من وحي قلم يسطرون

عَلَام وليفتي أراكَِ تقاسي
وتطفئُ شمعكَِ تلكَ الأماسي
فنايُ انتظاركَ للآنَ حزنٌ
يؤرّق جَفْن لذيذِ النعاسِ
تهجّاكَ حرفُ شحوبِ المرايا
مَلامِح وجهٍ كَثِير أَلْماسِي
فهوّن وحقّك لُؤْمًا تُرِيَنَّهَا
بعينِ الحقيقةِ دونَ التباسِ
لكنتَ رأيتَ بِرَحِم الْمَنَايَا
ولادةَ حرفٍ شَدِيدٌ المراسِ
يقلّبُ كأسَ الْمِدَاد وفيهِ
عذوبةُ عيشٍ شرابهُ آسِ
ويضحكُ مِن أمنياتِ الْبَرَايَا
فكلّ الْأَمَانِيّ بكأسهِ حاسِ
فَنَحْن سرابُ رِمَال زمانٍ
سَيَبْقَى بهِ الوهمُ شيءٌ أَسَاسِيٌّ .

أديبتنا الْخُلُوقَة وليفة الْبَدْر
فلتلتمسي لساهركِ الْعُذْر
فَكَم هِي الْمَرَّات الَّتِي نَأْتِي إنْشَاءٌ
فتندثرحروفنا وتتبعثر الْأَشْيَاء
وَنَأْتِي السُّطُور خاليي الْوِفَاض
وَيَعُود وَحْيٌ قلمنا مِنْ حَيْثُ جَاءَ

سيدتي الأديبة
طرحكِ وَأَكَبّ الْوَاقِع
فشكراً لطرحكِ الرائِع
الَّذِي كَانَ لِلتَّمَيُّز رَافِع
تَحِيَّاتِي وَمَزِيد الِاشْتِيَاق
لِحُضُور شخصكِ العملاق .

مِنْ أيِّ قاموسٍ أُصافِحُهُ تُرَى؟
وبَرَمْلِ مَعْنَاهُ الجَميعُ تَعَثَّرا
مِنْ أيِّ نافِذةٍ أَبُوحُ.. وذِكْرُهُ
نَغَمٌ يُحِيلُ حَصَى العِبارةِ سُكَّرا
هُوَ غَيْمةٌ لعِنَاقِها ولِرَشْفِها
كم فاضَ نَهْرُ الانْتِظارِ وكم جَرَى
هُوَ نَفْحَةٌ.. أَعْيَا المَدَى بغِيابهِ
لَمَّا أَتَى خَرَّ الزَّمانُ مُكَبِّرا
بَهَتَ الجَهالةَ نُورُهُ وبَهاؤُهُ
وعلى مَرَاياهُ الضَّلالُ تَبَخَّرا
قَدْ جاءَ مِنْ أَقْصَى الحَنِينِ -سَحَابةً-
وارَى جَفَافَ العالَمِينَ وأَمْطَرا
مِنْ حَوْلِهِ هَطَلَ الرَّبيعُ مَوَدَّةً
وبرَوْضِهِ جِذْعُ الإخـاءِ تَجَذَّرا
ما صافَحَتْ بَحْرًا أُجاجًا كَفُّهُ
إلا وأَنْكَرَ مِلْحَهُ وتَكَوْثَرا
طه كِتابٌ لَيْسَ يُدْرَكُ كُنْهُهُ
في جَوْفِهِ خَطَّ الإلهُ وسَطَّرا
طه صَلاةُ الماءِ والطِّينِ الذي
نَزَعَ الأَنا عَنْ نَبْضِهِ فتَعَنْبَرا
مـاذا عَسَانيَ أنْ أخُطَّ لهُ هُنا
وبوَصْفِهِ صامَ الجَمَالُ وأفْطَرا
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ ما آوَى إلى
سَكَنَاتهِ لَيْلٌ و وَلَّى مُدْبِرا

سَيِّدِي مُبَارَكٌ آل ضرمان
مَا شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ الرَّحْمَن
أَبْيَات بِحَقّ نَبِيّ الْأَكْوَان
سامقة ، بَلِيغَة ، بالأوزان
عابقة بأسمى آيَات الْإِيمَان
نَاطِقَةٌ بِحُسْن وَجَمِيل التِّبْيَان
شاهقة بأنفاسها عَلِيّ الْبُنْيَان
لِلَّهِ دَرُّكَ سَيِّدِي مُبَارَكٌ
راجية مِنْ الْمَوْلَى الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ
أَن يَجْزِيك عَلَى مَا خَطَّ الْبَنَان
غَرَس وَافِرٌ مِنْ الْحَسَنَاتِ
فِي أَعَالِي الْجِنَان .

برواز محدد الإطار
مرهون ذمة الأقدار
تتناوب عليه الفصول
عند كل فصل إنتظار
يجدد للأسفار تذكار

برواز من جماد الأطوار
يتعقب الليل إثر النهار
يشتت ما تبقى من برود
ليحدث فينا بركان نار
نتلقف لهيب سعيرها
بأناة أشبه بالإحتضار
وتبقى المقل شاخصة
على رفات إلتمئها جدار

الأديبة الحبيبة الجوري

رقة حروفك وعذوبة كلماتك

تتسلل إلى القلب بخفة دون إستئذان
أتدرين أيتها الشامخة بكبريائها

والرقيقة بنبضات قلبها وسحر البيان
أن الحزن حين نصوغه كلمات

يكون لذيذا حد النشوة والهذيان
وها هو الحزن يرتسم بين أناملك

روحا هائمة في آفاق الجمال بالغ للعنان
دخلت معبد بوحك وأنا موقنة

أنه مليء بأجمل اللوحات الآسرة
وبموسيقى تعزف للقلوب

لحن شفاء لجروحها الصاغرة

لقدر مقدر على جبين الذاكرة

أدام الله عليك سحب الإلهام مدرارة

وأحاطكِ بعنايته رب القدرة
تحياتي ومودتي