26-02-2018, 02:59 PM | #50 |
| بسم الله الرحمن الرحيم { ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كل مثل لعلهم يتذكرون ( 27 ) } الزمر ولقد بين الله سبحانه وتعالى للناس في هذا القرآن من كل اﻷمثال النافعة ، واﻷخبار الواضحة ما يحتاجون إليه لعلهم يتعظون ويعتبرون بتلك اﻷمثال والزواجر |
|
26-02-2018, 02:59 PM | #51 |
| بسم الله الرحمن الرحيم { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون ومﻻءيه فقال إني رسول رب العالمين ( 46 ) فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ( 47 ) وما نريهم من ءاية إﻻ هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ( 48 ) وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون ( 49 ) فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ( 50 ) ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه اﻷنهار تجري من تحتي أفﻻ تبصرون ( 51 ) أم أنا خير من هذا الذي هو مهين وﻻ يكاد يبين ( 52 ) فلوﻻ ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه المﻻئكة مقترنين ( 53 ) فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( 54 ) فلما ءاسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( 55 ) فجعلناهم مثﻻ وسلفا لﻵخرين ( 56 ) } الزخرف وهنا إشارة إلى من تعزز بشئ أهلكه الله به ، وجعل الله سبحانه وتعالى قوم فرعون قدوة لمن بعدهم من الكفار في استحقاق العذاب والدمار ، ومثﻻ يعتبرون به لئﻻ يصيبهم مثل ذلك فالله سبحانه وتعالى أرسل موسى بالمعجزات الباهرة الدالة على صدقه إلى فرعون وقومه وقال له موسى : إني رسول الله إليك ، أرسلني ﻷدعوك وقومك إلى عبادة الله وحده فلما جاءهم باﻵيات الباهرة الدالة على رسالته ضحكوا سخرية واستهزاء وقال القرطبي إنما ضحكوا منها ليوهموا اتباعهم إن تلك اﻵيات سحر ، وأنهم قادرون عليها عاقبهم الله بأنواع العذاب الشديد الطوفان والجراد والقمل لعلهم يرجعون عما هم عليهمن التكذيب والكفر ، ولما رأوا العذاب بأعينهم قالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك ليكشف عنا هذا البﻻء بالعهد الذي أعطاك إياه من استجابة دعائك لنؤمن بك - قال المفسرون ليس قولهم يا أيها الساحر على سبيل اﻹنتقاص ، إنما هو تعظيم في زعمهم ، ﻷن السحر كان على زمنهم ، فنادوه بذلك على سبيل التعظيم وقال ابن عباس : معناه يا أيها العالم ، وكان الساحر فيهم عظيما يوقرونه - فلما رفع عنهم العذاب بدعوة من موسى إذ هم ينقضون العهد ويصرون على الكفر والعصيان ، ولما خاف فرعون أن يؤمنوا عظماء قومه وقال مفتخرا متبجحا - أليست بﻻد مصر الواسعة ملكا لي واﻷنهار تجري من تحت قصوري ؟ أفﻻ تبصرون سعة ملكي وقلة موسى وذلته ؟ وكﻻمه ﻻ يكاد يبين ويوضح مقصوده فكيف يصلح للرسالة - قال أبو السعود : وقول فرعون افتراء على موسى وتنقيصا له عليه السﻻم في أعين الناس باعتبار ما كن في لسانه من عقدة ولكن الله أذهبها عنه بدعائه { واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } - وقال فرعون فهﻻ ألقى عليه الله أسورة من ذهب كرامة له ودﻻلة على نبوته !! قال مجاهد : كانوا إذا أرادوا أن يجعلوا رجﻻ رئيسا عليهم سوروه بسوارين وطوقوه بطوق من ذهب عﻻمة لسيادته ، وقال فرعون : أو جاءت معه المﻻئكة يكتنفونه خدمة له وشهادة بصدقه ، وبهذا الكﻻام استخف فرعون بعقول قومه فأطاعوه لفسقهم وكفرهم ، فلما اغضبوا الله انتقم منهم بأشد أنواع العقاب فأغرقهم جميعا قال المفسرون : اغتر فرعون بالعظمة والسلطان واﻷنهار التي تجري من تحته ، فأهلكه الله بجنس ما تكبر به هو وقومه وذلك بالغرق بماء البحر |
|
26-02-2018, 03:00 PM | #52 |
