09-01-2019, 03:28 PM | #22 |
| مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ |
|
09-01-2019, 03:47 PM | #23 |
| قرائن إضافية علي مشروعية سفور وجه المرأة القرينة الرابعة: أن حاجات الحياة تدعو إلي كشف الوجه 1- كشف الوجه يعين علي تعرف الناس علي شخصيات مخاطبيهم وأحوالهم قال ابن قدامة : ( روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال "المرأة عورة" وهذا عام في جميعها ترك في الوجه للحاجة فيبقي فيما عداه ). ويحق لنا أن نتسائل هل كانت الحاجة إلي كشف وجه المرأة في زمن الإمام ابن قدامة دون زماننا , أم هي حاجة بشرية عامة مستمرة قائمة تقع في كل زمان ومكان؟ ويقرر الفقهاء إباحة النظر إلي وجه المرأة عند التعامل , وقد ورد في المغني لابن قدامة: ( وللشاهد النظر إلي وجه المشهود عليها لتكون الشهادة واقعة علي عينها ، قال أحمد: لايشهد علي امرأة إلا أن يكون قد عرفها بعينها , وإن عامل امرأة في بيع أو إجارة فله النظر إلي وجهها ليعلمها بعينها فيرجع عليها بالدرك.... وقد روي أحمد كراهة ذلك في حق الشابة دون العجوز، ولعله كره لمن يخاف الفتنة أو يستغني عن المعاملة, فأما مع الحاجة وعدم الشهوة فلا بأس). إن الشهادة قد تطلب علي أمر مضي من زمن ولم يسبق تعمد كشف الوجه من أجلها فكيف تتحقق الحاجة هنا إلي الشهادة ما لم يكن الوجه مكشوفا بصفة دائمة؟ وورد في المجموع للنووي: ( ويجوز لكل واحد منهما ( أي الرجل والمرأة ) أن ينظر إلي وجه الآخر عند المعاملة لأنه يحتاج إليه للمطالبة بحقوق العقد والرجوع بالعهدة, ويجوز ذلك عند الشهادة للحاجة لمعرفتها في التحمل والأداء). نحسب أن من البديهيات تقرير حاجة البشر إلي أن يعرف بعضهم بعضا فيما لا يحصي من صور التعامل, إذ لا يقتصر الأمر علي البيع والإجارة والشهادة ، كما أنهم قد يحتاجون أحيانا معرفة ماهو أكثر من صورة الشخص كعمره : شاب أم كهل أم شيخ , أو لون بشرته: أبيض أم أسمر أم أسود , أو سمته: بشوش أم متهجم ، بل إن المشاعر والأحاسيس وما يختلج في الصدر من سرور وحزن ورضا وغضب وعزم وتصميم وبأس واستسلام ، كل ذلك يظهر عادة علي صفحة الوجه وقد يحتاج إليه الناس في تعاملهم وذلك حسب موضوع التعامل وظروفه وليفهم كل من المتحدث والمخاطب عن صاحبه حق الفهم. وهذا القدر من التعارف تترتب عليه مصلحة ما بدرجة من الدرجات , وقد تكون مصلحة ضرورية أو حاجية أو تحسينية. 2- كشف الوجه يعين علي تعارف الأقارب وذوي الأرحام وتواصلهم فيتعرف الشاب علي بنات الأعمام والعمات والأخوال والخالات.وتتعرف الفتاة علي أبناء أعمامها وعماتها وأخوالها وخالاتها.وأيضا يتعرف الشاب علي زوجات الأعمام والأخوال وتتعرف الفتاة علي أزواج العمات والخالات , وكذلك يتعرف الرجل علي أخوات زوجته وتتعرف المرأة علي إخوة زوجها.أما إذا عم ستر الوجه وتبعه الاحتجاب من كل الرجال غير المحارم فكيف يتواصل ويتواد الأقارب وذوو الأرحام؟ كيف يعود بعضهم بعضا؟ كيف يودع بعضهم بعضا أو يستقبل بعضهم بعضا عند السفر؟ هل يذهب الرجل ليصل ابنة عمه أو خالته المتزوجه فيلقي زوجها ويجالسه ويتبادل معه المشاعر النبيلة , ولا يلقي ابنة خاله وهي المقصودة بالزيارة والصلة والمودة؟! هل أمر الله بهذا؟ إن الله تعالي قال بشأن عامة نساء المؤمنين {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن} ولم يقل سبحانه ليحتجبن إلا من بعولتهن أو آبائهن.فهذا الاحتجاب خاص بنساء النبي صلي الله عليه وسلم. ولنتأمل هذه النماذج من سنة رسول الله في صلة الأقارب وذوي الأرحام وبرهم: مع ابنة العم : عن عائشة قالت : دخل رسول الله علي ضباعة بنت الزبير ابن عبد المطلب فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت: والله لا أجدني إلا وجعة ، فقال لها: حجي واشترطي قولي: اللهم محلي حيث حبستني.(رواه البخاري ومسلم) وضباعة هي ابنة عم الرسول صلي الله عليه وسلم . وعن أم هانئ قالت:لما كان يوم الفتح جاءت فاطمة فجلست علي يسار رسول الله وأم هانئ عن يمينه فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فناولته فشرب منه ثم ناوله أم هانئ فشربت منه...(رواه الحاكم) وأم هانئ هي ابنة أبي طالب عم رسول الله. مع زوجة العم: عن أم الفضل قالت: دخل أعرابي علي نبي الله صلي الله عليه وسلم وهو في بيتي فقال: يا نبي الله إني كانت لي امرأة فتزوجت عليها أخري، فزعمت الأولي أنها أرضعت الحدثي رضعة أو رضعتين فقال نبي الله: لاتحرم الإملاجة والإملاجتان. ( رواه مسلم) وأم الفضل هي زوجة العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم. مع زوجة ابن العم: عن جابر قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس: ما لي أري أجسام بني أخي (يقصد جعفر بي أبي طالب) ضارعة تصيبهم الحاجة؟ قالت: لا ولكن العين تسرع إليهم قال: أرقيهم. (رواه مسلم) وأسماء بنت عميس هي زوجة جعفر ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم. مع أخت الزوجة: عن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة علي رسول الله فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال: اللهم هالة بنت خويلد...(رواه البخاري ومسلم) /// المعارضون لكشف الوجه يذكرون أن هناك حالات خاصة يجوز للمرأة عندها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب , وكثرة هذه الحالات دليل علي أن حاجات الحياة في كل زمان ومكان تدعو إلي كشف الوجه وأنها من القرائن علي مشروعية سفور وجه المرأة. مختصر من كتاب (حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين): أولا : الخِطبة يجوز للمرأة كشف وجهها وكفيها أمام مريد خطبتها ، لينظر إليهما في غير خلوة ودون مسّ ، لدلالة الوجه على الدمامة أو الجمال ، والكفين على نحافة البدن أو خصوبته . ثانيا : المعاملة والمطالبة بالثمن ، ما لم يؤد إلى فتنة ، وإلا منع من ذلك . ثالثا : المعالجة يجوز للمرأة كشف مكان العلة من وجهها ، أو أي موضع من بدنها لطبيب يعالج علتها ، شريطة حضور محرم أو زوج ، هذا إذا لم توجد امرأة تداويها ، لأن نظر الجنس إلى الجنس أخفّ ، وأن لا يكون الطبيب غير مسلم مع وجود طبيب مسلم يمكنه معالجتها ، ولا يجوز لها كشف ما يزيد عن موضع المرض . رابعا : الشهادة يجوز للمرأة كشف وجهها في الشهادة أداءً وتحملاً،كما يجوز للقاضي النظر إليه لمعرفتها صيانة للحقوق من ضياع. خامسا : القضاء يجوز للمرأة كشف وجهها أمام قاض يحكم لها أو عليها ، وله عند ذلك النظر إلى وجهها لمعرفتها ، إحياء للحقوق ، وصيانة لها من الضياع . و..