ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-2023, 09:31 PM   #918


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



كان صلى الله عليه وسلم أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب - القصب يريد به ساعديه
صفة كفيه
كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت لينة أي ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: (ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم). وأما ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عمل في الجهاد أو مهنة أهله، فإن كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). أخرجه مسلم
صفة أصابعه
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف (سائل الأطراف: يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة
صفة صدره
كان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر، ممتلىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه وسلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق
صفة بطنه
قالت أم معبد رضي الله عنها: (لم تعبه ثلجه). الثلجة: كبر البطن
صفة سرته
عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللبة المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر
صفة مفاصله وركبتيه
كان صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوته صلى الله عليه وسلم

صفة ساقيه
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه). أخرجه البخاري في صحيحه
صفة قدميه
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين). قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء، يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة. رواه الترمذي في الشمائل والطبراني. وكان صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام
صفة عقبيه


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2023, 03:21 AM   #919


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



الصحابة والمسجد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
انبعث نور الإسلام على الجزيرة العربية بعد ظلام وتيه، يحمل هذا النور محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومشى خلفه أناس عظماء امتلأت قلوبهم بحب رب الناس فلم يفكروا في غضب الناس، وانطلقوا مع نبي الهدى يشيدون المكان الذي يتزودون فيه من نور الله، ويلتقون فيه بحبيبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يذكرون فيه الله، وينهلون منه العلم، فتستريح فيه أفئدتهم، وتميل إليه أرواحهم، وتهدأ إليه نفوسهم، وتنسجم معه طباعهم، فهو المنزل، وهو المستشفى، وهو المعهد، وهو الجامعة، وهو الملجأ من الهموم والغموم، وهو الطريق الموصل إلى الله، وهو المخرج من الفتن، والواقي من المحن، فيه التبسم للإخوان، والمداعبة والسلوان، يصل المسافر من سفره فلا يحط رحله، ولا يقابل أهله؛ حتى يعانق أرضه بجبهته، متجهاً فيه إلى ربه - عز وجل -.
الصحابة والمسجد: مواقف وأحداث، قصص وروايات، أخبار وأسرار، دروس وعبر، معانٍ وصور.
بناء المسجد:
يستقر النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة؛ فيجعل من أولى أولوياته بناء المسجد، فيقوم يحمل الحجر ويبني - بأبي هو وأمي -، والصحابة يقتدون به، جاء عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: "بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجده؛ فقُرِّب اللبِن وما يحتاجون إليه، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع رداءه، فلما رأى ذلك المهاجرون الأولون والأنصار ألقوا أرديتهم وأكسيتهم، وجعلوا يرتجزون ويعملون، ويقولون:
لئن قعدنا والنبي يعمل ذاك لعمر الله عمل مضلل"1
الصحابة الكرام بنوا المسجد حساً ومعنى ممتثلين قول ربهم: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}2،كان المسجد يعني لهم كل شيء، وسنقف بعد قليل لنعيش زوايا من حياة الصحابة - رضي الله عنهم - هل اكتفوا ببنائه بالحجارة كما يفعل بعضنا - والله المستعان -؟
