30-06-2018, 11:37 PM | #8 |
| رجل وردت قصته في سورة الكهف، والذي ضرب به الله تعالى مثلا على من غره المال ولم يحمد الله عليه بل ازداد بطرا وأشرا. فقد أنعم الله عليه ببستانين من العنب يحفهما النخل ويتفجر بينهما نهر، وكل بستان أخرج ثمره يانعا في غاية الجودة والطيب ولم تنقص منه شيئا. غير أنه بدل أن يحمد الله على هذه النعمة انغر بها وظن أنها لا تزول، ولم يعبأ بتذكير صاحبه المؤمن له بأن الله هو الذي خلقة ورزقه هذه النعمة، وأنه سبحانه قادر على إزالتها. وقد حصل هذا فعلا، إذ عاقب الله صاحب الجنتين، {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} أي هلكت جنتيه بالكلية، وأصبح نادما يقلب كفيه ويتمنى لو أنه لم يشرك بربه أحدا. و سورة الكهف تقوم على القصص، واستوعبت قصصها معظم آياتها، وقصّ الله علينا في هذه السورة أربع قصص: * قصة أصحاب الكهف، * وقصة صاحب الجنَّتَيْن، * وقصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام، * ثم قصة ذي القرنين. ونقف في هذه اللحظة مع مجمل قصة صاحب الجنتين، كما عرضتها الايات: (32-44) من السورة. ونسارع إلى القول: لا توجد أحاديث صحيحة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تضيف لنا معلومات جديدة على ما ذكره القرآن عن القصة، ولهذا سنبقى مع الآيات الكريمة، نقول بما قالت به، ونسكت عن ما سكتت الآيات عنه، ولا نذكر إسرائيليات أو روايات غير صحيحة في عرض هذه القصة، وغيرها من القصص القرآني. تخبرنا آيات القصة عن وجود رجلين في الماضي، كان بينهما صلة وصحبة، أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد أَبهمت الآيات اسمَيّ الرجُلَيْن، كما أبهمت تحديد زمانهما ومكانهما وقومهما، فلا نعرف مَن هما، ولا أين عاشا، ولا في أيّ زمان وُجِدا. ابتلى الله الرجُلَ المؤمن بضيق ذات اليد، وقلة الرزق والمال والمتاع، لكنه أنعم عليه بأعظم نعمة، وهي نعمة الايمان واليقين والرضا بقدر الله وابتغاء ما عند الله، وهي نعم تفوق المال والمتاع الزائل. أما صاحبه الكافر فقد ابتلاه الله بأن بَسَط له الرزق، ووسَّع عليه في الدنيا، وآتاه الكثير من المال والمتاع، ليبلوه هل يشكر أم يكفر، وهل يطغى أم يتواضع؟ جعل الله لذلك الكافر جنَّتَيْن، والمراد بالجنّة هو البستان أو "المزرعة"، أي إنه كان يملك مزرعتين. ووصفت الآيات المزرعتين بقوله: (جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِن أعنابٍ وحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ، وجَعَلْنَا بينهما زَرْعاً* كِلتا الجنَّتَيْن آتتْ أُكُلَهَا، ولم تَظْلِم منه شَيئاً، وفَجَّرْنَا خلالهما نَهَراً* وكان لهُ ثَمَرٌ...).[الكهف: 32-34]. كانتا مزرعتين من أعناب، وكانتا "مُسوَّرَتَيْن" بأسرابِ النخل من جميع الجهات، وكان صاحبهما يزرع الزرع بين الأعناب، وقد فجَّرَ الله له نهراً، فكان يجري بين الجنَّتَيْن المزرعتين، وكان صاحبهما يجني ثمارَهما، ثمار الأعناب، وثمار النخل، وثمار الزرع. وتُقدم لنا الآيات إشارة لطيفة الى "تنسيق" الحدائق والمزارع والبساتين فكانت المزرعتان مِن أعناب، مزروعة فيهما بتناسق، وكان النخل سوراً محيطاً بهما، وكان الزرع والخضار والبقول يزرع بين أسراب الأعناب، وكان النهر بينهما وقنواته تجري وسطهما، فماذا تريد "تنسيقاً هندسياً" أبدع من هذا التنسيق الزراعي فيهما؟ أُعجِبَ الرجلُ الكافر بجنَّتيه، وافتخرَ بمزرعتَيْه، واعتزَّ بهما، ودخلهما وهو ظالمٌ لنفسِه، كافرٌ بربِّه، متكبرٌ على الآخرين، وقال: إنهما مزرعتان دائمتان أبَدِيَّتان لن تبيدا أبداً، وأنا أغنى الناس وأسعدهم بهما، وهما كل شيء، وليس هناك بعث ولا آخرة ولا جنة غير هاتين الجنتين. ولاحظ صاحبه المؤمن الفقير الصابر غرورَه وبطرَه، فذكّره بالله ، ودعاه إلى الإيمان بالله وشكره، والاعتماد عليه وليس على مزرعتيه، ودعاه إلى أن يقول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، وحذره مِن عاصفة أو صاعقة تأتي عليهما وتحرقهما. ولكن الكافرَ المغرور أسكرته نشوة التملُّك، فرفض كلام وتحذير وتوجيه صاحبه المؤمن، وزاد اعتزازه بمزرعتيه واعتماده عليهما، وحصل ما حذَّره منه صاحبه المؤمن، فأرسل الله على مزرعتيه صاعقة، فاحرقتهما!! أحرقت العنب والنخل والزرع، وقضت على الشجر والزرع والثمر، ولم يبقَ مِن المزرعتين شيء، كل هذا جرى في ساعة من ساعات الليل. وفي الصباح ذهب المغرور إلى جنتيه كعادته، فإذا بهما فانيتان بائدتان، فأسقط في يديه، وشعر بالندم وأيقن بالخسارة، التي أتت على كل ما يملك، وتمنى لو استجاب لنصح صاحبه المؤمن، ولكن متى؟ بعد فوات الأوان! وعلّق القرآن على هذه القصة، فقال في الآية الأخيرة: (هنالك الوَلايَةُ للهِ الحَقِّ، هو خيرٌ ثواباً، وخيرٌ عُقْباً). ترى كم تتكرر قصة صاحب الجنتين في أيامنا هذه، في مجالاتها وصورها المختلفة؟. تابعونى جزاكم الله خيرا |
|
30-06-2018, 11:41 PM | #12 |
| إن القصص القرآنى المبارك يُنمي جوانب الخير، ويُحذر من الشرور والآثام، وقبل فإنه يصحح الاعتقاد ويخلص النوايا من الشوائب والأكدار ويُقوِم الأخلاق ويُهذب النفوس ويُحذر ويُنذر، ويُطمئن ويُبشر ويُواس ويُذكر، ويُهون الخطوب ويُصبر. فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قصصًا منوعة كثيرة تؤخذ منها العبر وتستفاد منها العظات، وتطمئن بها قلوب أهل الإيمان، تطمئن قلوبهم إلى أن الإيمان بالله عز وجل وتوحيده وطاعته وامتثال أمره وطاعة رسله صلوات الله وسلامه عليهم، وشكر نعمه بالإحسان لخلقه، كل ذلك من أسباب دوام النعم، وازديادها وكثرتها ونموها والبركة فيها فضلاً عما أعد لأهل الإيمان في الآخرة كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]. وفي المقابل فإن الكفر بالله وجحود نعمه ومخالفة أمره وعصيان رسله، والإساءة إلى خلقه وظلمهم كل ذلك من أسباب زوال النعم وحلول النقم في الدنيا فضلاً عن العذاب الشديد المعدِّ في الآخرة للظالمين. قال تعالى: {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]. وقد يكون هذا العذاب الشديد في الدنيا بسحق النعمة وإزالتها... وقد يكون بمحو آثارها في النفوس، فيكون الشخص في نعم عظيمة ولكنه مكتئبٌ على الدوام مهموم مغموم في كل حال، جشع وطماع وحريص. وقد يدخر العذاب الشديد إلى الآخرة عياذًا بالله من العذاب وسوء المصير. * فهذه المفاهيم التي ذكرت تتجلى وتتضح وتظهر وتتجسد في القصص القرآني المبارك الكريم وها هي قصة من