أحكام الشهادة تنطبق على القضاء سواءً بسواء ، لاتحادهما في علة الحكم. سادسا: في الإحرام يجب على المرأة أن تكشف وجهها وكفيها حالة إحرامها بالحج أو العمرة ، ويحرم عليها عند ذلك لبس النقاب والقفازين ، لقول رسول الله لا تتنقب المرأة المُحرمة ، ولا تلبس القفازين ) فإن احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال بقربها ، أو كانت جميلة وتحققت من نظر الرجال إليها ، سدلت الثوب من فوق رأسها على وجهها. سابعا : حالة الإكراه فرضت بعض الأنظمة المتسلطة أحكاماً جائرة ، وقوانين ظالمة ، خالفت بها دين الإسلام ، وتمردت على الله ورسوله ، ومنعت بموجبها المرأة المسلمة من الحجاب ، بل وصل الحال ببعضها إلى إزاحته عنوة عن وجوه النساء ،ومارست ضدهن أسوأ أنواع التسلط والقهر والإرهاب.. كما حدثت مضايقات للمنقبات في بعض البلاد الأوربية .. وتعرض بعضهن إلى الإيذاء تارة ، والتعرض للإسلام أو الرسول صلي الله عليه وسلم تارة أخري. وإزاء ذلك فإنه يجوز للمرأة في حال الضرورة التي تتيقّن فيها أو يغلب على ظنّها حصول الأذى الذي لا تُطيقه أن تكشف وجهها ، وإن الأخذ بقول مرجوح أولى من تعرضها للفتنة على أيدي رجال السوء . ثامنا : العجوز التي لا يُشتهى مثلها انتهي تم حذف حالات كشف الوجه من الطبعات التالية للكتاب لأن هناك مجموعة من أهل العلم لم يستحسنوا ذكر هذه الحالات !!! |
|
09-01-2019, 03:49 PM | #24 |
| المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأصيلة مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ لَطَالمَا كَانَتْ مَواضِيعَكْ مُتمَيّزهَ لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ بوركتِ سيدة الحضور الأولى الأصيلة المبجلة شاكرة لكِ نغحات حضوركِ المبتلة سلمتِ لنا يا حكيمة منتدانا وسلم لنا تواجدكِ وحروفكِ المذهلة |
|
09-01-2019, 03:50 PM | #25 |
| قرائن إضافية علي مشروعية سفور وجه المرأة القرينة الخامسة: أن المشقة تلحق ستر الوجه والتيسير في كشفه: قال تعالي: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} ومن القواعد الفقهية التي يذكرها العلماء ((المشقة تجلب التيسير)). وورد في المغني لابن قدامة: ( قال بعض أصحابنا : المرأة كلها عورة لأنه قد روي عنه صلي الله عليه وسلم : (المرأة عورة) لكن رخص لها في كشف وجهها ويديها لما في تغطيته من المشقة). وإذا كان ابن تيمية يقول: ( وتغطية هذا في الصلاة فيه حرج عظيم) وهو يقصد تغطية الوجه واليدين ، فنحسب أنه من باب أولي أن يكون هناك حرج عظيم في تغطيتهما خارج الصلاة , وقد يطول زمن التغطية أحيانا أضعاف زمن الصلاة. قال سفيان الثوري: (إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد). فالتشديد في حقيقته هو الاجتهاد الأسهل وليس الاجتهاد الأفضل. وهذه بعض مجالات المشقة والحرج: 1- يؤدي ستر الوجه إلي التضييق من عمل الحواس التي يضمها الوجه وهذا مما يشق علي المرأة, أما كشف الوجه فإنه يثمر عمل تلك الحواس بكامل قوتها التي فطرها الله عليها, وهذه الحواس هي النظر والشم وتذوق الطعام والشراب هذا بجانب تيسير عملية التنفس والكلام. 2- يؤدي ستر اليدين بالقفازين إلي التضييق من استعمال اليدين حتي أصبح من المشاهد كثير من المنتقبات لايرتدين القفازين. فالمرأة إذا أرادت أن تتعاطى شيئا , أو تريد أن تشترى شيئا من السوق كيف تشترى وهي متقفذة , عمليا كيف يمكن للمرأة أن ترى هذا الثوب مثلا هو خفيف هو رقيق هو كذا. قال الألباني في "الرد المفحم": وإني لأعتقد أن مثل هذا التشديد على المرأة لا يمكن أن يخرج لنا جيلاً من النساء يستطعن أن يقمن بالواجبات الملقاة على عاتقهن في كل البلاد والأحوال مع أزواجهن وغيرهم، ممن تحوجهم الظروف أن يتعاملن معهم، كما كن في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، كالقيام على خدمة الضيوف، وإطعامهم، والخروج في الغزو، يسقين العطشى، ويداوين الجرحى، وينقلن القتلى، وربما باشرن القتال بأنفسهن عند الضرورة، فهل يمكن للنسوة اللاتي ربين على الخوف من الوقوع في المعصية إذا صلت أو حجت مكشوفة الوجه والكفين أن يباشرن مثل هذه الأعمال وهن منقبات ومتقفزات؟ لا وربي، فإن ذلك مما لا يمكن إلا بالكشف كما سنرى في بعض الأمثلة الشاهدة لما كان عليه النساء في عهد النبي صلي الله عليه وسلم : • أم شريك الأنصارية التي كان ينزل عليها الضيفان. • امرأة أبي أسيد التي صنعت الطعام للنبي صلي الله عليه وسلم ومن معه يوم دعاهم زوجها أبو أسيد يوم بني بها , فكانت هي خادمهم وهي عروس. • الربيع بنت معوذ التي كانت تنفر مع نساء من الأنصار, فيسقين القوم ويخدمنهم ويداوين الجرحي ويحملن القتلي إلي المدينة. • وأم عطية التي غزت معه صلي الله عليه وسلم تخلفهم في رحالهم وتصنع لهم الطعام وتداوي الجرحي وتقوم علي المرضي. • وأم سليم أيضا التي اتخذت يوم حنين خنجرا. وجري الأمر علي هذا المنوال بعد النبي صلي الله عليه وسلم : • فهذه أسماء بنت يزيد الأنصارية قتلت يوم اليرموك سبعة من الروم بعمود فسطاطها. • وسمراء بنت نهيك الصحابية بيدها سوط تؤدب الناس وتأمربالمعروف وتنهي عن المنكر.اهـ /// القرينة السادسة : تؤخذ من دلالة النصوص الواردة بشأن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية : إن عادة ستر الوجه حذرا من أن يراه الرجال درءا لفتنتهم تولد في نفس المرأة حياء من لقاء الرجال , ومن ثم تحرص علي البعد عن مجتمعاتهم مهما كان هدف اللقاء شريفا خيرا.كما تولد في نفس الرجال الشعور ببعض الحرج من لقاء النساء.وبسبب ذاك الحياء من النساء وذاك الحرج من الرجال ينعزل النساء عن الرجال , وتشتد العزلة مع الزمن بدعوي فساد الزمان , وهذا فضلا عن دعوي أمن الفتنة التي صاحبت نشأة عادة الستر.وإذا اشتدت العزلة وحدثت ضرورة للقاء الطرفين , فلابد أن يصيبهما هذا اللقاء الشاذّ النادر بصدمة المفاجأة ويُحدثُ لدي الطرفين انفعالا شديدا بفتنة الجنس الآخر.وهذا بدوره يثبِّت في مجتمع المسلمين الحرص علي تباعد الطرفين دفعا للحرج من ناحية وأمنا من الفتنة من ناحية.وهكذا تتعمق في المجتمع عادة انعزال المرأة وحرمانها من المشاركة في الحياة الاجتماعية وندرة لقائها الرجال نتيجة لعادة ستر الوجه. ومن هنا نقول بحدوث الارتباط غالبا بين ستر الوجه المرأة وبين الانعزال وتجنب لقاء الرجال , كما يحدث الارتباط بين سفور الوجه وبين مشاركة المرأة ولقائها الرجال.وتصبح ظاهرة ستر الوجه قرينة علي انعزال النساء , وظاهرة الانعزال قرينة علي ستر الوجه.كما تصبح ظاهرة سفور الوجه قرينة علي المشاركة واللقاء , وظاهرة المشاركة واللقاء قرينة علي سفور الوجه.وقد كان السمت العام للمجتمع في العهد النبوي هو مشاركة المرأة ولقاؤها الرجال في مختلف المجالات , دون ضرورة قاهرة بل وأحيانا دون حاجة ماسة.وكثيرا ما كان اللقاء يتم بصورة عفوية لا يقصد بها غير تيسير الحياة , وقد يتحقق مع التيسير مصلحة تحسينية. وقد رأينا كيف لقيت المرأة في العهد النبوي الرجال في الزيارة وحسن الرعاية والضيافة وتبادل الهدايا والعيادة وعمل المعروف وفي الاحتفالات وعلي الطعام والشراب هذا فضلا عن اللقاء في المسجد وفي ساحة الجهاد وفي النشاط المهني والاجتماعي والسياسي.ألا تعد كل هذه الصور من المشاركة واللقاء في العهد النبوي قرائن علي أن الغالب علي المرأة المسلمة في ذاك العهد هو سفور الوجه؟ |
|
09-01-2019, 03:51 PM | #26 |
| النقاب بين الجاهلية والإسلام قالت أم عمرو بنت وقدان: إن أنتم لم تطلبوا بأخيكم......فذروا السلاح ووحشوا بالأبرق وخذوا المكاحل والمجاسد والبسوا......نقب النساء فبئس رهط المرهق وقال الحطيئة: طافت أمامه بالركبان آونة......ياحسنه من قوام ما منتقبا وقال النابغة الجعدي يصف غزالا: وخدا كبرقوع الفتاة ملمعا......وروقين لما يعدوا أن تقشرا وقال توبة الخفاجي: وكنت إذا ما زرت ليلي تبرقعت......فقد رابني منها الغداة سفورها وقد رابني منها صدود رأيته......وإعراضها عن حاجتي وبسورها قيل لليلي: ما الذي رابه من سفورك؟ قالت: كان يلم بي كثيرا فأرسل إلي يوما أني آتيك. وفطن الحي فأرصدوا له ، فلما أتاني سفرت عن وجهي فعلم أن ذلك لشر ، فلم يزد علي التسليم والرجوع. ليلي تحرص علي لبس النقاب في ساعات الصفاء والبهجة لأن فيه ترفها وتجملا. ثم نراها في ساعة الخطر والحرج تخلع النقاب لأن الموقف لايحتمل ترفها ولا تجملا، هذا فضلا عن حاجتها إلي تحذير صاحبها من خطر محدق. هذه الأبيات من الشعر الجاهلي تؤكد أن النقاب كان معروفا عند بعض العرب قبل الإسلام ، وأنه كان طرازا من لباس المرأة وزينتها ولما جاء الإسلام لم يأمر به ولم ينه عنه وتركه لأعراف الناس. كذلك كان الجلباب والخمار من لباس الجاهلية وهذه بعض الأمثلة: قالت جنوب أخت عمر ذي الكلب ترثيه: تمشي النسور إليه وهي لاهية......مشي العذاري عليهن الجلابيب وقال قيس بن الخطيم: كأن القرنفل والزنجبيـل......وذاكـي العبـير بجلبـابها وقال بشر بن أبي خازم يصف بياض غرة فرسه: يظل يعارض الركبان يهفـو......كأن بياض غرتـه خمـار وقالت الخنساء: يطعن الطعنـة لا يرقئهـا......رقية الراقي ولا عصب الخمر فرضت شريعة الإسلام لبس كل من الخمار والجلباب في نصوص صريحة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة ، بينما ذكر النقاب لم يرد علي لسان رسول الله غير مرة واحدة وفي مناسبة حظره علي المرأة المحرمة , قال: ( لا تنتقب المحرمة). حظر النقاب في الإحرام ودلالته: • عن عبد الله بن عمر قال : يارسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من ثياب في الإحرام؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لاتلبس القمص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل الكعبين ولاتلبسوا شيئا مسه زعفران ولا ورس ولا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين.( رواه البخاري). الحديث يفيد أن محظورات الإحرام سواء علي الرجل أو علي المرأة كلها نهي عن الترفه والتجمل واستدعاء للتشعث, وفي ذلك يقول الباجي صاحب المنتقي شرح الموطأ: ( المحرم ممنوع من الترفه... وأمر بالتشعث). وهذا يعني أن النقاب كان نوعا من التجمل والترفه ألفه بعض النساء شأنه في ذلك شأن العمامة والبرنس والسراويل والخف بالنسبة للرجال، وقد وردت جميع هذه الطُرز في سياق واحد في الحديث. تشعث : من شعث الشعر تغير وتلبد وشعث فلان رأسه وبدنه : اتسخ وتشير أقوال وردت لبعض الفقهاء من أعلام المذهب الحنبلي أن النقاب كان لباس تجمل , نورد بعضها فيما يأتي: قال أبو القاسم الخرقي ( ت سنة 344هـ): ( وتجتنب الحادة النقاب لأن المحرمة تمنع منه فأشبه الطيب ). وقال القاضي أبو يعلي: ( كره أحمد النقاب للمتوفي عنها زوجها ) وقال ابن قدامة: ( مما تجتنبه الحادة النقاب وما في معناه مثل البرقع ونحوه ، لأن المعتدة مشبهة بالمحرمة تمنع من ذلك). ونخلص من ذلك أن النقاب كان طراز في الزي اختاره بعض النساء منذ الجاهلية ، وتعارف الناس عليه وربما اعتبروه من سمات المرأة المصونة أو كمال الهيئة, لكنه لم يكن عرفا عاماً صالحاً عند جميع العرب الذين بعث فيهم رسول الله , إذ لو كان عرفاً عاماً صالحاً وخاصة لذوات الصون والعفاف لكان البيت النبوي أولي بهذا العرف الصالح منذ الأيام الأولي من البعثة وحتي نزول آية الحجاب ، ولكان ذلك من القرائن الدالة علي أن التنقب مندوب. ولما كان شأن النقاب كذلك أردنا أن نعرض بعض صور التطبيق التاريخي , أي نوعا من الدراسة الاجتماعية لهذا الطراز في اللباس نتبين منها أهم معالم استعماله: من كان يلبس النقاب؟ كثرة أم قلة؟ لماذا كان يلبس؟ متي كان يلبس ومتي كان يخلع؟ لهذا أقدمنا علي عرض مجموعة من النصوص – رغم ضعف سندها أو جهالته - بصفتها مجرد شواهد تاريخية نأتنس بدلالاتها المختلفة في تحديد أهم خصائص النقاب والعادات المرتبطه به. • عن عبد الله بن عمر قال: لما اجتلي النبي صلي الله عليه وسلم صفية رأي عائشة متنقبة وسط النساء فعرفها.(رواه ابن سعد في الطبقات) • عن صفية بنت شيبة قالت:رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة.(رواه ابن سعد في الطبقات) نساء النبي صلي الله عليه وسلم بعد فرض الحجاب كن إذا خرجن غطين وجوههن وهذا أمر ثابت بغير هذه النصوص. أورد البخاري الخبر الآتي معلقا : أجاز سمرة بن جُنْدَب شهادة امرأة متنقبة. هذا الخبر يذكر واقعة عين كانت المرأة فيها متنقبة وهذا يشير إلي أن الستر بنقاب كان معروفا في ذلك الزمن ولكن علي سبيل القلة أو الندرة , ولذلك ذكره الراوي وصرح به , ولو كان الستر هو السائد لما كان هناك داع ليذكره الراوي. • عن قيس بن شماس قال:جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهي منتقبة تسأل عن ابنها وهو مقتول , فقال لها بعض أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم : جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة! فقالت:إن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي.فقال رسول الله: ابنك له أجر شهيدين.قالت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه قتله أهل الكتاب.(رواه أبو داود) هذا الحديث يفيد أن الانتقاب كان مجرد طراز في اللباس اعتاده البعض وليس سترا واجبا بأمر الشارع.