رجال من الكويت

23-02-2014, 04:27 PM

الشيخ عبدالله النــوري :-

ولد الشيخ عبدالله النوري في قضاء الزبير في العراق.
تعلم في المدارس التركية ثم المدارس الإنجليزية، و تعلم على يد الشيخ عبد اللطيف الخلف الفقه الحنبلي.
عمل معلما في المدرسة المباركية ابتداء من 1923 وكان من تلامذته فهد العسكر وعبد العزيز حسين وكان يدرس علوم اللغة العربية والفقه الحنبلي.
عمل بالمعهد الديني في أول نشأته وقام بالتدريس في المدرسة القبلية ثلاث سنوات، ثم عين مديرا للإذاعة الكويتية الناشئة لمدة أربع سنوات.
قام بتأليف العديد من الكتب في الدعوة والإرشاد ومنها: شهر في
الحجاز، سألوني.
هو فقيه وواعظ وتربوي.
ويعد أول مدير لإذاعة الكويـــت
وتعد مكتبته من أعرق المكتبات الخاصة إذ يغلب على محتوياتها العلوم الشرعية ما بين فقه وتفسير وحديث بأشكالها المختلفة ( كتب - دوريات - مخطوطات ) و قد بلغت مقتنياتها حوالي 1200 مادة.

23-02-2014, 04:32 PM

الأستاذ محمد محمد صالح التركيت

- ولد الأستاذ محمد صالح التركيت بمنطقة الشرق بالكويت عام 1901 م.
- هو أول أمين مكتبة في الكويت.
- عمل مدرسا بمعهد الإرشاد سنة 1936 ثم عمل أمينا لمكتبة المعارف (المكتبة المركزية التي تحولت إلى مكتبة الكويت الوطنية حاليا).
- نهض بالمكتبات من حيث الكم والكيف فقد بدأ أمينا للمكتبة الوحيدة بالدولة وتقاعد وعدد المكتبات بالكويت تسع عشرة مكتبة عامة،
- إلى جانب ذلك عمل إماما وخطيبا وله مجموعة من الخطب والمقالات في موضوعات شتى.
- وتضم مكتبته العديد من ذخائر التراث وأمهات الكتب والمخطوطات والتي تبلغ ما يقارب الألفين وخمسمائة مادة علمية.

23-02-2014, 04:33 PM

الأستاذ أحمد البشر الرومي

ولد المربي الفاضل الأستاذ أحمد البشر الرومي سنة 1905م.
تولى التدريس في المدرسة المباركية ثم المدرسة الشرقية وتولى عدة مناصب إدارية في وظائف الدولة.
يعد أحد كبار مؤرخي الكويت.
تولى التدريس في المدرسة المباركية, ثم المدرسة الشرقية لمدة ست سنوات، اهتم بتدريس أخبار الكويت وتاريخها.
كان مهتما بالفنون الشعبية الكويتية و جمع المصطلحات البحرية لإصدارها في كتاب، وله كثير من الأبحاث عن صحراء الخليج والجزيرة العربية والكويت، أعد كتابا ضخما عن الأمثال الشعبية الكويتية.
تضم مكتبته العديد من المقتنيات المتنوعة ما بين كتب نادرة ودوريات ومخطوطات بلغت حوالي ثلاث آلاف مادة.

23-02-2014, 04:37 PM

أحمد زكريا الأنصاري

ولد الأستاذ أحمد زكريا الأنصاري عام 1931 في الكويت.
هو فنان ومهندس ديكور ومعماري.
درس في المدرسة السعيدية المرحلة الثانوية بالقاهرة، ودرس الفن المعماري بجامعة الإسكندرية عام 1952 وبمدرسة العمارة في جامعة أكسفورد عام 1954.
عمل كمصمم معماري في القسم الهندسي التابع لدائرة المعارف.
تتنوع مقتنيات مكتبته ما بين كتب عربية وأجنبية ودوريات ومخطوطات وتحتوي على حوالي ألفان ومأتي مادة.

