11-10-2018, 06:18 AM
|
#9 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 8137 | تاريخ التسجيل : 22 - 10 - 2017 | أخر زيارة : 04-08-2024 (08:25 AM) | المشاركات : 215,098 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | | لوني المفضل : Gold | | المشاركة التاسعة . الصبر في اللغة: بمعنى الحبس، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) قال ابن تيمية رحمه الله في معنى الصبر الجميل الوارد في الآية: الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، وقال مجاهد رحمه الله: هو الذي لا جَزع معه، الصبر على الطاعات، والصبر عن المحرّمات، والصبر على الابتلاءات . اعتدنا دائما عند الحديث عن الصبر أن نضرب مثلا بـ صبر نبي الله أيوب عليه السلام والأنبياء جميعهم وما كابدوه في سبيل تبليغ الرساله إن قصصهم موجوده في القرآن الكريم وتملأ الكتب والمواقع الاسلامية . عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) يعد الصبر من أهم وأوسع أبواب تكفير الخطايا والذنوب والسيئات حيث روي أنّ - النبي صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا سقمٍ ، ولا حَزنٍ ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه) وفي الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إنَّ العبدَ إذا سبقت له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغْها بعمله ابتلاه اللهُ في جسدِه أو في مالِه أو في ولدِه ثم صبَّره على ذلك حتى يُبلِّغَه المنزلةَ التي سبقت له من اللهِ تعالى) الصبر دليلٌ على قوة وصدق الإيمان ذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لِأَمْرِ المؤمنِ؛ إنَّ أمرَهُ كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحَدٍ إلَّا للمؤمنِ؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضَرَّاءُ صَبَرَ فكان خيرًا له) تعددت الأسباب ... والصبر واحد نعم إن قوة التحمل على أمر ما هي صبر وجلد مع اختلاف قوة الصبر ونوعه ودرجته فموضوعي اليوم سيتطرق لأشخاص على منابر من الصبر أحببت أن أسلط الضوء على فئة منهم نخالطهم ونرى بأعيننا قوة صبرهم .. فأول من سأتحدث عنهم الوالدين وصبرهما على تربية وتنشئة ابنائهم وما تتحمله الام من حمل ومخاض ورضاعة وفطام وغيره . بالاضافة الى أنها تقوم بدور إضافي يمليه عليها ضميرها وتربيتها حين تعتني بأم وأب زوجها وتتضاعف المسئوليات عليها وذلك كسبا للأجر وكسبا لقلب زوجها برعاية والديه خاصة ان كان احدهما مقعد ويحتاج لعناية خاصة .. قمة الصبر .. أن تضطر أن تغمض عينيك عن الخيانه وعن الهفوات حتى لا يضيع الأبناء وتتشتت العائله . قمة الصبر .. أن تتحمل الزوجة اهتمامات زوجها المفرطه بالرياضه ليلا ونهارا وهوس السهر بالديوانيات مع الشباب وكأن حياته لأصدقائه فقط ويعتبر منزله فندق قمة الصبر .. أن تأتي الموظفة المتزوجة والتي لديها أبناء لأداء عملها وقد تكون لم تذق طعم النوم مع طفلها فلا عذر لها ان اخفقت تكابد الحياة من وظيفة وتربية ومهام البيت والزوج . قمة الصبر ... أن يحتمل النجار صوت المطارق والالات والمهندس حرارة الشمس لمعاينة المواقع وعامل النظافه الذي لا يفتر عن اماطة الاذى تحت حرارة الشمس وتحمل روائح النفايات اكرمكم الله وضررها . ولا يقل عامل محطات البنزين عنهم في التحمل والصبر فهو ليلا نهارا معرض للموت والخطر وضرر روائح البنزين ليست شيء يستهان بها . قمة الصبر .. حين تمتلك موقعا او منتدى وتتحمل مشاق التطور والمتابعه ومشاكل الاعضاء وأن تحاسب نفسك وتتقي الله