الإهداءات | |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
قيام الليل من العبادات العظيمة بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على رسول الله إذا أقبل الظلام ، ونام الأنام ، وخيم السكون وتوقف الكلام ، وثقُلت الجوارحُ والعظام ، وحل دور الرؤى والأحلام ، حيينها يبرز الرجالُ الكِرام ، الذين يقطعون سواد الليل بالقيام ، يطلبون رحمة الواحد العلام . وإن لله عباداً فطنا **** تركوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا **** أنها ليست لحي سكنا جعلوها لجّة واتخذوا **** صالح الأعمال فيها سفنا قيام الليل من العبادات العظيمة الخالصة بين العبد وربه ، فهي عبادة جليلة ذكرها الله – جل جلالة – في محكم تنزيله وقال : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) [ الإنسان 26 ] وقال سبحانه : ( أمن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) [الزمر 9] وقال سبحانه أيضا : ( كانوا قَلِيلاً مّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَـرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17، 18] ففي هذهِ الساعات النفيسة المباركة من الليل ، ينزل ربُنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ، وروي في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له )) فنزول الله – جل جلالة - أمرٌ ليس بالهين ، واللحظات التي ينزل بها – سبحانه وتعالى - ليست كبقية لحظات اليوم ، فحري بالمرء أن يترصد ويقتنص هذهِ اللحظات المباركة ، بالدعاء والاستغفار والتضرع بين يدي الله عز وجل . وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلم : ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) رواه الترمذي . وقال صلى الله عليهِ وسلم : ((إن في الليل ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وذلك كل ليلة)) رواه مسلم . وقيام الليل كان من دأب الصالحين ، ومنهاج العُباد الزُهاد ، الذين تعلقت أرواحهم ببارئهم يناجونه في سكون الليل ، مقتدين برسولهم الكريم صلى الله عليهِ وسلم ، الذي تفطرت قدماه من قيام الليل ، كما جاء في الحديث الصحيح . فكان عثمان بن عفان رضى الله عنه ، يُحيي الليل كلَّه في ركعة واحدة يجمع فيها القرآن وكان ابن مسعود رضي الله عنه، إذا هدأت العيون قام فيُسمع له دويّ كدوي النحل حتى يصبح ، وذُكِر عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، أنَّه كان يُصلَّى الفجر بوضوء العشاء بنيفٍ وثلاثين سنة ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( من أحب أن يهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليراه الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) وقيل للحسن البصري ، رحمه الله : ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره . وقال ابن المنكدر ، رحمه الله : ( ما بقى من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، وصلاة الجماعة ). يقول وهب بن منبه رحمه الله: ( قيام الليل يشرف به الوضيع، ويعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون الجنة) ولما حضرت ابن عمر رضي الله عنهما الوفاة قال: (ما آسى على شيء من الدنيا إلا عن ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل) يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله: ( أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا ) يا رجال الليل جدوا **** رب صوت لا يرد مـا يـقـوم الـلـيل إلا **** مـن لـه عـزمٌ وجِـدُّ فاحرص أخي الكريم ، أن تكون من رهبان الليل ، الذين يبيتون لربهم سُجداً وقياماً ، والذين هم تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفاً وطمعاً ، والذين هم قليلاً من الليل يهجعون ، الذين جعلوا ساعات الليل سجوداً لله وتسبيحاً طويلا ، فأدركوا أن ناشئة الليل هي أشدُ وطئاً وأقوم قيلا ، فلا يضعون رؤوسهم على وسائدهم إلا وهم يرجون مقعد الصدق الذي هو عند مليكٍ مقتدر ، رافعين أكفهم أن ينالوا تلك الغرفة المباركة ، وما خفي لهم من قرة أعين لهو أكبرُ وأعظم ، وإن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون . فيا أيها المؤمن أحْيِ ليلك ، و أيقض أهلك ، وأسبغ الوضوء على المكارة ، واتجه نحو البيت العتيق ، وجد واجتهد ، ورفع لله سبحانه وتعالى أكُف العبودية والخضوع ، إن أردت ذلك الشرف العظيم فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس )) رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني . قلت لليل : كم بصدرك سر **** أنبئني ما أروع الأسرار قال : ما ضاء في ظلامي سر **** كدموع المنيب في الأسحار هذا والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليهِ وسلم . المصدر: منتدى همسات الغلا rdhl hggdg lk hgufh]hj hgu/dlm H, hggdg hgufhdhj hgu/dlm r]hl |
07-07-2015, 02:44 PM | #2 |
| طرح في غاية الروعة بارك الله فيك جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه الله لايحرمنآآآ من جديــدك تحيــآآتي دمت بود |
|
07-07-2015, 04:58 PM | #3 |
| جزاك الله خير ويجعله فموازين حسناتك |
|
07-07-2015, 06:16 PM | #4 |
| الله يعطيك العافيه طرح بقمة الرووعه لاعدمنآك ولا عدمنآ طروحك الجميله لك اجمل باقة ورد جوريه دمت بسعاده ورضى الرحمن ودي وشذى الورد |
|
08-07-2015, 02:00 AM | #5 |
| جزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله الفردوس إن شاء الله ودمت بحفظ الله ورعايته |
|
09-07-2015, 03:01 AM | #6 |
| فيض من الشكر والتقدير للحضور الجميل ود مع عطر الورد |
|
09-07-2015, 05:54 AM | #7 |
| باركَ الله فيكِ وأعانكِ على الطاعة والقيام دمتِ في حفظه |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الليل , العبايات , العظيمة , قدام |
|
|
كاتب الموضوع | همس الروح | مشاركات | 13 | المشاهدات | 134 | | | | انشر الموضوع |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إحتفلوا بولائم العيد .. من دون خوف | غلا الكويت | (همســـات الصحه والطب) | 14 | 11-10-2014 08:57 PM |
محاضرة قيام الليل ( مكتوبه ) | تحطيم أحلامي | ( همســـــات الإسلامي ) | 19 | 13-02-2014 12:51 AM |
ڝڵآھ آڷڷيڸ •• ﯞمْـآ أڏڕآڪ مآڝڵآھ آڷڷيڸ✿ | ميارا | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 12-02-2014 12:21 AM |
في العيد.. تناولوا اللحم الأحمر بعقلانية | غلا الكويت | (همســـات الصحه والطب) | 4 | 09-02-2014 02:00 AM |