قصص هذا الكتاب المبارك الميمون كتاب الله عز وجل الذي يحمل دومًا الخير والبركات والبشارة والعظات... إنها قصة : قال تعالى فى سورة القلم ( 17- 33 ) كان في قديم الزمان رجل صالح وله بضعة أولاد .. قص الله علينا قصتهم في سورة القلم . كان لذلك الشيخ الصالح بستان جميل عامر بمختلف أنواع الأشجار المثمرة، وجداول الماء العذب تسقيها، فتعطي تلك الأشجار فواكة لذيذة وكثيرة ومتنوعة. وكان ذلك الشيخ قد جعل نصيباً في تلك الثمار للفقراء والمساكين، الذين كانوا يتوافدون أيام قطافها إلى البستان، ليأخذوا نصيبهم منها، وكان الشيخ يعطيهم مما رزقه الله بنفس طيبة وقلب سعيد، لأنه كان يعرف أنه بذلك يرضي الله تعالى، ويدخل السعادة على قلوب أولئك المعذبين. وكان جميع أولاد الشيخ الصالح – إلا واحد منهم – يكرهون فعل أبيهم ، ويعتبرونه تبذيراًوإنفاقاً في غير موضعه حتى إذا ما مات أبوهم الشيخ ، قرروا أن يحتكروا ثمرات البستان لأنفسهم ، ليكثروا مالهم ، ويسعدوا أنفسهم وأولادهم، وليذهب الفقراء إلى حال سبيلهم. قال أحدهم: لقد صار البستان لنا، وسوف نجني منه الكثير. وقال الثاني: ولن ندع الفقراء يقتربون منه وقال الثالث: ولن يطمع الفقراء بعد اليوم بشيء منه. قال أوسط الإخوة، وكان معجباً بأبيه وبكرمه وإنفاقه على الفقراء والمساكين : أنصحكم أن تسيروا على ما كان يسير عليه أبوكم، فالله سبحانه وتعالى قد جعل للفقراء والمحتاجين حقاً في هذا المال.- قال كبيرهم : إنه مالنا .. وليس لأحد حق فيه. قال أوسطهم : بل إنه – كما يقول أبونا – إنه مال الله ، وقد استودعنا الله إياه، وللفقراء نصيب فيه.. اشتد الجدال وطال الحوار، وغلب الأخ الأوسط على أمره، وأئتمر الأخوة فيما بينهم ، أن يبكروا إلى تلك الجنة الدانية القطوف، وأن يأخذوا كل ما فيها من فواكه وثمار قبل أن ينتبه الفقراء والمساكين ويأتوا – كعادتهم أيام أبيهم – ليأخذوا حصتهم ونصيبهم منها. نام الأخوة الأشحاء على أحلام الغد الممتلئ بالغنى والثروة، واستيقظوا في الجزء الأخير من الليل، وبادروا إلى بستانهم، وعندما وصلوا إليه وقفوا ذاهلين ، فقد كان البستان قاعاً صفصفا، فقد احترق بأكمله .. قال كبيرهم : لا .. لا .. هذا ليس بستاننا .. قال الآخر: إن بستاننا جنة تجري من تحتها الأنهار، وهذا خراب. قال أوسطهم : بل إنه بستانكم .. قد أرسل الله عليه طائفاً من البلاء جعله كما ترون، لأنكم لم تفعلوا كما كان يفعل أبوكم ، ولم ترضوا فيما أعطاكم، لم تعطوا الفقراء حقهم الذي فرضه الله لهم في بستانكم .. ولقد نصحتكم، ولكنكم لا تحبون الناصحين .. وندم الأخوة على ما كانوا بيتوه ضد الفقراء، لكن بعد فوات الأوان قال تعالى: قالوا سبحان ربِِِِِِِِِنا إنَا كنَا ظالمين .. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون .. قالوا يا ويلنا إن كنَا طاغين .. عسى ربُنا أن يبدلنا خيراً مِنها إنَا إلى ربِنا راغبون تابعونى جزاكم الله خيرا |
|
30-06-2018, 11:42 PM | #13 |