لا طبعاً.
إذن فماذا كانوا يفعلون؟
المسجد مكان أساسيٌ للتعليم:
كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتخذون بيوت الله - تعالى- منهلاً للعلم، ومنبعاً للثقافة، فقد كان لجابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - حلقة في المسجد (يعني النبوي) يؤخذ عنه العلم3، ومرَّ أبو هريرة - رضي الله عنه - ذات يوم بسوق المدينة فوقف عليها وقال: "يا أهل السوق ما أعجزكم!! قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: ذاك ميراث النبي - عليه السلام - يقسم وأنتم هاهنا لا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه، قالوا: وأين هو؟ قال: فـي المسجد!! فخرجوا سراعاً، ووقـف أبو هريرة لم يبرح مكانه حتى رجعوا، فقال لهم: ما بكم؟ فقالوا: يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر شيئاً يقسم؛ فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في المسجد أحداً؟ قالوا: بلى، رأينا قوماً يصلون، وقوماً يقرؤون القرآن، وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم فذاك ميراث محمد - صلى الله عليه وسلم -4.
المسجد ملتقى الأدباء والشعراء:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: " أن عمر - رضي الله عنه - مرَّ بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟))،قال: اللهم نعم"5
المسجد يستقبل المسافر قبل أن يصل إلى أهله:
أخرج الطبراني عن مسلم بن بجرة أخي الحارث بن الخزرج - وكان شيخاً كبيراً قد حدث نفسه - قال: "إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسوق، ثم يرجع إلى أهله، فلا يضع رداءه - إذا رجع إلى المدينة - حتى يركع ركعتين، ثم يقول: إن رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لنا: ((من هبط منكم فلا يرجع إلى أهله حتى يركع ركعتين في هذا المسجد))6، ولا غرابة في ذلك فهذا حال المشتاقين، وطبيعة المحبين.
المسجد مفر من الهموم والغموم والمشاكل الأسرية:
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له "أبو أمامة" فقال: ((يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة))، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: ((أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته؛ أذهب الله - عز وجل - همك، وقضى عنك دينك))، قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: ((قل - إذا أصبحت وإذا أمسيت -: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال))، قال: ففعلت ذلك؛ فأذهب الله - عز وجل - همي، وقضى عني ديني"7.
وأما بالنسبة للمشاكل الأسرية فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت فقال: ((أين ابن عمك؟))، قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: ((انظر أين هو؟)) فجاء فقال: يا رسول الله هو ذا في المسجد راقد (في فيء الجدار)، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، وفي رواية (عن ظهره)، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه ويقول: ((قم أبا تراب، قم أبا تراب))8.
المسجد عيادة طبية:
"كُعيبة بالتصغير بنت سعيد الأسلمية قال عنها ابن سعد - رحمه الله تعالى -: هي التي كانت تكون في المسجد، لها خيمة تداوي المرضى والجرحى، وكان سعد بن معاذ - رضي الله عنه - حين رمى عندها تداوي جرحه حتى مات"9.
المسجد مفر إلى الله - عز وجل - ومأوى للتائبين:
ويتجلى ذلك في قصة أبي لُبابة - رضي الله عنه - مع بني قريظة؛ والقصة معروفة - نأخذ الشاهد - وهو قوله: "فوالله ما زالت قدماي حتى عرفت أنى قد خنت الله ورسوله"، ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده، وقال: لا أبرح مكاني - هذا - حتى يتوب الله علي مما صنعت ... إلخ"10.
وليس هذا هو كل شيء، لكن أحببنا أن نلفت الأنظار إلى الصحابة الأخيار، وكيف كانت علاقتهم بالمسجد، وماذا كان يعني لهم؟.
اللهم ارض عن الصحابة الكرام، وارزقنا اتباعهم، والسير على خطاهم، واحشرنا جميعاً في زمرة نبيك - صلى الله عليه وسلم -