ويؤكد هذا المعني أنه كان من المتعارف عليه خلعه في بعض الأحوال التي تقتضي اجتناب الترفه,كحال الحزن لوفاة عزيز كما هو واضح في هذا الحديث. فقد تعجب الصحابة من حضور المرأة منتقبة وهي ثكلي. وظل هذا العرف ماضيا في مجتمع المسلمين حتي قال بعض أئمة الحنابلة كما مر بنا باجتناب المرأة الحادة النقاب طول مدة الإحداد. أما قول المرأة: ( إن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي) فليس دليلا علي غياب الحياء عن النسوة اللاتي لا ينتقبن, إنما تعبر عن شعور من ألفت النقاب, فمثلها تستحيي عادة إذا خلعته, كما يستحيي الرجل الذي ألف تغطية رأسه إذا كشفه, إلا إذا غلبها أو غلبه الحزن أو غيره من المشاعر الغامرة.ولو كان الأمر مندوبا لبين رسول الله للصحابة خطأهم وأنكر عليهم إنكارهم علي المرأة فعل الأفضل. الحديث لا نستنبط منه حكما شرعيا لأنه ضعيف الإسناد كما ذكر الألباني في كتابه جلباب المرأة المسلمة,لكن نعتبره شاهدا تاريخيا علي عادة من عادات بعض نساء العرب قبل الإسلام وبعده. • عن عبد الله بن الزبير قال:لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو بالأبطح فبايعنه.فتكلمت هند فقالت: يا رسول الله , الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه , لتنفعني رحمك.يا محمد ,إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله.ثم كشفت عن نقابها وقالت:أنا هند بنت عتبة.فقال رسول الله:مرحبا بك. (رواه ابن سعد في الطبقات) هذا الحديث يعتبر شاهدا تاريخيا علي أنه كان من المعروف خلع النقاب دون حرج إذا شاءت المرأة أن تعرف بنفسها.وهذا يؤكد أن الانتقاب كان طراز من اللباس يحقق قدرا من إخفاء شخصية المرأة , فضلا عما فيه من الترفه والتجمل , كما يؤكد أن الانتقاب ليس سترا واجبا بأمر الشارع ولو كان سترا واجبا لأنكر رسول الله علي هند بنت عتبة خلعها النقاب. ملاحظة : لم نقف علي نص واحد صحيح , فيما تيسر لنا الاطلاع عليه من كتب السنة يشير إلي أن امرأة صحابية سترت وجهها لأمر ما بعد أن كان مكشوفا.كذلك لم نقف علي نص واحد صحيح إلي أن امرأة كشفت وجهها لأمر ما بعد أن كان مستورا.وكذلك لم نقف علي نص واحد صحيح يشير إلي أن رجلا رأي امرأة ما وذكر أنه لم يعرفها بسبب ستر وجهها. |
|
11-01-2019, 08:10 PM | #28 |
| سلمت يدآك على روعة الطرح وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار .. لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير .. اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. ودي وتقديري لسموك ♥ ميوره ♥ |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لباس , المرأة , المسلمة , وزينتها |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسائل للمرأة بالحج | الاداره | (همسات الحج والعمره) | 11 | 21-09-2021 03:52 PM |
موسوعة الحج | تيماء | (همسات الحج والعمره) | 28 | 18-10-2018 09:18 AM |
أنماط النساء فى التراث العربى | ابن عمان | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 22 | 27-12-2017 07:36 AM |
سبعـون إسما ً | سعود العنزي | ( همسات عالم حواء) | 32 | 23-04-2014 02:35 PM |
رأي حول عمل المرأة | الورّاق | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 4 | 20-04-2013 12:46 PM |