الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-08-2021, 03:33 PM | #498 |
| 《18》 هل تعلم أن الرسول صلي الله علية وسلم كان يشارك السائب بن أبي السائب فى التجارة بمكة . |
|
14-08-2021, 03:34 PM | #499 |
| 《19》 هل تعلم أن السيدة رقية هى أول من توفت من بنات الرسول صلي الله علية وسلم . |
|
14-08-2021, 03:34 PM | #500 |
| 《20》 هل تعلم أن ميمونة بنت الحارث هى آخر زوجة للرسول صلي الله علية وسلم . |
|
14-08-2021, 03:34 PM | #501 |
| 》21《 هل تعلم أنك قد صليت علي الرسول صلي الله علية وسلم حتى الآن أكثر من 20 مرة .. اللهم تقبل منا ومنكم |
|
14-08-2021, 03:35 PM | #502 |
| اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون الى يوم الدين |
|
15-08-2021, 08:48 PM | #503 |
| بعد أن ردَّ الله تعالى كيد مشركي مكة واستطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج ومعه أبو بكر -رضي الله عنه- من مكة، وحمل أبو بكر. رضي الله عنه- ثروته ليضعها تحت تصرف الرسول صلّى الله عليه وسلّم وقد ذكرت أسماء بنت أبي بكر أنها كانت خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، وقالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قلت: كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا، قالت:فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبت ضع يدك على هذا المال. قالت: فوضع يده عليه، قال: لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم. ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني أردت أن أسكت الشيخ بذلك. ولما كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعلم أن قريشا ستجد في الطلب، وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما، وهو الطريق الواقع جنوب مكة، والمتجه نحو اليمن. سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال، حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقى، ذو أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقيل: بل كان يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره فحفيت قدماه، وأيا ما كان؛ فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل، وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى غار في قمة الجبل، عرف في التاريخ بغار ثور، وهو جبل بأسفل مكة؛ حتى لا تعثر عليهما قريش. ولما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: والله لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك، فدخل فكسحه، ووجد في جانبه ثقبا فشق إزاره وسدها به، وبقي منها اثنان فألقمهما رجليه، ثم قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلم: ادخل. فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ووضع رأسه في حجره ونام، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: مالك يا أبا بكر؟ قال لدغت، فداك أبي وأمي، فتفل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فذهب ما يجده، وقد بقيا في الغار ثلاث ليال[الرحيق المختوم،نضرة النعيم، بتصرف] ولم تكن هجرة النبي صلّى الله عليه وسلم عملا عشوائيا ارتجاليا، وإنما كانت خطة حكيمة متكاملة تمت في غاية الحكمة والأناة؛ حيث تم تجهيز كل ما يحتاج إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر -رضي الله عنه، وفي ذلك تقول عائشة-رضي الله عنها- عن الراحلتين: « فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجِهَازِ-[أسرعه]-، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَة-ً [(سفرة) الزاد الذي يصنع للمسافر-فِي جِرَابٍ- وعاء] يحفظ فيه الزاد ونحوه-، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ» (رواه البخاري). وكان عبد الله بن أبي بَكْرٍ يأتيهما بأخبار قريش وما يكيدون له،وكان يبيت عندهما، ثم يخرج في وقت السحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرًا يكتادان به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام. و كان يرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل[وهو لبن منحتهما ورضيفهما]حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، وكان عامر بن فهيرة يتبع بغنمه أثر عبد الله بن أبي بكر بعد ذهابه إلى مكة ليعفي عليه [سيرة ابن هشام، بتصرف] أما قريش فقد جن جنونها حينما تأكد لديها إفلات رسول الله صلّى الله عليه وسلم صباح ليلة تنفيذ المؤامرة. فأول ما فعلوا بهذا الصدد أنهم ضربوا عليا، وسحبوه إلى الكعبة، وحبسوه ساعة، علهم يظفرون بخبرهما. ولما لم يحصلوا من عليّ على جدوى جاءوا إلى بيت أبي بكر، وقرعوا بابه، فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر، فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدري والله أين أبي؟ فرفع أبو جهل يده[ وكان فاحشًا خبيثًا] فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها . وقررت قريش في جلسة طارئة مستعجلة استخدام جميع الوسائل التي يمكن بها القبض على الرجلين، فوضعت جميع الطرق النافذة من مكة (في جميع الجهات) تحت المراقبة المسلحة الشديدة، كما قررت إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريش حيين أو ميتين، كائنا من كان, وحينئذ جدت الفرسان والمشاة وقصاص الأثر في الطلب، وانتشروا في الجبال والوديان، والهضاب، لكن من دون جدوى وبغير عائدة. «الرحيق المختوم، بتصرف» .