عاشقة متمردة بقلم كراميل نور

علمني حَرفُكِ سيدتي كيف أحيا
إنني ضيّعتُ في الذكرى حياتي
علميني أنتِ
كيف أبقى أزرقاً كالبحرِ
صيفيّاً
كحلّم النورس المسكون حتى حزنه
بالأغنياتِ
علميني كيف أبكي
إنّ لون العشب في عينيكِ
يغري بالندى
جائعٌ صوتي لإسمكْ
ضرجّيني بالصدى
أنتِ يا ضمّة أمٍّ
في ليالي البرد تؤويني
وقد ضيّعتُ ذاتي..
عائداً من مطلع الفلِّ إلى الظلِّ
بلا إسمٍ وبيتْ
ليس لي أهلٌ
ولكني أتيتْ
من حياة الموت كي أحيا مماتي
ليس لي حبّةُ رملٍ
في غبار دجلةً
أو كوخُ فقيرٍ في الفراتِ
ليس لي أرضٌ
ولا منفى
ولا بقعة ضوءٍ في الرّخامْ..
علميني كيف أصحو
ليس لي أمٌّ بعينيها أنامْ
في سديم الخلقِ
صاغتني من القهر أكفُّ الخالقينْ
حاملاً خوفي على كتْفيْ.. شريدا
كلُّ ما في جُعبتي
بضعُ حروفٌ من حنينْ
علمني قلمي
كيف أحبّ الناس
وأراني آوي إلى قبري وحيداً
في يباس الليل والأسماء والشارعِ
في أقصى الغيابْ
ليس لي شيءٌ
لقد ماتتْ بلادي
نينوى/الموصل/ألحدباء
فارفعي عني متاريس العتابْ
كلّ ما بيني وبيني
خطوةٌ،
والبحرُ
والأعداءُ
والدنيا
وسجّانٌ..
وبابْ
//////
كراميل أنتِ نبض للكلمة
رقيقة حروفك
دمتِ كما تحبين
:::
::
مرسال الشوق