بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3804
|
تاريخ التسجيل : 25 - 6 - 2013
|
أخر زيارة : 30-12-2014 (07:45 AM)
|
المشاركات :
2,052 [
+
] |
التقييم : 7249
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Deeppink
|
|
توبة شآب عن آلانهمآك في آلدنيآ
.:: توبة شآب عن آلانهمآك في آلدنيآ ::.
عن جعفر بن سليمان, قال: مررت انا ومالك بن دينار بالبصرة فبينما نحن ندور فيها ومررنا بقصر يعمر.
وإذا بشاب جالس مآ رأيت أحسن وجهاً منه, وإذا هو يأمر ببناء القصر, ويقول: افعلوا, واصنعوا .
فقال لي مالك (مالك بن دينار هو تابعي مشهور): ما ترى إلى هذا الشاب وإلى حسن وجهه وحرصه على هذا البناء ؟
ما أحوجني إلى أن أسأل ربي أن يخلصه, فلعله يجعله من شباب الجنة !
يا جعفر ادخل بنا إليه.
قال جعفر: فدخلنا فسلمنا, فرد السلام ولم يعرف مالكاً. فلما عرفوه إياه قام إليه, فقال: ألك حاجة ؟
قال: كم نويت أن تنفق على هذا القصر ؟
قال: مائة آلف .
قال: ألا تعطيني هذا المال فأضعه في حقه, وأضمن لك على الله تعالى قصراً خيراً من هذا القصر, بولدانه وخدمه, وقبابه وخيمه من ياقوت حمراء, مرصع بالجواهر, ترابه الزعفران, وملاطه (أي الطين) المسك, أفيح (أي أوسع) من قصرك هذا, لا يخرب, ولا تمسه يدان ولم يبنه بناء .
قال له الجليل: كن فكان ؟
قال: أجلني الليلة وبكر علىّ غدوة .
قال جعفر: فبات وهو يفكر في الشاب, فلما كان في وقت السحر دعا وأكثر من الدعاء .
فلما أصبحنا غدونا, فإذا بالشاب جالس, فلما عاين مالكاً هش إليه (أي فرح به), ثم قال: ما تقول فيما قلت بالأمس ؟
قال: تفعل ؟
قال: نعم . فأحضر البدر (أي كيس فيه دراهم كثيرة) ودعا بدواة وقرطاس, ثم كتب:
" بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلان بن فلان, إني ضمنت لك على الله فصراً بدل قصرك بصفته كما وصفت والزيادة على الله, واشتريت لك بهذا المال قصراً في الجنة أفيح من ظل ظليل بقرب الغزيز الجليل "
ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الشاب وحملنا المال, فما أمسى مالك وقد بقي عنده مقدار وقت ليلة .
فما أتى على الشاب أربعون ليلة, حتى صلى مالك ذات يوم الغداة, فلما انفتل, فإذا بالكتاب في المحراب موضوع, فأخذه مالك فنشره, فإذا في ظهره مكتوب بلا مداد:
" هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن دينار: وإنا وفينا الشاب القصر الذي ضمنت له زيادة سبعين ضعفاً "
قال: فبقي مالك متعجبا, وأخذ الكتاب, فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب, فأقبلنا فإذا الباب مسود والبكاء في الدار, فقلنا: ما فعل الشاب ؟
قالوا: مات بالأمس . فأحضرنا الغاسل, فقلنا: أنت غسلته ؟ قال: نعم .
قال مالك: فحدثنا كيف صنعت ؟
قال: قال لي قبل الموت: إذا أنا مت وكفنتني اجعل هذا الكتاب بين كفني وبدني, فجعلت الكتاب بين كفنه وبدنه, ودفنته معه, فأخرج مالك الكتاب, فقال الغاسل: هذا الكتاب بعينه والذي قبضه, لقد جعلته بين كفنه وبدنه بيدي .
قال: فكثر البكاء فقام شاب, فقال: يا مالك خذ مني مائتي ألف درهم واضمن لي مثل هذا, قال: هيهات (اسم فعل ماضي بمعنى بَعُدَ) ! كان ما كان, وفات ما فات, والله يحكم ما يريد .
فكلما ذكر مالك الشاب بكى ودعا له .
|
|