، فأخذوا يبحثون عنهما في كل مكان حتى وصلوا إلى الْغَارِ وهما فيه، ووقفا على بابه، حتى إن أبا بكر -رضي الله عنه- سمع صوت أقدامهم حول الغار فرفع رأسه فَإِذَا هو بِأَقْدَامِ الْقَوْمِ، فقال:: «يَا رسول الله لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا»، قَالَ: «اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ اثْنَانِ الله ثَالِثُهُمَا» (متفق عليه). فكان اليقين والتوكل الكامل والسكينة والحفظ والتأييد من الله عزوجل؛ وذكر ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40] وقد كان اسْتَأْجَرَ النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر -رضي الله عنه- رَجُلًا خبيرا بدروب الصحراء ليكون مرشدا لهما في تلك الرحلة واسمه عبد الله بن أريقط وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا.. ثم انتظروا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلَا الطَّرِيقُ لَا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ، فانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بن فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ» (رواه البخاري). وكان أول ما سلك بهم بعد الخروج من الغار أنه أمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربا نحو الساحل، حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالا على مقربة من شاطىء البحر الأحمر، وسلك طريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا.[الرحيق المختوم، بتصرف] فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت تقعد بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها تمراً أو لحماً يشترون، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاةٍ في الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك قال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم، بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً! فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله، وقال: اللهم بارك لها في شاتها! قال: فدرَّت واجترَّت، فدعا بإناء لها فحلب فيه حتى امتلأ فسقاها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم، وقال: «ساقي القوم آخرهم»، فشربوا جميعاً حتى ارتووا، ثم حلب النبي صلى الله عليه وسلم فيه ثانياً لأم معبد فتركه عندها ثم ارتحلوا عنها. فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا هزلَى، فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لكم هذا والشاة عازبة ولا حلوبة في البيت؟! فقصَّت عليه ما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، فقال: والله إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب [الطبقات الكبرى]. وكان من دأب أبي بكر- رضي الله عنه- أنه كان ردفًا للنبي صلّى الله عليه وسلم، وكان شيخا يعرف، ونبي الله صلّى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني الطريق، فيحسب الحاسب أنه يعني به الطريق، وإنما يعني سبيل الخير[الرحيق المختوم، بتصرف] . وكانت قريش قد أعدَّت مكافأة كبيرة لمن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم أو يأتهم به، واستطاع سراقة بن مالك أن يقتفي أثر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه في الصحراء وكان ماهرا في ذلك. حتى وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، فَالْتَفَتَ أبو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بنا فَالْتَفَتَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليه صلى الله عليه وسلم فساخت[غاصت] قدم فرسه في الرمال، فقال سراقة: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ، فَدَعَا الله فَنَجَا» (متفق عليه). «فلما نجا سراقة قصَّ على الرسول صلى الله عليه وسلم أخبار قريش وأنهم جعلوا فيه الدِّيَةَ، وَأَخْبَرَهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ منهِمْ، ثم سَأَل سراقة النبي صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ له كِتَابَ أَمْنٍ فَأَمَرَ عَامِرَ بن فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ في رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ» (متفق عليه). ورجع سراقة، فوجد الناس في الطلب، فجعل يقول: قد استبرأت لكم الخبر، قد كفيتم ما ههنا. وكان أول النهار جاهدا عليهما، وآخره حارسا لهما[الرحيق المختوم، بتصرف] وواصل النبي صلى الله عليه وسلم المسير حتى وصل مشارف قباء (جنوب المدينة). |
|
15-08-2021, 08:48 PM | #504 |
| وثمة إنجاز آخر كان أشد تأثيرًا في المجتمع المسلم وأبعد عمقًا في تاريخ الإسلام، ذلك الإنجاز هو تثبيت دعائم دولة الإسلام الجديدة، فكانت من أولى خطواته المباركة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي سقطت فيها فوارق النسب واللون والوطن، وذابت فيها عصبيات الجاهلية، وكان ذلك من أقوى الدعائم في بناء وتأسيس المجتمع المسلم الجديد في المدينة المنورة. وقد تناول ذلك كله وثيقة التحالف بين المهاجرين والأنصار؛ حيث بينت الوثيقة في صدرها أطراف التحالف فذكرت «المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم»، وجعلت الوثيقة أطراف التعاقد «أمة واحدة من دون الناس» . وتعرضت إلى ذكر الكيانات العشائرية. والملاحظ أن المهاجرين اعتبروا كتلة واحدة متميزة في حين نسب الأنصار إلى عشائرهم، وقد اتضح أن القصد من ذلك إبراز فكرة التكافل الإجتماعي، دون التناصر