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2023, 03:22 AM   #920


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



من الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم : الدعاء المشهور الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على حفظه , وتعلمه , وتعليمه , فقد قال : ( ما أصاب أحداً قط هم , ولا حزن , فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك , ناصيتي بيدك , ماض في حكمك , عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو علمته أحداً من خلقك , أو أنزلته في كتابك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن , ربيع قلبي , ونور صدري ,
وجلاء حزني , وذهاب همي , إلا أذهب الله همه وحزنه , وأبدله مكانه فرجاً , قال : فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها , فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها )

شرح الحديث
ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2023, 03:22 AM   #921


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



الدُّعاءُ هو العِبادةُ، وهو يُعبِّرُ عن امتلاءِ قَلْبِ المؤمنِ بالثِّقةِ في اللهِ سُبحانه، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الأوقاتَ المفضَّلةَ في الدُّعاءِ، كما علَّمَنا كيفيَّةَ الدُّعاءِ بجوامعِ الكلِمِ وبصِيَغٍ مخصوصةٍ في أوقاتٍ معيَّنةٍ.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه:
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال:
"ما أصاب أحدًا"، أي: حلَّ به ونزَلَ عليه،
"قطُّ"، أي: أبدًا،
"هَمٌّ ولا حَزَنٌ، فقال: اللَّهُمَّ"، أي: نادى ربَّه قائلًا: يا اللهُ،
"إنِّي عبْدُك، وابنُ عبْدِك، وابنُ أَمَتِك" أيْ: ابنُ جارِيَتِكَ، وهذا كلُّه اعتِرافٌ بالعُبوديَّةِ للهِ،
"ناصِيَتي بيَدِك"، أي: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ، وهو مُقتبَسٌ مِن قولِه تَعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56]،
"ماضٍ فيَّ"، أي: ثابِتٌ ونافِذٌ في حَقِّي، "حُكْمُك"، أي: حُكْمُك الأمْريُّ، أو الكونيُّ؛ كإهْلاكٍ وإحياءٍ، ومَنْعٍ وعَطاءٍ،
"عدْلٌ فيَّ قضاؤُك"، أي: ما قَدَّرْتَهُ عليَّ؛ لأنَّك تصرَّفْتَ في مُلْكِكَ على وَفْقِ حِكْمتِكَ،
"أسأَلُك بكلِّ اسمٍ هو لك"، أي: أدْعوك وأطلُبُ منك بكلِّ أسمائِك،
"سمَّيْتَ به نفْسَك"، أي: ذاتَكَ، وهو مُجْمَلٌ، وما بعدَهُ تَفصِيلٌ له على سبِيلِ التَّنويعِ الخاصِّ، والمعنى: أنَّك يا ربِّي وضَعْتَ ألفاظًا مخصوصةً، وسمَّيْتَ بها نفْسَك،
"أو علَّمْتَه أحدًا مِن خلْقِك"، أي: مِن الرُّسلِ، أو الملائكةِ، أو الأولياءِ، ومِن خُلاصَتِهِم،
"أو أنزَلْتَه في كتابِك"، أي: في أيِّ كتابٍ مِن الكُتبِ المنزَّلةِ على الرُّسلِ،
"أو استأثرْتَ به في عِلْمِ الغيبِ عندَك"، أي: انفردْتَ بعِلْمِه، وهذا محمولٌ على أنَّه انفرَدَ به بنفْسِه، ولا ألْهَمَه أحدًا ولا أنزَلَه في كتابٍ،
"أنْ تَجعَلَ القرآنَ ربيعَ قَلْبي" فكما أنَّ الرَّبيعَ زمانٌ فيه إظهارُ آثارِ رحمةِ اللهِ تعالى، وإحياءِ الأرضِ بعدَ موتِها، فكذلك القرآنُ يَظهَرُ منه تَباشيرُ لُطْفِ اللهِ؛ مِن الإيمانِ والمعارفِ، وتزولُ به ظُلماتُ الكفْرِ والجَهالةِ والهُمومِ،
"ونُورَ صَدْري"، أي: نورَ قَلْبي، فيَستضيءُ بنُورِ كلامِ اللهِ، فيَنشرِحُ صَدْري،
"وجَلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي"، أي: إزالَتَه وانكشافَ ما يُحزِنُني ويُصِيبني بالْهَمِّ،
"إلَّا أذهَبَ اللهُ هَمَّه وحُزْنَه، وأبدَلَه مكانَه فرَجًا"،
وهذه نتيجةٌ للدُّعاءِ السَّابقِ واستجابةٌ مِن اللهِ لعَبْدِه،

قال ابنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "فقِيل: يا رسولَ اللهِ، ألَا نَتعلَّمُها؟ فقال: بَلى، يَنْبغي لمَن سمِعَها أنْ يَتعلَّمَها"، أي: يتوجَّبُ أنْ يتعلَّمَها كلُّ مَن سمِعَها؛ لِعِظَمِ ما في هذه الكلماتِ والدَّعواتِ، وكلُّ إنسانٍ مُحتاجٌ إليها.

