15-08-2018, 01:46 PM
|
|
|
SMS ~
[
+
]
|
|
|
لوني المفضل
Hotpink
|
رقم العضوية : 7407 |
تاريخ التسجيل : 25 - 9 - 2016 |
فترة الأقامة : 3050 يوم |
أخر زيارة : 27-05-2022 (07:28 PM) |
الإقامة : فـــ نــبــضــه |
المشاركات :
182,067 [
+
]
|
التقييم :
2147483647 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
شرح حديث عن حج/فعاليه مناسك الحج
لشيخ محمد بن بن صالح العثيمين رحمه الله
قال جابر رضي الله عنه : « إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله فخرجنا معه ».
قوله : « فخرجنا معه » كان ذلك في الخامس والعشرين من ذي القعدة في يوم السبت بعد أن أعلم الناس في خطبة الجمعة كيف يحرمون وسئل ماذا يلبس المحرم وأوضح للناس مبادئ النسك . وبقي في ذي الحليفة وبات بها وفي اليوم التالي اغتسل ولبس ثياب إحرامه ثم أحرم.
وقوله : « حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء » أتى بحرف (الفاء) لأنها معطوفة على جملة هي جواب الشرط يعني : حتى إذا أتينا ذا الحليفة نزل وصار كذا وكذا فولدت .
وذو الحليفة ميقات أهل المدينة وتعرف الآن بأبيار علي وهي مكان بينه وبين المدينة نحو تسعة أميال وبينه وبين مكة عشر مراحل وسمي بذي الحليفة لكثرة هذا الشجر فيه وهي شجرة الحَلْفَاءِ وهي معروفة .
وقوله :« فولدت أسماء بنت عميس » وهي زوجة أبي بكر رضي الله عنه ولدت محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف تصنع فقال لها : « اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي » فأمرها بالاغتسال للإحرام وليس لرفع الحدث لأن الحدث لازال باقيا وأمرها أن تستثفر بثوب يعني تتعصب به وتشد عليها ثوبا حتى لا يخرج شيء من هذا الدم .
وقوله : « وأحرمي » وأطلق لها الإحرام وقد أحرم الناس من ذي الحليفة على وجوه ثلاثة منهم من أحرم بالحج ومنهم من أحرم بالعمرة ومنهم من أحرم بالحج والعمرة. ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وسلم : « افعلي ما يفعل الحاج » كما قال لعائشة رضي الله عنها لأنها إنما أرسلت تسأل عن قضية معينة وهي الإحرام كيف تحرم .
وقد أصابها ما أصابها ولم تسأله عن بقية النسك ولهذا أخطأ ابن حزم ([5]) رحمه الله حيث قال : إن النفساء يجوز لها أن تطوف بالبيت بخلاف الحائض واستدل لقوله بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها : « افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت »([6]) .
ولو كان الطواف بالبيت ممنوعا بالنسبة للنفساء لبينه النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب الجمهور بأن المرأة لم تسأل عما تفعل في النسك وإنما تسأل ماذا تصنع عند الإحرام فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم كيف تصنع.
وقوله : « وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد » يعني مسجد ذي الحليفة .
وقوله : « ثم ركب القصواء » هو لقب ناقته وله ناقة تسمى العضباء وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في أول زاد المعاد ([7]) ما يلقب من دوابه صلوات الله وسلامه عليه .
وقوله : « حتى إذا استوت به على البيداء » يعني علت به على البيداء . والبيداء جبل صغير طرف ذي الحليفة .
وقوله : « نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك » أي أنهم كثير وقد قدروا بنحو مائة ألف الذين حجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني لم يبق من الصحابة رضي الله عنهم إلا أربعة وعشرون ألفا وإلا فكلهم حجوا معه لأنه أعلن عليه الصلاة والسلام للناس أنه سيحج فقدم الناس كلهم من أجل أن ينظروا إلى حج النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدوا به .
وقوله « وهو يعرف تأويله » المراد بالتأويل هنا التفسير فإن أعلم الخلق بمعاني كلام الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال العلماء رحمهم الله يرجع في التفسير إلى القرآن الكريم ثم إلى السنة ثم إلى أقوال الصحابة ثم إلى كلام التابعين الذين أخذوا عن الصحابة رضي الله عنهم .
