لغة الضاد دروسٌ وقصص

العرب هم دُهاةُ الحديث والبلاغة في كُل حينٍ وزمان

ومنهم من يُفخخ الكلامَ بما يستشيطُ لهُ السامع وجلاً

والمعنى منه غيرَ ماكان من السامع

نأتي هذا المساء لرجلٍ من الأعراب في عهد المأمون

كان لهذا الأعرابي مظلُمةً

فذهب لديوان المأمون للشكوى على خصومه

فمُنعت عنه أبوابُ المأمون بضعةَ أشهرٍ حتى ضاقَت بالأعرابي السُبُل

فقرر أن يخرج يوم الجمعة في الصلاة وعند إنتهاء الصلاة

خرج من المسجد وقد حمل في صوتهِ علو الوتيرةِ صارخاً

ياقوم ياأهل بغداد إشهدوا على ماأقول

إن عندي ماليسَ عند الله

وإن لي ماليسَ لله

ومعي مالم يخلقه الله

وأحب الفتنة واكره الحق واشهد بمَ لم أرى وأًصلي بلا وضوء

فلما سمعه أهل بغداد حملوه مُكبلاً إلى المأمون يرمونهُ بالزندقة

فقال له المأمون أفصح عما بلغنا عنك يارجل

فقال له الأعرابي ياأمير المؤمنين لي حاجةٌ ومظلُمه في ديوانِكَ

مُنِعتُ عنها بحرسكَ والموصدِ من قلاعك

فقال له المأمون قضينا حاجتك ولكن حدِثنا بما بذرَ منكَ في مسجد الجمعه

قال الأعرابي ياأمير المؤمنين

أما أنَ عندي ماليسَ عند الله فلي زوجةٌ وولد والله لازوجةَ له ولا ولد

وأما لي ماليسَ لله فالإنسان قد يكذب ويحتال والله لا يكذب ولا يحتال

وأما معي مالم يخلقه الله

فإني أحفظ القرآن والله أنزله ولم يخلقه

وأحب الفتنة ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) صدق الله العظيم

وأكره الحق فأنا أكره الموت وهو حق

واشهد بما لم أرى ـــ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم أرى الله ورسوله

واصلي بلا وضوء صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم وهي لاتشترط في صحتها وضوء

وعجِبَ المأمون لبلاغة الأعرابي وقضى حاجته وزادَ عليها .