يدعون أن القمر يشبهك

أريد اغتيال جوعي منك فقد كاد يفضحني على الملأ .
ألتهم بعيني وجوه ظننتها تشبهك ....
ولكنها لا تشبهك
ياحبي المهاجر .....
أصبحت أعيش أيامي كأني على قيد الحياة
ولا أعلم هل بغيابك أرثيك أم بأوتار الكمان الحزين أغنيك
ابحث عن طيف يحمل ملامحك عند كل شروق وعند الغروب
أبحث عن رائحتك في حقول التوت وبين أوراق الورود
أئن من سفن عشق موجعة بلا ربان ضائعة
و مساء بلا حبيب يئن بالصمت الرهيب
وجنونا على طرقات الليل يقتفي أثري ليصرعني

ما أجمل هذا الصياغة وهذا الحرف المتهافت تهافت النحل على الزهر
بداية جميلة للغاية
اغتيال ما في الذات بسبب ذات اندفاع لهنا وهنك قاده الألم للفقد
وشبيه للحب لا يشبهه لا أدري كيف ولكنه يشبه شيئاً كما يدعون والبحث عنه صوتاً ورائحة

حبيبي ......
يدعون بأن القمر يشبهك
يصفونه كأنه أنت ...بضيائك على نصفي المظلم
بلمعان عينيك على صفحة دمعي
برائحة حبك المشبعة بالارتواء
يّدعون....
أنهم يسمعون صوتاً يهمس باسمي

يشبهونه بمرحك وضحكاتك المجلجلة بالكون
ـــــ
حبيبي إنهم يدعون يصفون يسمعون يشبهونه
إنه غرق في الحب
ــــــ

سأصعد للقمر ....
ألهث وراء السراب
أجاري دفقة الغباء أصدق الادعياء
أترك في دهاليز الروح أثر من الوهم

أو يأساً يعانق الأمل يتشبث بجدائله
أقف في طرقات الليل أنتظر جنوناً يتلبسني
يرفعني خارج المجرة نحو القمر
دقيقتان
لعلي أرى بوجهه طيفك ...
وأغرق بضوئه المكسو بضوئك
استنشق عبقك فوقه حتى تفارقني الانفاس
أرتدي قلادة من نجوم وأنقش ببريقها همهمة
تحكي أروع اللحظات
سأصعد للقمر.....
أرتل قصائد مكسوة بالشجن
متبرجة بالأمل مترفة بالإحساس غارقة بالخجل
ـــــ
يعود المتكلم اللاهث في الحب ليسجل ما يفعله وسيفعله لأجله
سأصعد ـ اجاري ـ الهث ـ أرتل
ـــــ
حبيبي ....
يّدعون أن القمر يشبهك ..
,له روح تشبه روحك المفعمة بالرجولة
يخيط من الليل ثوبا مطرزا بنجوم هيبتك
سأعانقه إذن بخجل وأغرق في روحه وألقي له بأسراري
ولن يؤرقني بعد ذلك السهر ما دام معي القمر ....
ـــــ
ثم هنا مزج بين المتكلم والغائبين الذين يدعون بأن القمر يشبه الحب
وهو كذلك في النهاية ما دام القمر معها رغم السهر

أخذتني المزاوجة بين الضمائر لتشكيلها الخطاب في هذه الخاطرة
الخطاب الذي أفرز لنا مفردات درر وتصوير بديع
نص أنيق للغاية من أديبتنا المبدعة