في كل ما يطرح .. قمة الصبر .. أن يحافظ الحاكم او الامير على أمن دولة كاملة من مقيمين ومغتربين والاهتمام بكل شارده ووارده حتى يعم الرخاء والأمن ويحافظ على التطور التكنولوجي وتنسيق العلاقات مع جميع الدول ليفيد ويستفيد اقتصاد الدوله وكسب علاقات وديه مع البشر . هناك أيضا صبر على أذى الناس وتجريحهم وظلمهم وفضولهم المفرط لمعرفة خفايا الحياة الاسريه . قمة الصبر .. وأعلاه لتلك الفتاة المحتشمة بعباءتها الساتره لتقاطيع جسدها وتلبس النقاب والجوارب والقفازات في تنقلاتها سواء في جو حار او ممطر حفاظا على حجابها الاسلامي وتلبية لشريعة دينها الحنيف قمة الصبر أن يحتمل مريض السكر غرز الابر بجسده بشكل يومي ومريض السرطان لعلاج الكيماوي لا نستطيع شرح ألمهم وصبرهم فهم أعلم بمدى قوة ما يحتملون . أحببت فيما سبق ابراز انواع الصبر واختلاف شدته من شخص لآخر حتى نشعر ببعض ونحتمل بعض إليكم يا ساده يا كرام هذه القصة القصيرة الواقعيه ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام إنها ابنة العشرين السمراء من القرى الأثيوبية الفقيرة والتي فرض عليها فقرها الغربة للبحث عن عمل في دولة عربية .. فتبدل حالها رأسا على عقب فمن نوم على حصير الى النوم على القطن ومن حر الشمس وأذى الحشرات إلى غرفة خاصة مكيفه . ومن قضاء حاجة في العراء أكرمكم الله الى دورات مياه نظيفه . بعثها والدها للعمل لعلها تنتشل عائلتها من براثن ذلك الفقر متناسيا مستقبلها وطموحها .. فقد أجبرها على ترك الدراسة . لم تعلم أنها مقبلة على رحلة صبر وغربة شديدة خاصة انها كانت متعلقة بوالدتها كثيرا . وصلت لذلك البلد العربي وهي تجهل الكثير من أساسيات النظافة والترتيب والنظام التي يتوجب عليها القيام بها ك عاملة منزلية . فما كان من ربة البيت إلا أن تتحملها عدة أشهر لتهيئتها لهذه الوظيفة دون أن تخسرها فهي بأمس الحاجة لها .. والسبب أنها لا تعرف اللغة العربية ولا حتى الانجليزية وتعشق النوم والكسل وليست نظيفة في نفسها ومحيطها . حسنتها الوحيدة أنها كانت تلتزم بمهامها دون اعتراض وتأكل مما يأكل أهل البيت ما عدا الروبيان فهي لا تعرفه أبداا .. وسمك الكنعد لقناعتها انه ليس ب سمك .. مضت الايام ونشأت علاقة طيبة بين الخادمة وأهل البيت جميعهم حتى أنها تلعب معهم وتذهب معهم في تنزهاتهم واصبحت تتكلم العربية بطلاقه . انتهت مدة اقامة السنتين المكتوبة في العقد وحين حان رحيلها رفضت السفر لأهلها بشده وكانت تبكي .. أولا لأنها تعلقت بأهل البيت ثانيأ لأنها متحاملة على والدها الذي ارسلها في الغربة للعمل طمعا في المال وهي فتاة تخجل من ظلها وتطمح لاكمال الدراسه , أيضا لأن والدها شديد وعصبي ويلعب القمار ويشرب الخمر فكان مؤذيا جدا لها ولامها . لقد قارنت بين ما هي فيه من حب واحترام وعطف وحلم ومعاملة طيبة وكيف هي البيئة المسلمة من تراحم وتعاون وود وكيف تترك ربة البيت التي تعاملها ك بناتها فالاكل من رأس القدر وليس ما يتبقى من اكلهم .. وان اشترت حلويات او ماشابه كان لها نصيبها من كل شيء حتى الكماليات .. برغم انها كانت تسرق أشياء بسيطه لا تذكر في بعض الاحيان الا ان محاسنها غطت على سيئاتها فلم تضرب طفلا ولم تعمل مشاكل قط . قررت الجلوس سنتين إضافيه . فرحت ربة المنزل خاصة انها تعتني بشيخ كبير والضيوف بالمنزل على الدوام وذات يوم حدث ما لم يكن بالحسبان حيث ركض ابنها الصغير وهو يقول أن الخادمة تصلي يا ماما . هنا ركضت لرؤيتها فوجدتها بحجابها الصغير وملابس العمل تصلي على الارض دون سجاده ومستقبلة القبلة . اندهشت صاحبة المنزل وقالت ماذا تقرأين في الصلاة انتي لست مسلمه لا تعرفين .. هنا ابتسمت الخادمة وقالت : يا ماما انتي يعطي انا 3 كتاب صغير من زمااان وكل يوم انا بالليل اقرا انا الحين في مسلم زي انتي .. تذكرت ربة المنزل انها دائما كانت تحرص على توفير الكتيبات لخادمات العائلة لتوجيههم التوجيه الصح للاسلام بلغتهم .. فما كان من خادمتها الا ان قرأت وحفظت وأحبت هذا الدين وأهله .