23-02-2014, 04:51 PM

عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم

هناك من رجال الكويت من بذل جهداً كبيراً في حياته، وكان هذا الجهد لنفسه ولوطنه، ولذا فإن ذكر هذا النوع من الرجال يستعصي على النسيان مهما مر من زمن. فهو في ذاكرة المواطنين على الدوام يعرفون له قدره وفضله ولا تغيب عنهم مواقفه. ومن هؤلاء المرحوم عبداللطيف محمد ثنيان الغانم. الذي يذكر له الناس موقفاً مهما في حياته وحياة الكويت على السواء، وهذا الموقف هو رئاسته للمجلس التأسيسي، وقيادته لهذا العمل الديموقراطي الوطني الذي جاء بدستور دولة الكويت. وقد قام بعمله هذا على غير قياس، وإذا كان هذا المجلس الذي ترأسه أبو بدر هو افتتاح عمل جديد في الكويت الحديثة، فهو أول مجلس منتخب بعد استقلال البلاد في سنة 1961م، ولكن هذا الرجل الذي نتحدث عنه هنا خاض التجربة بنجاح تام فنجح في اكتساب العضوية، ثم نجح في اكتساب الرئاسة ثم نجح هو والأعضاء وجميع الناخبين الذين جاءت مشاركتهم في الانتخاب بذلك المجلس. وكان الفائز الأول هو الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير البلاد الأسبق الذي تبنى التجربة الديموقراطية، والاتجاه الوطني الديموقراطي، ورحب بالدستور حين قدمته إليه لجنة وضع الدستور بعد أن أقره المجلس التأسيسي. وها نحن نرى صورة أميرنا- آنذاك- وهو يستقبل المجموعة الكريمة التي أتته بإنتاج العمل في المجلس وعلى رأسهم رئيس المجلس عبداللطيف محمد الثنيان وهي صورة نعتز بها، ونرفعها كلما مرت ذكرى اعتماد دستور بلادنا الحبيبة.

حياة عبداللطيف الثنيان كلها عمل، وكلها جد، فهو لم يهدأ منذ تفتحت عيناه على الحياة، ونستطيع أن نخمن أنه كان ذا آمال عريضة فسعى إليها جاهداً حتى تحققت له.
ولد في سنة 1911م في الحي القبلي بالكويت، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية، ثم انتقل إلى المدرسة الأحمدية فواصل دراسته فيها. ولما وجد نفسه في حاجة إلى المزيد رحل- مؤيدا من والده- إلى الهند حيث تعلم هناك على يد مدرس خاص، وكان أهم ما تلقاه دروس اللغة الانجليزية التي كانت مطلوبة في ذلك الوقت ولن يستطيع تاجر أن ينجح في تجارته ما لم يكن ملما بها. ولما كان عدد من تجار الكويت في ذلك الوقت يعتمدون على موظفين يجيدون هذه اللغة- فيستفيدون منهم في مراسلاتهم التجارية فإن التاجر منهم إذا كان يجيد هذه اللغة فهو أكثر نفعاً لنفسه في مجال عمله.
كان والده محمد ثنيان الغانم تاجرا من تجار الكويت ذوي الدور النشط في تجارة وطنه، وكان معروفا بتشعب عمله، وكان له مكتب تجاري وجد فيه ابنه طريقه إلى العمل، كما وجد فيه مجال اكتساب الخبرة التجارية، وقد بقي في عمله هذا حتى سنة 1938م، حيث انخرط في عمل آخر هو مشاركته بالمجلس التشريعي الأول في شهر يونيه لسنة 1938م، ولما جاء دور المجلس التشريعي الثاني صارت العضوية بالانتخاب فتقدم مرشحاً نفسه ونجح، وبدأ عمل هذا المجلس في أواخر شهر ديسمبر لسنة 1938م، وقد انخرط عبداللطيف الثنيان في عمله هذا وترك تجارته إلى حين ثم رجع إليها أكثر نشاطاً إلى أن جاءت سنة 1961م كما أشرنا سابقاً.

نقول: إنه بعد فترة من الزمن لا نريد العودة إلى ذكر أحداثها عاد عبداللطيف محمد الثنيان إلى العمل العام من جديد فانتخب عضوا في المجلس البلدي، ورشح مديرا لبلدية الكويت، ثم جاء ما أشرنا إليه فيما سبق، وهو صدور الإرادة الأميرية بقيام المجلس التأسيسي الذي كلف بصياغة دستور البلاد، فرشح نفسه عن منطقة كيفان، ونجح في هذه الانتخابات، ثم نجح- مرة أخرى- عندما رشح نفسه لرئاسة المجلس، وبقي فيه إلى نهاية مدته. ولقد قام الرجل بمهمته هذه خير قيام، وتكفى للدلالة على النجاح تلك الصورة التي أشرنا إليها عندما وقف هو وزملاؤه اعضاء لجنة صياغة الدستور أمام الشيخ عبدالله السالم الصباح يقدمون له النص الذي وافق عليه المجلس التأسيسي، فصارت هذه صورة تذكارية، وشهادة على الإنجاز في الوقت نفسه.
وقد ألقى أمام سمو الأمير- يومذاك- كلمة معبرة جاء فيها:
«صاحب السمو أميرنا المعظم إنه لشرف كبير لزملائي أعضاء لجنة الدستور، ولشخصي أن نتقدم إلى سموكم في هذا اليوم التاريخي نيابة عن المجلس التأسيسي بمشروع الدستور الذي رأيتم وضعه للبلاد على أساس المبادئ الديموقراطية المستوحاة من واقع الكويت، وكل رجائنا أن يأتي هذا الدستور محققاً لآمالكم الكبيرة لخير شعبكم الوفي الأمين».
ومن المعروف أن عبداللطيف الثنيان كان قد انضم إلى الوزارة بصفته وزيرا للصحة في شهر مارس لسنة 1963م، وكان وزيراً للأشغال العامة بالوكالة ورئيساً للمجلس البلدي بالوكالة، ولم يتفرغ لعمله الخاص بعد أن توقف عن كل تلك الأعمال التي ذكرناها إلا في سنة 1964م وهي السنة التي عاد ابتداء منها إلى أعماله الخاصة.
ومن حسن حظنا أن الأخ الأستاذ يوسف الشهاب قد أجرى مقابلة صحافية مع المرحوم عبداللطيف محمد الثنيان، ونشرها في الجزء الأول من كتابه: «رجال في تاريخ الكويت»، ولقد كانت هذه المقابلة مفيدة جدا لما حوته من معلومات مهمة عن حياة وأعمال رئيس المجلس التأسيسي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في سنة 1988م دون أن نحصل عن حياته وأفكاره وأعماله على معلومات كافية لولا هذه المقابلة المفيدة. لقد وجدت فيما كتبه الأخ يوسف الشهاب كثيرا من الفوائد أضفت إليها ما أعرفه بنفسي مما لاحظت أثناء جلسات المجلس التأسيسي التي حضرت بعضها، ومما اطلعت عليه في محاضر المجلس وخطب رئيسه.
- تحدث عن دراسته، وهذا أمر أشرنا إليه آنفا، ولكننا نرى أنه لا مانع من إعادة ما قاله في هذه الفقرة بلسانه:
«كانت دراستي مثل أهل الكويت، بدأت في المدرسة المباركية وعمري ثماني سنوات، ثم انتقلت إلى المدرسة الأحمدية بعد ذلك، ووصلت فيها إلى الصف الخامس، وكان عمري- حينذاك- (12) سنة تقريباً، فرأى والدي أن يصحبني معه إلى الهند في إحدى رحلاته، وكانت تلك أول رحلة في حياتي، أذكر أنها كانت في سنة 1923م، وكان الصف الخامس هو أعلى صف للدراسة في الكويت، مما دفع الوالد إلى نقلي معه إلى هناك حيث كانت الهند بلدا أكثر تقدماً وفيها مجال لمزيد من الدراسة».
- وقال: «كان والدي يمارس التجارة، في الكويت وفي الهند، وقد درست في تلك الفترة اللغة الانجليزية على يد مدرس خاص، أمضى معي ثلاث سنوات من التدريس لم تكن متواصلة، وتركت الدراسة بعدها. واستمر حالي بعد تركي للدراسة مع والدي، فكنت أسافر معه خلال فصل الشتاء كل سنة، فنذهب إلى الهند لأساعده في أعماله التجارية، وفي فصل الصيف نعود، وبعد عشر سنوات من هذه الرحلات استقر بي المقام بالكويت والعمل بها مع والدي حتى سنة 1938م، وقد سبق ذكر ذلك».
- تحدث- بعد حديث مطول عن حياته وأعماله- عن كيفية العمل في المجلس التأسيسي الذي كان رئيسا له، فقال: «كان قانون المجلس التأسيسي يحدد طبيعة الدور المطلوب منه، الملقى على عاتقه، وهو الإشراف على التشريع، ووضع الدستور المعمول به الآن، والقانون أيضا حدد مدة المجلس بسنة واحدة، أما الاعضاء فكانوا عشرين عضوا بالإضافة إلى الحكومة التي كانت تضم في ذاك اليوم أحد عشر وزيرا برئاسة المغفور له الشيخ صباح السالم الذي كان رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية، وفي المجلس شكلت عدة لجان، واحدة منها اختصت بالدستور وكانت تضم ثلاثة أعضاء من المجلس، هم سعود العبدالرازق، ويعقوب الحميضي، وأنا ومن الحكومة كان الشيخ سعد العبدالله، والمرحوم حمود الزيد، ويضيف السيد عبداللطيف الثنيان الغانم بعد فترة صمت قائلا: وكنت رئيساً لهذه اللجنة أما الأخ يعقوب فقد كان مقرراً للجنة».
- واستطرد- بعد ذلك- في إشارة إلى ما قامت به اللجنة المختصة بوضع مسودة الدستور، وهي التي قدمت هذه المسودة إلى المجلس تمهيداً لإقرارها منه فقال:
«هذه اللجنة قامت بالعمل مع الخبراء الدستوريين حول مواد الدستور، كما كنا نتشاور مع بعض أعضاء المجلس فيما يطرأ علينا من أمور تحتاج إلى التشاور معهم فيها، وبعد أن أقرت اللجنة الدستور رفعته إلى المجلس الذي أقره بعد عرضه عليه ورفعه لأمير البلاد آنذاك المغفور له الشيخ عبدالله السالم الذي صادق عليه وأصدر المرسوم الخاص به في 11 نوفمبر 1962م».

