11-03-2016, 10:18 AM
|
|
اشراقات من حياة واهب الحريات " القروب الاخضر " | | | | بسم الله الرحمن الرحيم الإشراقة الأولى :ــ هو الصاحب الصادق ، المنيب التقي ، الوقاف البكاء واهب الحريات ، شيخ الإسلام الوقور عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي يلتقي مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في النسب في الجد السادس مُرة بن كعب ويكني بأبي بكر – وهي من البكر وهو الفتى من الإبل _ دخل النبي الأمين محمد r عليه فقال له : " أبشر أنت عتيق الله من النار " رواه الترمذي ، فسُميِّ بالعتيق ، ولقبه الربُّ جلا وعلا بالأتقى في قوله تعالى : " وسيجنبها الأتقى " ، ولُقِب بالأوّاه وهو صاحب الخوف والخشية من الله تعالى , ولقب بالصدّيق قال ( صلى الله عليه وسلم ) " أثبت أحد فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان" أخرجه البخاري وقد سُمي بذلك لكثرة تصديقه للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) , ولقب بالصاحب – لقبه بذلك ربه عز وجل إذ قال " إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذْ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا .... الآية ، فقد أجمع العلماء أن الصاحب المقصود هنا أبو بكر رضي الله عنه . الإشراقة الثانية :ــ ولد بعد عام الفيل وقد اتفق العلماء على ذلك ، واختلفوا في المدة التي كانت بعد عام الفيل فبعضهم ذكر بأنه ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر ، وآخرون قالوا بسنتين وأشهر( ولم يحددوا عدد الأشهر ), وآخرون بعد عام الفيل بثلاث , وقد ولد في حُضن أبوين لهما الكرامة والعزة في قومهما مما جَعَلَه ينشأ كريم النفس ، عزيز المكانة في قومه . الإشراقة الثالثة :ــ وصفه أصحاب السير من أفواه الرواة قائلين " إن أبا بكر رضي الله عنه اتصف بأنه كان أبيض تخالطه صفره ، وكان حسن القامة ، نحيفاً خفيف العارضين ، أحنأ (مائل الظهر ) , لا يستمسك إزاره ويسترخي عن حقويه ، رقيقاً معروق الوجه (نظير الوجه ) غائر العينين , حسن الساقين (دقيق الساقين) ، عاري الأشاجع ، وكان يخضب لحيته وشيبه بالحناء والكتم . الإشراقة الرابعة :ــ تزوج رضي الله عنه من أربع نسوة أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث . وهن قتيلة بنت عبدا لعزى بن أسعد بن جابر بن مالك . ( وهي أم عبد الله وأسماء ) , وأم رومان بنت عامر بن عويمر ( وهي أم عبد الرحمن وعائشة ) , وأسماء بنت عميس معبد بن الحارث ( وهي أم محمد ) , حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير ( وهي أم كلثوم ) . الإشراقة الخامسة :ــ كان رضي الله عنه من وجهاء قريش وأشرافهم وأحد رؤسائهم ، وكانت إليه الاشناق وهي الديات والمغارم ، وهو من علماء الأنساب وأخبار العرب ، قال فيه r هو " أعلم قريش بأنسابها " رواه مسلم ، وكان تاجراً في جاهليته وكان رأسُ ماله أربعين ألف درهم وكان ينفق من ماله بسخاء عرف به في الجاهلية ، كان موضع أُلْفةٍ بين قومه وكان حبيباً لهم لعلمه وتجارته وحسن معاشرته ، لم يشرب الخمر في الجاهلية ، ولم يسجد لصنم قط ذلكم الإشراقة السادسة :ــ أول من أسلم لرسول الله r وصدّق دعوته من الرجال ، شهد بدراً والمشاهد كلها ، ثبت مع حبيبه r في أحد حين أنهزم الناس ودفع له r رايته يوم تبوك ، أول من جمع القرآن ، وأول من قاء تحرجاً من الشبهات . الإشراقة السابعة :ــ خرج مع حبيبه r من مكة مهاجرين إلى المدينة وهذه فضيلة أخرى تضاف إلى فضائل هذا الرجل العظيم قال تعالى :- " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين أذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.. الآية " (التوبة 40) . الإشراقة الثامنة :ــ إذا تذكرت شجواً من أخي ثقةٍ
فاذكر أخاك أبا بكرًٍ بما فعلا
خيرُ البريةِ أتقاها وأعدلِهِا
إلا النبيُ و أوفاها بما حملا
الثاني التالي المحمودُ مشهدهُ
وأول الناس صدّق الرسلا
الإشراقة التاسعة :ــ
رأى رؤيا وهو في الشام فقصها على عجيرا الراهب فقال له : من أين أنت ؟ قال : من مكة قال : من أيِّها قال : من قريش قال : فأي شيء أنت ؟ قال : تاجر قال : إن صدّق الله رؤياك فإنه يُبعث بنبي من قومك تكونُ وزيره في حياته ، وخليفتهُ بعد موته ، فأسرها أبو بكر في نفسه . الإشراقة العاشرة :ــ لقد حمل أبو بكر الصديق رضي الله عنه همّ الدعوة مع حبيبه رسول الله (r) وتعلم منه حب هذا العمل النبيل ، وأدرك تماماً أن هذا الدين دين العمل والدعوة والجهاد ، وأن الإيمان لا يكمل حتى يهب المسلم نفسه وما يملك لله رب العالمين قال تعالى :- " قل إن صلاتي ونسكي ومحيايي ومماتي لله رب العالمين " , وقد كان رضي الله عنه كثير الحركة في الدعوة إلى الله ، بل كان كثير البركة أينما تحرك أثّر وحقق مكاسب عظيمة للإسلام . وأول ثمار دعوته رضي الله عنه هو دخول صفوة من خيرة الخلق في الإسلام وهم الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن مظعون ، وأبو عبيدة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمه ، والأرقم بن أبي الأرقم (رضي الله عنهم ) ويعلم الجميع ما لهؤلاء من دعم حقيقي للإسلام , كما أهتم الصديق رضي الله عنه بأسرته في دعوتهم لله تعالى فأسلم عن طريقه أسماء وعائشة وعبد الله وزوجته وأم رومان وخادمه عامر ابن فهيرة. رضي الله عنهم جميعاً . الإشراقة الحادية عشر :ــ وأما دفاعه عن حبيبه محمد r فقد سطّر أروع القصص على ذلك ، وأصدق المواقف الدالة على حُبٍّ منقطع النظير , عن عروة ابن الزبير قال سألت عمرو بن العاص بأن يخبرني بأشد شيءٍ صنعهُ المشركون بالنبي r فقال : بينما النبي r يصلي في حجر الكعبة ، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً ، فأقبل أبو بكر حتى أَخذ بمنكبيه ودفعه النبي r وقال : " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله " .
وقام على بن أبي طالب يوماً خطيباً على الناس فقال لهم : من أشجع الناس ؟ قالوا : أنت يا أمير المؤمنين فقال : أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه ، ولكن هو أبو بكر ، إنا جعلنا لرسول الله r عريشاً فقلنا من يكون مع رسول الله r لئلا يهوي عليه أحدٌ من المشركين ، فو الله ما دنا أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله r ، لا يهوي إليه أحدٌ إلاّ هوى إليه فهذا هو أشجع الناس . الإشراقة الثانية عشر :ــ لقد تربي الصديق رضي الله عنه على يد رسول الله (r) وحفظ كتاب الله تعالى وعمل به في حياته وتأمل فيه كثيراً وكان لا يتحدث بغير علم ، فعندما سئل عن آية لا يعرفها أجاب بقوله : " أي أرضى تسعني و أي سماء تظلِّني إذا قلت في كتاب الله ما لم يردْ الله " , وكان يسأل رسول الله (r) فيما استشكل عليه بأدب وتقدير واحترام ، فلما نزل قوله تعالى " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سُوءاً يجز به ولا يجْد له من دون الله ولياً ولا نصيراً " قال أبو بكر : يا رسول الله . قد جاءت قاصمة الظهر ، وأيّنا لم يعمل سوءاً ؟ فقال : " يا أبا بكر ، ألست تنصب ؟ ألست تحزن ؟ أليس يصيبك الأذى ؟ فذلك مما تجزون به ". وقد فسر الصديق رضي الله عنه بعض الآيات مثل قوله تعالى : - " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " قال فيها : " فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة ، ولم يلتفتوا بقلوبهم إلى ما سواه لا بالحب ولا بالخوف ، ولا بالرجاء ولا بالسؤال ولا بالتوكل عليه ، بل لا يحبون إلاّ الله ولا يحبون معه أنداداً ولا يحبون إلا إياه ، لا لطلب منفعة ولا لدفع مضره ، ولا يخافون غيره كائناً من كان ، ولا يسألون غيره ولا يتشوفون بقلوبهم إلى غيره " أ.هـ كلامه رضي الله عنه . الإشراقة الثالثة عشر :ــ ومن فضائله رضي الله عنه ما رواه أبى سعيد قال : خطب رسول الله r الناس فقال : " إن الله عز وجل خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عنده " فبكى أبو بكر فعجبنا من بكائه أن أخبر رسول الله r من عبد خُيِّر ، فكان رسول الله r المخير وكان أبو بكر أعلمنا به ، فقال رسول الله r إن من أمّن الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي عز وجل لاتخذت أبا بكر ، لكن خوّة الإسلام ومودته ، لا يبقى في المسجد بابُّ إلا سُدّ إلا باب أبي بكر . متفق عليه , وقال عليه الصلاة والسلام " ما نفعني مالَّ قط ما نفعني مال أبي بكر " فبكى أبو بكر وقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول اله ؟ رواه أحمد , قيل لابن الحنفيّة أي الناس خير بعد رسول الله r ؟ قال أبو بكر , وعن أبي سريحة قال : سمعت علياً رضي الله عنه يقول على المنبر : ألا إن أبا بكر منيب القلب الإشراقة الرابعة عشر :ــ وسيراً مع سيرة أبي بكر العطرة , فإليك موقفه رضي الله عنه العظيم حينما مات رسول الله r فعن أبن إسحاق أنه قال : لما توفي رسول الله r عظمت به مصيبة المسلمين فارتدت العرب ، واشرأبت اليهودية والنصرانية ، ونَجَم النفاق ، وصار المسلمون كالغنم المطِيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم , وقال ابن العربي واضطربت الحال فكان موت النبي r قاصمة الظهر ومصيبة العمر ، فأما (علي) فاستخفى في بيت فاطمة وأما (عثمان ) فسكت ، وأما (عمر) فأهجر وقال : ما مات رسول الله وإنما واعده ربه كما واعد موسى ، وليرجَعَنّ رسول الله فَلَيُقَطِعَنُّ أيدي رجالٍ وأرجلهم ، ولما سَمِعَ أبو بكر الخبر أقبل على فرس من مسكنه بالسُّنح ، حتى نزل ، فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمّم رسول الله r وهو مغشىّ بثوب فكشف عن وجهه ، ثم أكبَّ عليه فقبله و بكى ، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ولله لا يجمع اللهُ عليك موتتين ، أما الموتة الأولى التي عليك فقد متها ، وخرج أبو بكر وعمر يتلكم فقال : اجلس يا عمر ، وهو ماضٍ في كلامه ، وفي ثورة غضبه ، فقام أبو بكر في الناس خطيباً بعد أن حمد الله وأثنى عليه أما بعد : فإن من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا هذه الآية " وما محمداً إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلبْ على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين " ( آل عمران 144) , فنشج الناس يبكون ، قال عمر : فو الله ما إن سمعت أبا بكر تلاها فهويت إلى الأرض ما تحملني قدماي ، وعلمت أن رسول الله قد مات .
قال القرطبي : هذه الآية أدل دليل على شجاعة الصديق وجرأته ، فإن الشجاعة والجرأة حدُّهما ثبوت العقل عند حلول المصائب ، ولا مصيبة أعظم من موت النبي r فظهرت شجاعته وعلمه " أ.هـ كلام القرطبى رحمه الله . الإشراقة الخامسة عشر :ــ توفي رضي الله عنه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليالٍ بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين وأوصى بأن تغسله أسماء وزوجته فغسلته ، وأن يدفن إلى جنب رسول الله r ، وصلى عمر بين القبر والمنبر ، ونزل في حفرته ابنه عبد الرحمن وعمر وعثمان وطلحة . رحم الله أبا بكر ورضي عنه وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة .. | | | | |
havhrhj lk pdhm ,hif hgpvdhj " hgrv,f hghoqv H, hghoqv hgpvdhj hgrv,f havhrhj |