وقوله :« ثم أهل بالتوحيد » أي رفع صوته بالتوحيد قائلا :
« لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك » رفع صوته بهذه الكلمات العظيمة التي سـماها جابررضي الله عنه توحيداً لأنـها تضمنت التوحيد والإخلاص .
ولبيك كلمة إجابة والدليل على هذا ما ورد في الصحيح « أن الله تعالى يقول يوم القيامة : يا آدم فيقول : لبيك »([8]) وتحمل معنى الإقامة من قولهم ألبَّ بالمكان : أي أقام فيه فهي متضمنة للإجابة والإقامة . الإجابة لله والإقامة على طاعته ولهذا فسرها بعضهم بقوله : لبيك أي أنا مجيب لك مقيم على طاعتك وهذا تفسير جيد .
فإذا قال قائل : أين النداء من الله حتى يلبيه المحرم ؟
قلنا : هو قوله تعالى ) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً (([9]) أي أعلم الناس بالحج أو ناد فيهم بالحج و ) يَأْتُوكَ رِجَالاً ( أي : على أرجلهم وليس المعنى ضد الإناث والدليل على أنهم على أرجلهم ما بعدها ) وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( .
وهذه قاعدة مفيدة في التفسير ( فإنه قد يعرف معنى الكلمة بما يقابلها ) .
ومثلها قوله تعالى : وهو أخفى من الآية التي معنا : ) فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ( ([10]) فمعنى ثبات : متفرقون مع أن ثبات يبعد جدا أن يفهمها الإنسان بهذا المعنى لكن لما ذكر بعدها ) أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ( علم أن المراد بالثبات المتفرقون.
والتثنية في التلبية هل المقصود بها حقيقة التثنية أي أجبتك مرتين أو المقصود بها مطلق التكثير؟
الجواب : المقصود بها الثاني لأن المعنى إجابة بعد إجابة وإقامة بعد إقامة فالمراد بها مطلق التكثير أي: مطلق العدد وليس المراد مرتين فقط.
ولهذا قال النحويون : إنها ملحقة بالمثنى وليست مثنى حقيقة لأنه يراد بها الجمع والعدد الكثير .
ولماذا جاءت بالياء الدالة على أنها منصوبة ؟
قالوا: لأنها مصدر لفعل محذوف وجوبا لا يجمع بينه وبينها والتقدير ألببت إلبابين لك.
ألببت يعني: أقمت بالمكان إلبابين.
لكن حصل فيها حذف حرف الهمزة وصارت لبابين بعد حذف الهمزة .
ثم قيل : تحذف أيضا الباء الثانية فنقول لبيك والياء علامة للإعراب .
وقوله : « اللهم » معناها : يا الله لكن حذفت ياء النداء وعوض عنها الميم وجعلت الميم أخيرا ولم تكن في مكان الياء تبركا بذكر اسم الله ابتداءً وعوض عنها الميم لأن الميم أدل على الجمع ولهذا كانت الميم من علامات الجمع.
فكأن الداعي جمع قلبه على ربه عز وجل لأنه يقول يا الله .
قوله : « لبيك » الثانية من باب التوكيد اللفظي ولم يتغير عن لفظ الأول لكن له معنى جديد فيكرر ويؤكد أنه مجيب لربه مقيم على طاعته : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، لأنك تجيب الله عز وجل وكلما أجبته ازددت إيماناً به وشوقاً إليه فكان التكرير مقتضى الحكمة ولهذا ينبغي لك أن تستشعر - وأنت تقول : لبيك - نداء الله عز وجل لك وإجابتك إياه لا مجرد كلمات تقال.
وقوله « لا شريك لك » أي : لا شريك لك في كل شيء وليس في التلبية فقط لأنه أعم ، أي : لا شريك لك في ملكك ولا شريك لك في ألوهيتك ولا شريك لك في أسمائك وصفاتك ولا شريك لك في كل ما يختص بك .
ومنها إجابتي هذه الإجابة فأنا مخلص لك فيها , ما حججت رياءً ولا سمعة ولا للمال ولا لغير ذلك إنما حججت لك ولبَّيت لك فقط.
وقوله: « لا شريك لك » إعرابها : لا نافية للجنس ، وشريك : اسمها ، ولك خبرها ، والنافية للجنس أعم من النافية لمطلق النفي لأن النافية للجنس تنفي أي شيء من هذا بخلاف ما إذا قلت لا رجلٌ في البيت بالرفع فهذه ليست نافية للجنس بل هذه لمطلق النفي.
