نشوة الهزيمة ( من واقع الحياة ) بقلمى

#1 23-05-2015, 08:42 PM

نشوة الهزيمة ( من واقع الحياة ) بقلمى

نشوة الهزيمة

جلست على سريرى الأبيض فى المشفى بلا روح او امل لازلت فى التاسعة والعشرون

من عمرى واعانى من مرض القلب وفى حاجة التى تغير ثلاثة شرايين
جلست اتذكر حياتى كشريط سينمائى يمر فى خاطرى ورجعت الى عمرى حينما كنت طالبة

لا احمل للدنيا هما ولا اشكو من شىء

كان كل شىء هادىء مستقر لا يدعو الى القلق فى حياتى .. لم اكن محرومة من شىء

كل شىء عندى حتى حريتى .. اذهب الى النادى وحدى اتعرف على الشباب واقدمهم

الى ابى واخى وأمى ليعيشوا معنا فى جو نظيف من الصداقة البريئة والنقية والمحترمة
وعلى الرغم من ذلك لم اقع فى الحب .. وكل ما بينى وبين شباب النادى واصدقاء رامى اخى الأكبر
صداقة مجرد صداقة فقط
وكثيرا ما مزح معى رامى قائلا

لا يوجد شاب من اصدقائى لفت نظرك او احببتيه

اقول له ضاحكة كلهم اخواتى مثلك تمام

كان منهم شباب يريد ان يتقدم لخطبتى لمعرفتهم بأسرتى وبأخلاقنا ومدى الحب الذى

يربط بيننا ولكن قلبى لا زال خاليا فلم اجد من يحركة

وفى عيد ميلادى الثامن عشر وبعد انتهاء الحفلة رأيت امى وهى تهمهم بكلمات لأبى

وحينما رأتنى ابتسمت وسكتت ..
ولم اعير الأمر اهتمام كنت فى الثانوية العامة وكنت اود الحصول على مجموع يدخلنى
كلية الطب كنت فرحة باللقب الدكتورة نهى الله يرن فى اذنى فأشعر بالنشوة

وكان لأبى صديق يعمل فى احدى الشركات الأجنبية ذكيا وسيما فى الثمانية والثلاثون من عمره

كنت اراه فى مناسبات كثيرة تجمعنا معا ودائما ما كان يرانى ويجلجل بضحكته قائلا

اهلا بدكتورة المستقبل

ابتسم فى خجل واقول له

ربنا يسهل واجيب المجموع اللى يدخلنى هذه الكلية

وكانت امى حينما تراه ارى فى عينيها لمعة غريبة اتعجب لها

وطالما سألت نفسى

تُرى ما سر هذه اللمعة والأهتمام الزائد لهذا الصديق

وفى يوما وبعد عودتى من المدرسة نادت علية امى فى حجرتها لتحدثنى فى موضوع

ذهبت اليها وجلست قبالتها ضاحكة

نعم ياست الكل ياقمر ماذا تريدين منى

تبسمت نصف ابتسامة وقالت عريس ابن حلال ومركز محترم سيجعلك تعيشين ملكة

نظرت بتعجب ولم تكن هذه الفكرة خطرت على بالى من قبل

قلت .. ومن هذا اللى اتجرأ وطلب ايدى
ضحكت فى دلال وقالت حسام
نظرت اليها فى دهشة قائلة
حسام من حسام ومن اين جاء وكيف عرفنى
قالت ... اصبرى حتى اكمل كلامى انه حسام اونكل حسام
صرخت قائلة .. ولكن يأماه انسيتى فارق السن بينى وبينه

رددت قائلة فارق السن لا قيمة له المهم التوافق والأنسجام واقنعتنى بالقبول

وسعى ابى بإحاء من امى لتنفيذ الفكرة اعجابا بأخلاقه وأطمئنا له .. ووسط ابى قريبا له لأقناعة

بالتقدم لخطبتى .. وخرجت من قلبى المريض تنهيدة شعرت انها ستمزق قلبى

وتمت خطبتنا وفرحت به وتعلمت منه كل شىء فى الحياة .. الكلام معاملة الناس التسامح

الحب كل شىء جميل

وفى خلال خطبتى تقدمت لأمتحان الثانوية العامة واعتبر خطيبى نفسة مسئولا عنى تكفل
بنفقات الدراسة كلها

وفجأة

توفى أبى قبل زواجنا ووقف حسام خطيبى الى جوارنا فى محنتنا وعوضنى الى حد كبير عن فقد ابى

كان كريما عطوفا معنا جميعا حتى مصاريف كلية اخى كان يدفعها عن رضى

وقبل وفاة ابى كان قد اتفق معه على تقسيم نفقات الزواج

لكن حسام وبغير ان نطلب منه بادر هو بتحمل كل نفقات الجهاز والزواج ...

وبدأت حياتى سعيدة معه بكل شىء .. وبعد عام انجبت ولدا جميلا فرحنا به كثيرا

وكان قرة أعيننا وبعده بعام أخر انجبت طفلة أجمل وتبددت أحلامى
فى ان اكون دكتورة

ولكنى سعدت بطفلتى وحمدت الله على رزقه .. احسست انى اعيش
اجمل أيام حياتى

وأنى أملك الكثير .. أفضل زوج .. أجمل شقة .. وأحلى الأبناء

لكن ماذا بعد ؟

كان دائمايتردد فى ذهنى هذا السؤال فابرغم من كل هذا كنت خائفة
من المستقبل ولا اعرف لماذا

وكان هذا الخوف الغامض هو سبب عذابى

وفى اثناء زيارة من زيارات امى بُحت لها بم يجيش فى صدرى من خوف وقلق

واستغلت أمى هذا الخوف ونصحتنى بأن أعمل حساب للزمن

قالت .. أدخرى من زوجك أكبر ميلغ .. واطلبى منه أكبر كمية ممكنه من الهدايا الذهبية

ونفذت نصيحة امى وبدأت أطلب من زوجى وهو يستجيب كرما منه وحُسن نيه

قدم لى الذهب وأدخر لى المال حتى الشقة التمليك كتبها بأسمى استجابة لرغبتى

لقد عرفت وبعد فوات الاوان ان الامان الحقيقى هو فى الاسرة
المستقرة ومع الزوج المحب

واحسست بدمعة ساخنة تنزل من عينى دما وحزنا واخذ الشريط يمر امام عينى

بدأت معاملته تتغير معى .. وبدأ يرفض الأستجابة لطلباتى ..
وبالطبع تغيرت معاملتى معاه

وقصرت فى اداء واجباتى وتدخلت امى فى الموضوع

فقال ... انا لا أحب أن يبتزنى احد وان ما تفعله أبنتك هو ابتزاز لا اقبله

ومن هنا بدأت المشاكل وتحولت الحكاية الى صراع بين ارادتى
وارادته من يغلب منا الأخر

ومن ينهزم ومن ينتصر ؟

وحاول اخى التدخل بيننا فكنت اتشبث برأى

قائلة .. لن أتراجع أو اتنازل ولازم يخضع ويستجيب لكل طلباتى

وتمسكت بالعناد والأصرار وتشجيع أمى على أن أهزمه وانتصر عليه

وفجأة وبدون مقدمات سلم بالهزيمة وفى صمت ترك كل شىء وذهب
حتى ملابسه وأوراقه تركها

وطلقنى واحسست بنشوة الأنتصار واصبحت أمى فى قمة السعادة

وقالت ... هو ده الحل الأمثل لأنه كان سيتركك يوما ما ..وان من
الأفضل أنك تأمنى مستقبلك

وبدأت تشجعنى لكى ارفع عليه قضايا للحصول على نفقة شهرية لى ولأولادى

وقد تركنى ومعى مدخرات كثيرة وذهب وشقة تمليك وأثاث فاخر وكل الأجهزة

ولكنها النفس البشرية التى لا تهدأ وتأمر دائما بالسوء

وتوقعت أن أراه فى أول جلسة فى المحكمة ولكنه لم يحضر وحضر
بدلا منه محاميه الذى كان موكل عنه

وحاول محاميه أن يتوصل لحل ودى للأتفاق على النفقة بدون اللجوء للمحاكم .

ولكن أمى رفضت ظننا منها أنى سأحصل على مبلغ كبير من
المحكمة وخصوصا أنى قدمت مستندات
تفيد بحصولة على راتب خيالى من شركته

وحكمت المحكمة بالنفقة وصعقت من الحطكم وتبخرت كل امالى فقد
حكمت لى بمبلغ 120 جنيه

كنفقة وهذا المبلغ كان يعطيه لى كمصروف شخصى الى جانب
مصروف البيت والأولاد

ورضيت بذلك مضطرة وتفرغت لأولادى ومضت سنوات وأمى

تشجعنى وسافر اخى وتركنا ليشق طريقه

ثم توفيت أمى .....

ولم أجد أحد بجانبى ولا ادرى ماذا افعل وفجأة رأيت حسام لأول مرة
بعد طلاقنا جاء ليقدم لى العزاء وحضر
كل مراسم العزاء ليلا ثم ذهب ولم يعد مرة اخرى

مضت الأيام ووجدت نفسى وحيدة بعد وفاة أمى وسفر أخى ومعى
طفلان وابتعد عنى اقارب امى

فتسألت بينى وبين نفسى أين أبو أطفالى ؟

ولماذا لا يعود ؟ وننسى ما فات فقد تعلمت أن المال لا يغنى عن الزوج والأب
حاولت الأتصال به .. ولكن لم أفلح .. وأتصلت بأمه واخوته

قائلة ان يتدخلوا لأعادة المياه الى مجاريها فما كان منهم الا الأعتذار

لأنها مسألة شخصيةتخصه هو

وهكذا انقطع كل ما كان يربطنى به الا نفقات المدرسة للطفلين

وفى يوما ما شعرت بتعب شديد نقلت على اثره الى المشفى وفوجئت
بأنى مصابة بضيق فى شرايين القلب وفى
حاجة الى جراحة لتغير ثلاثة شرايين وفى اشد الحاجة لمن يكون بجانبى

فخطر لى ان ارسل الطفلين لأبوهم ليعيشو معه فأعادهما وأرسل مع
أحد زملائه شيك بكل نفقات الجراحة

ورفض مجرد التفكير فى العودة الىّ ... وقالها صريحة

بأنه اعتبرنى ميتة فى نظره وأن كل ما يفعله هو من أجل الأولاد

وأنه لو كانت لهم مربية واحتاجت الجراحة لتكفل بنفقاتها كما فعل معى

لقد دمرت نفسى ودمرت سعادتى وظلمت زوجى بمحاولة ابتزازه بحجة تأمين مستقبلى

لقد اصبحت وحيدة ومسئولة عن طفلين يحتاجون رعاية الاب
ويبحثن عن الامان الذى هدمت حياتهم
من اجله فلا يجدنه

حينها شعرت بأنه هو الذى هزمنى وليست أنا من هزمته

تمت بحمد الله

هذه قصة من واقع الحياة .. نصيحة اقدمها لكل فتاة
لو مبسوطة مع زوجك فلا داعى للقلق فالمستقبل بيد الله
ولا تسمحى بتدخل اى انسان حتى ولو كانت امك
فيوجد بعض الامهات تخرب بيوت اولادها

والى اللقاء مع قصة اخرى من واقع الحياة

المصدر: منتدى همسات الغلا

ka,m hgi.dlm ( lk ,hru hgpdhm ) frgln H, hgpdhm hgi.dlm frgld ,hru ,.km

23-05-2015, 08:44 PM

يَعطِيك ألعَآفِيةَ
شُكرَاً أقطِفُهَآ مِن قَلبْ ألجَمَآل
لِتُلِيق بِ حَجمَ جَمَآلِ طَرحِك
دَآمَت ألسَعَآدَةَ رَفَيقَةَ حَيَآتِكْ
طَوقُ يَآسَمِينْ لِروحِك
❤️

23-05-2015, 09:04 PM

القصه كثير اثرت فيني وحزنت كثير كثير كثير ... اكره النهايات المأساوية وبالذات لاكانت بداياتها جميله لكن بسبب العناد والطمع ينقلب الحال .

رائعه حبيبتي .. ولك تقييمي حفظك ربي

23-05-2015, 10:26 PM

طرح أكثر من رائع
روعه وجدتها بين الكلمات
استمتعت بما قرأت
و نطمع بالمزيد
من طروحاتك الجمييله
تقديري وشكري لك

24-05-2015, 07:49 PM

سلمت أنآملك ع القصه الرائعة .
الله يعطيك العافيه
ولا تحرمنا جديدك
ل أنفآسك بآقة ورد

24-05-2015, 07:52 PM

سلمت يداك علي الطرح والموضوع
يعطيك العافية
بانتظار المزيد من رقي طرحك
ودي

25-05-2015, 11:56 PM

انتقاء مكلل ب اهاديِج الزهور
اشكرك عدد مداد الارض
لروحك الجوري

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حب الحياة أثناء الحياة وحب لقاء الله أثناء النزع .	عِطرِ آلجَنُوبَ	(سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه )	11	16-02-2015 08:53 AM
الحجاب الشرعي في المذاهب الأربعة	زائر الفجر	( همســـــات الإسلامي )	13	11-11-2014 01:38 AM
الشعور بالموت اثناء الحياة	قطرات احزان	( همســـــات العام )	11	16-11-2013 01:10 AM
الحجاب إيمان وطهارة وعفه	النـور	( همســـــات الإسلامي )	10	03-04-2013 02:44 PM
الحجاب	تحطيم أحلامي	( همســـــات الإسلامي )	10	19-01-2013 10:29 AM

الإهداءات

نشوة الهزيمة ( من واقع الحياة ) بقلمى

(همســــات قصص وروايات)