#1
| ||||||||||
| ||||||||||
احذرِ العِشق إياك وعِشْق الصُّورِ ، فإنَّها همٌّ حاضِر ، وكَدَرٌ مستمرٌّ منْ سعادةِ المسلمِ يُعدُه عنْ تأوُّهاتِ الشعراءِ وولهِهِم وعشقِهم وشكواهُم الهجْر والوصْل والفراق ، فإنَّ هذا منْ فراغ القلبِ ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾. وأنا الذي جَلَبَ المنيَّة طَرْفُهُ ............. فمنِ المُطالبُ والقتيلُ القاتِل والمعنى : إنني أستحقُّ وأستأهلُ ما ذُقتُ من الألمِ والحسرةِ ؛ لأنني المتسبِّبُ الأعظمُ فيما جرى لي . وآخرُ أندلسٌّ يتباهى بكثرةِ هيامِه وعشقِه وولهِهِ ، فيقولُ : شكا ألم الفِراقِ النَّاسُ قبْلي ................ ورُوِّع بالجوى حيٌّ وميْتُ وأمّا مِثْلما ضمَّتْ ضلوعي ................ فإنِّي ما سمعتُ ولا رأيْتُ ولو ضمَّ بين ضلوعهِ التقوى والذْكر وروحانيّةً وربّانيّةً لَوَصَلَ إلى الحقِّ ، ولَعَرَ الدليل ، ولأبصر الرُّشد ولَسَلَك الجادَّة : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ ﴾ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ . إنَّ ابن القيِّمِ عالج هذهِ المسألة علاجاً شافياً كافياً في كتابِهِ (الداءُ والدواءُ) فليُرْجَعْ إليهِ. إن للعشق أسباباً منها : 1. فراغُ منْ حُبِّه سبحانه وتعالى وذكْرِهِ وشُكرِه وعبادتِهِ . 2. إطلاقُ البصرِ ، فإنهُ رائدٌ يجلبُ على القلبِ أحزاناً وهموماً : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ ( النظرةُ سهمٌ منْ سهامِ إبليس ) وأنت متى أرسلت طرْفك رائداً ................ إلى كلِّ عينٍ أتعبتْكَ المناظِرُ رأيت الذي لا كُلُّه أنت قادرٌ ............... عليه ولا عنْ بعضِهِ أنت صابِرُ 3. التقصيرُ في العبوديَّةِ ، والتقصيرُ في الذِّكْرِ والدُّعاءِ والنوافلِ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ أمَّ دواءُ العِشْقِ ، فمنْهُ : ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ 1. الانطراحُ على عتباتِ العبوديِّةِ ، وسؤالُ المولى الشِّفاء والعافية 2. وغضُّ البصرِ وحفْظُ الفرْجِ ﴿ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ ، ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ 3. وهجْرُ ديارِ منْ تعلَّق بهِ القلبُ ، وتركُ بيتهِ وموطنِهِ وذكْرِهِ 4. والاشتغالُ بالأعمالِ الصالحةِ : ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ﴾ 5. والزَّواجُ الشَّرْعيُّ ﴿ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ﴾ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ (( يا معشر الشبابِ ، منِ استطاع منكمُ الباءة فليتزوَّجْ )) طريق الإسلام عائض عبدالله القرني ~ المصدر: منتدى همسات الغلا hp`vA hguAar |
07-12-2015, 09:02 PM | #4 |
| جمل الله قلبك بنور الإيمان ومتعك بروعة الجنان يعطيك ربي الف عافيه ع الطرح الأكثر روعه كتب لك الأجر والثواب جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه ع هذا الطرح المفيد لنا بارك الله فيك |
|
08-12-2015, 10:41 AM | #5 |
| بارك الله فيــــــــــك وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة . ورفع الله قدرك في أعلى عليين ... حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك . احتــــرامي وتــقديري... |
التعديل الأخير تم بواسطة همس الورد ; 08-12-2015 الساعة 10:48 AM |
08-12-2015, 04:37 PM | #6 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنآآآ من جديــدك تحيــآآتي دمت بود |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
العِشق , احذرِ |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وَعدُ العِشق ...! | نزيف الماضي | (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول | 13 | 04-09-2014 10:52 AM |