وينبغي أن نذكر هنا أن المرحوم عبداللطيف الثنيان الغانم قد عمل مثل عدد من أفراد أسرته الكريمة، وأفراد آخرين من التجار الكويتيين في أعمال البحر، فإضافة إلى أنه بدأ عمله بالتجارة مع والده عن طريق الاستيراد والتصدير، وعن طريق مكتب والده في الهند كما ذكرنا، فقد كان له اهتمام بامتلاك السفن الشراعية التي كانت وسيلة النقل الوحيدة في ذلك الوقت. وكان يشرف على انشاء ما يريد منها ويختار لها أفضل النواخذة ويسيرها في البحار.
وعندما قرر بناء أول سفينة له، فإنه فكر كثيرا في جوانب مختلفة يقتضيها هذا الأمر، ومنها الميزانية المطلوبة وحجم السفينة وشكلها الخارجي المطلوب، والعمل الذي بإمكانها القيام به، وأخيراً من هو (الأستاذ) القدير من صناع السفن الكويتيين الذي يستطيع بناءها وفق هوى صاحبها الممول لها.
وقد كانت هذه السفينة التي ابتدأ عبداللطيف الثنيان بها عمله في هذا المجال من نوع البوم السفار، وقد اختار له اسم (المثنى)، وكان قد اختار لصنعه صانع السفن الكويتي الشهير علي عبدالرسول في سنة 1939م، وبعد جهد كبير تم الإنجاز، ثم تم إنزال المثنى إلى البحر، وبدأ أولى رحلاته.
لقد كان هذا البوم مبنياً بطريقة مختلفة عن غيره من الأبوام الكويتية الأخرى، مما جعله ذا منظر مهيب، وقدرة على العمل ومجابهة الموج، ولذا فإنه قام برحلات كثيرة واستطاع- بكل سهولة- أن يعيد كل المبالغ التي أنفقت فيه ويضيف عليها الكثير. ولقد دام عند صاحبه سنين طويلة إلى أن باعه في نهاية الأمر إلى جماعة من أهالي الساحل الإيراني بمبلغ خمس وأربعين ألف روبية.
ولم تكن هذه هي سفينة عبداللطيف الثنيان الوحيدة، فإن له سفينة أخرى من نوع البوم السفار- أيضا- أطلق عليها اسم (طراد)، وكانت خلال سنة 1947م تعمل بقيادة النوخذة سليمان عبداللطيف العيسى، وفي هذا الوقت كانت السفينة عائدة من الهند في رحلة معتادة، وعندما اقتربت من أمام الجانب الإيراني اعترضتها السفن الحربية الإيرانية وأضرت بها وسحبتها إلى مينا بوشهر. مما دفع صاحبها إلى رفع شكوى إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت في ذلك الوقت بهذا الشأن.
وقد اهتم الشيخ أحمد الجابر بالأمر كثيراً كما هي عادته في الحرص على سفن أهل الكويت التي كانت مصدر رزق مهم لأبناء البلاد كبيرهم وصغيرهم، فأرسل إلى القنصل البريطاني في الكويت رسالة يطلب منه فيها التدخل مع السلطات المختصة لإنهاء مثل هذه التصرفات الطائشة التي لا تساعد على استقرار الأمور في المنطقة.
وهذه نماذج من الرسائل التي تم تبادلها بين الشيخ أحمد الجابر والقنصل البريطاني في الكويت بشأن البوم السفار (طراد):
-1 بدأت المراسلات بخصوص ما حدث لهذا البوم الذي يملكه عبداللطيف محمد الثنيان برسالة من الشيخ أحمد الجابر الصباح موجهة إلى القنصل البريطاني هنا بتاريخ 1974/4/27م يطلب فيها من القنصل ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع. ولم تكن هذه هي الشكاية الأولى من نوعها، فقد تعددت شكايات أصحاب السفن الشراعية الكويتيين من التعديات التي تتم ضد سفنهم من الجانب الإيراني، الذي لا يترك فرصة تمر دون أن يتحرش بسفينة أو أخرى وذلك دون وجه حق. ولذلك فقد جاء في الخطاب المشار إليه: «إنكم اتصلتم بالجهات المختصة، وأوضحتم لهم هذه التعديات على السفن الكويتية، مؤملين بأن حكومة صاحب الجلالة البريطانية ستتخذ حداً لمنع هذه التحديات المضِرَّة بأصحاب السفن».
وكان الشيخ في بداية رسالته قد قال: «نرسل لكم بضمنه صورة عن الشكاية الواصلة إلينا من التاجر الكويتي عبداللطيف الثنيان، مدعياً بأن أحد زوارق خفر السواحل الإيرانية واجهت سفينته المسماه «طرَّاد» نوخذاها سليمان عبداللطيف وَجَرِّها إلى ميناء بوشهر مع تنزيل حمولتها كما ترون ذلك مفصلاً في الشكاية» وكان نص الشكوى كما يلي: «سيدي لقد أخبرتنا السفن القادمة بأنهم رأوا لنج الدورية الإيرانية في عرض البحر وفي الطريق العام أقبل على بومنا المسمى «طرَّاد» نوخذا سلمان عبداللطيف وَجَرِّه إلى بندر بوشهر علما……..
