قبل ثلاثة عقود مضت، أي في الرابع من أبريل 1971م وهب الله سبحانه وتعالى
وديعة إلهية مميزة لعائلة شابة. هذه الوديعةلم تكن كغيرها من الودائع، لأنها كانت
فريدة من نوعها، نعم لقد كانت هذه الوديعة غالية جداً، فهي كانت عبارة عن
جوهرة مكنونة ودُرة فريدة، تحيرت الأُسرة الصغيرة في بادئ الأمر ! ماذا تفعل بهذه
الهبة الإلهية؟ وكيف يمكنها المحافظة على هذا الكنز الثمين من مكارة الدنيا ومن
ألسنة الحاقدين ؟ وكيف تتعامل معها دون أنيصيبها أي خدش أو أذى ؟ فمن
البديهي أن نخشى على الشيء الغالي الذي نمتلكه. كانت صاحبة الوديعة قلقة
جداً، وفي الليلة الثانية من حصولها على هذه الدرة النادرة، رأت في منامها بأن
حجرتها التي كانت تنام فيها، تنورت بأشعة من النور المتلألئة و من خلال هذه
الأشعة البراقة رأت مولى سيد الأنام... دخل الحجرة
كشعاع النور وحمل الجوهرة بين ذراعيه وأتجه نحو الباب. في هذا الحين التجأت
إليه صاحبة الوديعة وهي تبكي ملتمسة أنيرجع إليها الجوهرة، هنا سمعت
صوتاً يقول لها: ” كفى بكاء يا ابنتي لقد أخذتهالكي أشملها برعايتي وتمطر
عليها دموع السماء التي هي عبارة عن الفيض الإلهي “ . ( في تلك السنة من
أيام أبريل كانت السماء تمطر بغزارة على غير عادتها ) نعم بعد ومضة من الزمان
أُرجِع الوديعة إلى مكانها وخرج حضرته من الحجرة كخروج الأشعة الساطعة.
استيقظت صاحبة الوديعة من النوم ورأت السماء تمطر بغزارة، هدأت منذ تلك
الليلة ولم تبك بعد ذلك ، وزال عنها الحيرةوالقلق والاضطراب. ولكنها لم تشأ أن
تخبر أحداً بحلمها وسبب هدوئها سوى زوجها الشاب الذي كان يقاسمها الحياة،
مضت أيام قليلة أجتمع فيها كبير الأسرة ( الجد الحنون) بجميع أفرادها كباراً
وصغاراً، شيخاً وشاباً ليزيل عنهم الحيرة والقلق بإعطائهم النصائح والإرشادات
للعناية بهذه الدرة الغالية وطلب إليهم بذل أقصى الجهد للارتقاء بها وتوفير كل
وسائل الراحة والطمأنينة والحب لها وبارك وجود هذه الجوهرة المكنونة داخل
أسرته بجلب الخير والبركة، ثم طلب من الأسرة الصغيرة صاحبة هذه الدُرة الثمينة ( ابنته ) أن تصلي وتشكر ربها على عطيته الغالية.
بدأت صاحبة الدرة الثمينة تقرأ المناجاة في البكور والآصال على العطية الغالية التي وهبها الله لهم:
” إلهي إلهي أشكرك في كل حال وأحمدك في جميع الأحوال. في النعمة الحمد لك يا إله العالمين ، وفي فقدها الشكر لك يا مقصود العارفين في البأساء لك الثناء يا معبود من في السموات والأرضيين وفي الضراء لك السناء يا من بك انجذبت أفئدة المشتاقين. في الشدة لك الحمد يا مقصود القاصدين وفي الرخاء لك الشكر يا أيها المذكور في قلوب المقربين …”
هل تعرفون يا أحبابي ماذا كانت هذه الدرة المكنونة والكنز المخزون ؟؟؟
إلى لقاء آخر إنشاءالله