وفي الحديثِ: أنَّ الأسماءَ الحُسنى غيرُ مَحصورةٍ في عددٍ مُعيَّنٍ،
بلْ منها ما لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ.
وفيه: بيانُ أهمِّيَّةِ الدُّعاءِ والتَّوسُّلِ إلى اللهِ في إزالةِ الكُرباتِ .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2023, 03:23 AM   #922


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



جويرية أم المؤمنين ( رضي الله عنها )

بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية .

سبيت يوم غزوة المريسيع في السنة الخامسة وكان اسمها : برة ، فغير . وكانت من أجمل النساء .

أتت النبي تطلب منه إعانة في فكاك نفسها ، فقال : أوخير من ذلك ؟ أتزوجك " فأسلمت ، وتزوج بها ؛ وأطلق لها الأسارى من قومها .

وكان أبوها سيدا مطاعا .

حدث عنها : ابن عباس ، وعبيد بن السباق ، وكريب ، ومجاهد . وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي ، وآخرون . [ ص: 262 ]

عن عائشة ، قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه . الحديث بطوله .

زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، قال : أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية ، واستنكحها ، وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق . وكانت من ملك اليمين ، فأعتقها ، وتزوجها .

قال ابن سعد وغيره : بنو المصطلق من خزاعة . وكان زوجها ، قبل أن يسلم ، ابن عمها مسافع بن صفوان بن أبي الشفر . [ ص: 263 ]

وقد قدم أبوها الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلم .

وعن جويرية ، قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا بنت عشرين سنة .

توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين . وقيل : توفيت سنة ست وخمسين رضي الله عنها .

جاء لها سبعة أحاديث : منها عند البخاري حديث . وعند مسلم حديثان .

أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : أتى والد جويرية فقال : إن بنتي لا يسبى مثلها ، فأنا أكرم من ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن خيرناها ؟ فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيرك ، فلا تفضحينا ، فقالت : فإني قد اخترته ، قال : قد والله فضحتنا .

زكريا ، عن الشعبي ، قال : أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم - جويرية ، واستنكحها ، وجعل صداقها عتق كل مملوك من بني المصطلق .

همام ، وغيره ، عن قتادة ، عن أبي أيوب الهجري ، عن جويرية بنت [ ص: 264 ] الحارث : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة ، وهي صائمة ، فقال لها : أصمت أمس ؟ قالت : لا . قال : أتريدين أن تصومي غدا ؟ قالت : لا . قال : فأفطري .

رواه شعبة ، وله علة غير مؤثرة ، رواه سعيد ، عن قتادة ، عن ابن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو .

شعبة وجماعة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، مولى آل طلحة : سمعت كريبا ، عن ابن عباس ، عن جويرية ، قالت : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح ؛ ثم انطلق لحاجته ؛ ثم رجع قريبا من نصف النهار ، فقال : أما زلت قاعدة ؟ قلت : نعم . قال : ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن ، أو وزن بهن وزنتهن - يعني جميع ما سبحت - : سبحان الله عدد خلقه ، ثلاث مرات ، سبحان الله زنة عرشه ، ثلاث مرات ، سبحان الله رضا نفسه ، ثلاث مرات ، سبحان الله مداد كلماته ، ثلاث مرات .

يونس ، عن ابن إسحاق : حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير ، عن [ ص: 265 ] عروة ، عن عائشة ، قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية في سهم رجل ، فكاتبته ، وكانت حلوة ملاحة ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه ؛ فكرهتها - يعني لحسنها - فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ، سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، وقد كاتبت ، فأعني .

فقال : أوخير من ذلك : أؤدي عنك ، وأتزوجك ؟ فقالت : نعم ، ففعل ، فبلغ الناس ، فقالوا : أصهار رسول الله ! فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق ، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت ، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2023, 03:23 AM   #923


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



فضائل آل بيت النبوة(1)
﴿الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى﴾، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام الشرفاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله... أما بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا﴾(2).

وروى الإمام مسلم في «صحيحه» عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: - وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».