ولهذا يجوز أن تقول لا رجلٌ في البيت بل رجلان ، لكن لو قلت: لا رجلَ في البيت بل رجلان صاح عليك العالمون بالنحو وقالوا: هذا غلط لا يصح أن تقول لا رجلَ في البيت بل رجلان فتنفي الجنس أولا ثم تعود وتثبت ولكن إن شئت فقل لا رجلَ في البيت بل أنثى.
وقوله « إن الحمد والنعمة لك » يقال : بكسر همزة إن ورويت بالفتح . فعلى رواية فتح الهمزة « أن الحمد لك » تكون الجملة تعليلية أي: لبيك لأن الحمد لك فصارت التلبية مقيدة بهذه العلة أي: بسببها والتقدير لبيك لأن الحمد لك .
أما على رواية الكسر: « إن الحمد لك » فالجملة استئنافية وتكون التلبية غير مقيدة بالعلة بل تكون تلبية مطلقة بكل حال ، ولهذا قالوا: إن رواية الكسر أعم وأشمل فتكون أولى أي: أن تقول: إن الحمد والنعمة لك , ولا تقل: أن الحمد والنعمة لك ، ولو قلت ذلك لكان جائزاً.
والحمد والمدح يتفقان في الاشتقاق أي في الحروف دون الترتيب ح- م - د موجودة في الكلمتين فهل الحمد هو المدح أو بينهما فرق ؟
الجواب : الصحيح أن بينهما فرقاً عظيماً لأن الحمد مبني على المحبة والتعظيم .
والمدح لا يستلزم ذلك فقد يبنى على ذلك وقد لا يبنى وقد أمدح رجلاً لا محبة له في قلبي ولا تعظيم ولكن رغبة في نواله فيما يعطيني مع أن قلبي لا يحبه ولا يعظمه .
أما الحمد فإنه لا بد أن يكون مبنياً على المحبة والتعظيم ولهذا نقول في تعريف الحمد : هو وصف المحمود بالكمال محبةً وتعظيماً ، ولا يمكن لأحد أن يستحق هذا الحمد على وجه الكمال إلا الله عز وجل .
وقول بعضهم : الحمد هو الثناء بالجميل الاختياري , أي : أن يثني على المحمود بالجميل الاختياري . ويفعله اختياراً من نفسه ، تعريف غير صحيح , يبطله الحديث الصحيح: « أن الله قال : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : الحمد لله رب العالمين ، قال: حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم قال: أثنى عليَّ عبدي »([11]) فجعل الله تعالى الثناء غير الحمد لأن الثناء تكرار الصفات الحميدة ، وأل في الحمد للاستغراق ، أي : جميع أنواع المحامد لله وحده ، المحامد على جلب النفع وعلى دفع الضرر ، وعلى حصول الخير الخاص والعام ، كلها لله على الكمال كله .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه «بدائع الفوائد»([12]) بحثاً مستفيضاً حول الفروق بين ( المدح - والحمد ) وكلمات أخرى في اللغة العربية تخفى على كثير من الناس ، وقال كان شيخنا- ابن تيمية - إذا تكلم في هذا أتى بالعجب العجاب ولكنه كما قيل:
تألق البرق نجدياً فقلت له .... إليك عني فإني عنك مشغول
أي أن شيخ الإسلام رحمه الله مشغول بما هو أهم من البحث في كلمة في اللغة العربية , وأسرار اللغة العربية .
وقوله : « النعمة » أي الإنعام ، فالنعمة لله .
وقوله : « النعمة لك » كيف تتعدى باللام ؟ مع أن الظاهر أن يقال : النعمة منك ؟
الجواب : النعمة لك يعني التفضل لك فأنت صاحب الفضل .
وقوله : « والملك لا شريك لك » الملك شامل لملك الأعيان وتدبيرها وهذا تأكيد بأن الحمد والنعمة لله لا شريك له فإذا تأملت هذه الكلمات وما تشتمل عليه من المعاني الجليلة وجدتها أنها تشتمل على جميع أنواع التوحيد وأن الأمر كما قال جابر رضي الله عنه « أهلَّ بالتوحيد » . والصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بالتوحيد .