| بسم الله الرحمن الرحيم { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون ﻹخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم وﻻ نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون ( 11 ) لئن أخرجوا ﻻ يخرجون معهم ولئن قوتلوا ﻻ ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن اﻷدبار ثم ﻻ ينصرون ( 12 ) ﻷنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم ﻻ يفقهون ( 13 ) ﻻ يقاتلونكم جميعا إﻻ في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم ﻻ يعقلون ( 14 ) كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم ( 15 ) كمثل الشيطان إذ قال لﻹنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين ( 16 ) فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاؤا الظالمين ( 17 ) الحشر ضرب الله مثﻻ سبحانه وتعالى المنافقين الذين يظهروا خﻻف ما يضمروا ويقولون ليهود بني قريظة والنضير الذين كفروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم : لئن أخرجتم من المدينة لنخرجن معكم وﻻ نطيع أمر محمد في قتالكم ولئن قاتلكم أحد لنكونن معكم على عدوكم والله يشهد أن النافقين لكاذبون ولم ولن يخرجوا مع الكفار ولن ينصرونهم ولن يقاتلوا معهم ﻷنهم يخافون ويرهبون المسلمين وهم كمثل الشيطان الذي أغرى اﻹنسان بالكفر ثم تخلى عنه وخذله ، لما كفر اﻹنسان تبرأ منه الشيطان قائﻻ أنه يخاف عذاب الله وانتقامه إن كفر به وكان عاقبتهما الشيطان الكاذب واﻹنسان الكافر النارالمؤبدة |
|
26-02-2018, 03:01 PM | #53 |
| { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك اﻷمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( 21 ) } الحشر ضرب الله مثﻻ سبحانه وتعالى يوضح عظمة القرآن ورفعته بأنه لو أنزل هذا القرآن على الجبل لتخشع وتصدع والجبل على عظمته وقوته وصﻻبته يخشع ويتصدع فابن آدم كان أولى بذلك ، لكنه على حقارته وضعفه ﻻ يتأثر فلو خلق الله سبحانه وتعالى في الجبل عقﻻ وتمييزا كما خلق اﻹنسان وأنزل عليه القرآن ، بوعده ووعيده ، لخشع وخضع وتشقق ، خوفا من الله سبحانه وتعالى، ومهابة له وهذا تصويرلعظمة قدر القرآن وقوته والمراد منه توبيخ اﻹنسان بأنه ﻻ يخشع عند تﻻوة القرآن ، بل يعرض عما فيه من عجائب وعظائم |
|
26-02-2018, 03:02 PM | #54 |
| لما ذكر الله تعالى الذباب والعنكبوت في كتابه، وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله، وما أراد بذكر هذه الأشياء الخسيسة؟ فأنزل الله الآية يقول تعالى في الرد على مزاعم اليهود والمنافقين {إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا} أي إن الله لا يستنكف ولا يمتنع عن أن يضرب أيُّ مثلٍ كان، بأي شيءٍ كان، صغيراً كان أو كبيراً {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} أي سواء كان هذا المثل بالبعوضة أو بما هو دونها في الحقارة والصغر، فكما لا يستنكف عن خلقها، كذلك لا يستنكف عن ضرب المثل بها {فَأَمَّا الذين آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحق مِن رَّبِّهِمْ} أما المؤمنون فيعلمون أن الله حق، لا يقول غير الحق، وأن هذا المثل من عند الله {وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً} ؟ وأما الذين كفروا فيتعجبون ويقولون: ماذا أراد الله من ضرب الأمثال بمثل هذه الأشياء الحقيرة؟ قال تعالى في الرد عليهم {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} أي يضل بهذا المثل كثيراً من الكافرين لكفرهم به، ويهدي به كثيراً من المؤمنين لتصديقهم به، فيزيد أولئك ضلالة، وهؤلاء هدىً {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفاسقين} أي ما يضل بهذا المثل أو بهذا القرآن إِلا الخارجين عن طاعة الله، الجاحدين بآياته، ثم عدّد تعالى أوصاف هؤلاء الفاسقين فقال {الذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ} أي ينقضون ما عهده إِليهم في الكتب السماوية، من الإِيمان بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من بعد توكيده عليهم، أو ينقضون كل عهد وميثاق من الإِيمان بالله، والتصديق بالرسل، والعمل بالشرائع {وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ} من صلة الأرحام والقرابات، واللفظ عام في كل قطيعة لا يرضاها الله كقطع الصلة بين الأنبياء، وقطع الأرحام، وترك موالاة المؤمنين {ويفسدون في الأرض} بالمعاصي، والفتن، والمنع عن الإيمان، وإثارة الشبهات { إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأم الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ( 26 ) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ( 27 ) البقرة |
