ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-2017, 11:21 AM   #8


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي



فصل في هديه صلى الله عليه في قيام الليل
...







فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في قيام اللّيل

لم يكن ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
يدع صلاة اللّيل حضراً ولا سفراً،
وإذا غلبه نومٌ أو وجعٌ، صلّى من
النّهار اثنتي عشرة ركعة،

فإذا انضاف ذلك إلى عدد ركعات الفرض، والسُّنن الرّاتبة التي
كان يحافظ عليها، جاء مجموع ورده
الرّاتب باللّيل والنّهار أربعين ركعة،
كان يحافظ عليها دائماً، وما زاد
على ذلك فغير راتبٍ.
فينبغي للعبد أن يواظب على
هذا الورد دائماً إلى الممات،
فما أسرع الإجابة، وأعجل فتح
الباب لِمَن يقرعه كلّ يوم وليلة
أربعين مرّة، والله المستعان.
وكان إذا استيقظ من اللّيل قال:
"لا إله إلاّ أنتَ سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك
رحمتك،
اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي
بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمةً إنّك أنتَ الوهّاب".






وكان وتره أنواعاً منها: هذا.


ومنها: أن يصلّي ثماني ركعات
يسلّم بعد كلّ ركعتين، ثم يوتر
بخمسٍ سرداً متواليات، لا يجلس
إلاّ في آخرهن.
ومنها: تسع ركعات يسرد منهن
ثمانياً، لا يجلس إلاّ في الثّامنة،
يجلس فيذكر الله، ويحمده ويدعوه،
ثم ينهض ولا يسلّم، ثم يصلّي التّاسعة، ثم يقعد فيتشهّد
ويسلّم،
ثم يصلّي بعدها ركعتين بعد ما يسلّم.
ومنها: أن يصلّي سبعاً، كالتّسع المذكورة، ثم يصلّي بعدها
ركعتين جالساً.
ومنها: أن يصلي مثْنَى مثنَى،
ثم يوتر .

وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه
وسلّم ـ يسّر بالقرآن في صلاة تارةً، ويجهر بارةً، ويطيل
القيام تارةً، ويخفّفه تارةً.






وكان يصلّي التّطوّع باللّيل والنّهار
على راحلته في السّفر، قِبَل أيِّ
وجه توجهت به، فيركع ويسجد
عليها إيماءً،ويجعل سجوده أخفض
من ركوعه.


 

رد مع اقتباس
قديم 27-04-2017, 11:22 AM   #9


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي




فصل في هديه صلى الله عليه في الجمعة
وذكر خصائص يومها

"خير يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة،


فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أدخل الجنة،


وفيه أخرجَ منها، ولا تقوم السّاعة إلاّ في

يوم الجمعة".
ورواه في (الموطّأ)، وصحّحه التّرمذي ـ

أيضاً ـ بلفظٍ: "خير يومٍ طلعت فيه الشّمس،
فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيبَ عليه،
وفيه مات، وفيه تقوم السّاعة، وما من
دابةٍ إلاّ وهي مصيخة يوم الجمعة من حين
تصبح حتى تطلع الشّمس شفقاً من السّاعة،
إلاّ الجنّ والإنس، وفيها ساعةٌ لا يُصادفها عبد مسلم، وهو يصلّي يسأل الله
شيئاً إلاّ
أعطاه الله إيّاه".
قال كعب: ذلك في كلّ سنة يوم.

فقلت: بل كلّ جمعة. فقرأ التّوراة فقال:

صدق رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ.

قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام،

فحدّثته بمجلسي مع كعبٍ، فقال:

لقد علمت أيَّ ساعةٍ هي. قلت:

فأخبرني بها. قال: هي آخر ساعةٍ في

يوم الجمعة. فقلت: كيف؟

وقد قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ:

"لا يُصادفها عبد مسلم وهو يصلّي"

وتلك السّاعة لا يصلى فيها؟

فقال ابن سلام: ألم يقل رسول الله ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ: "مَن جلس مجلساً

ينتظر الصّلاة فهو في صلاةٍ حتى يصلّي؟".

