☆ بــســم الــلــه الــرحــمـــن الرحــيـــم ☆
الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه .
ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً .
والصلاة والسلا م على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين والمنزل عليه القرآن العظيم .
هداية ودستوراً وعلى آله وصحبه الذين نقلوه إلينا مرتلاً مجوداً ومن تبعهم بإحسان .
نقدم لكم في هذه المساحة سلسلة دروس لتعلم فن التجويد
على فصول متتابعة وهي من مصادر مختلفة
نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا علماً
☆ الـــفــــصــــل الأول من فن التجويد ☆
1-تــعــريف عــلــم الــتــجــويــد
هو في اللغة : التحسين وفي اصطلاح القراءة : تلاوة القرآن الكريم بإعطاء كل حرف حقه كما سيأتي .
وطريقة الأخذ به التلقي من أفواه العارفين بطرق القراءة .
2-مـوضـوعه وثــمرتــه :
موضوعه : الكلمات القرآنية , وثمرته : صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى ونيل الأجر والثواب .
3- حكم تعلمه :
الوجوب على كل قارئ من مسلم ومسلمة . لقوله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلاً ) المزمل(4).
4- فضل تلاوة القرآن الكريم :
قد رغبنا الله سبحانه وتعالى بتلاوته ورغبنا أيضاً رسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة
لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } فاطر(30)
وقال : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ))البقرة (121).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه ). أخرجه البخاري .
وقال : ( إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين , والشفاء النافع , عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه ,
اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ( الم ) حرف ولكن ألف حرف
ولام حرف و ميم حرف ). أخرجه الحاكم .
وقال : ( الماهر بالقرآن مع السفرة البررة ) ( أخرجه البخاري ).
5-أداب تلاوة القرآن :
لتلاوة القرآن وسماعه آداب على المسلم أن يراعيها ومن هذه الآداب
أ- الإصغاء و الإنصات وحضور القلب والخشوع والتدبر قال تعالى :
(( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدَّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب )) سورة ص(29).
ب- اجتناب مايخل بالمقصود من نحو اللهو واللغو والضحك والعبث .
ج-قراءته بتؤدة وترتيل لأن ذلك أعون على الفهم .
د- الابتعاد عن الأصوات المنكرة والألحان الهزلية والآلات الموسيقية فإنها حرام .
هـ- إذا مر بآية دعاء دعا وإذا مر بآية استغفار استغفر أو آية رحمة طلبها .
وـ من السنة أن يقول أواخر بعض السور ماورد من أدعية كآمين آخر
سورةالفاتحة وغيرها.
زـ أن يمتثل آوامره ويجتنب نواهيه فقد كان صلى الله عليه وسلم خلقهُ القرآن .
6- صفة تلاوة النبي صلى الله علية وسلم :
1-تلقى النبي صلى الله عليه وسلم جميع كلمات القرآن الكريم
وآياته وسوره عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل . قال تعالى :
(( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) الشعراء (193).
2ـ فكان له صلى الله عليه وسلم حزب من القرآن يقرؤه وكانت قراءته ترتيلاً لا هذاــ غير سريعةــــ ولا عجلة بل مفسرة حرفاً حرفاً
وكان يقطع قراءته آية آية وكان يمد عند حرف المد فيمد الرحمن ويمد الرحيم وكان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً ومتوضئاً ومحدثاً , وكان يترنم به .. ( المقصود بمحدثا : الحدث الأصغر )
وسئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكان يسر أم يجهر
فقالت كان كل ذلك يفعل . رواه الترمذي
3ــ وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره وقد أمر عبدالله بن مسعود مرة أن يقرأ عليه فلما
سمعه عليع السلام خشع حتى ذرفت عيناه وقد استمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري من غير
أن يعلمه ثم أخبره فقال رضي الله عنه : (( لو كنت أعلم أنك تسمعه لجبرته لك تجبيراً )) ( أي حسنته ).
4- وقد سئل أنس بن مالك رضي الله عنه كيف كانت قراءته صلى الله عليه وسلم؟
قال كان صوته مداً أي يطيل الحروف الصالحة للإطالة يستعين بها على التدبر والتذكر وتذكير من
يتذكر وقد أُمر صلى الله عليع وسلم أن يقرأه على أبيّ بن كعب بأمر من ربهِ عز وجل وذلك
لتعليم أبيّ وإرشاده إلى معرفة القراءة الصحيحة .
ووصفت أم سلمة قراءته صلى الله عليه وسلم بأنها قراءة مفسرة حرفاً حرفاً رواه أبو داود و الترمذي .
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة حتى تكون أطول من أطول منها .
وعن البراء بن عازب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء (والتين والزيتون) فما سمع أحد أحسن صوتاً منه - رواه البخاري .
وكان من عاداته صلى الله عليه وسلم أن يأمر الصحابة بحسن تلاوة القرآن فيقرأ لهم ويقرئهم بحضوره
قال ابن مسعود رضي الله عنه أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة من القرآن
وروى البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود وهو على المنبر اقرأ عليّ
قلت أقرأ عليك وعليك أُنزِل؟ قال إني أحب آن أسمعه من غيري , فقرأت عليه سورة النساء
حتى جئت إلى هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً }
قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان .