الإهداءات | |
(همســــات شعر وشعراء) منقول خاص بالشعر النبطي والشعبي المنقول |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-02-2020, 08:42 PM | #8 |
| جبران والحب رافق جبران في هذه المحطة نخبة كانوا روّاد التجديد في الشعر والرسم والنحت والسياسة أمثال بشارة الخوري والأخطل الصغير ويوسف الحويك، إذ جمعتهم مدرسة الحكمة. في النصف الثاني من هذه المحطة عرف في كيانه حباً جارفاً نحو سلطانة تابت وهي أرملة، توفيت ووفاتها عمّقت في نفسه معنى التجلّد والصلب الداخلي مجدداً. عواطفه ونزواته ومخيلته، كانت سابقة لعقله ومعرفته، وقد أدرك هذا التفاوت فيه. وسط هذا الصراع الداخلي، بلغه خبر وفاة أخته سلطانة، فحمله ليحط في بوسطن في أوائل نيسان 1902. وبعد وفاة سلطانة بالسل ودّع جبران أخاه بطرس بالداء نفسه ومن ثم والدته بداء السرطان، وكان كل ذلك في فترة لا تتجاوز السنة، فكانت الأقدار الموجعة عاملاً إضافياً في تفجير عبقريته. بعد حبه الأول، حب آخر جعل عاطفته أسراً جديداً، إنه حبه لجوزفين. مع هذه المرأة أدرك جبران أن الجمال والعذوبة والشاعرية والصبا ليست الحب. وأدرك أن عليه أن يجد جبران الرجل في نقيضه جبران العاطفي. وكانت تلك التجربة المدخل الى مقالات "دمعة وابتسامة" التي نشرت في "المهاجر" لصاحبها أمين الغريب بمعدل مقالين في الأسبوع. حاول داي مرة جديدة تحريره من صراعاته، فكان وراء رحلته الى الشرق مواكباً أسرة أميركية في جولة شملت مصر وفلسطين وبيروت. وبعين المنكوب المصارع يقرأ مرة أخرى القدر جاثماً على صدر مهبط الحضارات الأولى. معرضه الأول الذي دفعه داي لاقامته في محترفه، ساعده على تحقيقه كل الأصدقاء وبينهم جوزفين وحبيبها ليونيل ماركس بروفسور الفيزياء في هارفورد الذي طلب من صديقته القديمة ماري هاسكل بإصرار أن تزور المعرض... فكانت قصة جديدة ومرحلة جديدة في حياته. تعرف جبران على ماري هاسكل عام 1904، فكانت بالنسبة له السيدة الكريمة التي تعهدت انماء فنه ومواهبه. فقد اكتشفت فيه فناناً كبيراً، وعرفت أن مستوى الفن في بوسطن ليس بقدر طموحه، فدفعته في إتجاه الأكاديمي جوليان في باريس عاصمة الإبداع، متعهدة نفقاته سنتين وأربعة أشهر 1910-1908 وحفزته أيضاً على الكتابة باللغة الإنكليزية، فكانت تنقّح أكثر مؤلفاته الأولى بهذه اللغة، خصوصاً "المجنون" و"السابق" و"النبي". جمعت ماري هاسكل بجبران قصة حب كتبت على ستة آلاف صفحة من الرسائل والكتابات اليومية، وامتدت بين العام 1908 والعام 1926 تاريخ زواجها من رجل آخر. كانت عوائق الزواج بين جبران وهاسكل كثيرة، فهي تشكو في مذكراتها من كبر سنها بالنسبة إليه (10سنوات) ومن بشاعتها، كما ان وضعه المادي لم يكن مؤاتياً، وأدرك جبران أن عليه أن يرسم للحب هدفاً أبعد منه ويحرره من قيود الزواج. وكان لجبران علاقة حب عبر المسافات جمعته بالشاعرة مي زيادة التي كانت تعيش في القاهرة، وبدأت تراسله الى نيويورك منذ العام 1912 ولغاية آذار 1931، أي قبل وفاته بنحو نصف الشهر. تضمنت الرسائل المتبادلة بينهما دراسات حول مؤلفات جبران وآفاق الحركة الثقافية في نيويورك ومصر. ولا تخلو هذه الرسائل في العديد من صفحاتها من العتوبة والملامة التي يتداولها العشّاق ومن تلميح الى الحب وتصريح به، غير أن هذا الحب ظل من دون لقاء. أما سلمى كرامة فهي شخص ابتكره جبران ابتكاراً، وعندما حلل طبيعة هذا الشخص لماري هاسكل قال: "سلمى كرامة نصفها "بياتريس" ونصفها "فرانشيسكا". ولكنه لا ينفي اختباره للأحداث الواردة في قصة الأجنحة المتكسرة. |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
06-02-2020, 08:43 PM | #9 |
| آية في تسلسل الذكريات آية في تسلسل الذكريات أن تعود الحياة بعد الحياة ليس في عالم الخلود فناء لا ولا الفوات كل الفوات وتنزه إن رمت ما هو أبقى عن هنات ستنقضي وهنات فهو في أقطع الصروف وصول وهو في أمنع الظروف مواتي كل وقت يمجد العلم فيه هو لا ريب أسمح الأوقات يا معيدي موسى إذا ما جلوتم وجه ماض لم يخف وجه الآتي أنظروا حين ترجع العين أدراج الليالي تطالع الباقيات كيف يلقى الإنسان فيها أخاه وكأن العهدين في مرآة قد تقضت من السنين مئات ما الذي جد بعد تلك المئات بين جيل خلا وجيل تلاه لم تبدل جواهر الحالات فتولى عنها يطوف في الآفاق بين الأمصار والفلوات لم يسعه من البلاد سوى روض المعالي ومنبت المكرمات مصر كهف الأحرار في كل عصر وملاذ المروعين الأباة وإلى ذاك موئل العلم إن لم ترحت الأرض بالهدى والهداة نضجت حكمة الخلائق منها في أوان بديعة الزينات ذات صوغ منمق عربي رصعته جوامع الكلمات حل موسى في مصر من بعد موسى وكلا الصاحبين ذو آيات فاستتمت ما بين موسى وموسى شرعة أخلصت من الشبهات كان في دينه وظل ابن ميمون إلى اليوم حامل المشكاة صولة الريب لم يخفها عليه إنما خاف صولة الترهات فنفى في شروحه لمتون الوحى ما رابه بغير افتئات كان للعرب في دليل الحيارى قسطهم من فصوله القيمات أبرز العلية المجلين منهم في مجال العلوم والفلسفات فدرى الغرب فصلهم حين كانت فيه أعلامهم من النكرات إن في ذلك الكتاب لخوضا مطمئنا في أخطر الغمرات ومزاجا ما بين معنى وحس لم يكن إن يرم من الهينات في مفاعيل حوله أو مرامي طوله أو مقومات الذات ومعاني هذا الوجود وما في كل أجزائه من المعجزات كيف تروي الأوام والماء يجري عببا رشفة من الرشفات فلنيمم شطر الطبيب وفي الروضة ما يجتنى بكل التفات أي وصف أوفى وأبلغ مما قال في وصفه كبير الأساة سأعيد المعنى عليكم وإن كانت معانيه جد مختلفات ولو البدر يستطب إليه لشفى ما به من العلات سخر الطب للأنام جميعا فتقراه في جميع الجهات يتوخى قيد الأوابد في باب فباب منه وجمع الشتات ويقر السليم من كل زيف بعد لأي في المحو والإثبات آخذا من تجارب العرب واليونان والهود ناجعات الصفات ومضيفا إلى الثوابت منها محكمات الاصول والتجربات وأماط اللثام عن كل برء سره في الجماد أو في النبات فتقضى جيل فجيل وللداء دواء بفضل تلك الدواة عهدها عهدها كما كان والماضي بما بعده وثيق الصلات مصر كانت من بدئها وستبقى آخر الدهر مبعث العظمات |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
06-02-2020, 08:43 PM | #10 |
| |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
06-02-2020, 08:44 PM | #11 |
| الوطن في فكر جبران انغماس جبران بالأدب والرسم، لم يصرفه عن الاهتمام بقضايا وطنه السياسية وغيرها، فقد كان وطنياً صادقاً، ينتهز كل مناسبة لمساعدة أبناء وطنه بعمله، وماله وقلمه. ولم يعش بعيداً بحسه وفكره عن بني قومه، بل إن العبودية التي يرسف في أغلالها العالم العربي، كانت تمزّق وجدانه، والثورة على الظلم والضعفوالتخلّف، تجعله يصرخ بأعلى صوته منادياً الحرية. أوجاع بلاده القديمة، ظلت تلاحقه فإذا به مع أيوب تابت وشكري غانم يؤسسان نواة حزب كانت شاغله السياسي لاحقاً خصوصاً بين 1912 1920. لقد أثّرت الحرب العالمية الأولى مع ما رافقها من أهوال في جبران تأثيراً كبيراً، مما دفعه الى انتهاز كل الفرص والمناسبات لمساعدة أبناء قومه بجميع الوسائل، في هذه الفترة كتب مقالة "مات أهلي"، وفي سنة 1917 شغل منصب أمين سر "لجنة إغاثة المنكوبين في سوريا ولبنان، وراسل أبناء وطنه المقيمين في أميركا وباريس محاولاً إقناعهم بالسعي لتحقيق استقلالهم عن طريق الثورة. لكن جبران لم يخلق ليكون سياسياً، فانقطع عن العمل السياسي منصرفاً الى الأدب والرسم، وأسس في بيته "الرابطة القلمية"، وانتخب عميداً لها سنة 1920، سنة بدء اضطراباته الصحية بالظهور. |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
06-02-2020, 08:45 PM | #12 |