وفي لفظٍ في (مسند أحمد) في حديث

أبي هريرة قال: قيل للنَّبِي ـ صلّى الله عليه

وسلّم ـ: لأيّ شيء سمي يوم الجمعة؟

قال: "لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم،

وفيها الصّعقة والبعثة، وفيها البطشة،

وفي آخره ثلاث ساعات، منها ساعة

مَن دعا الله فيها استجيب له".







وذكر ابن إسحاق عن عبد الرّحمن بن كعب





بن مالك قال: كنت قائد أبي حين كفّ بصره،

فإذا خرجت به إلى الجمعة، فسمع الأذان

لها، استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة،

فكنت حيناً أسمع ذلك منه، فقلت:

إنّ عجزاً أن لا أسأله؟ فقلت: يا أبتاه! أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلّما سمعت

الأذان بالجمعة؟ قال: أي بني كان

أسعد أوّل مَن جمّع بنا بالمدينة قبل

مقدم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ،

في هزْمِ النّبيت من حرة بني بَيَاضة، في

نقيع يقال له: نقيع الخضمات. قلت:

وكم أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعون رجلاً.

قال البيهقي: هذا حسن صحيح الإسناد.

انتهى.
ثم قدم رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ المدينة، فأقام بقباء يوم الإثنين

والثّلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس
مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة،
فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف،
فصلاّها في المسجد الذي في بطن الوادي
قبل تأسيس مسجده.



وكان من هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ

تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه

بخصائص منها:

أنّه يقرأ في فجره بـ: (آلم السّجدة) و

{هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ} ،

[الإنسان، من الآية: 1]،

فإنّهما تضمنتا ما كان وما يكون في يومها.

ومنها: استحباب كثرة الصّلاة فيه على

النَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ،

وفي ليلته؛ لأنّ كلّ خيرٍ نالته أمّته في الدّنيا والآخرة، فعلى يديه،

وأعظم كرامة تحصل

لهم يوم الجمعة،: فإنّ فيه بعثهم إلى

منازلهم في الجنة، وهو يومُ المزيد لهم

إذا دخولها، وقربُهم من ربّهم يوم المزيد،

وسبقهم إلى الزّيادة بحسب قربهم من

الإمام يوم الجمعة، وتبكيرهم إليها.

ومنها: الاغتسال في يومها، وهو أمر

مؤكّد جدّاً، ووجوبه أقوى من وجوب

الوضوء من مسّ الذّكر، والرّعاف، والقيء،

ووجوب الصّلاة على النّبِيّ ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ في التّشهّد الأخير.

ومنها: الطّيب والسّواك، ولها مزية فيه

على غيره.

ومنها: التّبكير، والاشتغال بذكر الله تعالى،

والصّلاة إلى خروج الإمام.

ومنها: الإنصات للخطبة وجوباً.

ومنها: قراءة (الجمعة) و(المنافقين)

أو (سبّح) و(الغاشية).

ومنها: أن يلبس فيه أحسن ثيابه.

ومنها: أنّ للماشي إليها بكلّ خطوةٍ

عملُ سنة، أجر صيامها وقيامها.

ومنها: أنّه يكفّر السيّئات.
ومنها: ساعة الإجابة.








كان ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا خطب





احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه،

حتى كأنّه منذر جيشٍ يقول: صبّحكم ومسّاكم.
وكان يقول في خطبته: "أمّا بعد"

ويقصرُ الخطبة، ويطيل الصّلاة.
وكان يشير في خطبته بإصبعه السّبّابة
عند ذكر الله ودعائه.
وكان يأمر بالدّنوّ منه والإنصات، ويخبر:

"أنّ الرّجل إذا قال لصاحبه: أنصت. فقد لغا.

ومَن لغا فلا جمعة له".




وكان إذا صلّى الجمعة دخل منْزله،
فصّلى ركعتين سنّتها، وأمر مَن صلاّها
أن يصلّي بعدها أربعاً. قال شيخنا:
إذا صلّى في المسجد صلّى أربعاً.
وإن صلّى في بيته صلّى ركعتين.



 

رد مع اقتباس
قديم 27-04-2017, 11:22 AM   #10


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي




فصل في هديه صلى الله عليه في سفره وعيادته فيه
...

فصل:في هديه-صلّى الله عليه وسلّم
-في سفره وعباداته فيه
كانت أسفاره ـ صلّى الله عليه وسلّم
ـ دائرة بين أربعة أسفارٍ: سفرٍ لهجرته،
وسفرٍ للجهاد، وهو أكثرها، وسفرٍ
للعمرة، وسفرٍ للحج.
وكان إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه،
ولما حجّ سافر بِهِنَّ جميعاً، وكان إذا
سافر، خرج من أوّل النّهار، وكان
يستحبّ الخروج يوم الخميس، ودعا الله
أن يبارك لأمّته في بكورها، وكان إذا
بعث سريّةً أو جيشاً، بعثهم من أوّل
النّهار، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة
أن يؤمّروا أحدهم، ونهى أن يسافر
الرّجل وحده،

وذكر عنه أنّه كان يقول حين ينهض
للسّفر: "اللهم إليك توجّهت، وبك
اعتصمت، اللهم اكفني ما أهمني وما
لا أهتمّ له، اللهم زودني التّقوى،
واغفر لي ذنْبِي، ووجّهني للخير أينما توجّهت".
وكان إذا قدمت له دابته ليركبها يقول:
"بسم الله" حين يضع رجله في الرّكاب،
فإذا استوى على ظهرها قال:
"الحمد لله الذي سخّر لنا هذا وما كان
له مُقرنين، وإنا إلى ربّنا لمنقلبون" ،
ثم يقول : "الحمد لله، الحمد لله،
الحمد لله". ثم يقول: "الله أكبر،
الله أكبر، الله أكبر". ثم يقول:
"سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي،
إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنتَ".


وكان يقول: "اللهم إنّا نسألك في سفرنا
هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى،
اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، وَاطْوِ
عنّا بُعْده، اللهم أنتَ الصّاحب في
السّفر، والخليفة في الأهل، اللهم
إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل
والمال" .
وإذا رجع قالهن، وزاد: "آيبون، تائبون،
عابدون لربّنا حامدون".
وكان هو وأصحابه إذا عَلَوْا الثّنايا كبّروا،
وإذا هبطوا الأودية سبّحوا.
وكان إذا أشرف على قريةٍ يريد دخولها
يقول: "اللهم ربّ السّموت السّبع
وما أظللن، وربّ الأرضين السّبع
وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن،
وربّ الرّياح وما ذرين، أسألك خير
هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها،
وأعوذ بك من شرّها، وشرِّ أهلها،
وشرّ ما فيها".
وكان يقصر الرّباعية،
وكان من هديه ـ صلّى الله عليه
وسلّم ـ الاقتصار على الفرض، ولم
يحفظ عنه أنّه صلّى السّنة قبلها
ولا بعدها إلاّ سنّة الفجر والوتر، ولكن
لم يمنع من التّطوّع قبلها ولا بعدها،
فهو كالتّطوّع المطلق، لا أنّه سنة
راتبة للصّلاة.
وكان من هديه ـ صلّى الله عليه
وسلّم ـ صلاة التّطوّع على راحلته اين

توجّهت به، وكان يُومئ في ركوعه،
وكان إذا أراد أن يرتحل قبل أن تزيغ
الشّمس أخّر الظّهر إلى العصر، فإن
زالت قبل أن يرتحل صلّى الظّهر،
ثم ركب.
وكان إذا أعجله السّير أخّر المغرب
حتى يجمع بينها وبين العشاء،
ولم يكن من هديه الجمع راكباً
ولا حال نزوله.