فقوله « الملك » من توحيد الربوبية ، والألوهية من توحيد الربوبية أيضا لأن إثبات الألوهية متضمن لإثبات الربوبية ، وإثبات الربوبية مستلزم لإثبات الألوهية ولهذا لا تجد أحداً يوحد الله في ألوهيته إلا وقد وحده في ربوبيته ، لكن من الناس من يوحد الله في ربوبيته ولا يوحده في ألوهيته وحينئذ نلزمه ونقول : إذا وحدت الله في الربوبية لزمك أن توحده في الألوهية ولهذا فإن عبارة العلماء رحمهم الله محكمة :حيث قالوا ( توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ) .
ونأخذ توحيد الأسماء والصفات من قوله « إن الحمد والنعمة ».
فالحمد : وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم .
والنعمة من صفات الأفعال ، فقد تضمنت توحيد الأسماء والصفات.
ومن أين نعرف أنه بلا تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل؟
الجواب: من قوله « لا شريك لك » لأن التمثيل شرك والتعطيل شرك أيضا والمعطل لم يعطل إلا حين اعتقد أن الإثبات تمثيل فمثَّل أولا وعطَّل ثانيا والتحريف والتكييف متضمنان التمثيل والتعطيل .
وبهذا تبين أن هذه الكلمات العظيمة مشتملة على التوحيد كله ومع الأسف أنك تسمع بعض الناس في الحج أو العمرة يقولها وكأنها أنشودة ، لا يأتون بالمعنى المناسب تقول: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك , لا شريك لك ) .
لكنهم يقفون على ( إن الحمد والنعمة لك ) ثم يقولون : ( والملك لا شريك لك ) .
مسألة : فهل لنا أن نزيد على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من التلبية التي رواها جابر رضي الله عنه ؟
نقول : نعم فقد روى الإمام أحمد في المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: « لبيك إله الحق » ([13]) و « إله الحق » من إضافة الموصوف إلى صفته أي : لبيك أنت الإله الحق .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يزيد : « لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والرغباء إليك والعمل »([14]) .
فلو زاد الإنسان مثل هذه الكلمات فلا بأس ، اقتداء بعبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، لكن الأولى ملازمة ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهل لهم أن يكبروا بدل التلبية إذا كان في وقت التكبير كعشر ذي الحجة ؟
الجواب: نعم، لقول أنس رضي الله عنه « حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم منا المكبر ومنا المهل » ([15]) وهذا يدل على أنهم ليسوا يلبون التلبية الجماعية ولو كانوا يلبون التلبية الجماعية لكانوا كلهم مهلين أو مكبرين لكن بعضهم يكبر ، وبعضهم يهل ، وكل يذكر ربه على حسب حاله .
مسألة : قال العلماء رحمهم الله : وينبغي أن يذكر نسكه في التلبية ، فإذا كان في العمرة يقول : لبيك اللهم عمرة ، وفي الحج : لبيك اللهم حجاً ، وفي القران: لبيك اللهم عمرة وحجاً.
ثم قال جابر t : « حتى إذا أتينا البيت » يعني الكعبة .
وقوله : « استلم الركن » أي الحجر الأسود . وأطلق عليه اسم الركن لأنه في الركن , والاستلام قال العلماء رحمهم الله أن يمسحه بيده وليس أن يضع يده عليه لأن الوضع ليس فيه استلام بل لابد من المسح , والمسح يكون باليد اليمنى لأن اليد اليمنى تقدم للإكرام والتعظيم .
وهل يقبله ؟ نقول : نعم لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبله ([16]) لكن يقبله محبةً لله عز وجل وتعظيماً له لا محبةً للحجر لكونه حجراً ولا يتبرك به أيضاً كما يصنعه بعض الجهال فيمسح يده بالحجر الأسود ثم يمسح بها بدنه أو يمسح صبيانه الصغار تبركاً به فإن هذا من البدع .
ولهذا لما قبّل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحجر الأسود قال : « إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك » ([17]) فأفاد رضي الله عنه بهذا أنه مجرد تعبد واتباع للرسول صلى الله عليه وسلم . إذاً فتقبيلنا للحجر الأسود هو محبةٌ لله عز وجل وتعظيمٌ له ومحبة للقرب منه سبحانه وتعالى . فإن شق الاستلام والتقبيل فإنه يستلمه بيده ويقبل يده ([18]).
avp p]de uk p[Ltuhgdi lkhs; hgp[ hgd] p[Ltuhgdi dp]e avp
|