18-10-2015, 12:02 AM
|
| | لوني المفضل Crimson | رقم العضوية : 1 | تاريخ التسجيل : 3 - 2 - 2010 | فترة الأقامة : 5442 يوم | أخر زيارة : يوم أمس (12:42 AM) | المشاركات :
900,635 [
+
] | التقييم :
2147483647 | معدل التقييم : | بيانات اضافيه [
+
] | شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
| | |
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَح وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ إن فضل التقوى عظيم فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } و قال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرَاً } والمتقون عند الله جل وعلا في جنات النعيم، كما قال تعالى: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } وقال جل وعلا: { وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } فلا بد من تحقيق التقوى للفوز بفضله و لا يتأتى هذا إلا بمعرفة أركانه. الركن الأول: أن يطاع الله فلا يعصى قد تقول : لستُ ملَكاً مقرَّباً، ولستُ نبياً مرسلاً معصوماً من الخطأ، فقد انتهى زمن العصمة بموت المعصوم صلى الله عليه وسلم، وإنما أنا بشر أخطئ وأصيب وأزل، وتنتابني حالات كثيرة من الفتور، وربما من المعاصي، بل وربما أقع في كبيرة من كبائر الذنوب، وأنت تقول الآن بأن أول أركان التقوى هو: أن أطيع الله جل وعلا، وألا أقع في معصيته! فأقول : أبشر! فلقد ذكر الله المتقين في القرآن، وذكر من صفاتهم أنهم ربما يقعون في الفاحشة! فإذا قلت: ما دليلك؟ فلنتدبر قول الله سبحانه: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } مَن هم يا رب؟ وما صفاتهم؟ قال: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } إذاً: التقي قد يزل؛ ولكن الفارق بينه وبين الشقي: أن الشقي إن زلَّ فذُكِّر بالله لا يتذكر، وإن زلَّ فوُعِظ لا يتعظ، وإن زلَّ فذُكِّر بالآخرة استعلى واستكبر واستأنف وكان في غفلة قاتلة، بل وربما استهزأ بالذي يذكره بالله جل وعلا. أما التقي النقي فهو الذي إن زلت قدمه في بئر معصية أو في حفرة ذنب من الذنوب، ولطخت المعاصي ثيابه التقية النقية البيضاء سرعان ما يجذب ثيابه من أشواك المعاصي، ويطهرها بدموع التوبة والندم، ويتذكر عظمة الله وهيبة الله وجلال الله، ويمتلئ قلبه بالحب لله، والخوف من الله، فسرعان ما يتوب إلى الله ويعود إلى الله جل وعلا، والله يريد منك الذل والعبودبة والانكسار له، والله غني عنك، إذ لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، قال تعالى في الحديث القدسي الذي رواه مسلم من حديث أبي ذر عن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: أنه جل وعلا قال: ( يا عبادي! لو أن أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ). فالتقي هو الذي إن ظلم نفسه تذكر الله جل وعلا، فأناب وتاب وثاب وعاد، وهو يعلم يقيناً أن الله جل وعلا سيفرح بتوبته وهو الغني عن العالمين، الذي لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية. فإن زلت قدمك ! وأردت أن تحقق التقوى فجدد بعد المعصية توبة، وأحدث بعد المعصية حسنة، وتذكر دوماً وصية الحبيب النبي لـ معاذ بن جبل رضي الله عنه، والوصية رواها الترمذي بسند حسن، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( يا معاذ ! اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ) أي: أحدِث بعد السيئة حسنةً تمحُ الحسنةُ السيئةَ. أوَلم تقرأ في كتاب الله في صفات عباد الرحمن: { إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } [الفرقان:70]؟! فأول شروط التقوى: أن تتوب إن زلت قدمك ! فتُب، فإن زلت قدمك لضعفك ولبشريتك فما عليك إلا أن تتوب إلى الله، وكن على يقين بأن الله لا يمل حتى تملوا. الركن الثاني: أن يذكر فلا ينسى وأن يُذكَر فلا يُنسَى:! تستطيع أن تكون ذاكراً لله وأنت عملك في حراستك وأنت في خدمتك، فإن صححت النية فأنت في طاعة وفي عبادة، كما قال صلى الله عليه وسلم: وعين بكت من خشية الله ، فما المانع وأنت في خدمتك أن تذكر الله جل وعلا، وأن تصحح النية، وأن تكرر على قلبك وذهنك وسمعك ما حفظت من كتاب الله، ! فإن استشكل عليك شيء فتحت كتاب الله سبحانه وأنت في موطنك الذي أنت فيه، وما المانع أن تكون ذاكراً لله بأي صيغة من صيغ الذكر؟! الذاكر لله حي وإن حُبست منه الأعضاء، والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء! وأكررها: الذاكر لله حي وإن حُبست منه الأعضاء، فلو حبسه المرض في فراش المرض فشُلت قدمه أو يده وكان قلبه شاكراً ولسانه ذاكراً فهذا هو الحي، وهذه هي الحياة الحقيقية، أما إن رأيت بطلاً منَّ الله عليه بالعافية والصحة، ومع ذلك فهو مدمن للمعصية، وعاكف على معصية الله، وعلى التحدي لشرع الله وأمر الله جل وعلا، فهذا ورب الكعبة قد مات قلبه في صدره، فإن الحياة الحقيقية هي حياة القلوب. جاء رجل إلى سفيان الثوري فقال: يا سفيان ! لقد ابتُليت بمرض البُعد عن الله، فصف لي دواءً. فقال سفيان : (عليك بعروق الإخلاص، وورق الصبر، وعصير التواضع، ضع هذا كله في إناء التقوى، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد عليه نار الحزن، وصفِّه بمصفاة المراقبة، وتناوله بكف الصدق، واشربه من كأس الاستغفار، وتمضمض بالورع، وابعد عن الحرص والطمع، تشف من مرضك بإذن الله). وهذا الدواء يحتاج إلى سنوات في تطبيقة: إخلاص وورع وصبر، هذه هي التقوى الحقيقية، والإنسان لا يستطيع أبداً أن يعيش دون أن يأكل أو يشرب، كذلك الروح قد تموت في القلب، وفي النفس، وفي البدن، وصاحبها لا يدري؛ لأن للروح دواءً، ولأن للروح غذاءً، ولأن للروح علاجاً، ولا يعلم دواء وعلاج وغذاء هذه الروح إلا خالقها، يقول تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلَاً } [الإسراء:85]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت ) ألم أقل لك: إن الذاكر لله حي وإن حُبست منه الأعضاء، وإن الغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء؟! الركن الثالث: أن يُشكَر فلا يُكفَر. كم لله علينا من نعمة ؟! قال عز وجل { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [إبراهيم:34]، وبكل أسف يظن كثير منا أن النعمة هي الدينار، ويقول: إن رزقني الله ديناراً فأنا في نعمة، وإن ضُيِّق علي في الدينار فلم يُنعم الله جل وعلا علي بأي نعمة، وهذه نظرة قاصرة ضيقة أيها الأخيار! بل إن لله نعماً لا تُعد ولا تحصى، ووالله لو لم يكن لله عليك من نعمة إلا أن جعلك موحداً، وأرسل إليك محمداً، لكفى بها نعمة، فإياك ألا تعرف قدرها وفضلها، فإن غيرك لا يعرف له رباً! ولا يعرف غايته التي وُجد من أجلها! ألم تسمع قول المتسكع الذي يقول: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيتُ ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيتُ وسأمضي في طريقي شئت هذا أم أبيتُ كيف جئتُ؟! كيف أبصرتُ طريقي؟! لستُ أدري! ويظل يقطع الطريق كالسائمة، ولا يعرف له رباً، ولا يعرف لحياته معنىً، ولا يعرف له غاية، وقد قال الله في هذا الصنف: { لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف:179]. فاشكر الله على نعمه، فإنها نعمٌ كثيرة. هل فكرتَ مثلا في نعمة العقل؟! هذه نعمة ربما أنك ما فكرت فيها، فأنت تجلس على الطعام: اليد تمتد، والأصابع تمسك الطعام وترفعه إلى الفم، والمقاطع تقطِّع، والأنياب تمزِّق، والضروس تطحن، واللسان يظل يسهِّل، واللعاب يفرز، والمريء ينزِّل إلى المعدة، والمعدة تشتغل، والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة تعمل، ثم يتحول إلى دم، والقلب يشتغل، وأذين وبطين وصمام! فمن الذي يوزع لنا الدم على هذا البدن؟! المخ يرسل إشارات إرسال واستقبال وأنت نائم في غفلة! ألم تفكر في فضل الله عليك؟! انظر إلى السماء وارتفاعها، وإلى الأرض واتساعها، وإلى الجبال وأثقالها, وإلى الأفلاك ودورانها، وإلى البحار وأمواجها، وإلى كل ما هو متحرك، وإلى كل ما هو ساكن! فوالله إن الكل يقر بكمال الله، ويعترف بالتوحيد لله، ولا يغفل عن شكر وذكر مولاه إلا مَن كفر من الإنس والجن، ولا حول و لا قوة إلا بالله! قال عز وجل: وقال الشاعر: النفس تجزع أن تكون فقيرةً والفقر خير من غنىً يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها وقال الآخر: هي القناعة فالزمها تكن اغنى الناس** لو لم تكن لك إلا راحة البدنِ وانظر لمن ملَك الدنيا بأجمعها** هل راح منها بغير الطيب والكفنِ
[الطلاق:2-3]، [الطلاق:4]. [ق:31]، [الزخرف:35]. [آل عمران:133] [آل عمران:134-135]. { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا } [إبراهيم:34] |
|
|
|
,QlQkX dQj~QrA hgg~QiQ dQ[XuQgX gQiE lQoXvQ[QhW * ,QdQvX.ErXiE lAkX pQdXeE gh dQp lQoXvQ[QhW gQiE lAkX hgg~QiQ dQj~QrA da] [QdXjQ dQ[XuQgX ,QlQkX |