 

رد مع اقتباس
قديم 27-04-2017, 11:23 AM   #11


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي



فصل في هديه صلى الله عليه في قراءة القرآن
...



فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم
ـ في قراءة القرآن
كان له حزب لا يخلّ به، وكانت قراءته
ترتيلاً حرفاً حرفاً، ويقطِّع قراءته آيةً آيةً،
ويمدّ عند حروف المدّ، فيمد الرّحمن،
ويمدّ الرحيم.
وكان يستعيذ في أوّل القراءة، فيقول:
"أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم".
وربّما قال: "اللهم إنّي أعوذ بك من
الشّيطان الرّجيم من هَمْزِهِ ونفخه ونَفثه" .
وكان يحبّ أن يسمع القرآن من غيره،
وأمر ابن مسعود، فقرأ وهو يسمع،
وخشع حتى ذرفت عيناه.
وكان يقرأ قائماً وقاعداً ومضطجعاً
ومتوضّئاً ومحدثاً إلاّ الجنابة، وكان يتغنى
به، ويرجّع صوته أحياناً.
وحكى ابن المغفّل ترجيعه آ آ آ ثلاث
مرات، ذكره البخاري.

والتّغنِّي على وجهين:
أحدهما: ما اقتضته الطّبيعة من غير
تكلّف، فهذا جائز وإن أعان طبيعته
بفضل تزيين، كما قال أبو موسى للنَّبِيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم

"لو علمتُ أنّك تستمع لحبّرتُه لك تحبيراً"
، أي: لحسّنتُه لك تحسيناً، وهذا هو
الذي كان السّلف يفعلونه، وعليه تحمل
الأدلّة كلّها.
والثّاني: ما كان صناعة من الصّنائع،
كما يتعلم أصوات الغناء بأصناف الألحان
على أوزان مخترعة، فهذه هي التي
كرهها السّلف،وأدلّة الكراهة تتناول هذا.



 

رد مع اقتباس
قديم 27-04-2017, 11:29 AM   #12


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي



فصل في هديه صلى الله عليه في زيارته المريض
...


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ

في زيارة المرضَى

كان يعود مَن مَرِضَ من أصحابه، وعاد

غلاماً كان يخدمه من أهل الكتاب، وعاد

عمّه وهو مشرك، وعرض عليهما

الإسلام فأسلم اليهودي.

وكان يدنو من المريض، ويجلس عند

رأسه ويسأله عن حاله، وكان يمسح

بيده اليمنى على المريض، ويقول:

"اللّهمّ ربّ النّاس، أذهب البأس،

واشفِ أنتَ الشّافي لا شفاء إلاّ شفاؤك

شفاء لا يغادر سقماً" .

وكان يدعو للمريض ثلاثاً، كما قال:

"اللّهمّ اشفِ سعداً" ثلاثاً، وكان إذا دخل

على المريض يقول : "لا بأس، طهور

إن شاء الله "،وربّما قال:"كفارة وطهور".

وكان يرقي مَن كان به قرحة أو جرح

أو شكوى فيضع سبابته بالأرض،

ثم يرفعها ويقول: "بسم الله تربة أرضنا

بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن الله

ربّنا". وهذا في (الصّحيحين)،

وهو يبطل اللّفظة التي جاءت في حديث السّبعين ألفاً: "لا يرقون" وهو غلط من الرّاوي.

ولم يكن من هديه أن يخصّ يوماً بالعيادة،

ولا وقتاً، بل شرع لأمّته عيادة المريض

ليلاً ونهاراً.

وكان يعود من الرّمد وغيره، وكان أحياناً

يضع يده على جبهة المريض، ثم يمسحُ

صدره وبطنه، ويقول: "اللهم اشفه".
وكان يمسح وجهه أيضاً، وإذا أيس من المريض قال: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون ".


 

رد مع اقتباس
قديم 27-04-2017, 11:29 AM   #13


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي




فصل في هديه صلى الله عليه في الزكاة
...


