شاهقة كــ الغيم

(الصّمـتُ فــي حَــرَمِ الجَـمَـالِ جَـمَـالُ)
أنْ ذاكَ قــــولٌ لــيــس فــيــهِ جِـــــدَالُ
فَـلَـقَـدْ رأيـــتُكِ بــدرًا حـيــنَ تـمـامــهِ
وَ عَـجِــزْتُ وصْـفــاً فـالـكـلامُ مُــحَــالُ
قَــدْ قِـيْـلَ فِــي مــا قِـيْـلَ يــومَ تَغَـزَّلُـوا
(إنَّ الــكــلامَ يَــمُــوتُ حِــيْــنَ يُــقَــالُ)
صَدَقَـوا ، و لـكـنَّ الحـديـثَ مُـشَـوِّقٌ
و مُــطَـــرَّزٌ بـالــنِّــورِ فــيـــهِ خَــيَـــالُ
فـــي كُـــلِّ حـــرْفٍ لَـيْـلَــكٌ و زَنــابِــقٌ
و الـيـاسـمـيــنُ بــســحــرهِ يَــخْــتَـــالُ
صعبٌ ، سَهْلٌ ، مستحيلٌ ، مُمْكِنٌ
ثـــلــــجٌ و نـــــــارٌ دِفْـــئُــــهُ قــــتَّــــالُ
فــبـــأيِّ عــطـــرٍ إبــتــديتي إلـيــاذتــكِ
و لأيِّ قـــلـــبٍ شــهــدُهــا ينسَــالُ
نبضكِ عـلـيـهِ إذا تَـوَجَّــدَ و اشـتـكـى
يطوي حزناً وحنيناً وحــيــرةٌ و ســــؤالُ
و الـشـعـرُ كـــونٌ والـسـطـورُ مـجــرَّةٌ
أفــلاكُــهـــا الأحـــــــلامُ و الآمــــــــالُ
للـشـمـسِ فـيـهـا ألـــفَ ألـــفَ مـنــادمٍ
كــــلٌّ لــــهُ فـــــي عـشــقــهِ أحـــــوالُ
فــــإذا رأيــــتُ صـبَـاحَـكِ مـتـرنِّـحــاً
فالسُّـكْـرِ فــي شــرع إبداعكِ حـــلالُ
يــا مــن لـه يَمّـمْـتِ كــلَّ مـشـاعـركِ
ونـحــتِ من شـعــركِ ذلـــك التِّـمـثـالُ
فـخـلـقـتْ مـمـلـكـةً غــمــامٌ عـرشُـهــا
شَّوقُ فـيـهـا أكمام سَـوسَــنٌ و هَـــدَالُ
فكـفـاكِ منه أنْ نَـظَـمْـتِ عـروشَـكِ
و كــفــاه مـنْـكِ أنْ يُــقــالَ جِـــــزَالُ
فـتـربَّـعــي فـيــهــا يا سهر مـلـيــكــةً
ودَعِـي المـدى بُخُطَـى النَّـدى يخـتـالُ
و تقـلَّـدي وعـداً و تـاجـاً مـــن ضِـيــاءه
و عقود قـصـائـدُ بـالـعـطـورِ هِــطَــالُ
فَمَـا اسْـتَـطَـاعَ لـمـثـلِ حرفكِ شـاعــرٌ
دَوَنَ تهويدة الحب المحال
فاركني شاهق غيمكِ دونَ تَــكَلُّـفٍ
واسكبي شهد غرامكِ شــــلاَّلُ