وروى البخاري في «صحيحه» عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- موقوفا عليه: ارقبوا محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في أهل بيته. وقال أبوبكر -رضي الله عنه-: والله لأن أصل قرابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أحب إلي من أن أصل قرابتي.

ففي هذا دليل على علو منزلة أهل بيت النبوة، وروى الإمام مسلم في
«صحيحه» عن عائشة -رضي الله عنها-: دعا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».

وهذا الحديث من طريق مصعب بن شيبة وقد قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، لكن الحديث مروي عن سلمه بن الأكوع بهذا المعنى، وجاء أيضا عن جماعه من الصحابة كما في «تفسير ابن كثير»، ومصعب بن شيبة وإن كان قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، فقد وثقه غيره، وزيادة على هذا أن الدارقطني انتقد على البخاري ومسلم أحاديث، ولم ينتقد هذا الحديث.

وهذا الحديث من الأحاديث التي تدل على منزلة أهل بيت النبوة الرفيعة وذلك الفضل في زمن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبعده إلى أن يأتي المهدي، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول في شأن المهدي وهو من ولد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أي ينتسب إلى فاطمة وعلي: «إنه سيخرج ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».

وفي هذا الحديث رد على من قال إن أهل بيت النبوة قد انقرضوا وأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يخلف أحدا، واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم﴾(3)، يقولون: فعلى هذا فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يخلف أحدا ولا يجوز أن ينتسب إليه أحد.

ولكن هذه للحسن والحسين ولمن انتسب إليهما، فقد قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

وهذا الحديث يعتبر علما من أعلام النبوة، فقد حقن الله دماء المسلمين بسبب الحسن بن علي فقد وجد جيشان جيش مع الحسن وجيش مع معاوية، فرأى الحسن أنه سيفني المسلمون وتنازل لله عز وجل وترك الإمارة لمعاوية. فهذا دليل على أن الحسن والحسين ينتسبان إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

وجاء في «مسند الإمام أحمد» عن ابن عباس قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئا، قال: قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: «دم الحسين وأصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم».

فهذا دليل على أن الحسنين تجوز نسبتهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، بخلاف بقية الناس فإن الشاعر يقول:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
بنوهن أبناء الرجال الأباعد

يعني: بنونا أولاد أبنائنا هم أولادنا، أما بناتنا إذا تزوجن فأولادهن أولاد أزواجهن. لكن هذه خصوصية للحسنين.

وجاء في «مسند الإمام أحمد»: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: «صدق الله ورسوله: ﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».

وجاء في «صحيح البخاري»: أن رجلا سأل ابن عمر عن دم البعوض
-إذا قتله الشخص وهو محرم فأصابه الدم- فقال: ممن أنت، فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وسمعت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا».

وجاء في «صحيح البخاري» من حديث البراء -رضي الله عنه- قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والحسن بن علي على عاتقه يقول: «اللهم إني أحبه فأحبه». وجاء في «جامع الترمذي» من حديث حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

فمنزلتهما رفيعة، وقد ذكر العلماء رحمهم الله الشيء الكثير من مناقب أهل بيت النبوة. فالحسن والحسين وذريتهم المستقيمين منزلتهم رفيعة.

أما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي». رواه البخاري.

فهذا الحديث يدل على فضل علي، ولا يدل على أنه أحق بالخلافة، فإن هارون كان نبيا. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لعلي: «أنت مني وأنا منك».

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «علي مني وأنا منه وهو يقضي ديني».

ودعا بعض الأمويين سعد بن أبي وقاص ليسب عليا، فما فعل، قالوا: ما منعك أن تسب عليا؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فلن أسبه؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول له خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان!! فقال له رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي»، وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قال: فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي عليا» فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ﴿فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم﴾(4) دعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي».

أما الحديث الأول فهو في «الصحيحين» من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: «أين علي»؟ فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم». وهذا الحديث يعتبر علما من أعلام النبوة.

وفي «مسند الإمام أحمد» قال: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني الحسين بن واقد، حدثني عبدالله بن بريدة، حدثني أبي بريدة، قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبوبكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له» فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فلما أن أصبح رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء، وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.