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الزّكاة


كان هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فيها أكمل هديٍ في وقتها وقدرها ونصابها،


ومَن تجب عليه، ومصرفها، قد راعى فيها مصلحة أرباب الأموال، ومصلحة


المساكين، وجعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ طهرةً للمال ولصاحبه، وقيد النّعمة


بها على الأغنياء، فما زالت النّعمة بالمال عن مَن أدّى زكاته، بل يحفظه عليه


وينمّيه.


ثم إنّه جعلها في أربعة أصنافٍ من المال وهي أكثر الأموال دوراً بين الخلق،


وحاجتهم إليها ضرورية:


أحدها: الزّرع والثّمار.


والثّاني: بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم.

الثّالث: الجوهران اللّذان بهما قوام العالم، وهما: الذّهب والفضّة.

الرّابع: أموال التّجارة على اختلاف أنواعها.

ثم إنّه أوجبها في كلّ عامٍ، وجعل حول الثّمار والزّرع عند كمالهما واستوائهما،

وهذا أعدل ما يكون، إذ وجوبها كلّ شهرٍ أو جمعةٍ مما يضرّ بأرباب الأموال،

ووجوبها في العمر مرّة مما يضرّ بالمساكين.

ثم إنّه فاوت
بين مقادير الواجب بحسب السّعي في التّحصيل، فأوجب الخمس فيما

صادفه الإنسان مجموعاً محصَّلاً وهو الرّكاز، ولم يعتبر له حولاً.

وأوجب نصفه وهو العشر فيما كان مشقّة تحصيله فوق ذلك، وذلك في

الثّمار والزّروع التي يباشر حرثها، ويتولّى الله سقيها بلا كلفة من العبد،

وأوجب نصف العشر فيما يتولى العبد سقيه بالكلفة والدّوالي والنّواضح

ونحوهما، وأوجب نصف ذلك وهو ربع العشر فيما كان النّماء فيه موقوفاً على

عملٍ متّصلٍ من ربّ المال، متتابع بالضّرب في الأرض تارةً، وبالإدارة تارةً،

وبالتّربّص تارةً.

ثم إنّه لما كان لا يحتمل كلّ مالٍ المواساة، جعل للمال الذي تحتمله

المواساة نصباً مقدّرة المواساة فيها، لا تجحف بأرباب الأموال، وتقع موقعها

من المساكين، فجعل للورق مائتي درهم، وللذّهب عشرين مثقالاً،

وللحبوب والثّمار خمسة أوسقٍ وهي خمسة أحمال من أحمال إبل العرب،

وللغنم أربعين شاة، وللبقر ثلاثين، وللإبل خمساً، لكن لما كان نصابها

لا يحتمل المواساة من جنسه، أوجب فيه شاة.
فإذا تكررت الخمس خمس مرّات، وصارت خمساً وعشرين، احتمل نصابها

واحداً منها، ثم إنّه لما قد قدّر سنّ هذا الواجب في الزّيادة والنّقصان بحسب
كثرة الإبل وقلّتها من ابن مخاض وبنت مخاض، وفوقه ابن لبون وبنت لبون،
وفوقه الحقّ والحقّة، وفوقه الجذع والجذعة، وكلّما كثرت الإبل زاد السّن إلى
أن يصل السّن إلى منتهاه، فحينئذٍ جعل زيادة عدد الواجب في مقابلة زيادات
عدد المال، فاقتضت حكمته أن جعل في الأموال قدراً يحتمل المواساة،
ولا يجحف بها، ويكفي المساكين، فوقع الظّلم من الطّائفتين، الغني بمنعه
ما أوجب عليه، والآخذ بأخذه ما لا يستحقّه، فتولد من بين الطّائفتين ضرر
عظيم على المساكين1.
والله ـ سبحانه ـ تولّى قسمة الصّدقة بنفسه، وجزّأها ثمانية أجزاء يجمعها

صنفان:

أحدهما: مَن يأخذ لحاجةٍ، فيأخذ بحسب شدّة الحاجة وضعفها، وكثرتها وقلّتها،

وهم الفقراء، والمساكين، وفي الرّقاب، وابن السّبيل.
والثّاني: مَن يأخذ لمنفعته وهم: العاملون عليها، والمؤلَّفة قلوبهم،

والغارمون لإصلاح ذات البين، والغزاة في سبيل الله، فإنّ لم يكن الآخذ محتاجاً،
ولا منفعة فيه للمسلمين، فلا سهم له في الزّكاة.
فصل

وكان إذا علم من الرّجل أنّه من أهلها أعطاه، وإن سأله منها مَن لا يعرف حاله

أعطاه بعد أن يخبره أنّه لا حظّ فيها لغنيٍّ، ولا لقويٍّ مكتسب.

وكان من هديه تفريقها على المستحقّين في بلد المال، وما فضل عنهم منها

حمل إليه ففرقه، وكذلك كان يبعث سعاته إلى البوادي، ولم يكن يبعثهم إلى

القرى، بل أمر معاذاً أن يأخذها من أهل اليمن ويعطيها فقراءهم.

ولم يكن من هديه أن يبعث سعاته إلاّ إلى أهل الأموال الظّاهرة من المواشي

والزّرع والثّمار، وكان يبعث الخارص يخرص على أهل النّخيل تمر نخيلهم،

وعلى أهل الكروم كرومهم، وينظر كم يجيء منه وسقاً، فيحسب عليهم من

الزّكاة بقدره، وكان يأمر الخارص أن يدع الثّلث أو الرّبع، فلا يخرصه لما يعرو

النّخيل من النّوائب.

وكان هذا الخرص لكي تحصى الزّكاة قبل أن تؤكل الثّمار، وتفرق، وليتصرف

فيها أربابها بما شاؤوا ويضمنوا قدر الزّكاة.
ولم يكن من هديه أخذها من الخيل، ولا الرّقيق، ولا البغال، ولا الحمير،

ولا الخضروات، ولا المباطخ، ولا المقاثي والفواكه التي لا تكال، ولا تدخر،
إلاّ العنب والرّطب، فلم يفرق بين رطبه ويابسه، وكان إذا جاء الرّجل بالزّكاة
دعا له، فتارةً يقول: "اللهم بارك فيه وفي إبله" ، وتارةً يقول:
"اللهم صلِّ عليه".

ولم يكن من هديه أخذ كرائم الأموال بل وسطه، وكان ينهى المتصدّق

أن يشتري صدقته، وكان يبيح للغنيّ أن يأكل منها إذا أهداها إليه الفقير،

وكان أحياناً يستدين لمصالح المسلمين على الصّدقة، وكان يسم إبل الصّدقة

بيده، وإذا عراه أمر استسلف الصّدقة من أربابها، كما استسلف من العبّاس

صدقة عامين.

وفرض زكاة الفطر عليه، وعلى مَن يمونه من صغيرٍ وكبيرٍ صاعاً من تمرٍ أو

شعيرٍ أو أقط أو زبيبٍ، وروي عنه: "صاعاً من دقيقٍ" ، وروي عنه:

"نصف صاعٍ من برٍّ". مكان الصّاع من هذه الأشياء، ذكره أبو داود،

وفي (الصّحيحين) أنّ معاوية هو الذي قوّم ذلك.

وكان من هديه إخراجها قبل صلاة العيد، وفي (الصّحيحين) عن ابن عمر

قال: أمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بزكاة الفطر أن تؤدّى قبل

خروج النّاس إلى الصّلاة.

وفي (السنن) عنه: "مَن أدّاها قبل الصّلاة، فهي زكاة مقبولة، ومَن أدّاها

بعد الصّلاة، فهي صدقة من الصّدقات".

ومقتضى هذين الحديثين أنّه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، وأنّها تفوت

بالفراغ من الصّلاة، وهذا هو الصّواب، ونظيره ترتيب الأضحية على صلاة الإمام،

لا على وقتها، وأنّ مَن ذبح قبلها، فهي شاة لحمٍ.
وكان من هديه تخصيص المساكين بها، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثّمانية،

ولا فعله أحد من أصحابه، ولا مَن بعدهم.


