بعد أن غاب المنتخبان الفرنسي والأرجنتيني، المدججان بمجموعة من أبرز نجوم العالم، عن أفضل مستوياتهما خلال منافسات دور المجموعات ببطولة كأس العالم، يتوقع أن تشكل
الرغبة في
تفادي الإخفاق، الحافز الرئيس لكل من الفريقين في مواجهتهما
اليوم على ملعب «كازان أرينا» في افتتاح منافسات الدور الثاني (دور الستة عشر).
وتأهل المنتخب الفرنسي، الذي خاض البطولة ضمن أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب، من صدارة المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط حصدها من انتصارين على أستراليا وبيرو وتعادل سلبي مع الدنمارك، لكنه لم يقدم مستوياته المعهودة في أي من مبارياته الثلاث.
وحسمت المباراة الأولى لفرنسا أمام أستراليا 2 - 1 بهدف النيران الصديقة الذي سجله الأسترالي عزيز بيهيش في شباك منتخب بلاده بالخطأ، ثم فاز المنتخب الفرنسي على بيرو بهدف وحيد سجله كيليان مبابي قبل أن يقدم الفريق أداء باهتا في مباراته بالجولة الثالثة التي انتهت بالتعادل السلبي مع الدنمارك.
ولكن إذا كان المنتخب الفرنسي قد أخفق في تقديم مستويات تبهر جماهيره خلال منافسات دور المجموعات، فقد كانت الأمور أكثر سوءا بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني الذي واجه شبح الخروج لكنه أفلت بصعوبة وانتزع بطاقة التأهل من المركز الثاني في المجموعة الرابعة.
فقد كان المنتخب الأرجنتيني مهددا بقوة بوداع البطولة من الدور الأول لكن تأهله حسم بهدف الفوز 2 - 1 في شباك نيجيريا، الذي سجله المدافع ماركو روخو قبل أربع دقائق فقط من مباراة الفريقين في الجولة الثالثة الأخيرة.
واستهل المنتخب الأرجنتيني، وصيف بطل مونديال 2014 بالبرازيل، مشواره في البطولة الحالية بالتعادل مع نظيره الأيسلندي 1 - 1 في مباراة شهدت إهدار النجم ليونيل ميسي ضربة جزاء.
وفي الجولة الثانية، تلقى منتخب التانجو هزيمة موجعة أمام نظيره الكرواتي صفر- 3 في الجولة الثانية ووقف على بوابة الخروج من المونديال، لكن الحظ حالفه بشكل كبير عبر فوز نيجيريا على أيسلندا 2 - صفر في الجولة ذاتها، وهو الانتصار الذي حافظ للأرجنتين على فرصتها في التأهل.
وفي الجولة الثالثة، كانت نيجيريا قاب قوسين أو أدنى من انتزاع بطاقة التأهل للدور الثاني على حساب الأرجنتين لكن هدف روخو في الدقيقة 86، قلب الموازين لصالح الأرجنتين التي انتزعت بطاقة التأهل بشق الأنفس، من المركز الثاني برصيد أربع نقاط.
وفي الوقت الذي تبدو فيه خطط مدرب
فرنسا ديديه ديشان مشوشة وغير متناسقة ولم تؤد للاستغلال الأمثل لكتيبة النجوم في صفوف الفريق بدا الوضع أكثر سوءا في المنتخب الأرجنتيني.
فقد كانت العروض غير المقنعة للمنتخب الأرجنتيني انعكاسا على الأرجح لحالة من الفوضى في معسكر الفريق كانت العديد من التقارير قد تحدثت عنها، ووصل الأمر إلى أن تقارير ذكرت أن بعض القرارات الفنية يتخذها ليونيل ميسي وخافيير ماسكيرانو بدلا من المدير الفني خورخي سامباولي.
وربما تتمثل الصخرة التي لا يزال المنتخب الأرجنتيني يرتكز عليها في إصرار نجمه الأبرز ليونيل ميسي على مواصلة المشوار في المونديال أملا في التتويج بلقب كأس العالم الذي لا يزال غائبا عن سجل إنجازات نجم برشلونة، الإسباني ولا يزال ينقصه ليستحق وصف «الأسطورة».
وقال ميسي المتوج بلقب أفضل لاعب في العالم خمس مرات، عن استعدادات الأرجنتين «بالطبع شاهدنا كل مباريات
فرنسا نتابع الأمور كلها.»
وأضاف «المنتخب الفرنسي فريق جيد للغاية ويضم لاعبين أصحاب مهارات فردية هائلة. لديهم دفاع قوي وعناصر جيدة في خط الوسط وهجوم رائع.. لديهم لاعبون يتمتعون بسرعات عالية يمكنهم إحداث الفارق. كما أن لديهم زملاء لي في برشلونة أعرفهم جيدا.»
ويضم المنتخب الفرنسي نجم الهجوم أنطوان جريزمان الذي كان قريبا من مزاملة ميسي في برشلونة لكنه فضل البقاء مع أتلتيكو مدريد، طبقا للقرار الذي أعلنه مع انطلاق منافسات المونديال.