| بعض المستفاد من هذه القصة * اتضح لنا من قصة أصحاب الجنة أمور ننوه على بعضها ونذكر به ونجليه، لعل متذكرًا أن يتذكر ومعتبرًا أن يعتبر، ومتدبرًا أن يتدبر. * اتضح لنا من هذه القصة أن المرء عليه أن يحسن النوايا ولا يضمر الشر فالرب سبحانه وتعالى مطلع على ما في القلوب ويثيب على حسن النوايا، ويعاقب على سيئها. * أنبأت هذه القصة المباركة الكريمة عن خلق ينبغي أن يُتقى وأن يُهجر، وأن يبتعد عنه المرء ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، إنه خلق مذموم، وداء متعوذ منه. خلق من أخلاق أهل النار، وسبب من أسباب ولوجها والعياذ بالله. خلق يتسبب في نفاق القلوب والتيسير للعسرى، ولعمل أهل الشقاوة عياذًا بالله! * خلق تدعو الملائكة على أهله كل صباح، فضلاً عما يجلبه لأهله من اللوم والحسرة في الدنيا، فضلاً عن أليم العقاب في الآخرة. إنه خلق سيئٌ، وداءٌ ومن شرِّ الآدواء: ألا وهو داء البخل وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال: «وأي داء أدوأ من البخل؟!!». * ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعوذ يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل». * وفضلاً عن ذلك فإن البخلاء لا يحبهم الله ولا يكرمهم، ولا يرضى صنيعهم. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 36، 37]. وقال تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 23، 24]. فالله لا يحب البخلاء، ولكنه يحب كل مؤمن كريم، محسن بار متصدق ورحيم!! * أما وقد ذكرنا أن الملائكة تدعو على البخيل الممسك: في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا». * إن هذا البخل يدمر التركات ويذهب بالثروات فالملائكة تدعو على البخلاء، والرب سبحانه وتعالى لا يحبهم. * إن أصحاب الجنة حل بجنتهم ما حل، ومن أسباب ذلك بخلهم. * ومما استفدناه من القصة أيضًا قول: إن شاء الله عند إرادة عمل من الأعمال، فأصحاب الجنة لما أضمروا الشر وتركوا قول إن شاء الله حل بجنتهم ما حل. إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) هذا، وقد قال تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23، 24]. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن نوايانا وأن يخلص أعمالنا لوجهه الكريم، وأن ينفعنا والمسلمين بما في كتابه من الآي والذكر الحكيم، وبالقصص القرآني الكريم، وكذا بسنة محمد فصلوات ربي وسلامه على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
|
30-06-2018, 11:43 PM | #14 |
| قصـة سـيدنا موسـى عليه السـلام كان فرعون حاكماً طاغياً متألهاً يدّعي الربوبية من دون الله، فأرسل الله نبيّه موسى يدعو الناس ويدعو فرعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأيَّده الله بمعجزتين لتكونا للناسِ آية على صدق قوله: وكانت المعجزتان العصا واليد التي تحملها -يد موسى عليه السلام- وأمر الله موسى وأخاه هارون أن يذهبا إلى فرعون ويرياه آيات الله لعله يخشى أو يتذكر فتنفعه الذكرى.. ولكن فرعون لجّ في كفره وطغيانه، وأبى أن يؤمن بموسى وبرسالته التي جاء بها من عند الله تعالى. وزعم فرعون أنَّ معجزتي موسى ليستا إلا سحراً، وأن موسى ساحر كسائر السحرة، ولهذا قال: - إنْ هذا إلا سحرٌ جئتنا به يا موسى لكي تجمع الناس حولك، ولكنّ هذا لن يتم لأننا نملك السحر كما تملكه أنت ولدينا من السحرة عدد كبير، وهم قادرون على هزيمتك وإبطال سحرك. ثم طلب فرعون من موسى أن يحدّد له