 

رد مع اقتباس
قديم 27-04-2017, 11:30 AM   #14


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,303 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
شكراً: 445
تم شكره 511 مرة في 344 مشاركة
افتراضي



فصل في هديه صلى الله عليه في صدقته التطوع


...


فصل: في هديه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في صدقة التّطوّع

كان أعظم النّاس صدقةً بما ملكت يده، ولا يستكثر شيئاً أعطاه لله، ولا يستقله، وكان لا يسأل أحدٌ
شيئاً عنده إلاّ أعطاه، قليلاً كان أو كثيراً، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما أخذه،
وكان إذا عرض له محتاج، آثره على نفسه
وكان يتَنوع في أصناف إعطائه وصدقته، فتارةً بالهدية، وتارةً بالصّدقة، وتارةً بالهبة، وتارةً بشراء الشّيء،
ثم يعطي البائع السّلعة والثّمن، ويقبل الهدية، ويكافئ عليها بأكثر منها،
وكان مَن خالطه لا يملك نفسه عن السّماحة، ولذلك كان أشرح الخلق صدراً، وأطيبهم نفساً، فإنّ
للصّدقة والمعروف تأثيراً عجيباً في شرح الصّدر،
وأعظم أسباب شرح الصّدر التّوحيد، وعلى حسب كماله وقوّته وزيادته
يكون انشراح صدر صاحبه، قال الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} ،
[الزّمر، من الآية: 22].


ومنها: النّور الذي يقذفه الله في القلب، وهو نور الإيمان، وفي التّرمذي مرفوعاً: "إذا دخل النّورُ

القلبَ انفسح وانشرح". الحديث.

ومنها: العلم، فإنّه شرح الصّدر، ويوسّعه، وليس هذا لكلّ علمٍ، بل للموروث عن الرّسول ـ

صلّى الله عليه وسلّم ـ.

ومنها: الإنابة إلى الله، ومحبّته بكلّ القلب، وللمحبّة تأثير عجيب في انشراح الصّدر، وطيب النّفس،

وكلّما كانت المحبّة أقوى كان الصّدر أشرح، ولا يضيق إلاّ عند رؤية البطّالين.

ومنها: دوام الذّكر، فللذّكر تأثير عجيب في انشراح الصّدر.

ومنها: الإحسان إلى الخلق، ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنّفع بالبدن، وأنوا الإحسان.

ومنها: الشّجاعة، فإنّ الشّجاع منشرح الصّدر.

وأمّا سرور الرّوح ولذّّتّها، فمحرّم على كلّ جبّان، كما هو محرّم على كلّ بخيلٍ، وعلى كلّ معرضٍ عن الله،

غافلٍ عن ذكره، جاهلٍ به وبدينه، متعلق القلب بغيره، ولا عبرة

بانشراح صدر هذا لعارضٍ، ولا يضيق صدر هذا لعارضٍ، فإنّ العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنّما المعوّل

على الصّفة

التي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهي الميزان.
ومنها: ـ بل من أعظمها ـ إخراج دغل القلب من الصّفات المذمومة. ومنه ترك فضول النّظر والكلام،

والاستماع والخلطة، والأكل والنّوم.



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الرسول , الفصول , شجرة , في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ سراج منير ( همســـــات الإسلامي ) 8 23-04-2017 05:46 PM
موسوعة هل تعلم ؟! غلا الكويت ( حدث في مثل هذا اليوم // هل تعلم ) 107 02-05-2015 11:06 PM
موسوعة رجال حول الرسول شـوش آلشـريف (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 16 07-06-2014 12:44 AM
رجال حول الرسول كحلقات من نور حزن الذكريآت (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 36 20-03-2014 11:53 AM
50 معلومة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم علاء الدين (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 13 18-10-2013 09:37 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010