08-08-2021, 01:17 PM | #16 |
| قال الأديب : محمد بن عبد الله بن عثيمين رحمه الله هُوَ المَوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ = متى حُطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ نُشاهدُ ذا عَينَ اليَقينَ حَقيقَةً = عَلَيهِ مضى طِفلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ وَلكن عَلى الرانِ القُلوبُ كَأَنَّنا = بِما قد عَلمناهُ يَقيناً تُكذِّبُ نُؤَمِّلُ آمالاً وَنرجو نِتاجَها = وَعلَّ الرَدى مِمّا نُرَجّيهِ أَقرَبُ وَنَبني القصورَ المُشمخِرّاتِ في الهَوى = وَفي عِلمِنا أَنّا نَموتُ وَتَخرَبُ وَنَسعى لِجَمعِ المالِ حِلّاً وَمَأثَماً = وَبِالرَغمِ يَحويهِ البعيدُ وَأَقرَبُ نُحاسَبُ عنهُ داخِلاً ثمَّ خارجاً = وَفيمَ صَرَفناهُ وَمن أَينَ يُكسَبُ وَيَسعدُ فيه وارِثٌ مُتَعَفِّفٌ = تَقِيٌّ وَيَشقى فيه آخرُ يَلعَبُ وَأَوَّلُ ما تَبدو نَدامةُ مُسرِفٍ = إِذا اِشتَدَّ فيهِ الكَربُ وَالروحُ تُجذَبُ وَيُشفِقُ من وَضعِ الكتابِ وَيَمتَني = لَو ان رُدَّ لِلدّنيا وَهَيهات مَطلَبُ وَيشهدُ مِنّا كلُّ عُضوٍ بِفِعلهِ = وَليسَ عَلى الجَبّارِ يَخفى المُغَيَّبُ إِذا قيلَ أَنتُم قد عَلِمتُم فَما الذي = عَمِلتُم وَكلٌّ في الكِتابِ مُرَتَّبُ وَماذا كَسَبتُم في شَبابٍ وَصِحَّةٍ = وَفي عُمرٍ أَنفاسُكُم فيه تُحسَبُ فَيا لَيتَ شِعري ما نَقولُ وَما الَّذي = نُجيبُ بهِ وَالأَمرُ إِذ ذاكَ أَصعَبُ إِلى اللَهِ نَشكو قَسوَةً في قُلوبِنا = وَفي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ وَلِلَّهِ كم غادٍ حَبيبٍ وَرائحٍ = نُشَيِّعهُ لِلقَبرِ وَالدَمعُ يُسكَبُ أخٍ أَو حميمٍ أو تَقيٍّ مُهذَّبٍ = يُواصِلُ في نُصحِ العِبادِ وَيَدأَبُ نَهيلُ عَليهِ التُربَ حَتّى كَأنَّهُ = عَدوٌّ وفي الأَحشاءِ نارٌ تَلَهَّبُ سَقى جدثاً وارى ابنَ أحمدَ وابِلٌ = منَ العَفوِ رَجّاسُ العَشِيّاتِ صَيِّبُ وَأَنزَلَهُ الغُفرانُ وَالفَوزُ وَالرِضى = يُطافُ عَليهِ بِالرَحيقِ وَيَشربُ فَقد كانَ في صَدرِ المَجالسِ بَهجةً = بهِ تُحدِقُ الأَبصارُ وَالقَلبُ يَرهبُ فَطوراً تَراهُ مُنذِراً وَمُحَذِّراً = عَواقِبَ ما تَجني الذُنوبُ وَتَجلُبُ وَطَوراً بِآلاءِ مُذكِّراً = وَطَوراً إلى دارِ النَعيمِ يُرَغِّبُ وَلم يَشتَغِل عَن ذا بِبَيعٍ وَلا شِرا = نَعَم في اِبتِناءِ المَجدِ لِلبَذلِ يَطرَبُ فَلو كان يُفدى بِالنُفوسِ وَما غَلا = لَطِبنا نُفوساً بِالذي كان َيَطلُبُ وَلكِن إِذا تَمَّ المَدى نَفَذَ القَضا = وَما لامرىءٍ عَمّا قَضى اللَهُ مَهرَبُ أخٌ كانَ لي نِعمَ المُعينُ على التُقى = بهِ تَنجَلي عَنّي الهُمومُ وَتَذهَبُ فَطَوراً بِأَخبارِ الرَسولِ وَصحبهِ = وَطَوراً بِآدابٍ تَلذُ وَتَعذُبُ عَلى ذا مَضى عُمري كَذاكَ وَعُمرهُ = صَفِيَّينِ لا نَجفو وَلا نَتَعَتَّبُ وَما الحالُ إِلّا مِثلُ ما قالَ مَن مَضى = وَبِالجُملَةِ الأَمثالُ لِلنّاسِ تُضرَبُ لِكُلِّ اجتِماع من خَليلَينِ فُرقَةٌ = وَلَو بَينَهُم قَد طابَ عَيشٌ وَمَشرَبُ وَمن بعدِ ذا حَشرٌ وَنشرٌ وَمَوقِفٌ = وَيَومٌ بهِ يُكسى المَذَلَّةَ مُذنِبُ إِذا فرَّ كلٌّ من أَبيهِ وَأُمِّهِ = كَذا الأُمُّ لم تَنظُر إِلَيهِ وَلا الأَبُ وَكم ظالمٍ يُندي من العَضِّ كَفَّهُ = مَقالتَهُ يا وَيلَتَي أَينَ أَذهَبُ إِذا اِقتَسَموا أَعمالَهُ غُرَماؤهُ = وَقيلَ لهُ هذا بما كنتَ تَكسِبُ وَصُكَّ له صَكٌّ إِلى النارِ بعدَ ما = يُحَمَّلُ من أَوزارِهِم وَيُعَذَّبُ وَكم قائِلٍ واحَسرَتا ليتَ أَنَّنا = نُرَدُّ إِلى الدُنيا نُنيبُ وَنَرهبُ فَما نحنُ في دارِ المُنى غيرَ أَنَّنا = شُغِفنا بِدُنيا تَضمَحِلُّ وَتَذهَبُ فَحُثّوا مَطايا الإِرتِحالِ وَشَمِّروا = إِلى اللَهِ وَالدارِ التي لَيسَ تَخرَبُ فَما أَقرَبَ الآتي وَأَبعدَ ما مَضى = وَهذا غُرابُ البَينِ في الدارِ يَنعَبُ وَصَلِّ إلهي ما هَمى الوَدقُ أَو شَدا = عَلى الأَيكِ سَجّاعُ الحمامِ المُطَرِّبُ عَلى سَيِّدِ الساداتِ وَالآلِ كُلِّهِم = وَأَصحابِهِ ما لاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الموت , ايها , يتحداك |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل تعلم ما هو الموت الابيض فلنستّعد له/ القروب الا زرق | ذابت نجوم الليل | ( همســـــات الإسلامي ) | 15 | 27-05-2023 08:04 PM |
موسوعة الإعجاز العلمي في السُّنّة النّبويّة | تيماء | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 49 | 19-10-2020 01:12 PM |
الموت الحقيقة المرعبة | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 08-06-2018 05:08 PM |
هل صحيح ان موسى علية السلام لطم عين ملك الموت فاعورة | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 18-05-2018 08:39 PM |
وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 30-04-2018 11:10 PM |