27-04-2017, 11:08 AM | #8 |
| • رِفْقُ الرئيسِ بمَرءوسيه : بألَّا يَشُقَّ عليهم ، ولا يتعالى عليهم بمَنصبه ، ولا يَحرمهم مِن مُستحَقَّاتِهم بدونِ سَبَبٍ واضِحٍ ، سواءٌ أكان رئيسَ دولةٍ ، أو مُديرَ مَصلحةٍ ، وقد قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( اللهم مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا ، فشَقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، ومَن وَلِىَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا ، فرَفَقَ بهم ، فارفُق به ) رواه مُسلم . |
|
27-04-2017, 11:09 AM | #9 |
| • الرِّفْقُ بغيرِ المُسلمين المُسالِمين ما لم يُؤذُوا المُسلمين : وذلك بحُسنِ مُعاملتِهم ، وعدمِ الإساءةِ لهم بقولٍ أو فِعل ، والعَدلِ معهم ، وعدم ظُلمِهم ، قال اللهُ تعالى : (( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) المُمتحِنة/8 . وهذا لا يعني مُشاركتَهم في أعيادِهم ، أو تَهنئَتَهم بها ؛ لأنَّ هذا يُعَدُّ موالاةً لهم ، وتأييدًا لهم على باطِلِهم . وكذلك لا يعني التَّشَبُّهَ بهم في أفعالِهم المُخالِفةِ لدينِ اللهِ عزَّ وجل . قال رَبُّنا سُبحانه : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) المائدة/51 ، وقال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( مَن تشبَّهَ بقومٍ فهو مِنهم ) صحيح الجامِع . |
|
27-04-2017, 11:09 AM | #10 |
| • الرِّفْقُ في المَعيشة : ويكونُ بأن يعيشَ المُسلِمُ على قَدر إمكانياتِهِ المَادِية ، فلا يُنفِقُ الكثيرَ مِنَ الأموالِ في الطعامِ والشرابِ واللباسِ والمَسكنِ وغير ذلك مِنَ الكمالياتِ أو الأشياء الثانوية التي لا حاجةَ لها في البيت ، بل يُنفِقُ على قَدرِ حاجتِه . وفي نفسِ الوقتِ لا يَقتُرُ على نَفسِه أو على أهلِ بيتِهِ ، قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( دِينارٌ أنفقتَه في سبيل الله ، ودِينارٌ أنفقتَه في رقبة ، ودِينارٌ تصدَّقتَ به على مِسكين ، ودِينارٌ أنفقتَه على أهلِكَ ، أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلِكَ ) رواه مُسلِم . وللأسف ، كثيرٌ مِنَ المُسلمين اليوم لا يعرفون الرِّفقَ في مَعيشتِهم ؛ فيشترونَ كُلَّ جديدٍ في السُّوق ، ويجرون وراء المَوضة والمُوديلات ، بل قد يشترون مِنَ المأكولات ما لا يُحِبُّونه أو يشتهـونـه ، ويسعون لامتلاكِ العقارات والسيارات ، وغيرِها مِمَّا لا حاجةَ لهم فيه ، فيُصبحون بذلك مِنَ المُبذِّرين ، الذين قال اللهُ – تعالى – عنهم : (( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ )) الإسراء/27 . والرِّفْقُ في المَعيشةِ مَطلوبٌ مِنَ المُسلِمِ ؛ حتى يَسعَدَ في حياتِهِ ، ولا يَشقَى بكثرةِ حاجِيَّاتِهِ ومُتطلباتِه . |
|
27-04-2017, 11:10 AM | #11 |
| • الرِّفْقُ بالحيوانات والطيور : ويكونُ ذلك بعدم ضربها ، أو حَبسِها ، أو وضعِ أحمالٍ ثقيلةٍ عليها ؛ كالحِمَارِ والجَمَلِ والحِصَان ، وكذلك بتوفيرِ طعامِها وشرابها . عن عبد الله بن جعفر قال : ( أردفني رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - خلفه ذات يومٍ ، فأَسَرَّ إليَّ حديثًا لا أُحَدِّثُ به أحدًا مِنَ الناس ، وكان أَحَبَّ ما استَتَر به رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - لحاجتِهِ هَدفٌ أو حائِشُ نَخلٍ ، فدخل حائطًا لرجلٍ مِنَ الأنصار ، فإذا جَمَلٌ ، فلَمَّا رأى النبيَّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - حَنَّ وذَرَفَت عيناه ، فأتاه النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فمَسَحَ ذفراه ، فسَكَتَ ، فقال : مَن رَبُّ هذا الجَمَل ؟ لِمَن هذا الجَمَل ؟ فجاء فتىً مِنَ الأنصار فقال : لي يا رسولَ الله ، فقال : أفلا تَتَّقِي اللهَ في هذه البهيمةِ التي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاها ، فإنَّه شكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئِبُه ) يعني : تُتعِبُه وتُكِدُّه .. رواه أبو داود ، وصَحَّحه الألبانيُّ . وقد ( عُذِّبَت امرأةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هِيَ أطعمتها ولا سقتها إذ حَبَسَتها ، ولا هِيَ تركتها تأكلُ مِن خَشاشِ الأرض ) مُتفقٌ عليه . وقال أنسُ بنُ مالِكٍ – رَضِيَ اللهُ عنه – لغِلمانٍ أو فِتيانٍ نَصَبُوا دجاجةً يرمونها : ( نَهَى النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – أنْ تُصبَرَ البهائِمُ ) مُتفقٌ عليه . قال العُلماءُ : صَبْرُ البهائِمِ : أنْ تُحبَسَ وهِيَ حَيَّةٌ ؛ لِتُقتَلَ بالرَّمي ونَحْوِهِ . ومِن الرِّفقِ بالحيوانِ أيضًا : الإحسانُ في ذَبْحِهِ ، وهو ما ورد في حديثِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ اللهَ كَتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شيء ، فإذا قَتَلتُم فأحسِنُوا القِتْلَة ، وإذا ذَبَحتُم فأحسِنُوا الذِّبْحَة ، وليُحِدّ أحدُكم شَفرتَه ، وليُرِح ذَبيحتَه ) رواه مُسلم . |