يوماً يجتمعون فيه أمام الناس وقال له: - سوف ترى –يا موسى- لمن تكون الغلبة؟! قال موسى: موعدكم يوم الزينة (أي يوم العيد.. وفي وضح النهار..). قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى(57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) ( طه 57-59 ) وفي اليوم المحدد جمع فرعون أمهر السحرة حوله، وأخذ يحثّهم ويشجّعهم ويمنيّهم بأنّهم إذا نجحوا وهزموا موسى فسوف يجعلهم من المقرَّبين إليه، فأقبل كبير السحرة وقال لموسى: - إما أن تُلقي أنت أولاً.. أو نكون نحن أول المُلْقين؟ فردّ عليه موسى: بل ألقُوا أنتم لنرى ماذا تصنعون؟! فأمسك السحرة بالحبال والعصيّ التي كانت معهم ودعوا بعزة فرعون (لنكونَّن نحن الغالبين)، ثم ألقَوْا، وإذا بالحبال والعصيّ تخيّل للناس بأنها تسعى.. فخاف موسى فى نفسه أن يصدّق الناس افتراء السحرة، فأوحى الله إلى موسى أن يلقي عصاه فألقاها موسى فصارت ثعباناً كبيراً له قوائم وعنق ورأس وأضراس.. ثم راحت تبتلع كلَّ ما في الأرض من عصيّ وحبال.. كانت تسعى كالأفعى. كل هذا والناس ينظرون في إعجاب شديد إلاّ أن السحرة حين رأوا هذا -وهم أعلم بفنون السحر وأشكاله- يقنوا أن الذي فعله موسى ليس من قبيل السحر ولكنه الحق الذي لاشكّ فيه، حينئذ خرّوا إلى الأرض سجّداً وقالوا: - آمنا برب موسى وهارون!! (ظهر الحق، وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً وهنا صعق فرعون من عصا موسى، ومن إيمان السحرة، فقال لهم مهدداً: * آمنتم به قبل أن آذن لكم، إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر.. فلأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف، ولأُصلبنّكم في جذوع النخل.. فرد عليه السحرة - (قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ماأنت قاض). ومضى السحرة شهداء في سبيل الله، وظهر الحق، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً. قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70 قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) طه ( 65-73 ) و هذه قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون مصر مصورة للأطفال تقص قصة فرعون الظالم الذى إستعبد العباد وتجبر عليه وقال أنا ربكم الأعل ونبي الله موسى عليه السلام الذي ذهب له مرشداً وواعظاً لكنه أبى وأتاه عذاب الله الذي يستحق فأغرقه الله هو و جنوده و أتباعه فى اليم |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أشراف , لكم , الأحياء , الريال , عن , قصص |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسباب هشاشة العظام عند الرجل | مبارك آل ضرمان | (همســـات عالم آدم) | 7 | 03-11-2017 12:39 AM |
قصص لكل الأجيال عن أشراف الرجال | تيماء | (همســـات الاسرة والحمل) | 38 | 09-03-2017 08:38 PM |
أسرار ثمانية يتمنى الرجال لو تعرفها النساء | همس الورد | (همســـات عالم آدم) | 15 | 09-01-2017 02:34 AM |
هل يُصاب الرجال بسرطان الثدي | وردهـﮧ جنوبيهـﮧ♪ | (همســـات الصحه والطب) | 11 | 19-05-2014 07:05 PM |
الرجاء البيضاوي المغربي و الأنجاز العالمي للتآريخ | نايفـ . | ( همســـات الرياضه) | 20 | 04-01-2014 05:48 AM |