خربشة كيبورد / الا لَيتْ الزَمَن يَرجَع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح / مساء ورد الجوري

اقدم خاطرة ابوس راسك يازمن على آمل أن تنال اعجابكم


.




قبلَ عِدّةِ أيّامٍ وَ فِي حَديثٍ مَع صَّدَيَقَي ، كَنا تَتحدّثُ عَن شَيءٍ يَتعلّقُ بِ المَواهِبِ وَ فَقدهَا ,!
وَ مَعذرَةً يَآ صَّدََيقيْ إنْ كُنتُ هُنَا فِي بِدء .

وَ هَا أنَذَا ، أستَمِعُ إلى لَحن مُوسَيَقى لِـ صَديقِي قَديمْ ..
وَهوقَد اِعتَزلَ العَزف مُنذُ بِضعِ سَنوَات !.
أُفكّرُ كَثِيرًا ، هَل هُوَ سَعِيدٌ حَقًّآ دُونَ عَبثِ أصَابِعهِ بِـ مَفَاتِيحِ الأورغ ؟!.


لَدي صَديقي كَانَ مَجنُونًَا بِـ المُوسيقَى ، مِنهُ تَسرّبَ هَذَا الجُنونَ إلي بَحُكْم كُنا نَسْكُن مَعاً أيام الدَراسَة في شقْةٌ واحِدة!.
وَمِنهُ ، شُغفتُ بِالمُوسيقَى جدًّا حَتى أصْبَحْتُ اعَزْف الْعود وَمَثَلنَا ثُنائي فَنْي قَوي .

وكَانَ صّديِقِي رُوحهُ تَعلُو قَسمَاتَ وَجهِهِ ، عِندمَا يَجلِسُ عَلى سَريره ، وَ الأورغ أمَامَه ..
وَ اطْلب مِنْه بِـ إلحَاحٍ : أنْ يَعزِف لِي هَذهِ المَقطُوعَة ، لَكنّهُ كَانَ يَعزِفُ أُخرَى .


لا زِلتُ أذكُرُ ذَلكَ اليَوم ، وَ هُوَ يَعزِف ليْ مَقطوعَة .. قَسمَاتِ وَجههِ كَيفَ هَدأت ,
كَيفَ غَرِقَت رُوحهُ فِي اللحنِ وَ نَسيَ أني مَوْجُود ..

كَيفَ .. عِندمَا انتَهى .. سَادَ الصّمتُ بَيننَا ، وَ هَالةٌ مِنَ السّكونِ أحَاطَت بِنَا !.
تُرى .. كَيفَ سَمحَ لِهَذا الشّعورُ الرّائعُ بِالسّكينةِ أنْ يَذهَب ؟ ، كَيفَ فَرّط بِه ؟!.




السّؤالُ هُنَا : هَل هُوَ الوَحِيدُ الذِي فَرّطَ بِـ بَعضهِ ؟! .




البَآرِحَه فَجرًا ، وَ فِي يَديّ كِتَابٌ .. بَريءٌ جدًّا ، بِعَكسِ سَابِقيهِ ..

تَسَاءلتُ : مُنذُ مَتى لَم ألتَهِمِ الكُتبَ هَكَذَا ؟!.
كُنتُ أقرَأ كَثِيرًا .. ، وَ أنسَى الوجُودَ مِن حَولِي ،كَانتِ القِرَاءةُ طَقسٌ وَاحِد ، يَحوِي كُلّ طُقوسِ صَمتِي ..
وَ فَجأة ، وَجدتُنِي مُحاطَاً بِ الكَثِيرِ مِنَ النّاسِ ، وَ إذَا بِي وَ بَينَ كُتبِي مَسافَةٌ كَبيرَة ..!


صَراحَةً ، اشَتقتُ أنَا .. وَ كُلّ الصّمتِ ، وَ الصّمتِ .. ، وَ الصّمتِ .. لَكنّي لَم أعُد سَريعًآ!! .


كُنتُ كُلّما غَضبتُ ، رَسمَتُ .
أمسَكتُ كُرّاسَتِي وَ قَلمَ رَصاصٍ / فَحَم , وَ أخَذتُ أرسِمُ ..
وَ لا أُنكرُ أنّ رُسومَاتِي كَانَت جَيدةً جدًا ..!.



أيَضُآ : مُنذُ مَتى لَم أعَزِفْ عَلى الْعُود لِـ لَحنٍ وَاحِد ؟.

يَااه ، مَضَى الكَثِيرُ دُونَ رَغبَتِي فِي عَزَفْ المُوسيقَى .. وَ لَمْ أُدرك إلا بَعدَ حِينٍ أنّي قُلتُ حِينهَا :

- بَعدَ تَنهِيدَةٍ طَويلَة - .. تَغيّرنَا !.







سُؤال: مَتى نَفقِدُ سَعادَتنَا ؟!.

جَواب : عِندمَا نَفقِدُنَا .






ألَيسَ مِنَ الجَمِيلِ أنْ نَتغيّر ؟ ، وَ مِنَ الجَمِيلِ أنْ نَغدُوَ أفضَل !؟ .
لَكِن ، مَاذَا عَنّا .. ؟ ، أنتَغيّرُ وَ نَنسَى أنّ هُنَاكَ رُوحًآ ألفَتْ أشيَاءًا كَثِيرة .. تَشتَاقُهَا ؟!.
هَل التّغيرُ يَعنِي أنْ نَفقِدَ سَعادَتنَا ؟ ، أمْ نُحقّق السّعَادَة ؟!.




لَنْ أبحَثَ مَعنَى السّعادة هُنَا ، كُلّ شَخصٍ لَهُ فَلسفةٌ مُعيّنة فِي السَعَادَة .

لَكن إحدَى أشكَالِهَا مَا طَرحتُهُ هُنَا ،!
وَ أعلَمُ أنّ الكَثِير قَد يَحزنُ لِـ أنّهُ لَم يَعد كَمَا هُو .. لَكِن فِي صَالِح مَاذَا ؟!.



حَقََيقة أنآ أشعُرُ بِالسّعادة ؛ فَقد كَانَت هَذهِ عَادَةً مُنذُ صِغرِي .. أسّهرُ قَليلاً.. وَ أنآم لِـ سَآعَآتٍ مُعَيَنة !.

أشعُرُ بِالسّعَادَة ؛ إذْ أنّي فِي سَهرِي ذآك .. مَارستُ كُلّ مَا كُنتُ أمارِسهُ قَبلَ أعوَام .


أنْ أقرَأ ، أنْ أتحَدّثَ قَليلاً جدًّا ، .. أنْ أتَصفّحَ التّلفَازَ بِمللٍ وَ أُغلِقه ، .. أنْ أترُكَ جِهَازِي مَفتُوحًآ وَ أعُودُ لِسَرِيري .

أغرَقُ فِي طَقوسٍ تَخيّلية ، وَ أقرَأُ أُخرَى ، وَ أعُودُ بَعدَ هُدوءٍ إلى سَاحةِ التّسكعُ !. - الاِنترنت - !.

وَ .. ، أنْ أكتُبَ حَرَوَفٌ كَـ هَذهِ .. | كَمَا كُنتُ أفعَلُ سَابِقًآ..


وَ أبتَسِمُ : بِـ ذَاتِ الاِبتسَامَةِ البَرَيَئَه !.
وَ اقُولْ في نَفسِي الا لَيتْ الزَمَن يَرجَع .