| ويل لأمة ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتشرب مما لا تعصر. ويل لأمة تحسب المستبد بطلا , وترى الفاتح المذل رحيما. ويل لأمة لا ترفع صوتها الا اذا مشت في جنازة ولا تفخر الا بالخرائب ولا تثور الا وعنقها بين السيف والنطع. ويل لأمة سائسها ثعلب وفيلسوفها مشعوذ وفنها فن الترقيع والتقليد. ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير لتستقبل آخربالتطبيل والتزمير. ويل لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين ورجالها الاشداء لا يزالون في اقمطة السرير. ويل لأمة قسمت الى اجزاء وكل جزء يحسب نفسه فيها امة. |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
06-02-2020, 08:46 PM | #13 |
| إقرأ,,,وتمعن -إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول. قلب المرأة ينازع طويلا ولكنه لا يموت. قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه، فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطّخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام والجماجم ، ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئن ة ويظل فيها الربيع ربيعاً والخريف خري فاً إلى نهاية الدهور _إن المرأة من الأمة بمنزلة الشعاع من السراج ، وهل يكون شعاع السراج ضئيلاً إذا لم يكن زيته شحيحاً؟ -ما شربتُ كأساً علقميّة إلا كانت ثمالتها عسلاً ، وما صعدتُ عقبة حرجة إلاّ بلغت سهلاً أخضر. وما أضعت صديقاً في ضباب السما ء إلا وجدته في جلاء الفجر . وكم مرّة سترت ألمي وحرقتي برداء التجلّد متوهّماً أن في ذلك الأجر والصلاح، ولكنّني لما خلعت الرداء رأيت الأ لم قد تحوّل إلى بهجة والحرقة قد انقلبت برداً وسلاماً. وكم سرت ورفيقي في عالم الظهور فقلت في نفسي ما أحمقه وما أبلده ، غير أنّني لم أبلغ عالم السّر حتى وجدتني الجائر الظالم وألفيته الحكيم الظريف. وكم سكرت بخمرة الذات فحسبتني وجليسي حملاً وذئباً ، حتى إذا ما صحوت من نشوتي رأيتني بشراً ورأيته بشراً. أنا وأنتم أيّها النّاس مأخوذون بما بان من حالنا ، متعامون عمّا خفي من حقيقتنا . فإن عثر أحدنا قلنا هو الساقط، وإن تماهل قلنا هو الخائر التلف، وإن تلعثم قلنا هو اللأخرس ، وإن تأوّه قلنا تلك حشرجة النزع فهو مائت . انا وأنتم مشغوفون بقشور(أنا) وسطحيات(أنتم) لذلك لا نبصر ما أسرّه الروح إلى (أنا) وما أخفاه الروح في ( أنتم). "عندما تكون صامتا مصغيا إلى ذاتك العميقة , في حلمك المستيقظ , تنهال أفكارك انهيال الثلوج المندوفة , وتتهاوى وتنتثر وتلف أصداء فضائك بصمت أبيض. وأي شيء هي الأحلام المستيقظة سوى غمام يبرعم ويتفتح في شجرة سماء قلبك؟ وأي شيء هي أفكارك سوى الأوراق التي تذروها رياح قلبك على الروابي وحقولها؟ وكما أنت تنتظر السلام حتى يتخذ في سريرتك ما لاشكل له,شكلا, كذلك لابد أن يتجمع الغيم ويتراكم إلى أن تشكل الأنامل المباركة أمنيته الدكناء , في بلور صغير من شموس وأقمار ونجوم " "عندما يأتي الربيع ليلتقي حبيبته في الغياض والكروم الهاجعة , ستذوب الثلوج في الحقيقة , وتجري سواقي تنشد النهر في الوادي , وتحمل الكؤوس لسقيا أشجار الآس والغار. وكذلك هو شأن الثلج في قلبك , فإنه سيذوب عندما يأتي ربيعك , وكذلك يجري سرك سواقي تنشد نهر حياتك في الوادي , وسياف النهر سرك ويحمله إلى الخضم الكبير ستذوب جميع الأشياء حين يأتي الربيع وتتحول إلى أناشيد , حتى الكواكب وقطع الثلج التي تنهال ببطء على الحقول الفسيحة , ستذوب في سواق تترنم ........" _ان المحبة المحدودة تطلب امتلاك المحبوب , اما المحبة غير المتناهية فلا تطلب غير ذاتها . المحبة التي تجيء بين يقظة الشباب وغفلته تكتفي باللقاء وتقنع بالوصل وتنمو بالقبل والعناق , اما المحبة التي تولد في احضان اللانهاية وتهبط مع اسرار الليل فلا تقنع بغير الابدية ولا تكتفي بغير الخلود ولا تقف متهيبة امام شيء سوى الالوهية . |
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً" |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خَلِيلَ , جَبْرَانِ |
| |