
بناءالبيت المُسلم والعلاقة بين الزوجين
بسم الله الرحمن الرحيم
(20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)... سورة الروم وقال تعالي ايضا:
(71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)... سورة النحل
بهذه الايات الكريمة أبدأ بعون الله وتوفيقه
في الولوج في احد المواضيع المهمة والتي تمس
كل المسلمين وكل البيوت وكل الاسر
وبالتالي كل المجتمع وأخيرا كل الامة الاسلامية
وعامتا كل البشرية ...
وهذا الموضوع هو الزواج بأدق تفاصيله
من بداية الخطبة حتي انجاب الذرية ..
.فأن كان الزواج طيبا وناجحا اثمر علي ذرية صالحة ،
في سلوكها وفي تقوتها وفي ارتباطها بالله سبحانه وتعالي
وبالتالي نعرف ماعلينا وما لنا من حقوق وواجبات
حتي يتسني لنا بعدها في ان نقرر في من اجاد الزواج وأحترمه وقدر قدسيته وعمل علي إنجاحه
وربح في هذه الدنيا زوجا وزوجه
وربح ايضاً ذرية صالحة تكون بذرة طيبة
وإضافة قوية لدعم المجتمع ....
او في من لم يجيد الزواج ولا احترام هذا الرابط المقدس ،
سوي في الاسلام او في اي شريعة أخري ، فنتج عن ذلك استهتار للقيم والتي من أجلها جعل الله سبحانه وتعالي الزواج لعمارة الارض
بالصالحين وليس بعمارتها بالاشقياء والايتمام...
فأحيانا اليتيم ليس من فقد الاب او الام بالموت ...
فهذا نوع من اليتم مقبول ومعروف ولا إعتراض عليه
لانه من نتاج سنة الله في خلقه وهي الحياة والموت
وبالتالي الرضى والقبول به ، يعتبر من الاساسيات
التي يجب ان تتوفر في المؤمن ...
اما اليتم الاخر وهو ليس بوفاة لا الاب ولا الام بالموت ...
بل بما هو اشنع وهو الطلاق والفراق وتشتت الأسر ..
فاليتيم بالموت يعرف مسبقا انه يتميم وبالتالي يحصن نفسه
ويبني مستقبله علي اساس متين متاكد منه..
.وهو الاعتماد علي النفس بدل
ان يعتمد علي من فقد سوي الاب او الام ...
اما اليتيم بالطلاق والفراق بين الاب والام ...
تراه دائما قلقاً شارد الذهن متبلد في التفكير ،
تعصف به امواج الدنيا والحياة يمينا وشمالاً ....
فلا يستطيع ان يقرر في هل يحب اباه الذي
ساهم في تشرده ويستمر في طاعته ...؟
اما يحب امه ويستمر في بِرها والتي ساهمت بطريقة ما في حرمانه من الحياة الطبيعية المثالية
والاسرة المليئة بدفء الترابط والتحابب ....؟
من هنا اخوتي الكرام يصل الابن او البنت في
مرحلة من المراحل ان يُغضب الله تعالى ...
فكيف يكون ذلك ....؟
يكون ببساطة انه انحاز لطرف دون غيره من الاخر ...
فالبنت عادةً تنحاز لأمها وتكره اباها ،
الذي ساهم في تشتت الاسرة
...حتي وإن كانت امها هي السبب في إحداث المشاكل وعدم فهم الحقوق والواجبات المترتبة عليها تجاه زوجها ...
فتستحي ان تتكلم فيها او تحاول حتي نقاشها ...
فتفضل الطلاق والانفصال وتشرد الابناء
علي ذكرها والعمل علي إصلاحها ....
والابن من ناحية اخري يميل الي ابيه ،
لانه رجل وذو مطالب معضمها مادي بحت ،
فلا يجد الا ابيه ، فيبادر بالالتصا ق بأبيه وترك امه ،
وهنا تكمن الخطورة وهي إغضاب الله سبحان وتعالي ورفض ما جاء به من آيات كريمة تُفرض طاعة الوالدين
فقال تعالي:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {23}
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {24} رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ) الاسراء22 ،23 ‘ 24 ‘ 25
فينسى هذا الابن وهذه البنت هذه اللآيات الكريمة ،
فيبدأ الكُره والحقد علي من كان
السبب في حياتهما ، فالبنت تكره والدها
والابن يكره والدته ، ويبذل كل طرف جهده
في تنصيب نفسه محاميا وقانونيا
ومُشرع للطرف الذي يميل اليه ...
فنجد البنت تُنصب نفسها محامية لتدافع عن امها ضد أبيها
فتصل بها احيانا لمرحلة الاهانات الشخصية
وعدم احترام من اوصى الله بطاعته ...
لهذه الاسباب والكوارث اردت ان اتكلم عن موضوع الاسرة
وشرح بالتفصيل لأساسيات تكوين الاسرة وتبيان كل المعوقات والمشاكل والتي من شأنها ان تكون السبب الرئيسي في إفساد الزواج ( النكاح ) ...
.فقبل ان نطرح المشاكل ونسعي لحلها
اردت ان نتعلم اولا حقوق وواجبات كل من الطرفين الزوجة والزوج ونعلمهما كيف يتعايشان ويعلمان حدود علاقتهما مع بعض طبقا لما قرره الله سبحانه وتعالي وما جاء به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
في تفاصيل الزواج بدء من الخطبة
حتي وصل للمعاشرة الزوجية الخاصة ...
فذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الامور ،
هي من شانها ان نقف امامها قليلاً ،
ولا نخجل ولانستحي من تعلمها
ومعرفتها والعمل بها ....
لأنها لم تأتي إعتباطاً او من نافلة القول ان يتكلم فيها ويشرحها
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ويحرص علي ايضاحها
الا لمعرفته بان المدخل لأنشاء أسرة طيبة لابد من تعلم كيف يتعايش الزوج مع زوجته وكيف تكون المودة والرحمة بينهما ..
فعليا وليس قولاً فقط ...فشرح ووضح وبين كل شيء.... ..
فكيف نأتي نحن ونتحجج بالصلاح والتقوة
ولا نعرفها ولانسأل عنها إن جهلنا كنهتها أو فائدتها ....؟
فبأمكان كل الناس في اوقات فراغهم ان يزوروا قاعات المحاكم ليروا بأم أعينهم أسباب الطلاق والانفصال ...ماهي ...؟
فرأيي الشخصي ، كما يزور الأنسان المستشفيات
ليري بأم عينه المرضى سوى
بالحوادث او بامراض سريرية اخري ...
ليتعلم وليعرف ان نعمة الصحة مهمة وواجبه المحافظة عليها
لأنه رأى المريض كيف يتألم ويتأوه من شدة الألم ...
كذلك قاعات المحاكم يري كيف ان مشاكل الانفصال والطلاق بين الازواج ....وكيف ان الابناء ملتصق كل طرف بالطرف الاخر
وينظرون الي بعضهم نظرت عداء .....
ويتمني كل طرف ان يخسر الطرف الاخر القضية ولا يربحها ....
أليس هذا من شأنه إغضاب الله سبحانه وتعالي ....؟
فقبل كل شيء اخوتي الكرام ،
وجب علينا ان نحاول مرة اخري في اصلاح
ذات البين بين الازواج الذي دخلوا هذا المعترك ...
من ناحية ، ومن ناحيةاخري اعطاء فرصة
للذين يطمحون لتكوين اسرة جديدة ، سوي البنت او الشاب ...
وذلك لمعرفة ماعليهم وما لهم ، حتي يتبينوا عندها
نوع المشاكل وكيفية حلها والعمل علي إذلالها