وجاء في «مسند أبي يعلى» من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخذ الراية فقال: «من يأخذها»؟ فقال الزبير: أنا، فقال: «أمط»، ثم قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من يأخذها»؟ فقال رجل: أنا. فقال له النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أمط» ثم قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من يأخذها»؟ فقال رجل آخر: أنا. فقال: «أمط» فأعطاها علي بن أبي طالب وفتح الله على يديه خيبر.

وقد خرج مرحب وهو سيد أهل خيبر يخطر بسيفه ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فبرز له عامر بن الأكوع فقال:

قد علمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر

قال: فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له، فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه.

فخرج علي فقال:

أنا الذي سمتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه.

وهكذا عمرو بن ود العامري فقد قتله علي بن أبي طالب وشارك في قتل ثلاثة من صناديد قريش وأنزل الله عز وجل: ﴿هذان خصمان اختصموا في ربهم﴾(5).

فهذا هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والذي اجتمعت فيه الشجاعة والفقه في الدين والزهد في الدنيا، وارتفعت منزلته حتى صار مستشارا لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- بسبب ما أعطاه الله من الفقه.

ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في علي بن أبي طالب: «من كنت مولاه فعلي مولاه». رواه الترمذي من حديث زيد بن أرقم. وجاء عن ستة من الصحابة: «من كنت وليه فعلي وليه».

وليس في هذا الحديث أن عليا أحق بالخلافة، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يوص بالخلافة، وإنما أشار إشارات أنها لأبي بكر الصديق وهو حديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «ادعي لي أباك وأخاك، حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر».

وهذا كما يقول الإمام الشافعي والطحاوي رحمهما الله: إن الحديث لا يدل على أن عليا أحق بالخلافة، وإنما هو ولاء الإسلام كقوله تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾(6)، وكقوله تعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾(7) فإن قال قائل: فلم خص علي؟. فالجواب: أن خصوصية علي دليل على منزلته الرفيعة.

ففرق بين علو المنزلة، وبين الاستحقاق للخلافة، فقد يكون رجلا من أعلم الناس، ولكن ليس لديه بصيرة بالخلافة، فهل تسلم الخلافة إلى هذا الشخص الذي يعتبر من أعلم الناس، وقد يكون من أشجع الناس، ولكنه قد لا يكون لديه بصيرة لسياسة الرعية. فالسياسة شيء والعلم والزهد والشجاعة شيء آخر. فهذه بعض الأحاديث الواردة في فضل علي -رضي الله عنه-.

وأما فاطمة فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها، ويريبني ما أرابها». رواه البخاري من حديث مسور بن مخرمة.

ويقول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، -رضي الله عنهن- أجمعين».

وجاء في «مسند الإمام أحمد» من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: «مرحبا
بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها: استخصك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حديثه ثم تبكين؟! ثم إنه أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. حتى إذا قبض النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سألتها فقالت: إنه أسر إلي فقال: «إن جبريل -عليه السلام- كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك» فبكيت لذلك، ثم قال: «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة، أو نساء المؤمنين»؟ قالت: فضحكت لذلك.

فهذه فاطمة التي كانت في غاية من الزهد واختار الله عز وجل لها علي ابن أبي طالب، فقد خطبها غير واحد، منهم: أبوبكر، وخطبها بعده عمر، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إنها صغيرة» ثم خطبها علي بن أبي طالب فزوجه بها. وكان مهرها درع علي بن أبي طالب الحطمية.


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2023, 03:24 AM   #924


ذابت نجوم الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : يوم أمس (09:57 PM)
 المشاركات : 3,292,498 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
شكراً: 573
تم شكره 1,045 مرة في 662 مشاركة
افتراضي



فهذه الأدلة المتكاثرة تدل على فضل أهل بيت النبوة.

وبقي: من هم أهل بيت النبوة؟.