-2 رد القنصل البريطاني على رسالة الشيخ أحمد الجابر في يوم 1947/4/21م، مؤكداً أنه قد بلغه أن السفينة قد أطلق سراحها، وطلب مزيداً من المعلومات حول تأكيد أو نفي هذا الخبر، مع أي معلومات عن السفن الأخرى إن وجد.
-3 في يوم 1947/4/22م رد عليه الشيخ أحمد الجابر الصباح بأنه لا صحة للخبر الذي تلقاه القنصل من الخارج وأن السفينة لا تزال في مكانها الذي احتجزت فيه.
-4 كانت السلطات الإيرانية تحتجز دون وجه حق عدداً من السفن الكويتية منها السفينة (طرَّاد)، وكانت المراسلات المحلية تتناول أحياناً باقي السفن، ولهذا فإننا نرى القنصل البريطاني يكتب إلى الشيخ في اليوم الثامن من شهر سبتمبر لسنة 1947م مرفقاً نسخة من رسالة وردت إليه من الخارجية الإيرانية. وكانت هذه الرسالة تتساءل وكأنها لا تعرف عن السفن الموقوفة في إيران ذلك الوقت.
-5 أرسل الشيخ رداً على هذه الرسالة وقّعَة الشيخ عبدالله السالم الصباح بصفته نائباً عن الأمير الذي كان غائباً عن البلاد آنذاك، وقد ذكرت هذه الرسالة أسماء السفن المعطلة في إيران، ثم أوضحت ظروف الامساك بالسفينة (طرَّاد) وبينت حمولتها، وطريقة سحبها إلى الميناء الإيراني.
وقد طلب الشيخ في نهاية رسالته هذه ضرورة الاهتمام بالأمر ومراجعة السلطات المختصة حتى يتم إنهاء الأشكال وبخاصة أنه مضى وقت طويل والحالة كما هي لم تتغير.
هذا ومن السفن التي ورد ذكرها في الرسالة:
-1 سفينة أحمد الفهد رقم 141.
-2 سفينة عبدالوهاب السالم التورة رقم 475.
-3 سفينة خالد بن عيسى بوقمبر رقم 618.
ولعل في كل ما تقدم بالإضافة إلى ما أردنا ذكره عن نشاط أبي بدر فإننا رأينا كيف كانت حكومة الكويت تهتم بأمور مواطنيها، وتتابع القضايا الخاصة بهم حتى لا تضيع حقوقهم.
كما نود أن نشير إلى أن ما ذكرناه لا يعدو أن يكون معلومات مختصرة وعاجلة عن نشاط عبداللطيف ثنيان الغانم في المجال التجاري، وفي مجال النقل البحري، وهو نشاط غير غريب عليه، فقد عرفنا أنه نشأ في أسرة لها باع طويل في التجارة وفي امتلاك السفن الشراعية وَتسييرها من أجل عمليات النقل البحري، ولو أردنا أن نذكر سفنها لاحتجنا إلى وقت طويل ومجال أكثر طولاً.
ومن أبوام السفن التي تمتلكها هذه الأسرة الكريمة.
- وذلك على سبيل المثال - بوم الوسمي لثنيان الغانم، وبوم بيان لمحمد ثنيان الغانم وغيرهما من سفن البوم الشراعية الكبيرة التي كانت ذات شهرة في مجال رحلات السفر.
٭٭٭
والآن.. هل لنا أن نعود إلى الحديث مرة أخرى عن نشاط المرحوم عبداللطيف محمد الثنيان الغانم بصفته رئيساً للمجلس التأسيسي. أظن أنه لابد من ذلك في ختام حديثنا عنه، والواقع أن هذا المجلس قد قام بأعمال كثيرة جداً كان دستور الكويت واحداً منها، ولكنه كان يقوم بدور مجلس الأمة قبل أن ينشأ المجلس، وكان يقر القوانين ويحاسب الوزراء ويقر الميزانيات الخاصة بالدولة وبالجملة فإن أعماله واسعة جداً وعلى الرغم من أن الفترة التي استغرقه العمل خلالها كانت قصيرة نسبياً فإنه أدى الكثير بحيث إننا الآن لا نستطيع أن نلم بكافة أعمال رئيسه، ولكن ما نستطيع أن نلجأ إليه في هذه الحالة هو الكلمة الختامية التي ألقاها هذا الرئيس الناجح في آخر جلسة للمجلس ففيها دلالة على فكره وعلى عمله وعمل المجلس جميعاً.
هذه هي الكلمة كاملة وسوف نجد فيها كل ما نريد معرفته:
«حضرات الزملاء المحترمين اليوم وقد شارف مجلسنا الموقر نهاية مدته، يطيب لي في هذه الجلسة الختامية واللحظة الوداعية أن أسجل بعض أمور للحقيقة والتاريخ:
