اقتباس:
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dead heart
سيدي ومعلمي
هل لي باستشارة صغيرة اعلم ضيق وقتك وانشغالك
ولكني احاول جاهدا خط قصيدة واحدة منذ زمن ولا زلت لا انجز تلك الابيات
فهل لك بتصوبي ان اخطات
وما زلتُ أرجو بقية بيتٍ لشِعرٍ يفيض كأول جدول
فما فاض قبلى لسان بشعر ٍ وبعدى عطور المشاعر ترحل
ولا زال باقى السؤال ينادى فهل من مجيب يعود فيسأل
ففى البدء كان الكلام اشتهاء وعند رجوع صداه تبدل
هل صح قولها ووزنها وصحت تفعيلتها
|
|
يابُني لكَ في كلِ يومٍ إستشاره
ولتكُنْ كبيرةً بحجمك وبصيغةِ الأمرِ لا الرجاء
تائه الطريق لاتظنَّ بأنني قد غفِلتُ عن قراءةِ الكثيرِ من قصائدك
بدايةً بـ (( فضل اللغة العربية ))
وتدرُجاً بـ (( تجميع أبيات )) إلى آخرِ ماخطهُ قلمُك
ولكنني تعودتُ إذا رأيتُ من يلحنُ بعضَ الشيئ
أن لا أُعلِقَ عليهِ حتى يتداركَ الخطأ من جانبِ نفسه
ولأن بدايتكَ كانت مع اللغةِ العربية
فإنها ستُرشِدُكَ لهذا التدارُكِ
هذا شأنُ الفُصحى يابُني تُريْبُكَ حتى تتيقن
وبسؤالك هذا فأنتَ بدأتَ تعي وِجْهتكَ جيداً
أُريدُكَ أن تعودَ أدراجكَ فتقرأ أبياتَ (( فضل اللغة العربية ))
وعليكَ إحتسابُ عدد الكلماتِ في الشطر الواحدِ من كل بيت
ستجدُ أن عددها يكفي ليكونَ بيتاً من الشعر بشطرين
إذاً أينَ مكمنُ الخطأ ؟
أنكَ تفتتِحُ قصائدكَ بالقصصيه
وكأنكَ تسرُدُ روايةً أقحمتَ فيها الشعر فقُدَتْ أكمامُهْ
والعاملُ الآخرَ المُضعْضِعُ للقصيده إنفطارُ المُفردةِ لأكثرَ من واحدةٍ تُفيدُ نفسَ المعنى
فتستهلِكُ طاقتكَ ويدخلُ القارئ في مِزاجيةِ المُطالعةِ لا التذوقُ للشعر
وستجِدُ أيضاً أنكَ تميلُ للقافيةِ السهلةِ من الأبجديه
كالنونِ بجمعِها أو الميم وإني أرى إنتقالكَ لقافيةِ اللآم خطوةٌ مُهمه
في بدايةِ إدراكِكَ لهيئةِ التفوقِ على الدارج من القوافي
فلنلقي نظرةً سريعه نستدِلُ بِها من الأبياتِ السابقه التي أوردها قلمُك
(( وما زلتُ أرجو بقية بيتٍ لشِعرٍ يفيض كأول جدول
فما فاض قبلى لسان بشعر ٍ وبعدى عطور المشاعر ترحل ))
يجبُ النظرُ لبُنيانِ القصيدة وبُنيانُها يعني كيفيةَ حقنِها بقوةِ التركيب
تستطيعُ يابُني أن تُقَلِمَ الزائدِ مما نتأ من الأبياتِ ولا ضرورةَ له
مثلاً
(( مازلتُ )) تفيد الإستمراريةَ في الفعل
ثم جاءت بعدها (( ارجو ))
القارئ لايحتاجُ إلى من يقودهُ لفعلِ الإستمراريه وهو يقرأ رجاءَ الشاعر
إذاً (( مازلت )) حشواً بإمكانِكَ التخلي عنها
انظر لـ ( بقيةِ بيتٍ لشعرٍ )) البقيةُ من البيت لاتُكمِلُ صورةَ الصدرِ من البيت
وقد يتسائلُ الحاذقُ من القراء ـ لِمَ لم يقل الشاعر بحاجتهِ لبيتٍ مُكتمل
يبني بهِ القصيده ويدمغُ التركيبَ للقارئ
(( لشِعرٍ يفيض كأول جدول ))
التشبيه بالفيضِ جيدٌ للشعرِ والجدول
ولكن الجداوِلَ لاتتتابعُ وهي لسانٌ من بُحيرةٍ أو بحر
فالترقيمُ هنا خاطئ
فلنُجرِبْ تطبيقَ هذه الأسُسْ على هذا البيت
فيكون
(( ارجو من الشعرِ بيتاً ـ خريرُهُ فيضُ جدول ))
أنا لم أفعل من الجُهدِ شيئاً
إلا أنني بدلتُ بين المفردات وألغيت البعض فكانَ اجمل واقصر
الأمرُ سهلٌ ولكنهُ مُمتنعٌ يابُني
ولايمتنعُ عن قريحتك بإذن الله
ستجِدُ طريقكَ للبيت الثاني دونَ يدٍ تُمسكُ بِك
أنا لم أتطرق للنقد النحوي بعد كي لايصطبِغَ تفاؤلُكَ بقاتِم
وكُن دائِمَ السؤال فالأقلامُ تنمو كما ننمو .