إنهم: آل علي، وآل عقيل، وآل عباس، ومن حرمت عليهم الصدقة، فإن قال قائل: فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «اللهم هؤلاء أهل بيتي» وأشار إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فهذا يدل على منزلتهم الرفيعة، ولكنه لا يدل على أن الآخرين ليسوا من أهل البيت، ونساؤه أيضا داخلات في أهل البيت، لأنهن في السياق، حتى كان عكرمة مولى ابن عباس يخرج في الأسواق ويصيح: من شاء باهلته أن أهل بيت النبوة هم نساؤه. فلا، ليس الأمر كما يقول عكرمة، بل نساؤه من أهل بيته.

وقال بعضهم: لو كان نساؤه من أهل بيته لقال الله سبحانه وتعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس?، ولأتى بضمير المؤنث. فالجواب: أن أهل البيت ذكور وإناث، وغلب الذكور كشأن كثير من الآيات كقوله تعالى: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾(8)، يشمل الرجال والنساء.

وهذه الفضائل المتقدمة هل هي تشمل من لم يكن مستقيما؟ فإما أن يكون مبغضا للسنة، وإما أن يكون هاشميا وقد أصبح شيوعيا، أو بعثيا، أو مرتشيا، أو مديرا للضرائب والجمارك، أو موظفا في البنك الربوي، فهل يشمله هذا؟ فأقول: إننا لا نستطيع أن ننفي نسبه إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لكن الفضيلة لا تشمله. بل الفضيلة للمتمسكين بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من أهل بيت النبوة، وأسعد الناس من كان من أهل بيت النبوة وهو من أهل السنة.

فنحن ندعوهم إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أما إذا كان من أهل بيت النبوة وهو مقدام في الشر، فبنو هاشم هم أول من أدخل التلفزيون إلى منطقة (دماج)، وهم أول من أتى بنسائهم إلى الانتخابات في (دماج)، وأما القبائل فقد أصبحوا يستحيون من هذا الفعل.

فإذا كان الأمر كذلك فهل نقول: إن هؤلاء لهم شرف أهل بيت النبوة؟ لا، لا، لا، قال الله سبحانه وتعالى في شأن نوح عند أن قال: ﴿رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين﴾(9). وقال سبحانه وتعالى: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾(10).

وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين﴾(11). وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين﴾(12).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»، ويقول أيضا لبني هاشم: «لا يأتيني الناس بأعمالهم، وتأتوني بأنسابكم». وفي «الصحيحين» من حديث عمرو بن العاص أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلها ببلاها» يعني أصلها بصلتها.

وأما حديث: «كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي»، وظاهره التعارض مع قول الله عز وجل: ﴿فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾(13)، وهو حديث صحيح وقد كنت أقول بضعفه، لأنني لم أستوعب طرقه. وهذا الحديث يدل على أن من كان مستقيما في هذا الزمن، فإنه يشمله هذا الحديث، وليس مجرد زهد وهو يختلس أموال الناس بالحروز والعزائم.

فنريد أن نسلك مسلك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وفاطمة الزاهدة التقية، وهكذا الحسن والحسين -رضي الله عنهما-.

والذي يسب الصحابة ليس له نصيب في هذه الفضيلة، يقول الله سبحانه وتعالى في شأن الصحابة: ﴿لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله
الحسنى﴾(14).


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد , لحبيبنا , مدونه , الله , سمي , وسلم , وعليه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تصويت {لعبه اجمل مدونه } مع (البرنسيسه فاتنة) البرنسيسه فاتنة (همسات المسابقات والفعاليات ) 19 29-03-2019 05:52 PM
تصويت {لعبه اجمل مدونه } مع (البرنسيسه فاتنة) البرنسيسه فاتنة (همسات المسابقات والفعاليات ) 21 21-03-2019 10:48 PM
حكم من مات وعليه ديون ولم يترك وفاء لها ريحانة بغداد ( قسم الفتاوي الاسلامية ) 26 12-11-2018 05:39 PM
مدونه / مطبخ همسات مع الشيف فنجان قهوه فنجان قهوه ( همســـات المطبخ ) 6 27-01-2015 09:41 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010