وأول هذه الأمور أننا إذ ننتقل خلال الأسبوعين القادمين إلى عهد الدستور والنظام الديموقراطي نذكر الفضل لذويه ونشكر اليد البيضاء لصاحبها، فقد كان هذا التطور بوحي من أميرنا المفدى الشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي أعطى أروع مثل في التاريخ لحاكم مطلق السلطة يتنازل عن هذه السلطة المطلقة مختارا، ويدعو شعبه ليشاركه مسؤوليات الحكم وتصريف شؤون الدولة، مسابقا في ذلك سرعة الزمن وتطور الواقع والفكر على السواء فإلى سموه باسم العدالة والحكم الصالح، وباسم شعب الكويت ممثلا في مجلسكم الموقر، وباسمي وقد شرفتموني برئاسة هذا المجلس، أبعث بأخلص آيات الوفاء وبأعمق معاني الشكر والتقدير والاعتراف بالجميل.
والأمر الثاني خاص بهذا المجلس الموقر، الذي حمله سمو الأمير وشعب الكويت أخطر أمانة حملها مجلس، وقد كانت أمانة مزدوجة، وتشمل إعداد الدستور وممارسة وظيفة المجالس النيابية في آن واحد، على أن يتم إعداد الدستور خلال سنة من أول انعقاد له، أي في الفترة من 20 يناير سنة 1962 إلى 19 يناير سنة 1963. ويسعدني أن أسجل أن مجلسكم قد أنجز مهمته بشقيها على نحو يدعو للاعتزاز والفخار، فقد أتم إعداد مشروع الدستور في وقت مبكر سمح باصداره في الحادي عشر من نوفمبر سنة 1962 وأتاح بذلك الفرصة الكافية لتحرير جداول الانتخاب الجديدة، ومراجعتها، ولعمليات الترشيح والدعاية الانتخابية وغيرها بحيث أمكن تحديد اجتماع مجلس الأمة الجديد قبل نهاية شهر يناير سنة 1963 وفقا لنص المادة 182 من الدستور. كذلك جاء مضمون الدستور محققا لتوجيهات سمو الأمير المعظم وآمال شعبه الواعي في الحرية والديموقراطية مع مراعاة واقع حياتنا وتقاليد مجتمعنا. وما من شك في أنه قد أثلج صدوركم حسن تقبل الأمة العربية للأسس القومية التي قام عليها هذا الدستور، وترحيب العالم باتجاهاته الواضحة نحو العدل الاجتماعي والتعاون الدولي والتعايش السلمي.
على أن جلال هذا الجانب من مهمة المجلس لا ينسينا في هذا المقام ما أنجزه من أعمال أخرى كهيئة نيابية، وحسبي أن أذكر أنه قد أقر حوالي خمسة وأربعين مشروع قانون وخمسة عشر عريضة وشكوى تقدم بها إليه المواطنون.
ويطيب لي أن أسجل ما اتسمت به مناقشات المجلس في تلك الأعمال جميعها من روح عالية وصراحة في الرأي وعفة في القول وتقابل عند هدف مشترك هو الصالح العام، فجاء عهد هذا المجلس صفحة من أنصح صفحات الكويت وأكثرها اشراقا.
والأمر الثالث يتعلق بالحكومة، فلقد وفرت للمجلس كل أسباب النجاح في مهمته ومشاركته أداء هذه المهمة داخل المجلس ولجانه، وسارت باخلاص وهمة واضحين على الدرب الذي رسمه سمو أمير البلاد وارتضاه شعب الكويت بأسره.
واليوم وقد وصلت بالسفينة الى بر السلام، وستسلم أمانة الحكم إلى وزارة دستورية بعد أيام، أرى حقا لها علينا أن نخصها في هذا المقام بخالص الشكر وبالغ التقدير.
والأمر الرابع أوجهه إلى شعب الكويت الكريم فإليه أوجه التهنئة الحارة بالعهد الدستوري الذي هو مقدم عليه، والذي جاء جزاء وفاقا لما عرف به من تضامن وحسن تقدير للأمور. وإليه أتقدم برجاء، وهو أن يجعل من الحكم الدستوري عاملا جديدا لتوطيد هذا التضامن، ولتحقيق حياة أفضل للكويت ولسائر أبناء الوطن العربي الأكبر، حتى نكون في دستورنا وفي تطبيقه أسوة حسنة ومثلا يحتذى.
وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أقدم شُكري وتقديري للدور الذي قام به الأستاذ الكبير الدكتور عثمان خليل عثمان المنتدب من الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المتحدة في الاشتراك في تهيئة جميع السبل لانجاح مهمة هذا المجلس من جميع النواحي.
وفي النهاية أتقدم بشُكري لكل من ساهم معنا من موظفي المجلس وغيرهم في إنجاح تجربة المجلس ومساعدته على أداء مهمته على أكمل وجه».
٭٭٭
ليس ما قدمناه حديثا عن فرد، ولكنه سرد لحياة عامرة بالعمل والجهد تمثل نموذجاً حيًّا وحرًّا لأهل الكويت الذين دأبوا على خدمة وطنهم في كل مجال قبل الاستقلال وبعده فهم لا يترددون عن عمل كل جديد بل هم قادرون على ذلك بفضل خبراتهم الطويلة وإخلاصهم الشديد.