|
26-02-2018, 03:03 PM | #55 |
| شبه الله سبحانه وتعالى المؤمن بالحي الذي له نور يتصرف به كيفما سلك ، والكافر بالمتخبط في الظلمات المستقر فيها ليظهر الفرق بين الفريقين والمعنى أو من كان بمنزلة الميت أعمى البصيرة كافرا ضالا ، فأحيا الله قلبه بالإيمان ، وأنقذه من الضلالة بالقرآن وجعل له مع تلك الهداية النور العظيم الوضاء الذي يتأمل به الأشياء فيميز به بين الحق والباطل كمن هو يتخبط في ظلمات الكفر والضلالة لا يعرف المنفذ ولا المخلص وهو مثل لمن بقى في الضلالة لا يفارقها بحال وكما بقى هذا في الظلمات يتخبط فيها كذلك حسن الله للكافرين وزين لهم ما كانوا يعملون من الشرك والمعاصي وكما جعلنا في مكة صناديدها ليمكروا فيها كذلك جعلنا في كل بلدة مجرميها من الأكابر والعظماء ليفسدوا فيها قال ابن الجوزي: وإنما جعل الأكابر فساق كل قرية لأنهم أقرب إلى الكفر بما أعطوا من الرياسة والسعة ( زاد المسير ) وما يدرون أن وبال هذا المكر يحيق بهم { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ( 122 ) وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ( 123 ) |
|
26-02-2018, 03:03 PM | #56 |
| { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } هذا مثلٌ ضربه الله لكلمة الإِيمان وكلمة الإِشراك، فمثَّل لكلمة الإِيمان بالشجرة الطيبة، ولكلمة الإِشراك بالشجرة الخبيثة قال ابن عباس: الكلمة الطيبة " لا إِله إِلا الله " والشجرة الطيبة " المؤمن " { أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } أي أصلها راسخ في الأرض وأغصانها ممتدة نحو السماء { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } أي تعطي ثمرها كلَّ وقت بتيسير الخالق وتكوينه، كذلك كلمة الإِيمان ثابتة في قلب المؤمن، وعملُه يصعد إِلى السماء ويناله بركته وثوابه في كل وقت { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي يبيّن لهم الأمثال لعلهم يتعظون فيؤمنون { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } أي ومثل كلمة الكفر الخبيثة كشجرة الحَنْظل الخبيثة { ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ } أي استؤصلت من جذورها واقتعلت من الأرض لعدم ثبات أصلها { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي ليس لها استقرارٌ وثبات، كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة قال ابن الجوزي: شُبه ما يكسبه المؤمن من بركة الإِيمان وثوابه في كل وقت بثمرتها المجتناة في كل حين، فالمؤمن كلما قال " لا إِله إِلا الله " صعدت إِلى السماء ثم جاء خيرُها ومنفعتها، والكافر لا يُقبل عمله ولا يصعد إِلى الله تعالى، لأنه ليس له أصل في الأرض ثابت، ولا فرع في السماء { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي يثبتهم على كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " وعلى الإِيمان في هذه الحياة فلا يزيغون ولا يُفْتنون { وَفِي ٱلآخِرَةِ } أي عند سؤال الملكين في القبر كما في الحديث الشريف { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) } ابراهيم |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مثلاسبحانه , الله , وتعالى , ضرب |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إنما الصبر عند الصدمة الأولى | أغ ـــانيج | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 13-02-2017 06:37 AM |
تفسير الشعراوي للآية 40 من سورة البقرة | البرنس مديح ال قطب | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 14 | 02-06-2015 06:18 AM |
عالج نفسك بالقرآن - دراسة علمية موثقة | سابين | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 58 | 17-03-2015 05:07 AM |
تفسير سورة البقرة كاملة والكمال لله سبحانة | ابو ملاك | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 16 | 15-05-2014 08:15 PM |