|
27-04-2017, 11:11 AM | #12 |
| • الرِّفْقُ بالجَمَادات : وذلك بالمُحافظةِ على ما يمتلِكُه المُسلِمُ مِن أدواتٍ وأجهزةٍ وأثاث ، وعدم إتلافِها ، أو إهمالِها ، أو إساءةِ استعمالِها . وانظري لهذه التي أرادت أن تُطيلَ عباءَتها قليلاً ، فبدأت تَفُكُّ الثنيةَ الموجودةَ بها بِشِدَّة ، فانقطعت عباءَتُها ، فعضَّت على شَفَتِها ، وقالت : لو تعاملتُ معها برِفقٍ لَمَا حَدَثَ هذا . وهذا الذي أغلقَ البابَ بعُنفٍ ، فجُرِحَت يدُه . ونبيُّنا – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – يقول : ( إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شئٍ إلَّا زانَه ، ولا يُنزَعُ مِن شئٍ إلَّا شانَه ) رواه مُسلم . |
|
27-04-2017, 11:11 AM | #13 |
| والرِّفْقُ في حياتِنا يُشبِهُ النَّسيمَ في رِقَّتِه ، والماءَ في عُذوبَتِهِ ، والعسلَ في حلاوتِهِ . و ( مَن يُحرَم الرِّفْقَ ، يُحرَم الخيرَ كُلَّه ) رواه مُسلم ، كما أخبر بذلك نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم . |
|
27-04-2017, 11:12 AM | #14 |
| ومِن ثمراتِ الرِّفْق : أنَّه يُؤلِّفُ بين القلوبِ ، ويُزيلُ ما بها مِن غِلٍّ وبُغضٍ وشحناء . كما أنَّه يَمنحُ صاحِبَه راحةً نفسيةً ، وطُمأنينةً قلبيةً ، ويُوجِدُ مَحَبَّتَهُ في قلوبِ الناس . والرِّفْقُ يجعلُ المُسلِمَ لا ينتقِمُ لنفسِهِ أبدًا ، ولا يَغضبُ لها ، بل يغضبُ للهِ إذا انتُهِكَت حُرُماتُه ، وقد كان هذا خُلُقَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ؛ قالت عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها : ( ... وما انتقمَ رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – لنفسِهِ في شئٍ قَط ، إلَّا أنْ تُنتَهَكَ حُرمَةُ الله ، فينتقِم للهِ تعالى ) مُتفقٌ عليه . ومِن ثمراتِ الرِّفْقِ أيضًا : أنَّ الإنسانَ الرَّفيقَ ينجو مِنَ النارِ بإذن الله سُبحانه ؛ لقولِ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( ألَا أُخبركُم بِمَن يَحْرُمُ على النار ، أو بِمَن تَحْرُمُ عليهِ النار ؟ تَحْرُمُ على كُلِّ قريبٍ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهلٍ ) صحيح الجامِع . فلنتحلَّى جميعًا بهذا الخُلُقِ الحميد ، ولنبتعِد عن الغضبِ والشِّدَّةِ والعُنف . ولنتذكَّر وَصيَّةَ نبيِّنا وحبيبِنا وقُدوتِنا - مُحمد بن عبد الله - عليه الصلاةُ والسَّلامُ - لِمَن طلبَ منهُ الوصيةَ : ( لا تَغضَب ) ، بل لم يكتفِ بقولِها مرةً واحدةً ، ( فرَدَّدَ مِرارًا قال : لا تَغضَب ) رواه البُخاريُّ . ولنتأمَّل مَلِيًّا هذا الحديث : ( إنَّ اللهَ رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ ، ويُعطي على الرِّفقِ ما لا يُعطي على العُنفِ ، وما لا يُعطي على ما سِواه ) رواه مُسلِم . فإذا كان اللهُ عَزَّ وجلَّ يُحِبُّ هذه الصِّفةَ الجميلةَ ، وهذا الخُلُقَ الحَسَنَ ، فكيف لا نتَّصِفُ به دائمًا ، ولا نتخلَّقُ به ؟!! وكيف نجعلُ الغضبَ والغِلظةَ مُلازِمَيْنِ لنا في كُلِّ موقفٍ ؟!! فلنستخدِم الرِّفقَ في كُلِّ شئونِ حياتِنا ؛ حتى نسعَدَ ونُسعِدَ مَن حولنا ، بجميلِ أخلاقِنا ، وبتطبيقنا لِهذا الخُلُقِ الذي تخلَّقَ به نبيُّنا وحبيبُنا – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – وحَثَّنا عليه . رَزَقنا اللهُ وإيَّاكنَّ الرِّفقَ وحًسنَ الخُلُق ، وجعلنا هُداةً مُهتدين ، غيرَ ضالِّين ولا مُضِلِّين . جَزَى اللهُ كُلَّ مَن كَتَبَه ، أو قرأه ، أو نَشَرَه ، أو طَبَعَه ووزَّعَه ، خيرَ الجزاء . وأسألُ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - أن يرزُقَني وإيَّاكُنَّ الإخلاصَ في القولِ والعمل ، وأن يتقبَّلَ مِنَّا جميعًا صالحَ الأعمال . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
رقته , في , كالنسيم |
| |