الإهداءات | |
05-05-2017, 02:29 PM | #92 |
| وحتى تتعلم أكثر علينا أن نفهم محكم آيته.. سورة الكهف من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت بـ (الحمد لله) (الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر) وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي: 1- أهل الكهف، 2- صاحب الجنتين، 3- موسى علية السلام والخضر 4- وذو القرنين. ولهذه السورة فضل كما قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: ” من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء” وقال ” من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال” والأحاديث في فضلها كثيرة. وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: 1- فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، 2- فتنة المال (صاحب الجنتين)، 3- فتنة العلم (موسى عليه السلام والخضر) 4- وفتنة السلطة (ذو القرنين). وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) آية 50 ولهذا قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها. |
|
05-05-2017, 02:30 PM | #93 |
| وقد جاء في الحديث الشريف: “من خلق آدم حتى قيام الساعة ما فتنة أشدّ من فتنة المسيح الدجال” وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال. وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن: 1. فتنة الدين: قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد. ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا * وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) آية 28 – 29. فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة. 2. فتنة المال: قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) آية 45 و46. والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة. 3. فتنة العلم: قصة موسى علية السلام مع الخضر وكان ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط. وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) آية 69 والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم. 4. فتنة السلطة: قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا. وتأتي آية العصمة (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) آية 103 و 104 فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة. ختام السورة: العصمة من الفتن: آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) آية 110 فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَُقبل، والنجاة من الفتن إنتظار لقاء الله تعالى |
|
05-05-2017, 02:31 PM | #94 |
| 7. وجوب الإنصات للخطبة والحرص على فهمها والاستفادة منها: { إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت } من الآداب الهامة ساعة الخطبة الإستماع للخطيب والإصغاء إليه وعدم صدور أي صوتٍ مهما كان سببه، فقد كانت هذه وصية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان يقول في خطبته قلما يدع ذلك إذا خطب: "إذا قام الإمام أن يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للسامع". ويحذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الكلام ساعة الخطبة فيما رواه أبو هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قلت لصاحبك:أنصت، يوم الجمعة، والإمام يخطب، فقد لغوت)) صحيح مسلم 851 بسندٍ صحيحٍ. وعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليس له جمعة)) حسنه الشيخ أحمد شاكر في مسند الإمام أحمد 3/326. وعلى ذلك فمن رام إسكات أخيه ساعة الخطبة فليشر إليه برفقٍ ووقارٍ دون الإخلال بهيبة المقام، ففي الحديث الوارد عن أبي بن كعبٍ رضى الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائم يذكر بأيام الله وأبو ذر يغمز أبي بن كعب فقال متى أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلى الآن فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبرني فقال أبي ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت فذهب أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بالذي قال أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبي)) المنذري في الترغيب والترهيب 1/347 وإسناده حسن. ومن هذا يُستفاد أن أُبيّاً رضى الله عنه أرجأ جوابه على أخيه أبي ذرٍ رضى الله عنه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخطبة، وهذه نقطةٌ تحتاج إلى تأمل ومزيد تعلم أدب الإصغاء ساعة الخطبة، إن عدداً غير قليلٍ من أهل الجمعة في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في كلامهم حينما يخطب الإمام يوم الجمعة. وقد ذكر المنذري رحمه الله تعالى هذه الواقعة أيضاً أو مثلها بين أبي بن كعب وابن مسعودٍ رضي الله تعالى عنهما، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: ((دخل عبد الله بن مسعود المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب فسأله عن شيء أو كلمه بشيئ فلم يرد عليه أبي وظن ابن مسعود أنها موجدة (غضبة) فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال ابن مسعود يا أبي ما منعك أن تردعلي قال إنك لم تحضر معنا الجمعة قال لما؟ قال تكلمت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقام ابن مسعود فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: صدق أبي، صدق أبي، أطعْ أُبيا)) صححه الألباني في صحيح الترغيب 719 وقال :حسنٌ صحيحٌ. فعلى المسلم لزوم السكوت والإصغاء ومحاولة جادةٍ لفهم كلام الخطيب. هذه بعض الآداب الهامة التي ينبغي أن يحرص عليها كل ذاهبٍ إلى المسجد ساعة الجمعة بغرض تحصيل الأجر والمثوبة وحطّ الأوزار والإستفادة من الزاد العلميّ الروحيّ المفعم بالإيمان في أطهر ساحات الدنيا في بيوت الله رب العالمين. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
, ~ , متجدد , المباركة , يلعب , جمعتنا , يِوْمِ , نلتقي , كل |
|
|
كاتب الموضوع | مبارك آل ضرمان | مشاركات | 110 | المشاهدات | 939 | | | | انشر الموضوع |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
على الحبّ نلتقي | عزوف | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 2 | 12-05-2014 07:46 PM |