ولم يكن غريبا عليها ففي اثيوبيا مسلمين كثر ولكن لا تختلط بهم . ضمتها لصدرها وبكيا معا خاصة بعدما جعلتها تردد الشهادتين في حضور أهل المنزل جميعا . هنا حرصت ربة المنزل ان تعلمها اكثر اصول الدين فأصبحت تفتح لها اللاب توب وعاليوتيوب لتستمع الى دروس مشايخ بلغتها الاثيوبية فتمسكت بدينها أكثر وأكثر وسبحان الله أصبحت انسانة محبوبة من الجميع للطفها وبشاشتها فقد كانت ملامحها جميله رغم سمار بشرتها الذي اضاف لها جمالا آخر . ولكن كانت ربة البيت خائفة من ردة فعل والدها لانها خرجت عن دينهم فقالت اخبريهم وبالفعل كانت قوية وقالوا لها لك حرية التصرف فطلبت من والدها طلبا غريبا وهو : أن يبني لها غرفة في فناء بيتهم لتتعبد وتصلي وهذا اقل شيء تطلبه لها ك مكافأة لها جراء صبرها وكدها وتعبها 4 سنوات في الغربة وبعيدة عن امها . واستمرت بارسال رواتبها كاملة لمدة 4 سنوات وحين اكتمل البيت وانتهت مدة الاقامة هنا قررت الرحيل لاشتياقها لامها ولانها تطمح للعمل بوظيفة أفضل من خادمه فقد تعبت من هذه المهنه .اما الدراسه فقد فقدت الامل باكمالها وانهدم طموحها .. ولكنها سعيدة جدا بانجازاتها وبدينها فقد كانت تعشق شهر رمضان رغم تضاعف المسئوليات عليها ولكن صوت المساجد والافطارفي وقت المغرب شيء لا يعوض بالنسبة لها . وقبل سفرها بثلاث ليال فاجأتها ربة المنزل بحفلة صغيره مع الاحباب وكتبوا على الكعكة اسمها وقدموا لها الهدايا المتنوعة وارقصوها وتراقصوا معها وباركوا لها اسلامها . هنا أهدتها ربة المنزل مصحف باللغة الاثيوبية بحثت عنه لشهر كامل حتى استطاعت توفيره فكانت فرحة الخادمة لا توصف أبدا بالاضافة الى انها اعطتها عدة كتيبات لتوزعها على اهلها طمعا باسلامهم وكسب الاجر فيهم .فكانت تردد أنا في ثنين ماما , ماما اثيوبيه وماما سعوديه . سافرت بعد رحلة صبر عظيمة .. فهنيئا لها اسلامها . وهنيئا لربة المنزل أجر اسلامها فلا ننسى قول النَّبيَّ ﷺ لِعَليًّ، : ( فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم ) متفقٌ عليهِ الهدف من سرد هذه القصة الواقعية والتي عشت أحداثها في بيتي هو أن المعاملة الطيبة وحسن الخلق فيها كسب لقلوب الناس واحترامهم . عَنْ أَبِي الدرداء - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - ( مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ, وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق ....) رواه الترمذي وهنا ضربت لنا تلك الخادمة مثالا على الصبر وقوة التحمل وصدق الايمان ذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لِأَمْرِ المؤمنِ؛ إنَّ أمرَهُ كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحَدٍ إلَّا للمؤمنِ؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضَرَّاءُ صَبَرَ فكان خيرًا له) روي أنّ - النبي صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا سقمٍ ، ولا حَزنٍ ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه) وصل الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة ذابت نجوم الليل ; 11-10-2018 الساعة 12:39 PM |