أحبُّ الأعمال إلى الله :
ثالثا : الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر
** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له
والحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه الكريم ولعظيم سلطانه
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة
والحمد لله ملؤ السماوات وملؤ الأرض وملؤ ما بينهما الذى هدانا لنعمة الإسلام وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله النبى المختار والنعمة المهداه الذى بلغ الرسالة وأدى الأمانه عليه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وعلى كل من والاه إلى يوم الدين .
أما بعد :
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «أحبُّ الأعمال إلى الله الإيمانُ بالله، ثم صلةُ الرحم، ثم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر» .
المعروف :
جميع الطاعات، وسميتْ معروفًا لأنها تعرفها العقولُ السليمة والفطرُ المستقيمة، وأولُ معروفٍ وأعظمه : عبادةُ الله وحده لا شريك له، وإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه، وبعْدَ ذلك سائرُ الطاعات من واجبات ومستحبات كلُّها تدخل نطاق المعروف.
المنكر :
كلُّ ما نَهَى الله تعالى عنه ورسوله؛ فجميعُ المعاصي كبائرُهَا وصغائرها منكرٌ؛ لأنها تنكرها العقول السليمة والفطر المستقيمة، وأعظمُ المنكر : الشركُ بالله عز وجل .
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرق ما بين المؤمنين والمنافقين، وهو من أخص أوصاف المؤمن .
وهناك مراتبُ ثلاثةٌ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» [أخرجه مسلم] .
وكذلك هناك ثلاثُ صفاتٍ ينبغي أن يتحلَّى بها الآمرُ بالمعروف، والناهي عن المنكرِ، وهي :
1- العلم : أن يكون عالمًا بالمعروف الذي يأمُرُ به، والمنكرِ الذي ينهَى عنه .
2- الرفق : أن يكونَ رفيقًا حكيمًا بما يأمُرُ به، وفيما ينهى عنه .
3- الصبر : أن يكونَ صبورًا على الأذى؛ كما حكي الله سبحانه عن وصيَّة لقمان الحكيم لابنه ليمتثلها الناسُ ويقتدوا بها : "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ" [لقمان: 17] .
فالعلمُ يكونُ قبل الأمر والنهي، والرفقُ يكون في حالة الأمر والنهي، والصبرُ يكون بعد الأمر والنهي .