اقتباس:
الغالية البرنسيسه فاتنة أشكرك على مرورك العاطر بك
من أقدم ما وصلنا من الأحكام أن امرأ القيس وعلقمة بن عبدة تنازعا في الشعر أيهما أشعر ..
واحتكما إلى أم جندب زوجة امرئ القيس ولعلها كانت شاعرة ..
فقالت : لينظم كل منكما قصيدة يصف فرسه فيها .. ولتلزما وزنا واحدا وقافية واحدة ..
فصنع كل منهما قصيدة بائية من وزن الطويل وأنشداها القصيدتين ..
فقالت لزوجها : علقمة أشعر منك ..
قال: كيف؟؟!!
قالت: لأنك قلت :
فللسوط ألهوبٌ وللسّاقِ دِرَّة *** وللزَّجرِ منه وقع أهوجَ مِنْعبِ
فجهدت فرسك بسوطك في زجرك ومريته .. فأتعبته بساقك..
وقال علقمة:
فأدركهُنَّ ثانيا من عنانه *** يمرُّ كمرِّ الرائحِ المُتحلِّبِ
فأدرك فرسه ثانيا من عنانه برفق .. لم يضربه بسوط ولم يتعبه ..
منعب : الذي يستعين بعنقه على الجري ..
والمعنى .. اذا ضربه بسوط أتى جريا شديدا كالنار الملتهبة .. واذا استحثه بساقه درّ بالجري .. واذا زجره أصبح كالأهوج المجنون ..
ولقد ظهر النقد الأدبي منذ العصر الجاهلي في شكل أحكام انطباعية وذوقية وموازنات ذات أحكام تأثرية مبنية على الاستنتاجات الذاتية كما نجد ذلك عند النابغة الذبياني في تقويمه لشعر الخنساء وحسان بن ثابت. وقد قامت الأسواق العربية وخاصة سوق المربد بدور هام في تنشيط الحركة الإبداعية والنقدية.