وبعد تسجيل هدف رائع في شباك المنتخب النيجيري، لا شك في أن ميسي يتطلع إلى تعزيز رصيده التهديفي، وهو ما سيهدف إليه أيضا جريزمان الذي لم يسجل سوى الهدف الأول لفرنسا في البطولة الحالية في مواجهة أستراليا من ركلة جزاء. وقال جريزمان الذي توج هدافا لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في بلاده «أنا واثق من أنني سأصل قريبا إلى المستويات التي توقعها لي الجميع... كان الوضع مشابها في البطولة الأوروبية، وبدأت أشعر بحال أفضل في دور الستة عشر.»
«الفيفا» يطالب مارادونا باحترام الذوق العام
قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): إن دييجو مارادونا اسم كبير في تاريخ كرة القدم، لكن عليه أيضاً أن يحترم مشجعي البلدان المنافسة داخل إستادات نهائيات كأس العالم.
وعندما سُئل عن شكاوى بأن اللاعب السابق البالغ من العمر 57 عاماً وجه إشارة بذيئة بإصبعيه لبعض المشجعين بعدما انتزعت الأرجنتين فوزاً صعباً في الدقائق الأخيرة ضد نيجيريا يوم الأربعاء، قال كولن سميث المدير التنفيذي لكأس العالم في الفيفا: إن مارادونا شخصية تحظى بتقدير في برنامج (الأساطير) في الفيفا الذي يروج للعبة.
وقال للصحفيين: «على اللاعبين الذين ساعدوا في كتابة تاريخ كرة القدم دور يؤدونه. دييجو مارادونا، وهو بالطبع أحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق، جزء من ذلك».
وأضاف: «ونحن نتوقع من كل اللاعبين واللاعبين السابقين والأطقم والمشجعين وكل شخص أن يتصرفوا بأسلوب محترم».
ولفت مارادونا الانتباه بتصرفاته الطريفة داخل المدرجات ومنها الكشف عن ملصق عليه صورته، وكذلك نومه لبعض الوقت. ولكن بعدما سجل الأرجنتيني ماركوس روخو هدف الفوز في الدقيقة 86 الذي ضمن لفريقه الصعود للدور الثاني وجه مارادونا إشارة بذيئة بإصبعيه.
وإثارة الجدل ليست غريبة على بطل كأس العالم 1986، فقد سبق له إطلاق النار من بندقية ضغط هواء على مجموعة من الصحفيين، وعانى من إدمان الكوكايين والكحول.
مدرب الأرجنتين: كنت أبلغ ميسي شيئا ولا أستشيره
قال خورخي سامباولي مدرب الأرجنتين، إنه كان يبلغ ليونيل ميسي بتغيير خلال المباراة الأخيرة أمام نيجيريا في كأس العالم لكرة القدم أكثر من استشارته؛ إذ فسرت بعض وسائل الإعلام الأمر بأنه كان يتنازل عن سلطاته لمصلحة مهاجمه وقائد الفريق. وترددت كثير من الشائعات عقب لقطة تبادل خلالها سامباولي الحديث مع ميسي قبل الدفع بالمهاجم سيرجيو أجويرو خلال الفوز 2-1 أمام نيجيريا، وهو الانتصار الذي ضمن للأرجنتين التأهل إلى دور الـ16.
وقال المدرب البالغ عمره 58 عاما عشية مواجهة
فرنسا في ملعب كازان أرينا
اليوم السبت، إن هذه الواقعة تم تفسيرها بشكل خاطئ.
وأضاف سامباولي في مؤتمر صحافي أمس الجمعة "أتذكر هذه النقطة في وقتها، لكن كل ما أقوله للاعبين يكون شخصيا ولن أبوح بما قيل".
"الأمر لم يكن كما فسرتموه. نملك عديدا من الخيارات في الهجوم، وكنت أتواصل معه (ميسي) فقط لأبلغه أننا سنستخدم إحدى الاستراتيجيات التي تدربنا عليها".
وأشاد سامبولي كثيرا بميسي، ووصفه بأنه "أفضل لاعب في العالم" و"عبقري"، لكنه فضل التركيز أكثر على الأداء الذي يتوقعه من كل لاعبيه اليوم.
وأضاف "أحلم بالأرجنتين أن تؤدي بحماس، لكن مع هيمنة على الكرة أيضا. لو لم نتمكن من التحكم في الكرة فقد تتحول إلى مباراة بدنية، وهذا لا يناسبنا على الإطلاق.
"نحتاج للهيمنة على المباراة. هذه نقطة الانطلاق بالنسبة لنا. نريد السيطرة على المباراة بالكامل".
وقال المدرب الأرجنتيني إن شخصية
فرنسا المعتمدة على النقل السريع للكرة والاختراقات السريعة عبر أنطوان جريزمان وأوليفييه جيرو قد تشكل خطورة لو فشلت الأرجنتين في الهيمنة على الكرة". وأضاف أيضا أن فريقه يضم في صفوفه لاعبين آخرين مثل ميسي الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات يمكنهم عقاب فرنسا.
وتابع "أثق بأن
فرنسا تملك خطة لمحاولة السيطرة على ليو، وكذلك نحن نملك خطة لتحقيق أفضل استفادة منه. دعنا نر أي خطة ستنجح.
"إنه أفضل لاعب على كوكب الأرض، لكننا نملك أيضا لاعبين آخرين يمكنهم صنع مشكلات لفرنسا".