبت تغريدةعامة :" البعض عندما يلقون التحية, مجرد التحية فقط اتمنى لو اقول لهم"هلا يا بعد عمري"
فكتبت انا:" شعور متبادل.."فكتبت للعام: تعبير خجل..
وهكذا انقطعناع الخاص وظللنا نكتب ف الصفحة الرئيسية ع العام وكأنها تغريدة للجميع وانا اقصدها.. وهي كذلك.. حتى كتبت تلك المرة:"هل استطيع العودة..؟؟" فكتبت:" لم تغادري قلبي حتى تعودي اليه فلا تتأخري.. "
كتبت: دائماً شاعري..
كتبت تغريدة:" ليت الحياة ابسط لألتقي بك..
فكتبت : الحياة تحتاج للصراحة.. اشتقت لك فلا تتجاهلي..
كتبت: تغريدتها: لم اتجاهلك.. فانا اتسوق الآن.. .. علق عليها احد المغردين ساخراً من سبب التغريدة وما شأن المضافين بتسوقها فكتبت له : لأجل عين تكرم مدينة.. ..
كنت اعرف كيف اثيرها شوقاً فكتبت تغريدة وقصدتهالها: ليتني اتسوق بين كتاباتك الآن.. .. ولم أكتبها حتى دخلت ع المسنج وكتبت :ا/سعود.. عادي اكتب عن شخصيتك.. ؟
فقلت: هلا وغلا.. من زمااااان يا اجمل احساس.. .. اشتقت لك.. فقالت: وانا بعد اشتقت لك.. مو قادرة ابتعد عنك.. لكنني امر بصراع كبير.. لما اطفي شوقي.. اغرق في بحر من الندم..
قلت لها : السبب العادات والتقاليد.. لو سمحت للذكر والانثى بالكلام في حدود المعقول لتحقيق مصالح المجتمع
قالت: لا تحاول تقنعني.. قلبي يبغاني استمر معاك.. وعقلي يرفض .. انا اتحادث معاك صح... وكلامنا سليم لكن انا اعرف ف قرارو نفسي ان المسن والخاص مثل الخلوة وفيها فتوى.. ..
قلت بغضب: احنا ما سوينا شيء غلط.. ما بيننا كلام ماسخ ولا طلبت رقم جوال ولا شيء..
قالت: بس ما في مبرر لوجودنا مع بعض في كل شيء..
قلت: والحل في نظرك..؟؟
قالت: الي بيننا ينتهي..
قلت: ما تقدرين.. انا قدرك مهما حاولتي.. ..
قالت: لين متى, ما في فيادة من الي نسويه..
قلت: لو صارحنا بعضنا بكل شيء رح نصل لنتيجة..
قالت: انا موقادرة اقتنع.. انا اعرف نهاية المشوار.. مارح نصل لشيء..
قلت: لين متى اعيد نفس الكلام معك .؟؟..
قالت: انت غريب جداً في تعاملك معي.. مرات تتكلم معي عن زوج المستقبل.. ومرات تغار من الي يغردون معي.. ومرات تحكي لي عن زوجتك.. ..
تركتها.. فلم اعد استيع اكمال النقاش.. فعلاً كنت اناقض نفسي.. تركتها لتهدأ الأمور.. وقد ظننت أنها مجرد نزوة وستعود كما تفعل في كل مرة .. ظننت أن الأمور ستهدأ قليلاً وستعود المياة الى مجاريها....ظننت ولكنها فاجأتني بإلغاء حسابها في تويتر واختفت بدون أي مقدمات.. اختفت وانا لا اعرف اسمها حتى.. دمعت عيناي على تلك التي لا اعرفها.. والتي كنت أطمح ان أسافر إلى المملكة وأتعرف ع ابها الباردة.. وأن ألتقي بتلك التي تشاركني فكري واسلوبي وتعاملي.. تلك التي لم ارى منها إلا أسطراً وحروفاً.. ..
وبعد خمس شهور من لوعة الفراق وصلتني رسالة ع البريد الالكتروني:" أ/سعود.. .. إستأت مؤخراً.. فقد مررت بالعديد من الضغوطات والمشاعر المؤلمة.. لم أقتنع بوجهة نظرك وفي المقابل لم تتفهم المجتمع الذي اعيش فيه .. الموضوع بالنسبة لك دفاع عن حب وبالنسبة لي شرف المساس به قضية وقنبلة اي غلطة بالتعامل معها مدمرة.. .. مما اضطرني لإلغاء حسابي والابتعاد.. فلا يمكن لعلاقة ان تنبني بين شخصين تفصلهما دول وبحار.. ولا يمكن لي الإستمرار بمحادثة تحت سمى الصداقة الخفية .. .. أرجو أن تسامحني فهذا قدرنا.. قدرنا أن لا نكون معاً ولنرضى.. ستشكرني ع ما فعلته فيما بعد لأنه الأفضل.. لا اعرف ان كنت تتفحص ايميلك كما عهدتك.. لكنني متأكدة بأنك ستقرأ ما كتبته لك هنا يوماً ما.. .. كل الحب:صبا.. .. .. "
انتهت
..............................................