فارس الحركة الدستورية
عبداللطيف الغانم
ينظر الكويتيون بكثير من الفخر والاعتزاز إلى الصورة التاريخية التي تزين صدور بعض مجالس رجالات الكويت الأفاضل والتي سجلت يومياً مراسيم تقديم مشروع دستور دولة الكويت إلى أميرها الرحل الشيخ عبد الله السالم الصباح من قبل سعادة رئيس المجلس التأسيسي المرحوم عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم الذي قدم لسموه وثيقة الدستور ، تحقيقاً لرغبة سموه في استكمال أسباب الحكم الديمقراطي وسعياً نحو مستقبل افضل ينعم فيه الوطن بمزيد من الرفاهية والمكانة الدولية ويفئ على المواطنين مزيداً من الحرية السياسية والمساواة والعدالة الاجتماعية .. ويرسي دعائم ما جبلت عليه النفس العربية من اعتزاز بكرامة الفرد وحرص على صالح
المجموع وشورى في الحكم مع الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره في ظل ما قرره المجلس التأسيسي المنتخب الذي تحمل أعباء المسئولية بروح وطنية صادقة ساعياً بكل جهده في بدايات الاستقلال إلى تحقيق الآمال الكبيرة لشعب الكويت الوفي .. حيث أكد المرحوم عبد اللطيف ثنيان الغانم في كلمته الموجزة التي وجهها على سمو الشيخ عبد الله السالم أثناء تقديمه لوثيقة الدستور ، في النص الآتي :
" صاحب السمو أميرنا المعظم إنه لشرف كبير لزملائي أعضاء لجنة الدستور ولشخصي أن نتقدم إلى سموكم في هذا اليوم التاريخي نيابة عن المجلس التأسيسي بمشروع الدستور الذي رأيتم وضعه للبلاد على أساس المبادئ الديمقراطية المستوحاة من واقع الكويت ، وكل رجائنا أن يأتي هذا الدستور محققاً لآمالكم الكبيرة لخير شعبكم الوفي الأمين .
نعم فبهذا الإنجاز الكبير استطاع العم " بو بدر" أن يحقق حلمه الذي أمتد منذ ثلاثينات هذا القرن حين شارك هو ورفاقه عام 1938م في أول حركة دستورية تصحيحية نادت بالإصلاح الإداري والمشاركة الشعبية حيث انبثق عن تلك المطالبة ما سمي بالمجلس التشريعي الأول الذي وافق على إنشائه الأمير الراحل أحمد الجابر الصباح وقد انتخب الوجيه الغانم عضواً في ذلك المجلس الذي كان يتآلف من أربعة عشر عضواً .
لكن المجلس التشريعي الثاني لم يعمر بعد الأحداث السياسية التي شهدتها الكويت في ذلك الوقت والتي كان المرحوم مشتركاً فيها ، ونتيجة لذلك أدخل السجن مع بعض أعضاء التشريعي حيث ظل فيه أربع سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوماً .. ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
وبعد الإفراج عنهم انتخب عبد اللطيف الغانم عضواً في المجلس البلدي عام 1954م ورشح مديرا لها ، وفي عام 1962م استقال من رئاسة المجلس البلدي ليرشح نفسه في مجلس الأمة التأسيسي عام 1962م عن دائرته في منطقة كيفان وفاز بالعضوية وتم انتخابه بالإجماع لرئاسة المجلس الذي كان من مهامه وضع دستور دولة الكويت المستقلة عام 1961م .