في العصبية والظلم. وبهذا فقد حوّل الرسول صلّى الله عليه وسلّم التوجهات القبلية إلى ما يحقق الأهداف السامية للدعوة الإسلامية. وبما أن التكافل يحتم على القبيلة أن تعين أفرادها، وهو أمر كان سائدًا في الجاهلية، فقد أقرته الوثيقة لما فيه من روح تعاون وتضامن وتكافل. وأكدت الوثيقة على مسئولية المؤمنين الشاملة في التكافل مع كل فرد من أبناء الأمة: «لأن المؤمنين لا يتركون مفرحًا بينهم أن يعطوه بالمعروف من فداء أو عقل». وإلى جانب ذلك، أكدت الوثيقة على المسئولية الجماعية، فقد أصبحت مسئولية المؤمنين جميعا تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة في المدينة: «وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم ، أو إثمًا، أو عدوانًا أو فسادًا بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعًا، ولو كان ولد أحدهم» وتبرز في الوثيقة بجلاء روح الإسلام في استعلاء المؤمنين على الكافرين، وأن دم الكافر لا يكافيء دم المؤمن، والتأكيد على الترابط الوثيق بين المؤمنين وموالاتهم بعضهم لبعض: «ولا يقتل مؤمن مؤمنًا في كافر، ولا ينصر كافرًا على مؤمن، وأن ذمة الله واحدة، يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس» . -كما أقرت الوثيقة لمبدأ الجوار الذي كان معروفا قبل الإسلام، فقد أتاحت لكل مسلم أن يجير، وألزمت المجتمع الإسلامي بأن لا يخفر جواره، وحصرت الموالاة بين المؤمنين. غير أن الوثيقة استثنت من بقي على الشرك من قبائل الأوس والخزرج من إجارة قريش وتجارتها، أو الاعتراض على تصدي المسلمين لها، فذكرت بأنه:«لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسًا، ولا يحول دونه على مؤمن» . وقد بينت المعاهدة أن إعلان حالة السلم والحرب هي من اختصاص النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ «سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلّا على سواء وعدل بينهم» . ثم بيّنت الوثيقة عقوبة القتل العمد حيث جاء فيها: «وأنه من اعتبط مؤمنًا قتلا عن بدنة فإنه قود به إلّا أن يرضى ولي المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلّا قيام عليه». وأخيرا فقد أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بموجب هذه الوثيقة هو المرجع الوحيد للفصل في كل خلاف قد يقع بين أطراف التعاقد (المسلمين وحلفائهم) في المدينة: «وأنه مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد صلّى الله عليه وسلّم» [نضرة النعيم، بتصرف]. فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلاً، نِصفهم من المهاجرين، ونِصفهم الآخر من الأنصار، آخى بينهم على المواساة، حتى وصلت المؤاخاة إلى درجة أن يتوارث المتآخيان، ثم نسخ هذا التوارث بقول الله عز وجل: (وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ) [الأحزاب: 6]. لقد كانت تلك المؤاخاة في حقيقتها أقوى من أخوة الرحم، وضرب الأنصار أروع النماذج وأسمى المُثل في التطبيق العملي لمعاني الكرم والمواساة والإيثار، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «قَالَتْ الْأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّصلى الله عليه وسلم اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ»، قَالَ: لَا. فَقَالُوا: «تَكْفُونَا الْمَئُونَةَ وَنَشْرَكْكُمْ فِي الثَّمَرَة»ِ. قَالُوا:« سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا» (رواه البخاري). وهذا عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- يحدثنا عما وصلت إليه تلك المؤاخاة فيقول: «لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ»، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: «إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا، فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي، وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا، فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا»، قَالَ: «فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ؟» قَالَ: «سُوقُ قَيْنُقَاعٍ». قَالَ: «فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ...» (رواه البخاري) وقد نجح صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الامتحان العسير، وغلّبوا حب الله ورسوله وآصرة العقيدة على كل ما سوى ذلك، فكان مجتمع المدينة الجديد مجتمعا عقديّا يرتبط بالإسلام ولا يعرف الموالاة إلّا لله ولرسوله وللمؤمنين، ومع ذلك فهو مجتمع مفتوح لمن أراد أن يلتحق به فيؤمن بعقيدته بعد أن يخلع نفسه عن عقيدة الجاهلية وصفاتها ودون أي اعتبار لجنسه أو لونه أو انتمائه السابق[نضرة النعيم] |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
محمد , لحبيبنا , مدونه , الله , سمي , وسلم , وعليه |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تصويت {لعبه اجمل مدونه } مع (البرنسيسه فاتنة) | البرنسيسه فاتنة | (همسات المسابقات والفعاليات ) | 19 | 29-03-2019 05:52 PM |
تصويت {لعبه اجمل مدونه } مع (البرنسيسه فاتنة) | البرنسيسه فاتنة | (همسات المسابقات والفعاليات ) | 21 | 21-03-2019 10:48 PM |
حكم من مات وعليه ديون ولم يترك وفاء لها | ريحانة بغداد | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 26 | 12-11-2018 05:39 PM |
مدونه / مطبخ همسات مع الشيف فنجان قهوه | فنجان قهوه | ( همســـات المطبخ ) | 6 | 27-01-2015 09:41 AM |