وفي عام 1963م أي بعد انتخابات أول مجلس أمة رشحه المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح لتولي وزارة الصحة العامة وبعد استقالة الوزارة رشحه أيضاً لوزارة أخرى هي الأشغال العامة واستقال منها برغبة بعد فترة مجيزة للتفرغ لأعمال الخاصة .
ومما يذكر أن المرحوم عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم من مواليد حي القبلة بمدينة الكويت القديمة عام 1912م درس منذ طفولته في المدرسة المباركية ثم تبعها في المدرسة الأحمدية وسافر بعد ذلك في عام 1922 على الهند بصحبة والـده واستقر في مدينة كراتشي لدراسـة اللغة الإنجليزيـة بينما والـده كان يديـر تجارة كبيـرة فـي منطقـة " براوة " .
وفي الهند بدا والده يعتمد عليه في تصريف بعض الأعمال التي كانت تتطلب منه القيام بها ، فأخذ ابن الثامنة عشرة يتوسع في أعمال والده ويتردد على الأماكن المتعددة بين الكويت والبصرة والهند مما أعطاه فرصة لمخالطة الشخصيات الكويتية والعربية والأجنبية التي أسهمت في بناء شخصيته الفذة التي لعبت دوراً بارزاً في وضع اللبنات الأولى للديمقراطية بالكويت .
ويذكر السيد جاسم القطامي إحدى الشخصيات الوطنية التى عاصرت العم " بو بدر " وكان رحمه الله نسيج وحدة وطنية ، فلقد عمل بدافع حب وحرص كبيرين لبلاده فعلى الرغم من انتقاداته لأي ممارسات خاطئة من قبل السلطة فقد رفض كما رفضت جميع القوى التعاون مع المخابرات العراقية حينما أراد عبد الكريم قاسم احتلال الكويت ... فلقد قامت المخابرات العراقية بالاتصال يومها بالقوى الوطنية للحصول على اعترافها بالاستياء من الأوضاع في البلد إلا أن القوى الوطنية رفضت ذلك مؤكدة ولاءها وحبها للكويت وحاكمها وهذا ما أثبته البريطانيون للمغفور له الشيخ عبد الله السالم عندما قاموا بتهنئته على حب القوى الوطنية له .
فالله أكبر يا وطن وسجل يا تاريخ .

23-02-2014, 05:07 PM

عطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’..
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..
تحياتي لك..

23-02-2014, 11:46 PM

عيون الليل
أرق تحيه ورديه جورية لجميل التواصل

كم سعدت بمشاركتك الرائعة التي أضفت رونقاً بهيجاً

دمتِ بخير وبسعادة

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
تاريخ علم دوله الكويت	ميارا	(همسات الوطن والعالم العربي )	46	11-06-2014 07:29 PM
جولة فى دولة الكويت	ميارا	(همسـات الأخبار المحلية والعالمية)	29	06-05-2014 09:12 PM
تاريخ العملات في الكويت.. من مسكوكات الاسكندر الاكبر الى الروبية وانتهاء بالدينار	غلا الكويت	(همسات الوطن والعالم العربي )	15	06-04-2014 05:27 PM
حكام الكويت	غلا الكويت	(همسات الوطن والعالم العربي )	71	06-04-2014 05:27 PM
دوله الكويت	ميارا	(همسات الوطن والعالم العربي )	26	27-05-2013 11:23 AM

الإهداءات

رجال من الكويت

(همسات الوطن والعالم العربي )